في رقبتك الفصل التاسع والعشرون

51 9 6
                                    

ملك : إياد ؟.
فجاءة نظر إياد لها بابتسامة وكان وجهه شاحب وقال : قلتلك.. انا ممكن اموت..عشانك..
نظرت ملك له بصدمة و نظرت اسفله..كانت هناك دماء في كل مكان ..
سقط رأس إياد على كتفها..فضمته ملك لها ووضعت ذراعها علي خسره بصدمة وهي تبحث بعيونها عن مكان النزيف..وكان هناك نزيف من جانبه الايمن تقريبا..ولكن متى حدث هذا لم تسمع اي صوت..
ابعدت إياد عن كتفها واسندت رأسه علي فخذيها ..كان يتنفس إياد بصعوبة..
ملك بخوف : إياد..
إياد بتعب : أنتي كويسة؟
ملك بضيق : انت في ايه ولا إيه دلوقتي.. ليه عملت كده..
إبتسم إياد بشحوب وقال : انا كان المفروض.. أموت من بدري.. مفيش حاجة اندم عليها دلوقتي الا اني سيبتك ..كل السنين دي
ملك : اسكت..انت مش هتموت انت فاهم..
امتلأت عيون ملك بالدموع وهي تحاول منعها..حاولت ايقاف نزيف الدم وعندما حددت مكان الرصاصة تماما ارتعبت..فمكان الاصابة ليس جيدا أبدا..
امسكت ملك بفستانها وكانت ستقطعه ولكن يد إياد منعتها وهو يقول بتعب : فستان زهرة صح؟ .. متقطعيش الفستان يا ملك
نظرت له ملك وقالت بضيق وهي تبكي: ما في داهية الفستان انت أهم..
إياد بتعب : لو عارف..اني لما اتصاب..هيحصل كل ده..كنت اتصابت من بدري..سامحيني يا ..ملك..
نظرت له ملك بحزن وقالت : متتكلمش كده يا إياد هتبقى كويس صدقني..
رفع إياد يده ووضعها علي خدها وقد امتلأ بالدماء ..وضعت ملك يدها فوق يده بحزن ..ولكن فجاءة سقطت يده وتوسعت عيون ملك..
....
أنس بقلق : في ايه يا بابا...
يحيى بفزع : ملك ..ملك واياد فين
نظر أنس حوله ونظر نحو طاولة إياد ولكنه لم يكن موجود..
أنس: مش عارف مش هنا..
امسك يحيى بأنس وقال :يلا ندور عليهم بسرعة..
أنس: طب اقعد هنا وانا هشوفهم اهدى بس...
يحيى: يلا يا أنس..
كانت سارة عائدة من الحمام حين سمعت وشوشة الجميع بأسم عائلة الزيني ولكنها لم تهتم كثيرا فهذا كثيرا ما يحدث..وعندما اتجهت نحو طاولتهم..وجدت أنس ويحيى يذهبان
سارة : رايحين فين
نظر أنس نحو والدته بقلق ثم نظر الي يحيى
يحيى بتعب: تعالي
تحركت سارة معهم وهي لا تفهم ما الذي يبحثون عنه وفجاءة سمعوا صوت صراخ
: إيااااد
نظرت سارة نحوهما وهرولوا نحو الصوت..وحتي ان الكثير من الحاضرين سمعوا الصوت..
وقف الثلاثة بصدمة علي مسافة من ملك التي تصرخ واياد النائم بين يديها..نظرت ملك نحوهم ثم نظرت نحو إياد..وفجاءة وضعته ارضا بهدوء وهمست في اذنه : هتبقى كويس دلوقتي..اللي بتحبهم وبيخافوا عليك هنا .
..وامسكت حقييتها وهرولت مبتعدة
جرى أنس خلفها وهو يصرخ : ملكك..ولكنه توقف وهو ينظر نحو إياد بقلق ..نظر نحوها مجددا ولكنه عاد لإياد..كان يحيى وسارة يجلسان أمامه..اخرج أنس هاتفه واتصل بالاسعاف..
سارة ببكاء : إياد حبيبي اصحى..اياد..يحيى اتصرف يا يحيى اتصرف
يحيى بتوتر : سارة اهدي وابعدي كده ..
وضعت سارة يدها على اذنها واخذت تهتز بخوف وهي تتمتم بإسم إياد
يحيى : سارة..ابوس ايدك..ابوس ايدك يا شيخة..انا مش ناقصك دلوقتي اهدي يا حبيبتي اهدي.. أنس خد مامتك من هنا وامشوا..الاسعاف زمانه جاي..
كان أنس يضغط علي اسنانه وهو ينظر نحو اياد بهلع ثم قال : هو احنا ..لسه هنستنى الاسعاف.. يلا نوديه
يحيى بضيق : أنسس..فوق ..ناخده ايه بإصابته دي..خد مامتك وامشي
أنس:لا مش همشي..هسيب إياد واروح فين..مش همشي لا..
نظر يحيى لزوجته وأنس حالتهما ليست جيدة ابدا..وضع يده بحزن علي وجه اياد الشاحب..حاول ايقاف النزيف بقدر استطاعته..وهو يتألم..حتى وصلت سيارة الاسعاف
كانت ملك تجلس بسيارتها وتبكي..
ملك ببكاء : غبي..غبي اوي..
ظلت تبكي في سيارتها حتي رأت سيارة الاسعاف..كان رجال الاسعاف يحملون جسده لا حول له ولا قوة ولكن ملامح الألم بادية علي وجهه..جميع الحضور يشاهدونه.. كما ان الصحافة والكاميرات جميعها حاضرة..سارة تستند علي ابنها الذي يبكي ولا يأبه بما يدور حوله من اسئلة..صعد يحيى السيارة مع إياد..وقام الحراس بإبعاد الصحفيين عن سارة وأنس..فالجميع يعلم العلاقة القوية التي تربطهم بعائلة الزيني..كما دارت الكثير من الاسئلة عن ملك التي اختفت فجاءة..
في لحظات كانت الاخبار جميعها ملئية بصور إياد المصاب وملك..' إصابة رجل الاعمال إياد الزيني اصابة بليغة بطريقة مجهولة' ظهور فتاة تدعي انها من آل زين ' عودة ملك الزيني..اهي ابنة زين الزيني الذي اختفى منذ سنوات ' ' محاولة اغتيال رئيس ال زين إياد الزيني ..اسيعود قاتلي العائلة مجددا؟' والكثير من هذا الكلام...
...
...كانت تسير بفتور في شوارع المدينة في الليل وكانت الساعة حوالي الثانية عشر منتصف الليل ..حتى جائها صوته من سماعة اذنها
براء بقلق : ملك
ملك : ....
براء : ملك ايه اللي في الاخبار ده
ملك : زي ما شوفت
براء : إياد اتصاب ازاي اتكلمي
ملك بخمول : كان بيحميني
براء : ايه؟؟!
ملك : ....
براء : انتي فين يا ملك ؟
ملك : معرفش
براء : يعني ايه متعرفيش
ملك ببكاء : معرفش انا فين..انا تايهه والدنيا ظلمة ومفيش حد في الشارع..واياد في المستشفى بسببي..
براء : طب أهدي
ملك: تعالى خدني
براء : اخدك ازاي يا ملك..انا في مصر هوصل الصبح..
ملك : بس انا خايفة..
براء يضيق : ابعتيلي اللوكيشن يا ملك هبعتلك حد..
ملك ببعض الاطمئنان : حاضر
....
نزل خبر إصابة إياد كالصاعقة على الجميع..فأماني ادركت ان الموضوع له علاقة بصديقتها التي اصبحت صورتها علي جميع الصحف هي الأخرى.. أما نور فانهارت بالبكاء..فكم من مرات ساعدها إياد..هو شخص جيد..لن يموت هكذا بالتأكيد وماذا عن ملك هي لا تفهم شئ..توسعت عيون ياسين عندما سمع الخبر وجلس يدعو ان يكون بخير..فهو يحب إياد كثيرا ولا يريد ان يخسره هو الآخر وتلك الغبية ملك..ماذا تفعل هناك.. أما هشام..نظر للخبر بيد مرتعشة لا يصدق ما حدث..اخرج هاتفه ليتصل بزين ولكنه لم يجيب شعر هشام بالقلق..ماذا لو أصابه مكروه..فبظهور ملك..لن يمر شئ علي خير..لذا اتجه منزله.. وأخذ يطرق الباب ولم يُفتح
هشام : زين...زين افتح الباب ده متخوفنيش..
لم يأتيه الجواب مجددا..لذا حاول كسر الباب حتي نجح في ذلك.. وعندما دخل كانت الصدمة
....
كانت سارة تجلس علي احد كراسي المستشفى منهارة من البكاء.. وأنس ويحيى يقفان أمام غرفة العمليات بخوف وتوتر..لم يمر سوى نصف ساعة منذ دخل إياد العملية ولكن ..فجاءة خرج الطييب. ملامحه لا تبشر بالخير..هرول يحيى وأنس نحوه وحاولت سارة الوقوف ولكن قداماها لم تحملاها..
يحيى بقلق : ماذا هناك أيها الطبيب كيف وضعه
الطبيب بحزن : اعتذر جدا عما سأقوله..لم اتمنى ان اوضع يوما في هذا الوضع مع السيد إياد..ولكن
أنس بضيق : سيدي..كما ترى نحن لا نتحمل هذا الأسلوب..فقط فلتقل ما عندك..ما به إياد..ماذا أصابه تكلم
الطبيب : الرصاصة اخترقت كليته اليمني
يحيى : و؟؟
الطبيب : الشريان الرئيسي للكلية قد قُطع...انت تفهم..يجب ان..
نظر أنس بصدمة وقال : اتقول انه يجب ان تُستئصل كليته ؟
الطبيب : للاسف نعم..واحتاج اذن وليه لأقم بالعملية
يحيى بحزن : فلتفعل ما يلزم ..حياته اولى من اي شئ..وانا سأعطيك الإذن..قد كنت الوصي عليه يوما ما..فقط قم بالعملية وانا سأتولى الاوراق اللازمة..لا تتأخر عن ذلك ارجوك
الطبيب : اعتذر حقا..اعذروني
قال الطبيب ذلك ثم دلف لغرفة العمليات ليكمل العملية..اما يحيى تحرك مبتعدا ليقوم بتوقيع الاوراق اللازمة كما اخبره الطبيب
أنس: بابا
نظر يحيى لابنه فاكمل أنس:هي ملك اللي ضربت إياد ؟
يحيى بفتور : أنس.. ممكن تأجل الكلام في الموضوع ده لوقت تاني؟
نظر انس للأرض وقال بحزن : هو ايه اللي بيحصل..عمو زين فين..
تحرك يحيى نحو الاستقبال وقام بتوقيع جميع الأوراق واثناء عودته اتاه اتصال من مصر...اجاب الاتصال دون النظر وقال بفتور : الو..
هشام بفزع : دكتور يحيى الحقني
يحيى : في ايه يا هشام؟
هشام : انا في شقة زين ..مش لاقيه والشقة كلها دم
نظر يحيى للهاتف قليلا ثم قال : مش لاقيه؟
هشام بهلع : انت ازاي هادي كده ؟؟ هو انت عارف زين فين
يحيى بهدوء: لا
هشام بتعجب : امال انت هادي ليه كده؟؟
يحيى بتنهد : هشام ..انت اكيد عارف اللي حصل لإياد ..انا في المستشفى وسارة حالتها صعبة وملك اختفت ومش عارف هي فين
هشام : ملك..انت شوفتها بجد؟ هي فين
يحيى بضيق: هشام ابوس ايدك مش ناقصة غباء دلوقتي..بقولك اختفت ومش عارف هي فين..واه يا سيدي شوفتها..وبالنسبة لزين..معرفش هو فين..بس بنسبة ٩٠٪ الدم اللي في الشقة دمه هو
توسعت عيون هشام وابتلع ريقه ولم يجيب..
يحيى: انا هقفل دلوقتي..
هشام: هفتح تحقيق
يحيى : براحتك..بس غالبا مش هتوصل لحاجة غير اللي هما عايزنك توصلوله
هشام: مين هما؟ مش هما اتحبسوا من زمان
يحيى : لما ملك ترجع اكيد هنعرف كل حاجة..
هشام : اشمعنى؟
يحيى : ملك كانت مع واحد من الزبالة دول
هشام : ايه!!
يحيى: مفيش حاجة تفاجئ اكثر من اللي حصل دلوقتي..ممكن بقى تعمل الإبلاغ عن اختفاء زين قبل ما يعملوا اي حاجة اكثر من كده
هشام : حاجة ايه؟
يحيى : زين يا اما اتخطف ..يا اما مات
ابتلع هشام ريقه وقال : طيب سلام هقفل..
...
سار هشام في المنزل بحذر..ووجد هاتف زين ملقى أرضا.. وكان مكسور..حاول ان يصل الي كاميرا المراقبة ولكن جميعها كانت محطمة..اتصل هشام بصديقه
هشام بفتور: الو
محمد بنعاس: الو ..خير يا هشام
هشام : انت نايم.؟
محمد : انت شايف ايه
هشام باستعجال : قوم مش وقت نوم
محمد بضيق : ايه يا هشام بقى عايز اريح شوية تعبان يا اخي
هشام : محمد قوم بص علي الاخبار كده..
جلس محمد علي سريره وفتح الاخبار من الهاتف بملل وعندما قرأ اول خبر قابله
' إصابة رجل الأعمال إياد الزيني وظهور فتاة تدعي انها قريبته وابنة رئيس العائلة السابق زين الزيني وتسمى ملك الزيني ..فتعالوا معنا لنعرف ماذا حدث '
محمد بصدمة : ايه ده ؟!
هشام : زين مش موجود في البيت والبيت كله دم الكاميرا مكسورة والتسجيلات بتاعتها متشالة مفيش اي حاجة غير تليفونه هنا ومكسور
محمد بقلق : انت بتقول ايه يا هشام؟؟
هشام : تعالى بسرعة يا محمد هنفتح تحقيق عاجل ..ومش عايز حد من الصحافة يعرف حاجة دلوقتي عن زين
محمد : حاضر في ثواني هبقى عندك ومعايا رجالة ثقة ..انت فين
هشام: في بيت زين ..عارف العنوان صح
محمد : اكيد عارفه..سلام..
...
جلست ملك علي سريرها والقت بجسدها عليه وهي تنظر للسقف ودموعها تتساقط دون ان تشعر..نظرت ليدها مازالت بدماء إياد..وجهها أيضا مغطي بدماء اصابعه..لم تكن تلك خطتها ابدا..كيف انتهي الأمر هكذا..هل ستخسره بعد كل هذا...اخرجت صورة عائلتها وعانقتها ببكاء وقهر وقالت بحزن : ماما.. انا مكنش قصدي اتسبب في اذية إياد والله..هو اللي وقف قدامي..انا اسفة يا ماما سامحيني..انا مش عايزاه يحصله حاجة.. انا اسفه سامحيني يا عمتو.. سامحني يا عمو سيف.. بس مكنش قصدي صدقوني..ده حصل بسببي صح..انا السبب..انا غبية زي ما هو قال ..
جلست تبكي طوال الليل إلى ان نامت من التعب حتى أنها جائتها نوبة ربو أثناء بكائها...
وفي الصباح استيقظت علي صوت هاتفها فأجابت..
براء : انتي فين
ملك بتعب : هكون فين يا براء في البيت
براء : انا وصلت لندن وعملت كل اللي اتفقنا عليه..الخطة نجحت
ملك بيأس: خطة ؟ ..الخطة باظت .. إياد في المستشفى بسببي
براء : لا يا حلوة فوقيلي كده..انا مخاطرتش بحياتي عشان تقوليلي الكلمتين دول..مفيش حاجة بتحصل من غير تضحيات وبعدين احمدي ربنا انه عايش..ده ميأثرش علي خطتنا
ملك : هو عايش
براء : ايوة عرفت انه عايش...
ملك : انا اسفة يا براء..بس ممكن تسيبني يومين ..افكر مع نفسي شوية في هعمل ايه
براء : هسيبك اليومين يا ملك..بس متفكريش اني هسمحلك تتراجعي بعد ما وصلنا هنا..احنا عدينا اصعب نقطة..مفيش وقت نتراجع
ملك بتعب : طيب يا براء طيب ..
براء : مش عايزة تتطمني علي اي حاجة ؟
ملك : انا عارفة انك عملت كل حاجة صح..دفنت الجثة؟
براء : مش هنسى حاجة زي دي اكيد..سلام روحي استحمي
ملك : استحمى؟
براء : شكلك كنتي نايمة واكيد لسه بهدوم امبارح طبعا..وكلها دم مش كده
ملك بابتسامة :فكرتك بتراقبني
براء بضحك : هراقبك ليه ..هو انتي حلوة وكل حاجة..بس مش لدرجة اراقبك..دي موهبة مش اكثر ' قالها بغرور'
ملك بضحك : ماشي يا عم العفريت عرفنا انك فنان وجامد.. سلام بقى عشان استحمى علي رأيك
...اغلقت ملك الاتصال ووقفت لتستحم..نظرت لهئتها في المرآه كانت ملابسها ملوثة ببقع داكنة..لم تكن ظاهرة بالأمس لأن الدماء كانت حديثة ولكنها جفت..يدها أيضا ووجها.. تنهدت ملك براحة عندما تذكرت انه على قيد الحياة..ليس وكأنها ستكمل خطتها لا تعلم بعد..
نظرت لهاتفها ووجدت الكثير من الاتصالات من أماني..فتنهدت ووضعت الهاتف ثم اتجهت للحمام..
..
..القاهرة..
كانت أماني تتحرك ذهابا وإيابا ..فقد تقابلت مع نور في المستشفى واخبرتها بكل ما أخبرها به أنس..لم يعد شئ يجب اخفاؤه الآن
نور : اهدي يا أماني هنوصلهم اكيد..
أماني: اعمل ايه ..اعمل..ايه ..عمو زين مش بيرد ولا هشام بيرد ..ولا اي حد بيرد علياا اعمل ايه
نور : يا بنتي اهدى هتتعبي اقعدي ..
أماني بغضب : اقعد ازاي يا نور بس..انتي مسمعتيش الأخبار.. إياد مصاب وملك ظهرت واختفت..
نور : وانتي طبعا كنتي عارفة
أماني بضيق : يا ستي والله ما كنت اعرف حاجة..
نور بشك : أماني..
أماني: مش وقته يا نور ارجوكي..عمو زين فين بس..المفروض اكلم مين اتطمن
نور بادراك : أنس..البشمهندش أنس
أماني بصدمة : انتي اتهبلتي لا طبعا.. ما انا حكيتلك اللي حصل اخر مرة..وبعدين مش معايا اي وسيلة تواصل معاه اصلا..
نور : انا معايا الفيس بتاعه ..هكلمه اتطمن انا
اماني:...
نور : هااا؟!
أماني: ماشي ماشي كلميه..بس متقوليش اني جنبك
نور : اكيد
اخرجت نور هاتفها وبحثت عن أنس في اصدقائها..واتصلت به..
..
كان أنس ووالديه يجلسوا في غرفة إياد..سارة بجواره وتبكي..وهو يجلس علي الكرسي أمامه وينظر له بشرود..شعر فجاءة باهتزاز جيبه..اخرج هاتفه ووجد اسم نور..تعجب قليلا فهي لم تتواصل معه أبدا..ولكنه تنهد وخرج من الغرفة واجاب..
نور بسرعة: الو السلام عليكم
أنس بتعب : وعليكم السلام ازيك يا دكتورة
نور بقلق من نبرة صوته : الحمد لله ازاي حضرتك يا بشمنهدس.
أنس: الحمد لله..خير في حاجة؟
نور بحزن : انا قرأت الخبر ..كنت عايزة اتطمن علي إياد بيه بس..اكيد حضرتك معاه مش كده
أنس: اممم
نور: ....
أنس: كويس الحمد لله
نور : بس صوت حضرتك ميقولش كده خالص
تنفس أنس بعمق وقال بصوت به غصة الي حد ما : الدكتور قال مفيش خطر علي حياته ..بس مش هيفوق دلوقتي يومين كده
نور براحة : الحمد لله ..شكرا يا بشمهندس..معلش لو ازعجتك
أنس بابتسامة : لا ولا يهمك ..مع السلامة
نور : طب حضرتك كويس؟
أنس: الحمد لله..سلام يا دكتورة
اغلق أنس الاتصال ونظر لصورة خلفية هاتفه.. كانت صورة إياد ذو الاحدى عشر عام وهو يحمل طفلين أحدهما أنس والاخرى ملك ذوي العامين..ابتسم أنس بحزن ..لم يخبر نور بالحقيقة.. لأنه لا يجب ان يعلم أحد بما اصاب إياد..هو بالتأكيد لا يثق بها ليخبرها بهذا ليس وكأنه يشك بها ايضا ..ولكن ان علم بعض الاشخاص بما أصابه حقا..سيفرحون كثيرا..فهذا حتما سيضعف اياد كثيرا ...
...
نور : سمعتي؟ قال انه هيبقي كويس
أماني بشرود: اه
نور : بس صوته متغير اوي..تحسيه هيعيط يا عيني
أماني: حسب ما فهمت منه فإياد اخوه الكبير وقدوته في الحياة
نور : ده زمانه زعلان خالص..ورغم كده رد عليا.. بصراحة أنس شخص كويس اوي بجد
أماني: غيري السيرة.. انا هروح اشوف عمو زين تعالي معايا ..
نور : طيب تعالي هاخد اذن ونروح..
....
وصلت الفتاتان للمنزل..كان باب المنزل مفتوح..نظرت أماني لنور بقلق ثم دخلتا..وقابلهما محمد وبعض رجال الشرطة ..كان المنزل ملئ بأشرطة صفراء لتمنع الدخول
اماني بقلق: عمو محمد؟ في ايه عمو زين فين؟ .
كان محمد سيجيب ولكن هشام خرج من الداخل وتقابلت عيونه اولا بعيون نور..التي اشاحت بنظرها بعيدا عنه..فابتعد هو عنها ونظر لاماني وقال : أماني ؟ بتعملي ايه هنا
أماني: عمو زين فين ؟؟
هشام : ....
أماني: ما تتكلم يا هشام هو فين حصله حاجة ؟
محمد : منعرفش يا أماني..منقدرش نقول انه عايش ومنقدرش نقول انه مات ..البيت كله اثار دم ..ودكتور يحيى قال انه وقت كلامهم حد دخل عليه وسمع صوت رصاص وبعدها ميعرفش ايه حصل
هشام بغضب : محمد؟؟!
نظرت أماني ونور بصدمة نحوهم..وسقطت أماني أرضا وشعرت بأنها تختنق وضعت يدها علي صدرها بضيق...جلست نور بجوارها لتهدئتها واقترب منها هشام وجلس من الجهة الأخرى
نور : اهدي يا أماني..هو اكيد كويس متخافيش .
هشام: ملكيش دعوة بكلام محمد..احنا هنعمل كل حاجة وهنلاقيه اكيد .
..وقفت أماني وهرولت للخارج وتركتهم..نظرت نور نحوها ثم نظرت لهشام ولحقتها..
اوقفت أماني سيارة اجرة وذهبت ..لم تلحقها نور..وقفت نور وهي تراها تذهب وتنهدت بتعب..وضعت يدها علي رأسها بتعب وقالت : ايه الجو ده ..من يوم ما ظهر إياد والدنيا خربانة كده..بس مش وكأنه هو السبب..عامة طلع معايا حق لما قلت انهم شبه بعض
....مر يومان بسرعة لم يترك أنس ويحيى وسارة إياد لحظة واحدة..واستمر هشام في التحقيق ولكن بلا فائدة لم يصله اي شئ عن زين ..وملك لم تظهر خلال هذا الوقت أبدا..
...
في صباح اليوم الثالث
أنس: يا بابا خد ماما وروحوا..ماما تعبت خالص وانت كمان..انا هفضل معاه كفاية عليكم كده
سارة : لا مش همشي
أنس بابتسامة : يلا يا حبيبتي روحي عشان إياد ميزعلش منك بقى
يحيى : يلا يا سارة تعالي نروح وهنيجي تاني اكيد يعني
..
كان يحيى يقود السيارة وسارة بجانبه بصمت..
سارة بضيق : هو زين فين ..ازاي مجاش يشوف إياد وهو في الحالة دي ؟؟
نظر لها يحيى بتعجب وقال : زين فين؟!
سارة: متفضلش تدافع عنه بقى لانه صاحبك وكدة.. مهما كان حصله ..هو ملوش حق يسيب إياد كل__
يحيى : بس بس بس..سارة انتي مكنتيش معانا خالص اليومين اللي فاتوا صح؟
سارة بعدم فهم: مش فاهمة ؟
تنهد يحيى وقال : زين اختفى
سارة : يعني ايه
اخبرها يحيى بما حدث فتوسعت عيونها بصدمة وقالت بخوف: يعني زين فين؟
يحيى : معرفش يا سارة معرفش..
وضعت سارة يدها علي كتفه وقالت : انت كويس؟
اومأ يحيى لها واكمل قيادة في صمت..لطالما كان يحيى من هذا النوع من الاشخاص..هو لا يظهر أبدا مشاعره الخاصة للغير وخاصة الاشخاص المقربين من قلبه..وبشكل خاص مشاعر الحزن او الخوف ..هو لا يظهرها ابدا... ربما لا يحب ان يبدو ضعيفا..او لا يريد ان يحملهم فوق الهم همه..وربنا لأنه أعتاد ان يكون دائما الحائط الذي يستند عليه الآخرون..لذا فهو لا يظهر ضعفه ابدا..وهذا لا يعني انه لا يرغب بالصراخ والبكاء الآن كالطفل الصغير علي قدم أمه...ولكن ليت تلك الأيام تعود ..وتعود والدته ويعود زين الى جواره كما مضى..ولكن لا شئ يعود أبدا..وما مر لن يُعاد أبدا..
...كان وجهها باهت بشكل كبير وهي تقف امام مرآتها بتعب..لم تترك غرفتها منذ يومان... ولكنها عزمت علي اكمال بدأته..ليست ملك من تتراجع..حتي وإن قررت اجراء بعد التعديلات لا يهم..ولكنها لن تتراجع ...
ملك : ألو
براء بابتسامة: واخيرا..لو كنتي اتأخرتي شوية كنت هاجي افوقك انا
ملك : المهم..هقابلك انهاردة في شركة آرثر
براء: ناوية تعملي ايه معاه ؟
ملك : هتشوف .. دلوقتي هعمل حاجة تانية وهرجعلك..
براء : متتأخريش عنده طيب
ملك بتوتر : هو مين ده
براء : اهيهه؟! اكيد ارثر يعني هيكون مين
ملك : اه اه طيب سلام
...
جلست ملك في سيارتها وتنهدت ثم ادارت المحرك واتجهت نحو وجهتها...وعندما وصلت نزلت من السيارة وتحركت نحو الاستقبال بكل ثقة..وعندما رأتها الموظفة نظرت لها بصدمة قليلا..فصور ملك لا تقل عن صور إياد في الاخبار الآن..
ملك : اريد السؤال عن أحد المرضى هنا..
الموظفة بتوتر فهي تعلم من هذا المريض ولكنها تملك اوامر بألا تتحدث عنه مع اي شخص : حسنا سيدتي..تفضلي
ملك بهدوء : السيد إياد الزيني..اين غرفته .واين الطبيب الخاص به ارغب بمقابلته ايضا
الموظفة : ما علاقتك به سيدتي ..لا يمكنني السماح لك ان لم يكن هناك علاقة بينكما..هذه أوامر
اخرجت ملك هويتها الشخصية ..فهي قد استعادت هويتها رسميا ..وضعتها امام الموظفة وقالت : تفضلي
امسكت الموظفة بهوية ملك وقالت : حسنا..ستجدين الطبيب في الطابق الثاني واسمه يوهان..هو سيخبرك بما تريدينه سيدتي..
نظرت لها ملك وقد فهمت انها لا تريد اخبارها بشئ...ولكنها استلمت هويتها وتحركت الي الطابق الثاني..بحثت عن الطبيب حتي وجدته
ملك : مرحبا
يوهان بانشغال: كيف اخدمك
ملك بضيق : اولا فلتنظر لي وانت تتحدث
نظر بها يوهان بتعجب وعندما رآها قال : كيف اخدمك اذا سيدة؟
ملك : ملك الزيني
يوهان: اوه؟ اذا انتي قريبة السيد إياد..تريدين السؤال عنه
ملك : اجل ..وارغب بزيارته ايضا
يوهان بابتسامة : اعتذر سيدتي..لا يمكنني ان اقول هذه المعلومات..غير مسموح لي بهذا..
ملك بضيق : ماذا تقصد بأنك لن تخبرني..
يوهان : هذه اوامر سيدتي ..اعتذر
ملك بغضب : اي أوامر لعينة هذه انا لا آبه بحديثك الغبي هذا...فلتقل الآن ما هي حالته
نظر لها يوهان بصدمة ثم قال بهدوء : سيدتي ارجوكي كوني متفهمة..سأكون بمشكلة ان__
دفعته ملك للحائط ووضعت ذراعها علي رقبته ونظرت له بحدة وقالت : ستكون بمشكلة حقا ان لم تفعل ما اقوله
نظر لها يوهان بتوتر وابتلع ريقه..يبدو انها لا تمزح أيضا..هز رأسه بإيجاب..فابتعدت ملك عنه وتنفست بعمق ..
يوهان وهو يضع يده علي رقبته ..اقترب منها وقال بهمس : ارجوكي لا تخبري احد بهذا لا اريد ان اكون بمشكلة حقا..ولكنه قد فقد كليته اليمنى..
نظرت له ملك بصدمة فتابع : لم يكن امامنا خيار سوى إستئصالها..كانت مصابة بشدة وجودها كان ضرر اكبر لجسده..ولكنه سيكون بخير ..
كانت تنظر للاسفل وقالت بصوت منخفض : اين عرفته
يوهان : غرفة 351 في الطابق الخامس سيدتي
تحركت ملك بهدوء نحو المصعد وصعدت الي حيث قال الطبيب..وعندما وصلت وقفت أمام الغرفة قليلا وحاولت ان تتماسك ثم طرقت الباب بهدوء ودخلت..
كان جسده متصل بالكثير من الاجهزة ويده متصلة بالكثير من المحاليل ويضع ايضا قناع الاكسجين.. نظرت له بوجع ثم اقتربت منه وجلست على الكرسي أمام السرير وقالت بصوت مهزوز : آسفه..
توسعت عيونها عندما سمعت ذلك الصوت : بتعتذري علي ايه بالظبط..
...
يتبع

في رقبتك ⛓️🧑🍼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن