في رقبتك الفصل الثاني والعشرون

46 10 2
                                    

زين باإمتنان وإحساس بالذنب:سامحني يا إياد..انا اسف
إياد بابتسامة متعبة : في وقت زي ده المفروض تشكرني..مش تعتذر ..وبعدين متنادينيش باسمي دلوقتي.. لو حد اكتشف هويتي..هتبقي مشكلة بالنسبالي...
زين : خلي بالك من نفسك
إياد: وانت كمان..اقابلك قدام..
...تحرك زين نحو السور وقفز ..
زين بفخر : يبدو اني لسه زي ما انا جامد اهو..ندور علي الكلب اللي هرب ده بقي..نستفيد من تعليمات اختي العزيزة..
..نزع إياد ملابسه الخارجية ووجد ان زين قد احضر له ملابس مختلفة فإرتداها وتحرك نحو ساحة الجامعة
..
إياد: اتأخرت ؟
نظر هشام للخلف اتجاه الصوت ونظر لإياد قليلا ثم اعاد نظره مرة اخري الى مكانه وقال : لا عادي...
إياد: شوفت البث؟
هشام : ده بعتهولي بنفسه
إياد: هو مين؟
هشام بضيق : هيكون مين..PM
إياد : شايف انك مش بتحبه صح؟
هشام : اكيد مش بحبه..ده ضد القانون
إياد: مع انه بيساعد القانون..او بيحقق العدالة بنفسه
هشام : مش حقه
إياد: يمكن معاك حق..بس لو هو معملش كده ..مفيش حد هياخد حقه..اذا كانت سلمى او غيرها..
محمد: معاك جدا يا إياد بيه
نظر إياد لمحمد قليلا..ثم ابتسم...
إياد: طب لو PM ده طلع حد انت تعرفه هتعمل ايه
نظر له هشام بصدمة وقال: ايه السؤال ده؟
إياد: مفيش جه في بالي بس..
احد الجنود: في حد.جاي هناك يا هشام بيه
رفع جميع الجنود اسلحتهم تجاه القادم ولكن وجهه لم يكن ظاهر بسبب الظلام ولكنه رفع احدي يديه
وقال : اشش انا زين
هشام : زين؟!! بتعمل ايه عندك
دفع زين عثمان ومدكور أرضا وقال : كنت بجيب دول
هشام بصدمة : هو انت؟!
زين : لا متفهمش غلط..انا كنت جاي ولقيت الكلب ده بيهرب..مقدرتش اسيبه يهرب..
هشام : اكيدpm هنا حد يدور عليه
محمد واضعا يده علي كتف هشام : احنا مديونين ليه دلوقتي..خلينا في اللي قدامنا حاليا..
إياد هامسا لزين : عرفت تمسكه يعني..
زين بابتسامة: مش معنى اني قعدت كام سنة اني نسيت انا مين
إياد بابتسامة : معاك حق
زين : هتعمل ايه دلوقتي
إياد: هروح بيتي..
زين : وملك؟
إياد: ملك هتحتاج ابوها دلوقتي مش أنا..يلا روح
زين : اشوفك علي خير ..
إياد: مفتاح عربيتك..
....
لقد امسك زين بعثمان وقيده ومدكور ثم القى هشام القبض عليهما واخيرا...عاد إياد لمنزله بتعب شديد لينام وزين اتجه للمستشفى حيث ابنته ..وهشام ومحمد اتجها لقسم الشرطة..وكانت الساعة قد وصلت للخامسة فجرا حينها..
...
إياد: ألو
: الو ورحمة الله وبركاته..عملت ايه
إياد: اتقبض عليهم خلاص
: كويس اقدر انام وانا مرتاح دلوقتي
إياد: شكرا
: علي ايه..ده واجبي..وبعدين انت مش فاهم فرحتي انك واخيرا بعد. سنتين استعنت بيا..مع اني متوقعتش انك تظهر بنفسك
إياد: علي الاقل لو انا اتكشفت.. انت تفضل في أمان
  : انا مش طفل صغير عشان تحاول تخلي بالك مني..انا pm
إياد بضحك : اه pm الطفل..
  : معتقدش ان حد ممكن يتوقع ان انت شخصين..
إياد: لو في اي وقت انا حصللي حاجة انت هتكمل كل حاجة عادي..لان لو pm اختفى مع اختفائي هيتعرف انا مين
: عيب ده انا وريثك..
إياد: وريثي ايه بس ..انت أجبرتني اني ادخلك معايا في العك ده
: فدايا..وبعدين اعترف من غيري المهمة دي مكنتش هتنجح..
إياد: انا مأنكرتش عشان اعترف اصلا
  : روح نام لأنك اكيد تعبان
إياد: وانت كمان انت سهران بقالك ٣ أيام عشان تخلص الشغل ده .. انا اسف اني ورطتك معايا..
: إياد..انا جاهز اعمل اي حاجة عشانك وعشان ملك.. متقولش كده..انت اخويا اللي مربيني..وانت معلمي كمان..وقدوتي
إياد بابتسامة: طيب طيب خلاص..هروح استحمى وانام بقي
....
لا احد يعلم حقيقة ان pm هو شخصان..او لنقل شخص ومساعد احتياطي ...لقد كان دائما إياد..ولكن يبدو انه يستعين احيانا بشخص اخر..يعتبره قدوته واخيه الأكبر...علي عكس معرفة شخصان بهوية إياد..لا احد يعلم أن هناك شخصا اخر يساعده..لا يستعين إياد به كثيرا خوفا عليه...كانت المرة الأخيرة منذ سنتان تقريبا.. والآن..ربما لانها كانت المهمة الأخطر..فقد اظهر نفسه لأول مرة ...كان دائما هو من يقوم بوضع الأدلة في أماكنها ويقوم بقيادة الشرطة لها..في حين كان مساعده يقوم بكل شئ في الخفاء ..كان هذا شرط إياد الوحيد ليضمه معه..وفي هذه المهمة ايضا ..كان إياد من علم بكل شئ واعده..ولكن الاخر رفع كل شئ علي الانترنت وقام بتلك الأعمال في الوقت الذي كان إياد يستفزهم فيه وينقذ ملك...هذه هي طبيعته..يكن له إياد الكثير من الاحترام..فهو الوحيد الذي كشف هويته بنفسه دون ان يخبره...علي عكس زين والآخر..وهو..
...
يحيى: الو يا إياد
إياد بنعاس : ألو
يحيى: انت كويس حصلك حاجة..
إياد: انا كويس
يحيى بغضب:انت ازاي تعمل كده..يعني ازاي تطلع بنفسك افرض كان اتقبض عليك
إياد: انت نسيت انا ابن مين وحفيد.مين ولا ايه يا عمي..
يحيى: لا منسيتش ..بس الحركة دي كانت تهور كبير منك يا إياد..
إياد: محدش هيشك في هويتي..
يحيى: ايوة ماشي اتفق معاك.. انا عرفتك لاني عارفك..بس
إياد: متقلقش علي الفاضي.. المهم كل حاجة عدت ومتخافش انا مش بسيب حاجة ورايا توقعني
يحيى: انت اصلا عملت كل ده ازاي في وقت واحد..
إياد بشرود : انا بقالي ١٥ سنة في مجالي ده حاجة زي دي ..مش هتصعب عليا
تنهد بحيى بيأس..هو يناقض شعوره بأن هناك أحد يساعده ولكن..بالتأكيد هو لن يكذب عليه فلطالما كان يحيى مخزن اسراره..
..
احضنت ملك والدها بشدة وانهارت من البكاء في حضنه..
زين بحزن مربتا علي ظهرها : متخافيش يا حبيبتي كل حاجة هتبقي كويسة دلوقتي خلاص .
ملك : انا كنت خايفة اوي يا بابا
امسك زين بوجهها بين يديه وقال : بس انا ملك بنتي قوية صح ومفيش حد يقدر يهزمها
اومأت ملك بإيجاب وحاولت ان تبتسم ..ولكنها فشلت وبدات في البكاء مجددا..
عانقها زين بقوة وابتسم..يشعر بأن الروح قد عادت اليه بعودتها وهذا ما يهم
أماني: ملك
ابتعد زين عن ملك وافسح مجالا لأماني..
تعانقت كلتاهما وشرعتا في البكاء...ابتسم زين وهو يتذكر زوجته وصديقتها..كلما رأى ابنته وأماني تذكرهما..
أماني ببكاء : انا خفت عليكي اوي ..لو كان حصلك حاجة كنت هعيش ازاي. .اوعك تتهوري كده تاني ياما هزعل منك..يا غبية
ملك ببكاء: حاضر انا اسفة مش هعمل كده تاني..
أماني: انا منمتش من يوم ما انتي مشيتي..وكمان نور قدامي كده ومش عارفة هيحصلها ايه..كنت لوحدي اوي..
ملك : اسفة
زين : خلاص خلاص.اقفلوا حفلة النكد دي بقي..ويلا علي النوم انتي وهي .. بس الاول انا هروح اجيب هدوم لملك عشان تاخد دش وتغير
ملك : لا انا هاجي معاك البيت يا بابا..انا كويسة مش هحتاج اقعد هنا
زين : لا يا ملك خليكي هنا..
ملك : لا لا انا كويسة..عايزة اروح بيتي..
أماني: خدها يا عمو..هي مش هتحتاج تقعد.هنا خلاص..
ملك : لا انتي هتيجي معايا
أماني: لا ونور؟
ملك : هي مامتها وباباها فين؟
أماني بحزن : محدش فيهم سأل عليها..
ملك بضيق : عايزة اضربهم هما الاتنين..
أماني: روحي انتي وانا هجيلك الصبح..
احتضنتها ملك وقالت : لا هجيلك انا ..سلام خدي بالك من نفسك..
..
كان زين وملك في السيارة وجدت ملك قبعة وقناع وجه علي كرسيها فأمسكتهم..هاجمتها رائحة..اصبحت تعشقها..
ملك بتساؤل : بتوع مين دول يا بابا..
نظر زين ليدها وقال : بتوعي..
ملك : همم..غريبة يعني..ريحتهم زي مستر إياد..
زين : نعم!
ملك وهي تمسك الجاكيت الذي ترتديه: الجاكيت ده بتاعه..ريحته زيهم مش ريحتك انت يعني
زين : همم..لا تلاقيكي متلخبطة بس من التعب
ملك بلا مبالاة: ممكن
..وصل كلاهما للمنزل..وذهبت ملك للحمام واغتسلت ..علي الرغم انها شعرت بالألم عندما مر الماء علي جروحها ولكنها تشعر بالانتعاش الآن...وقفت في غرفتها وقامت بتعليق جاكيت إياد بجوار الجاكيت الآخر..نظرت لهما يبدوان متطابقان ..ولكن الم يكن محمد من انقذها حينها؟ اقتربت منهما لتقارن بين الرائحة..ولكن الجاكيت القديم كانت رائحته قد اختفت..
..الفصل الرابع ..
"بدأت ملك في فقد الوعي  بسبب نقص الاكسجين الشديد..وفجاءة ارتفع صوت رصاص وفتح باب السيارة ..لم تكن ترى ما يحدث بوضوح..كان احدهم يسحب آسر من فوقها ويلكمه بقوة حتي فقد الوعي..ثم اتجه الى السائق الذي كان كان صديق آسر بالفعل ..كان يمسك في يده سكين..جرح يد هذا الرجل الذي جاء لانقاذ ملك من بين اسنانهم..ولكنه سكت مغشيا عليه فجاءة عندما لكمه الرجل بطريقة معينة جعلته يفقد الوعي..وامسك كلامها آسر وصديقه وقام بربطهما بحبل ..ثم اتجه لملك القابعة في الكرسي الخلفي...في تلك اللحظة فقدت ملك الوعي ..لا تعلم كم فقدته..ولكنها افاقت وهي في سيارة احدهم وكانت ترتدي جاكيت رجالي"
جلست ملك علي سريرها تبحث عن هاتفها ..لم تجده لذا ذهبت الي هاتف المنزل وكتبت رقمها واتصلت به لعلها تسمع صوته في اي مكان..حتي جائها الرد..
إياد بخمول : ألو..
توسعت عيون ملك بصدمة وشعرت بالاحراج..لقد نسيت تماما ان الهاتف كان معه..ويبدو ايضا انها ايقظته من النوم
ملك :..الو..ازاي حضرتك يا مستر إياد..
نظر إياد للهاتف بخمول وقال : الحمد لله كويس ..
ملك : صحيتك؟
إياد: لا مكنتش نايم عادي..بقالي يومين مش بنام فصوتي خملان شوية
ملك : ليه
إياد: نعم!
ملك : اقصد ليه بقالك يومين مش بتنام يعني؟!
رفع إياد احدي حاجبيه وقال باستهزاء : اصل كان عندنا فرح
ملك بإدراك: اه فهمت..الف مبروك
نظر إياد للهاتف بصدمة ثم انفجر ضاحكا وقال: عايزة حاجة يا دكتورة
ملك : ها..لا كنت عايزة اشكر حضرتك بس..
إياد: لا شكر علي واجب..
ملك: ....
إياد: في حاجة ؟
ملك : كنت عايزة اسأل علي تليفوني بس..هو مع حضرتك صح..
نظر إياد للهاتف باستيعاب وقال : تصدقي تليفونك في ايدي..معلش مخدتش بالي لما رديت عليه..
ملك : لا عادي
إياد ممازحا : يعني مكنتيش بتتصلي عشان تشكريني ولا حاجة..
ملك بتبرير وتوتر : لا والله..انا كنت ناوية اجي اشكرك بشكل لائق عن كده..
إياد بضحك : متتعبيش نفسك..الشكر الوحيد بالنسبالي انك رجعتي بخير..
تورد وجه ملك من كلماته ولم تجيب
إياد: عامة هجيلك التليفون أن شاء الله بس لما ترتاحي كده وتنامي ان شاء الله ممكن تتصلي بيا وانا هاجي اجيبهولك
ملك: لا لا انا هاجي اخده من حضرتك
إياد بابتسامة: عيب عليا اوي اني اخلي بنت تجيلي عشان تليفونها اللي معايا ولا ايه..ومش عايزك تقلقي انا مفتحتش تليفونك ولا اي حاجة..
ملك : شكرا..ولا مش قلقانة ولا حاجة ..
إياد: العفو.. والحمد لله انك رجعتي تثقي فيا علي كده
ملك : ط.طيب هقفل انا عشان حضرتك تكمل نوم اسفة تاني اني صحيتك
إياد: تصبحي علي خير
ملك : وحضرتك من اهله..
إياد بهدوء: ملك..
ملك : ها!
إياد: لا ولا حاجة..سلام..
أغلق إياد الاتصال ثم وضع الهاتف ونظر للسقف ..تلك الفتاة ..ستصيبه بالجنون..اي عرس ؟ بالتأكيد كانت مزحة..كيف صدقته..كما انها تتحدث معه برسمية شديدة وهذا يخنقه.. ألا يمكنهم العودة الي ذلك الوقت..هي طفلته الصغرى..يرغب ان يسمع اسمه من شفتيها مجددا..
نظرت ملك للهاتف ووضعت يدها علي قلبها ..كما انها شعرت ان وجهها يحترق..عندما ينادي اسمها بهذه الطريقة..تشعر وكأن معدتها ترفرف..ولكنها استفاقت علي صوت والدها الناعس
زين : ملك..لسه صاحية ليه..ومال وشك احمر كده انتي كويسة؟
ملك بتوتر وهي تحاول اخفاء وجهها : ها!! كويسة.. كويسة يا بابي ' اقتربت منه وقبلت وجنته ثم ابتعدت بسرعة الي غرفتها' تصبح علي خير
زين بتعجب : وانت من اهله!
...
كانت هذه الايام الثلاثة افضل ايام مر بها الجميع منذ فترة..عادت ملك بخير وهذا كان الاهم بالنسبة للجميع..لقد انهارت سارة من البكاء عندما علمت بعودتها ؟؟!! كما تم القبض علي المجرمون حيث اعترف عثمان ومدكور عن كل من ساعدهم في المستشفى او الجامعة..أُقيمت المحاكمة وكانت ملك الشاهدة بالاضافة للأدلة التي نشرها إياد او لنقل pm ..حُكم عليهم بالاعدام وتم نشر الخبر في جميع القنوات والصحف..شعر الكثير من الأهالي بالنصر والسعادة والحزن ايضا لانهم واخيرا ادركوا ما حدث لاحبائهم من هؤلاء الوحوش..ولكن لم تكن هناك سعادة تضاهي سعادة هشام..فقد عادت ابنة اخته العزيزة وعاد حق زوجته.. يمكنه ان ينظر في وجه اولاده الآن..علي الرغم من أنه لم يفعل شئ..ولكنه سعيد..هذه المرة يريد الاعتراف..عندما رأى السعادة في وجوه من يحبهم..أراد ان يشكر pmحقا..ولكن سعادته ما تزال غير مكتملة..فنور لم تستيقظ بعد..كان يرغب ان تكون اول من يقابله بسعادة بعد تنفيذ الحكم عليهم..فهو يعلم..أنها ستسعد اكثر من الجميع.. لأنها كانت تملك تلك المشاعر حول كونها السبب..وربما هو المذنب في هذا..
عاد الجميع لحياته الطبيعية ومر شهر ونصف منذ المحاكمة..
...
يحيى : ناوي ترجع امتى؟
إياد: ارجع؟
يحيى : انت نسيت ..انت داخل علي السنتين في مصر دلوقتي..انت هدفك كان انك توقع العصابة دي صح؟ عشان كده اخترت الجامعة دي والمستشفي دي غير كده مكنتش هتقرب كده من ملك
إياد: همم
يحيى : وبما انك حققت هدفك..مش المفروض ترجع لندن بقى..مالك موجود دلوقتي هو هيدير الشركة عندك..معتقدش ان دي المشكلة بالنسبالك
إياد بشرود: هرجع أكيد..بس..لما السنة دي تخلص
يحيى : المهم إنك تبقى عارف انت بتعمل ايه يا إياد
إياد: هو اللي قالك تقولي ارجع ؟
يحيى: مين ..زين؟
إياد: اه
يحيى : اسأله بنفسك لو عايزك تمشي
إياد: مش هسأله مش فارق معايا إجابته..سلام
...
كانت أماني تسير في طرقات المستشفى كالعادة..فعلى الرغم ان نور لم تسيقظ بعد..الا ان قلبها بات يشعر بالارتياح الآن..فلا خطر علي حياتها..كما ان ملك هنا..وهذا يكفي..
   : دكتورة أماني
نظرت أماني للصوت من خلفها
أماني: بشمهندس أنس ؟
اقترب أنس منها قليلا وقال: ازيك..
أماني بابتسامة رسمية : انا بخير الحمد لله وحضرتك؟
انس بتوتر : كويس..احمم
أماني: في حاجة ولا ايه حضرتك كويس؟
أنس: بصراحة كنت جاي اعتذر منك..
أماني: مني؟
أنس: اه المرة اللي فاتت مشيت بطريقة بايخة اوي من هنا..واسلوبي معاكي في البيت كان وحش..انا اسف..
ضحكت أماني ثم قالت : لا لا انا نسيت أصلا ده عدى كتير اوي هو حضرتك لسه فاكر..مفيش حاجة اصلا ..
وعندما نظرت له وجدته ينظر لها بشرود وملامحه غريبة.. لا تنكر..هي شعرت بالخوف..بالطبع ستشعر هكذا..هي لا تثق بالرجال..فقط زين وهشام ..ولسبب ما هي لا تشعر بالخوف مع إياد..ولكن ..لما ينظر لها هكذا ..
لاحظ أنس انه شرد بها كثيرا كما انه شعر بخوفها..
فأدار وجهه للجهة الاخرى وقال : واخبار دكتورة نور ايه
أماني بعدم راحة : لسه مفاقتش..
أنس بتوتر : اه..ان شاء الله تفوق قريب..
أماني: عن إذنك..
كانت ستتحرك ولكنه اوقفها..
أنس: بقولك ...
أماني بهدوء: نعم..
أنس: هي..دكتورة ملك..هنا.. انا عرفت انها رجعت..او مصر كلها عرفت اصلا..
نظرت له أماني بشك ثم التفتت لتقابله مجددا وقالت : انا مش فاكرة اني قلتلك انها اسمها ملك؟ تعرفها منين وعايز منها ايه اصلا.
أنس: ها؟! لا انتي قولتيلي انها اسمها ملك .. انا سألتك...وبعدين قلتلك مصر كلها عرفت انها رجعت..اه ميعرفوش اسمها ولا شكلها بس عارفين ان البنت اللي اتخطفت من العصابة رجعت ..
أماني بضيق : وحضرتك تعرفها؟ عشان تسأل عنها هنا ولا لا ؟
أنس: ....
أماني : عن أذنك..
أنس: اع...
كان سيتحدث ولكن ظهرت أمامه صورة إياد...لذا انسحب بهدوء وغادر..
وقفت أماني أمام غرفة نور وهي تشعر بضيق شديد..ثم دخلت الغرفة وجلست امام نور كما تفعل يومياً..واخذت تشكو من أنس..ولكنها توقفت بصدمة عندما
   : عط..شانة..
نظرت أماني نحو الصوت وامتلأت عيونها بالدموع ..احضرت كوب من الماء بسرعة وساعدت نور علي الجلوس وشرب الماء..
أماني: نور..انتي كويسة؟؟
نظرت نور نحوها بتعب وقالت : انت..مين؟
توسعت عيون أماني وقالت : أنا.. انا أماني يا نور...
نور وهي تضع يدها علي رأسها: نور؟ انا اسمي كده..
وقفت أماني بسرعة وخرجت من الغرفة تحت نظرات نور المتعجبة..ثم لم تستعرق وقتا وعادت ومعها طبيب متخصص مخ وأعصاب ليفحصها..
...
الطبيب : كان معاكي حق..الفص الصدغي اتأثر وهي فعلا جالها فقدان للذاكرة..بس متقلقيش يا دكتورة أماني..ده كده كده فقدان مؤقت..لو حطيناها في مواقف ومع اشخاص مألوفين بالنسبالها هيكون مفيد جدا..بس نحاول نبعد عنها الصدمات العاطفية حاليا او اي حاجة ممكن تضرها نفسيا..ويفضل الذكريات اللي نعرضها ليها تكون من زمن ابعد شوية لانها زي ما انتي عارفة بتكون راسخة اكثر.. وكمان لو اتعرضت علي دكتور نفسي يكون كويس..عشان لو الفقدان لسه علاقة بالنفسية هيكون مفيد..ومتقلقيش هتكون كويسة ان شاء الله
أماني: تمام يا دكتور شكرا..
..جلست أماني بجانب نور وابتسمت لها ووضعت يدها علي يد نور ثم قالت : حاسة بإيه..
نور : مش حاسة بحاجة..دماغي فاضية ومفيهاش اي حاجة..
أماني مربتة علي يدها : متقلقيش الدكتور قال انك هتكوني كويسة ان شاء الله
نور : مش انتي برضو دكتورة؟
أماني: اه ..وانتي كمان دكتورة
نور : بجد؟
أماني: اه احلي دكتورة...
قاطع حديثهم صوت طرق علي الباب وسرعان ما فُتح الباب ودخل منه هشام وهو يتنفس بسرعة وينظر لنور التي تنظر له بتعجب..
اقترب هشام منها وهو لا يشيح نظره عنها..لقد مر ٧ اسابيع وهي في غيبوية..لم يرى عيونها منذ ذلك الوقت
هشام: أماني انتي مقولتيليش انها صحيت ليه؟؟
قال كلماته وهو مازال ينظر لها
أماني: ملحقتش اكلم حد..انت عرفت منين..
هشام : انا كنت جاي ازورها زي كل يوم..وقالولي بره انها فاقت ..
نور بخجل : احمم
نظر لها هشام وابتسم وقال : حمد لله على السلامة يا اختي..طولتي اوي
نظرت أماني للاسفل..
نور : شكرا..بس..ممكن تعرفني بحضرتك...
نظر لها هشام بامتعاض وقال: افندم؟
نور بخوف من نبرة صوته: انا اسفة بس انا مش ..فاكراك..
نظر هشام لاماني بعيون متوسعة .
تنهدت أماني وقالت : ممكن نتكلم برا..
...
هشام: فقدت الذاكرة!!!
أماني: بقالي ساعة بشرح الوضع..لسه بتسأل؟
هشام : طيب وهترجع امتى ؟
أماني: انت ليه بتسأل اسئلة تعجيزية مش فاهمة..
هشام بضيق: حد عرف غيرنا؟
أماني: لا لسه مكلمتش حد..بس هي ملك المفروض هتيجي قريب ..معاد دوريتها قرب..
هشام : كلميها عشان متتصدمش زيي..
أماني: طب هو المفروض اكلم أهلها ؟
هشام بضيق: اهلها؟! بقالها ٧ اسابيع هنا ومفكروش يسألوا عليها..هي مش هتحتاجهم في حاجة..
أماني: بس..
هشام: مفيش بس يا أماني..هكلمهم بس مش دلوقتي..لما تستقر شوية
....
كانت نور تجلس مع أماني وهشام ومحمد ومصطفي أولاده... كانت تحاول الابتسام ولكنها كانت تشعر بالخوف بداخلها..فهي لا تعلم من هي ولا من هؤلاء حتي..هي لا تذكر اي شئ...
جائهم صوت طرق الباب..ثم فُتح الباب ودخل منه رجلان ..
إياد: السلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام..
اقترب إياد من نور قليلا وابتسم قائلا : حمد لله على سلامتك يا دكتورة..انا ابقى أحد معارفك إياد الزيني..وده..
قاطعه أنس وقال مبتسماً: انا انس جارك..احنا مكناش علي اتصال اوي اه..بس بصراحة لما عرفت أنك فوقتي فرحت جدا وقلت لازم اجي اشوفك
نور بتردد: شكرا..تعبتم نفسكم
أنس مازحا: تعبك راحة.. أجلي شكرك ده بعدين لما تروحي شقتك ان شاء الله لاني اتهديت في تنظيفها بصراحة...
لكمه إياد في ساقه ونظرت له أماني بضيق..هو لا يكذب..هو بالفعل قام بتنظيف الغرفة وازال منها الماء وغيره قبل ان تذهب أماني وتقوم بالأمور الأخري..ولكن اي حديث هذا هل هو احمق..
نور بضحك: حاضر هأجله لما أروح ان شاء الله
وفجاءة تم اقتحام الغرفة ودخلت ملك وزين ..كانت ملك تهرول نحو نور ويبدو علي وجهها ملامح الفزع ..عانقت نور بشدة وهي تحاول منع دموعها
ملك : اتأخرتي اوي يا نور...اتأخرتي ..
وضعت نور يدها علي ظهر ملك مربتة عليه ..هي لا تعلم من هي ولكن يبدو انها كانت احدى صديقاتها مثلا ..ربما تكون مثل أماني..
نور: انا اسفة..
ابتعدت ملك عنها ونظرت لوجهها وقالت : اسفة..تماديت..مكنش قصدي افزعك..عارفة انك مش فاكراني..بس احنا صحاب جدا..رفاق المشاكل..
نور: مش فاهمة..
ملك بضحك : لا لا متشغليش بالك..شدي حيلك كده وكل حاجة هتبقى زي الفل..
كان في الخلف يقف زين بجانب إياد..
زين بهمس : أنس بيعمل ايه هنا..
إياد بهمس : والله اسأله.. انا كنت معاه لما عرفت ان نور فاقت فأصر يجي معايا..
أنس بنفس الهمس: صوتكم عالي علي فكرة انا سامعكم..
نظرت لهم أماني بتعجب ..فما الحديث الذي يكون بين زين واياد وأنس ؟ ..لاحظ زين نظراتها فابتعد عنهما واقترب من هشام وقال : حمد لله على السلامة يا نور
نور : الله يسلم حضرتك..
زين بابتسامة: انا مش حد معين.. أنا ابو ملك بس
نور بانبهار : واو ؟؟ حضرتك باباها؟ فعلا شبهها بس انا قلت اخوها..واستاذ إياد قريبكم برضو صح؟
نظرت ملك لاياد قليلا ثم قالت ضاحكة : لا يا نور مش قريبنا..هو شخص نعرفه بس..انما الراجل الحلو ده يبقي ابويا...
نور : هييه!! ده شبهكم اوي..
نظرت ملك لاياد مجددا ولكنه أدار وجهه فقد كانت تتفحص وجهه بدقة..
ملك : يخلق من الشبه اربعين بقى..
نور : بس بصراحة إياد بيه وعمو باباكي وأنس جاري..كلهم قمر اوي .. انا مش مصدقة اني كنت اعرف ناس حلوة كده..
وقفت ملك بغرور بجانب والدها وقالت : واخد الحلاوة مني..
نظر هشام بضيق لنور..لماذا لم تذكره معهم؟؟ ألا يعجبها..
أمسك مصطفي يد نور ونظر لها بعيون بريئة ..فنظرت له نور بتساؤل
مصطفى ببراءة: طب وبابا؟
امالت نور رأسها بعدم فهم
أمسك محمد فم اخيه الصغير فهو يفهم مايقصده مصطفي..وابعده عنها
وقال مبتسما : متشغليش..بالك يا نور ..هو بيهبل
مصطفي بغضب : ابعد عنيي
انفجرت ملك ضاحكة..وقالت : مصطفي يقصد يا نور بتشوفي هشام قمر برضو ولا لا..
توسعت عيون كلا من نور وهشام الذي انقض علي ملك وقال بإحراج : انت يا بت هقتلك..
ملك بضحك: بتمثل ليه انت كمان عايز تعرف اجابتها..
نور بغباء : هشام؟ هو قمر برضو وشكله حلو..بس انا مش هتغزل في اخويا صح؟
نظر الجميع لها بصدمة ..اخيها؟؟
ابتعد هشام عن ملك وجلس بجانب نور وقال : اخوكي؟ جبتي الكلام ده منين؟
نور بقلق من ردة فعل الجميع: لما جيت اول مرة..انت قولتلي "حمد لله على السلامة يا اختي..طولتي اوي"
انفجرت ملك مجددا من الضحك لدرجة انها سقطت علي الأرض..
أما أماني وزين حاولا كتم ضحكتهما..فردة فعل هشام كانت الأروع..كما ان نور تبدو غبية حقا..ان رأت نفسها بهذا الشكل ..فستنتحر..
نظر أنس لملك ثم ابتسم..يشعر بسعادة وهو يرى ابتسامتها بهذا الشكل..ولكنه سرعان ما التف وغادر تحت نظرات إياد وزين..
هشام بصدمة: انا مش اخوكي!!
نور بخجل: اسفة مكنتش أعرف..
أماني لانهاء التوتر : يلا بيتك بيتك كلكم..هنسيب نور ترتاح دلوقتي..عشان هي مش هتبقى مرتاحة في الدوشة دي كلها يلا وانتي يا اللي اسمك ملك..قومي من الأرض..
ساعد زين ملك علي الوقوف ثم القى السلام وغادر.. أما إياد فنظر لملك وابتسم لها ثم نظر لنور وقال : عن اذنك بقى يا دكتورة انا كنت جاي اتطمن عليكي وهمشي..
نور بضحك: سلام يا عسول..امال فين العسول التاني..
إياد بضحك: العسول التاني! مشي ..وراه شغل
نور: اهه فهمت..طيب ممكن تسلم عليه وتقوله يبقي يجيلي اسلم عليه
إياد:ان شاء الله يا دكتورة اسيبك ترتاحي سلام..
نور:سلام
أماني: ايه يا هشام مش هتمشي انت كمان؟ عايزن نغيرلها
هشام بضيق : ماشي ..سلام
ملك بتمتمة: ماله ده ..
اقترب محمد ومصطفي من نور وعانقاها بحب ثم لحقها بوالدهما..
ابتسمت نور ثم نظرت لملك وأماني وقالت: هو انا عندي كام سنة
ملك:انتي اكبر مننا بسنة..يعني تقريبا هتتمي ال ٢٦
نور : واو..طب وانا مش متجوزة ولا مرتبطة ولا اي حاجة..
أماني بضحك: حسب معرفتنا فلا
نور:ولا بحب حد؟
أماني: معرفش
نور: ولا انتم؟!
أماني: لا برضو
ملك:دي ضريبة اختيارنا للمهنة دي يا ستي..وانتي اولنا كمان..
نور:احنا شكلنا كنا صحاب اوي صح..
ملك بمزاح: يا بنتي اول ما اتعرفنا حبينا بعض علي طول مقولكيشش..
أماني: متصدقيهاش دي كذابة..
نور:ازاي؟
أماني بابتسامة: احنا مكناش بنطيق بعض الاول.. بصراحة عمري ما تخيلت اننا نبقى صحاب كده..
..
مرت الايام ولا يوجد اي تطور في حالة نور..كانت تقضي أيامها في المستشفى برفقة ملك وأماني...كما ان هشام كان يزورها دائما..وغالبا كان يصطحب ولديه معه..فقط احبتهما نور كثيرا..كما كانت قبل ان تفقد الذاكرة بل اكثر..فلأنها لا تتذكر أحد..التعامل مع الجميع يبدو بالنسبة لها مرهق حقا..لذا فهي الآن كالطفل الذي لا يعلم شئ...فهم ملاذها الأول الآن...كما كانت تُعرض كل يومان علي طبيب نفسي..يتحدث معها..هل تذكرت شئ..هل تشعر بأي شئ مختلف..ولكن كانت دائما الإجابة هي..لا..وفي يوم كان هشام يجلس معها ويتحدث كالعادة حتي قاطعته نور..
نور:هشام..
هشام:هممم
نور:هو احنا اية العلاقة اللي بتربطنا..
نظر لها هشام ولم يجيبها لبعض الوقت..
نور:اسفة لو سؤالي ضايقك..مش قصدي..بس يعني انت مش اخويا ومش جوزي ومش جاري ومش صديقي ومش قريبي..ايه علاقتك بيا!!
...
يتبع

في رقبتك ⛓️🧑🍼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن