في رقبتك الفصل الخامس عشر

41 8 2
                                    

هشام : يعني ايه يا دكتور لازم تعمل العملية ؟
كانت سلمى تمسك يد هشام بخوف وكلا من ملك ونور وأماني يقفون في الغرفة..
عثمان: انا قلت لحضرتك اللي عندي..المدام لازم تعمل العملية ..بس القرار قراركم..جسمها مش هيتحمل الكيماوي اكثر من كده..
ملك : بس ده مكنش كلام حضرتك من يومين؟؟
عثمان : دكتورة ملك انا قلت اللي عندي..قرروا وعرفوني هتعملوا ايه..
خرج الطبيب من الغرفة ..وجلس هشام بجانب سلمى ووضع يده علي وجهها بحنان..فلقد كانت ترتجف بين يديه
هشام : ايه يا روحي..
سلمى بخوف : م..مفيش ..انا كويسة..
أماني: رأيك ايه يا سلمى؟
نور : شوفي يا سلمى انا شايفة حالتك..معرفش ليه كلام الدكتور اتغير..بس انتي كده كده هتعملي العملية..بس موضوع ان الكيماوي معدتش ينفع تتعالجي بيه وكل ده مش مقتنعة بيه..وبعدين العملية والورم كبير كده فيها نسبة الخطر اعلي ..يعني كل ما الورم كان اصغر كان افضل فأنا مش مع الدكتور
نظر لها هشام بضيق ..اتحاول اخافتها؟ فتراجعت قليلا..
ملك: متبصلهاش كده يا خالو..نور بتقول الحقيقة..والقرار قراركم..
هشام : طيب..سيبونا دلوقتي لو سمحتم..
اومأ الجميع وخرجوا..وبقي هشام مع زوجته..
ارتمت سلمى في حضنه ترتجف بخوف..فحاول ان يرتدي قناع القوة من اجلها..امسك وجهها الصغير  بين يديه
هشام بحب : متخافيش يا سلمى..اكيد اللي جاي مش اسوأ من اللي فات..
سلمى: انا خايفة يا هشام..افرض حصللي حاجة.. اه انا كده كده هموت..بس ..لو متت في العملية ..هضيع وقت من عمري كنت ممكن اقضيه معاكم..
هشام : مش هتموتي يا سلمى متقوليش كده ..انتي هتفضلي عايشة لحد ما نجوز عيالنا ان شاء الله...انا مش هقولك اعملي العملية..بس الدكتور بيقول العملية احسن...يمكن تخفي بقي وتقوميلنا بالسلامة
سلمى : بس نور __
هشام مقاطعا اياها : نور لسه دكتورة صغيرة اكيد مش هتفهم زي الدكتور الكبير ..هي لسه بتتدرب مش هنكر شطارتها..بس مش هتبقي مهما حصل زي دكتور خبرة يا سلمى..يعني لو كلام نور هو اللي مأثر عليكي متسمعيهوش..
سلمى : بس اكيد العملية دي هتبقى مكلفة اوي..
هشام بصدمة: انتي هبلة يا سلمى..فلوس ايه اللي بتتكلمي فيها..
سلمى: افرض منجحتش..مش يبقي انت والاولاد اولى بيها..بالفلوس دي يعني
هشام بضيق : سلمى لو جبتي سيرة الفلوس تاني هيكون فيها زعل..
نظرت له سلمى بشرود ثم ابتسمت..فابتسم لها هشام وقبل رأسها بحب..
....
تتحرك ذهابا وإيابا بتوتر ..لا تعلم ما هذا الشعور ..ولكنه سئ .
ملك : اهدي يا نور دوختيني..
أماني: نور انتي ايه اللي قالقك كده في ايه..
نور بضيق : معرفش بس مش مرتاحة..
ملك : من ايه..
نور : من موضوع العملية ده.. المشكلة اني مهما اتكلمت محدش هيثق في كلامي ..لاني لسه بتدرب ..
أماني: طب وانتي ايه مشكلتك مع كلام دكتور عثمان
نور: مش مقتنعة ب ولا كلمة من اللي هو بيقوله اصلا..انا برضو دكتورة في النهاية وشايفة حالتها يعني..مش عارفة..انا شايفة انها كده ماشية كويس..هي اه احتمال ٩٠٪ تحتاج عملية بس في الاخر لما يكون الورم صغير خالص..مش هتبقي جراحة وهو لسه في الحجم ده نسبة الخطر بتكون اقل..انتم فاهمين
ملك : اه معاكي حق..بس هو بيقول المشكلة في الكيماوي مش في العملية..
نور : مش عارفة بقي..بس من جوايا بتمنى ان قرارهم يكون لا..
أماني: ولو كان اه؟
نور : هدخل مع الدكتور العملية كده كده..معرفش هعمل ايه بس مش مهم ..
...في شركة الزيني...
كان إياد يجلس منشغلا بعمله كالعادة..وجميع من في الشركة يعملون بجد كعادتهم ...
فجاءة شعر إياد انه يختنق..واذا به يرى دخان يدخل له من خلف باب المكتب..وقف سريعا ..قام بجمع بعض الاوراق ووضعها في حقيبته بالاضافة الي تلك الصورة..حاول فتح باب المكتب واول ما قابله كان هجوم نيران..
..
كان مالك يحاول ان يرى اي شئ..وفجاءة سمع صوت سقوط شئ..وصرخة فتاة...تحرك في طريقه حتي وصل للفتاة..
..كانت سها تجلس علي الارض وتبكي كان هناك لوح من الخشب علي قدمها..
مالك باختناق: انتي كويسة ؟
نفت سها ببكاء ..
حاول مالك ازالة ذلك اللوح الكبير وبالفعل نجح ..حملها بين يديه وحاول الخروج...عندما وصل أمام باب الشركة..وجد الكثير من العمال يساعدوه ..اخذ يبحث عن إياد بعينه ولكنه غير موجود..
مالك: إياد بيه فين ؟؟ منزلش؟
احد العاملين: اياد بيه وحوالي ٣ موظفين لسه جوا يا مالك بيه..
نظر مالك تجاه المبني الذي يحترق بهلع وغضب...كيف نشب هذا الحريق فجاءة؟ ولماذا لم يسمع احد انذار الحريق؟ ام أن أحدهم قام بتخربيه؟؟ ..
..كان يقف امام باب غرفته ..لا يعلم كيف يخرج..نظر للنافذة خلفه..تراجع قليلا عن الباب وكان سيقفز..لولا انه سمع صوت صراخ أحدهم..امسك حقيبته ..قذفها من النافذة..ثم خلع جاكيت بدلته وسكب عليه زجاجة ماء ..وضعه علي رأسه ثم خرج..تحرك تجاه الصوت..فتح باب احد الغرف كانت النار قد التهمتها تماماً..كانت احدى الموظفات تبكي بزاوية في الغرفة وتختنق..
اقترب منها إياد فنظرت إليه بتعب ثم ابتسمت ابتسامة باهته..
إياد: انتي كويسة ؟ حصلك حاجة..
الفتاة : ل.لا..
امسكها إياد من معصمها وسحبها خلفه ..فتح النافذة..نظر جيدا في الاسفل ثم نظر للفتاة وابتسم
إياد: متقلقيش..
نفت برأسها بخوف فقد فهمت ما يرغب في فعله..ولكنه وضع جاكيته عليها ولفها به جيدا..لم تكن الارض بعيدة وهذا جيد..
حملها إياد وجعلها تجلس علي حافة النافذة فنظرت له بخوف وقالت : انا خايفة..
ابتسم لها إياد وقال : الأضرار دي هتكون اخف من هنا..لو عايزة تحافظي علي وشك ونفسك من النار طبعا..
انزلها ببطء وكان ممسكا بيدها جيدا..كانت النار تقترب منه اكثر..ولكنه حاول التركيز اكثر حتي وصل الي اخر مستو يمكنه نزوله..
إياد: هسيبك دلوقتي
تركها فسقطت الفتاة علي الارض..جرحت قدمها ..ولكنها بخير وهذا المهم..
التف إياد وحاول الخروج من الغرفة ..ثم أخذ ينادي ' حد.هنا' لم يصله الجواب فقرر النزول ..وفي طريقه علي السلم وجد فتاة فاقدة للوعي يبدو انها كانت تحاول الخروج ولكنها فقدت الوعي..حملها بتعب ونزل الأسفل...ثم وجد شاب من العاملين يحاول الوقوف ..انزل الفتاة بهدوء علي السلم ثم وضعها مجددا علي ظهره..وعندما حاول الاقتراب من الفتى..كان لوح خشبي محترق سيسقط علي الفتى ..صده إياد بيده عن الشاب ..تأوه بالم..ولكنه تجاهل ألمه..حاول امساك ذلك الشاب..وعندما وصل بالقرب من الباب.سقط إياد فسقط الاثنان الآخران..ولكنه سحبهما بتعب حتي خرجوا ..
هرول مالك تجاهه..
كانت عيون إياد تدور بقلق بحثا عن تلك الفتاة التي ألقاها من النافذة ..
مالك بخوف: اياد انت كويس ..
إياد بهدوء : في بنت كانت ورا .. جت ولا لا؟
مالك بتعجب: ورا فين..
إياد: في ظهر الشركة هي فين..
مالك : إياد ركز معايا انت كويس ؟؟
إياد ببرود: روح شوفها الأول يا مالك..واطلبوا الاسعاف ..عشان المصابين
نظر مالك ليد إياد وجدها تنزف..فأمسكها ..
اياد بوجع: آه ..سيبني..
مالك : المصابين مش كده..
انتزع إياد يده من مالك ثم نظر للجميع وقال بجدية وهدوء
إياد: اتمني ان كلكم بخير وده المهم عندي..بعيدا عن ايه سبب الحريق وليه الانذار مضربش..كل ده وكل الشركة اللي بتولع ورايا دي..مش مهم عندي..المهم ان كل ما هو حي..بخير...وانا هعوضكم جميعا عن اللي حصل ..وعد مني..
كان الجميع ينظر له باحترام شديد..ربما هو يبدو قاسي..ولكنه الالطف علي الاطلاق..لم يكن سيصاب بحرق  من الدرجة الثالثة في ذراعه لو لم يكن لطيفا..
..حضر الاسعاف وحمل المصابين الي المستشفي كما ان سيارات الاطفاء قامت باخماد النيران..التي يرغب إياد بقتل مفتعلها ..
مالك: يلا عشان نروح المستشفى..
إياد: مش مهم ..انا لفيتها بعدين هبقي اعالجها
مالك : يلا يا إياد لو مش عايزيني ادخل القوات العليا ' قال جملته الاخيرة بمزاح قاصدا يحيى وسارة '
...
ممرضة ١ : حالة طوارئ جاية من حريق في ١٣ مصاب لحد دلوقتي
ملك : قسميهم حسب  الأولوية لو سمحتي ..وشوفي دكتورة أماني كمان تيجي
ممرضة ١ : تمام يا دكتور
تحركت ملك الي مركز الطوارئ في المستشفى بسرعة كبيرة..وبالفعل قامت بإجراء جميع الاسعافات الاولية لنصف الموجودين بأسرع وقت بمساعدة أماني.. حتي وصلت ل
..
ملك : قوليلي الوجع فين بالظبط لو سمحتي
سها بألم : مش عارفة احدد رجلي كلها واجعاني
ملك : الإصابة حصلت ازاي ؟
سها : وقع عليها لوح حشب كبير.
ملك : همم ..طيب انتي هتعملي اشاعة دلوقتي..انا قفلت الجرح وخيطته والمسكن هيبدأ يشتغل دلوقتي
سها: تمام تسلم ايدك يا دكتورة
ملك : الله يسلمك..بس هو انا شوفتك قبل كده صح ؟
نظرت لها سها بتركيز وقالت : اسفة والله بحكم شغلي بقابل ناس كثيرة اوي فمش فاكرة..
ملك : هو حضرتك شغالة ايه
سها : سكرتيرة في شركة ..
ملك باستيعاب : انتي سكرتيرة مستر إياد صح ؟؟
سها : اه حضرتك تعرفيه
ملك بقلق : هو الحريق حصل في الشركة ؟؟
سها بحزن : للأسف
لم تكن ملك ترغب ان تسألها هل هو بخير ام لا..ولكنها كان قلقة جدا ..تركتها وخرجت للمريض التالي..حتى قاطعها ..
مالك : ملكك
نظرت تجاه الصوت ..اجل ذلك الفتى كان يجلس مع إياد في ذلك اليوم تذكرته..
ملك : افندم ؟
مالك : ممكن تيجي تعالجي إياد..هو ورا الستارة دي

في رقبتك ⛓️🧑🍼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن