نظرت لهم أماني بصدمة..حاولت الهروب..ولكنها وسط تلك الأيادي..ماذا تفعل...امسكها احد الرجال من ذراعها وهو يسحبها
حاولت أماني دفعه بعيدا عنها
أماني بصراخ : سيبني يا حيوان..انت عايز مني ايهه..
الرجل : اصمتى والا كسرت رقبتك يا فتاة..
ظلت أماني تعيق حركته بحركاتها..فحملها الرجل فوق كتفه ثم القاها في السيارة بكل قسوة وصعد معها هو ورجلين اخرين ..
زحفت أماني لتجلس في زاوية السيارة وهي تنظر لهم بخوف ..
رجل ١: اغلق هذا الباب سنذهب الان..وخذ كل ما معها ..
اقترب رجل اخر منها واخذ منها حقيبتها وهاتفها..ثم اغلق الباب وبدأت السيارة تتحرك..
جلست أماني في ركن السيارة بهدوء وجلس الرجال في الجهة المقابلة لها وهم ينظرون لها بنظرات غير مريحة أبدا...كانت أماني تشعر بالخوف ..ولا تعلم من هؤلاء ولا الي اين تذهب..وحينها تذكرت كلام أنس..فقد حذرها من الذهاب ولكنها قامت بسبه والذهاب ولم تستمع له..
في المقابل كان أنس يسير خلف تلك السيارة بسيارته وهو يمسك بمسدسه وملامحه لا تبشر بالخير أبدا..ظل ينتظر حتي يرى الي اين يذهبون..حتي نصف ساعة تقريبا..وشعر بحركة غريبة في صندوق السيارة وكأنه عراك او ما يشابهه...لقد كان يعلم ماذا يحدث..لم يستطيع الانتظار..هو يعلم انه حتما لن يخرج من هذا الموضوع سليما..ولكنه لن يتركها بين أيديهم هكذا..
زاد سرعة سيارته حتي اصبحت بجوار تلك السيارة .. وضيق عليهم الطريق..
السائق بضيق : من هذا الاحمق ماذا يفعل
الرجل بجواره : لا اعلم..هل يعقل انه احد معارف تلك الفتاة في الخلف..
السائق: لا يهم..لو استمر هكذا اقتله..نحن لا نريد ان نفشل في هذه المهمة..السيد ارثر سيقتلنا ان عدنا خاليين اليد..
الرجل : حسنا..
...
أنس محدثا نفسه بضيق : مش ناويين تقفوا ..ماشي...
ابتعد أنس قليلا عن السيارة ثم قال : انا اسف يا أماني..ممكن تبقى صعبة شوية..
أطلق أنس رصاصة من مسدسه نحو اطار السيارة الأمامي..وحينها فقد السائق القدرة علي التحكم بالسيارة..وتحركت السيارة نحو منحدر صغير ملئ بالاشجار العالية..فاصدمت السيارة بإحداها وتوقفت..
اوقف انس سيارته علي جانب الطريق..وكان الليل قد اوشك على النزول بالفعل..امسك مسدسه وسكين صغير وضعه في جيبه وتحرك نحو السيارة..
اقترب بحذر شديد وتوجه نحو السائق ولكنه كان مغشيا عليه هو ومن بجواره اثر اصطدامهم بزجاج السيارة.. كما ان رأسهم ينزف...
أنس بتنهد : كده كويس..فاضللي ٣..تراجع أنس قليلا ووقف أمام باب الصندوق ..ثم فتحه بهدوء..
رجل ١ بألم وهو يضع يده علي رأسه: ارون ايها الأحمق ماذا يحدث..
صعد أنس للسيارة وهو يبحث عنها..وعندما وقع نظره عليها اشتعلت عينه غضب وهو يرى ملابسها ممزقة وحجابها علي الارض..جسدها ملئ بالكدمات..وتبكي..واولئك الرجال..ملابسهم ليست بخير ايضا..
رجل ٢ : انه..ليس ارون..
نظر له أنس وقال بغضب : اجل ..انا أجلك..
قال هذا ثم هجم عليه ولكمة بقوة فسقط أرضا..حينها هاجم الرجل الثالث أنس وامسكه من الخلف ولكنه أنس اخرج سكينه وغرزها في كفة يده ثم سحبها بقوة..
صرخ الرجل بالم وهو يمسك بيده..فوجه أنس مسدسه نحو قدمه وضغط علي الزناد فسقط أرضا..وهو يتألم..وقف ذلك الرجل الذي لكمه أنس مجددا وعندها تأوه أنس بألم..ولكنه لم يأبه لما حدث وقام بلكمه بقوة علي رأسه حتي سقط مغشيا عليه.. وعندما التف..
وجد ذلك العملاق يمسك بأماني ويضع سكين رقيق كرقبتها عليها..وهي تغمض عيونها بخوف وتبكي..
الرجل : انزل سلاحك وإلا قتلتها..
اقترب انس منه قليلا فضغط الرجل علي رقبتها حتي صرخت من الالم.. ورأي انس بعضا من الدم يخرج من رقبتها فتوسعت عيونه..ورفع يديه للأعلي مستسلما..
الرجل: ضعهم ارضا.. أسرع..
أنس: حسنا حسنا..ولكن دعها..
فتحت أماني عيونها فتقابلت مع عيون أنس ونظرت له بصدمة
انخفض أنس بهدوء شيئا فشئ وعيونه لا تفارق عيون أماني...
وفجاءة وقف أنس مجددا واطلق النار علي ذراع ذلك الرجل الذي تحمل السلاح..دفعته أماني وهرولت نحو أنس... امسكها أنس من ذراعها وسحبها نحوه وقال بهمس : انتي كويسة؟ حد.عمللك حاجة..
نفت أماني برأسها بخوف....وقف ذلك الرجل مجددا ونظر لأنس بغضب..دفع أنس أماني للخلف ونظر للرجلين علي الارض..ثم قال لها : انزلي من هنا..ولكنه تذكر الرجلين في الأمام.. ماذا لو استيقظ أحدهم وامسكها مجددا...
أنس لاماني بجدية وهو يعطيها ذلك المسدس :اقفي هناك و اللي يقرب منك طخيه..
نظرت له أماني بصدمة..
أنس بغضب: اخلصيي..
تناولت أماني المسدس من يده ووقفت حيث أشار لها..
الرجل بألم.: سأقتلك يا هذا
أنس وهو يمسك جيدا بسكينه يبتسم : اريني إذا..كيف ستفعل
ابتسم أنس لانه تذكر..عندما كان يُدربه براء علي استخدام السكين اغلب الأوقات... واياد ايضا..لقد شعر ان جسده أصبح رخي منذ ترك التدريب..وحقا هذا لن يكون شئ مقاربة بما كان إياد وبراء يفعلونه به..لذا..سيتمتع قليلا...
بدأ الاثنان العراك..علي الرغم من ضخامة منافسه.. إلا ان أنس كان اقوى بالفعل..جرحه عدة جروح متفرقة..وفي النهاية امسكه من رقبته وقام بإسقاطه ارضا وكاد يخنقه..ولكن صوت أماني التي صرخت باسمه: انس هيموتت..سيبه
تركه أنس ولكنه كان قد فقد وعيه بالفعل..اقتربت أماني من الرجل بفزع ووضعت يدها علي الأماكن الحيوية..وعندما وجدت نبض تنهدت براحة ..
أنس وهو يبتعد عنه ويتجنب النظر لها..انزلي يلا..
نظرت له أماني..ثم نزلت من السيارة...تنهد أنس وامسك حقيبتها وحجابها وهم بالنزول ولكنها قالت : هو احنا هنسيبهم يموتوا؟
أنس ببرود: مش هيموتوا
أماني: اتصل بالاسعاف
أنس: نعم؟
أماني : ممكن يموتوا من النزيف ..كلهم بينزفوا..ارجوك اتصل بالاسعاف..معندكش مشكلة تكون قاتل؟
نظر لها بضيق ثم تنهد والقى حقيبتها وحجابها في وجهها وعاد مجددا.. امسك هاتف احد الرجال واتصل بالاسعاف وتركه بجانبهم..
أنس: اتصلت بالاسعاف اهو .. يمكن يلحقوهم..
واخيرا نزل أنس وبدأ يسير مبتعدا عن ذلك المكان ومتجهها لسيارته ..ظل يسير وشعر بأن أماني متخلفة عنه..وقف ونظر لها فنظرت له ولم تتحدث..كانت تطع طرحتها علي شعرها وتغطي بها ذراعيها وتضم نفسها..
أنس بضيق : شدي حيلك شوية..
اكمل سيره ولكنها لم تقترب أيضا..
توقف أنس مجددا ونظر لها وقال بضيق : همشي واسيبك علي فكرة..
هرولت أماني نحوه ولم تتحدث..سار الاثنان بجوار بعضهما بصمت..ولكن قاطع الصمت صوت أنس الهادئ : حد...عمللك حاجة..
أماني بهدوء : لا..
توقف أنس ووقف أمامها ثم قال: اكشفي رقبتك
أماني بتعجب : نعم؟
أنس وهو يخرج شيئا من جيبه : رقبتك..اكشفيها
أماني: ليه؟!
أنس وهو يريها الشاش الطبي: عشان تلفيها..
أماني: مش مستاهلة..
قالت هذا ثم تركته واكملت سير..
...
جلس أنس في سيارته ووقفت أماني فقال لها عبر النافذة..هتفضلي واقفة ولا اجي اركبك مش فاهم..ما تركبي..
فتحت أماني الباب الخلفي وجلست ...تنهد أنس ولم يتحدث..ولكنه اثناء القيادة شعر بألم شديد في ذراعه..ولكنه تجاهله وقام برمي ذلك الشاش الي الخلف فسقط علي أماني التي صرخت بفزع ..فضحك أنس لوهلة..
أماني بضيق: مضحكتش..ايه اللي رميته د__
لم تكمل كلامها لاتها رأت ذلك الشاش.. تنهدت وقامت بقطعه ولفت رقبتها..فتلك السكين قد جرحتها جرح صغير..
..طال الصمت في الطريق حتي قاطعه أنس مجددا وهو يقول ببرود: طبعا انتي فكراني انقذتك بقى والكلام ده..لا يا شاطرة..انتي هنا تقدري تقولي مخطوفة برضو..ومش هتمشي غير علي مزاجي ولما اللي اقوله يحصل وبس..ولو فاكرة اني مقدرش اعمل فيكي حاجة برضو..تبقى غلطانة..عشان كده قبل ما نوصل..خلينا علي نور كده..طول ما انتي مطيعة وبتسمعي الكلام..انا مش هلمس شعرة منك يا دكتورة..
كان يقول كلامه وهو ينظر لها من خلال مرآه السيارة.وهي تبادله النظرات..ببرود...
أماني: والله انا مطلبتش منك ..تتفضل وتنقذني..
ابتسم أنس عندها..فهو قد رأي ابتسامتها عندما رأته..ورأي خوفها وعيونها التى ترجوه ان ينقذها من بين ذلك الوحش..وكيف هرولت نحوه بعدما تركها..ولكنه كبريائها...
أنس ببرود: مش من شيمي اني اسيب فريستي لغيري..
أماني: فريستك؟!! ليه هو انت شايفني كلبة ولا ايه..
أنس: لا ..غزالة..( يغازلها)
توسعت عيون أماني واحمر خديها ..وقد ظهر الحمار بشدة بسبب بشرتها البيضاء الصافية..
أماني: إنسان وقح...
...
بعد قليل توقفت السيارة أمام مبنى سكني...نزل أنس من السيارة ثم فتح الباب الخلفي وقال : انزلي..
نظرت أماني حول السيارة قبل ان تنزل..يوجد بعض الاشخاص..
تنهد أنس بضيق اقترب منها فتراجعت هي بخوف..حاول أنس يأخذ ما يريد من خلفها..ولكنها كانت تعيق حركته...
نفخ أنس بقوة ففزعت أماني..
أنس: اهديي..
أماني بقلق : ابعد عني..
رفع أنس احدي حاجبيه ثم قال ببرود: افتحي الشنطة اللي وراكي دي..خدي اي حاجة البسيها وانزلي..مش ورانا الليل كله اخلصي..
نظرت أماني خلفها ووجدت حقيبة ملابس..كانت بجوارها طوال الوقت وهي لم تلحظها..فتحت الحقيبة وامسكت احدى القمصان...كان كبير سيغطي ما يكفي من جسدها..ارتدته ونزلت من السيارة..وقفت بجوار انس محاولة ان تداري وجهها..فالكثير من الناس هنا يعرفونها بالفعل..فهي صديقة نور وتأتي الي هنا دوما..
صعدت معه حتى وصلا لشقته..ففتح أنس الباب وانتظرها حتي تدخل ولكنها لم تفعل..
أنس ببرود : ادخلي..
أماني: ادخل ازاي يعني انت عايزن___
قاطعها أنس بحدة وقال: هو انا مش قلتلك..اني مش جايبك افسحك هنا..ادخلي..
نظرت له أماني..كانت عيونه غريبة..لم تراه هكذا من قبل..الهذه الدرجة هو غاضب...دخلت أماني بهدوء وهي تشعر بالخوف..كيف ستجلس في غرفة رجل..وحدهما..
اغلق أنس الباب ثم دخل الي الداخل وجلس بتعب علي الكرسي..فهي غرفة بسيطة..تشبه غرفة نور..حمام ومطبخ وصالون صغير يوجد به اريكة وطاولة ..وفي احد الاركان غرفة صغيرة جدا بها سرير فقط ومنضدة صغيرة فقط.. وهما مفتوحان علي بعضهما بدون باب حتي..
جلست أماني علي الارض واستندت علي الحائط بخوف..وعم الهدوء..وفجاءة سمعت صوت وكأن قطرات ماء تسقط علي الأرض..نظرت نحو أنس..فشهقت عندما وجدت .. الدماء تتقطر من ذراعه ..
نظر لها أنس بخمول وقال : في ايه..
اقتربت منه أماني وامسكت ذراعه بسرعه..وصُدمت عندما وجدت سكين صغيرة جدا مغروزة في ذراعه..كيف لم تلاحظها..
أماني: انت..مصاب..
نظر أنس لذراعه بملل وقال : اه ..دي..تلاقي الراجل ضربني بيها وانا مخدتش بالي ..
أماني بقلق: لازم تروح المستشفى..
نظر أنس لوجهها بشرود..وجهها متسخ وحجابها غير منظم يوجد بعض الشعر المتحرر منه..وترتدي قميصه..تبدو كالمهرج..ولكن ملامح القلق علي وجهها..تجعل قلبه يخفق بقوة..
أنس وهو يدير وجهه ببرود: مش هروح حتة..ممكن يتفتح محضر في الموضوع مش ناقصة..
أماني: انا اسفه..ده حصللك بسببي..
نظر لها أنس وطال صمته ثم قال بابتسامة مستفزة : هو مش انتي دكتورة ولا شهادتك وخداها من كلية البهايم..
ضغطت أماني علي ذراعه بقوة فتأوه بألم..
أماني بغضب: ايوة واخداها من كلية البهايم عشان اعالجكك..
أنس بضحك : عنيفة
أماني ببرود وهي تقطع ملابسه حول ذراعه : عندك ادوات إسعافات اولية؟
أنس: لا..
أماني: ازاي يعني..هعملها ازاي انا دلوقتي
أنس بابتسامة : معرفش..
أماني بضيق: هو انت بتضحك علي ايه..
أنس:....
أماني بتوتر: طب..ممكن تديني تليفوني
أنس ببرود : ليه
أماني: هكلم نور..هي اكيد عندها..
أنس: ....
أماني: هسألها بس..مش.هقول حاجة تانية..
أنس بتحذير : عارفة يا أماني لو نطقتي..
ابتلعت أماني ريقها ثم امسكت هاتفها واخرجت رقم نور ثم اتصلت عليها..
نور : الو..ايوة يا أماني..انتي فين يا بنتي..مشيتي فجاءة كده ليه قلقتيني عليكي..
أماني: معلش يا نونة..كان ورايا' نظرت لانس' مشوار...
نور: انتي كويسة اهم حاجة ؟
أماني: اه الحمد لله..
نور: طيب الحمد لله..خير يا امونة عايزة حاجة؟ ..
أماني: اه يا نور معلش..هو انتي في البيت؟
نور : لا والله يا أماني عندي نبطشية انهاردة مش هعرف اروح..عايزة حاجة ؟
أماني: اه ..عايزة اخد صندوق الاسعافات من بيتك..
نور بقلق: اماني انتي كويسة بجد!؟
أماني بضحك: والله كويسة..ده انا كنت معدية صدفة من مكان قريب من عندك..و..لقيت كلب مصاب..وبينزف..
أنس بهمس وصدمة: كلب؟!!
نور : اه..طيب يا حبيبتى بصي..هتلاقي المفتاح تحت المشاية..والصندوق علي المكتبة..خديه وابقى حطيه مكانه..ولو عايزة تباتي في البيت باتي..بلاش تروحي دلوقتي لوحدك المنطقة مش احسن حاجة..
نغزر أنس أماني في قدمها ..
أماني: لا لا متشغليش بالك بيا..معلش لو عطلت يا نور..شكرا..
اغلقت مسرعة فنظرت نور للهاتف بتعجب وقالت مالها دي؟ وبعدين هي من امتى بتمشي من عندنا..
...
أنس بضيق: كلب ها؟
أماني وهي تضع الهاتف..ما دكتورة بهايم قلتلك..وبعدين اقولها ايه يعني..هنزل اجيب الصندوق..
وقف أنس ولكنه شعر بدوخة...
اماني: مش ههرب..انا مش هسيب واحد بينزف..وبسببي وامشي ..
....
براء بغضب لمن في الهاتف: يعني ايه اتخطفت..انتوا ايه لازمتكم..اغبياء
حسام: والله يا براء بيه..
براء : مسمعش نفسك..مين اللي اخدها..
حسام: احنا لما كنا ماشيين وراها..لقينا شوية رجالة.. شكلهم تبع ارثر اخدوها..
لكم براء الحائط بجواره بقوة وقال بحدة : وبعدين
حسام: فضلنا ماشيين وراهم..بس..
براء بنفاذ صبر : اخلصص بدل ما اكسر التليفون ده
حسام: في حد تاني اخدها
براء بتعجب: حد تاني ازاي ؟!
حسام: أنس يحيى
توسعت عيون براء وقال : أنس ؟لوحده؟
حسام : ايوة...انا شوفته بعيني وهو واخدها لعربيته ...لحد بيته
براء: وهي مكانتش بتقاومه؟
حسام: خالص ..
براء بهدوء : طيب اقفل..ولو عرفت حاجة جديدة..كلمني
حسام: حاضر يا ريس
اغلق براء الهاتف ..ونظر بشرود لاحدي الصور علي مكتبه..كانت احدى المسابقات التي فاز بها أنس..كان يقف بجواره إياد وبراء..
ابتسم براء للصورة ثم قال: مصيري ابقى في مواجهتكم انتم الاتنين صح..اتمني متخلينيش ابقى ضدك يا أنس..كفاية عليا إ..لما كنت هتموت بسببي من ٨ سنين..مشكلتي مش معاك
..لمحة من الماضي ..
كان براء ذو الاثنان والعشرين عام يراقب إياد الذي يقف بين رجال الأعمال الاخرين وهو يفتتح احد الفنادق الجديدة باسم عائلته كالعادة..
جلس براء في مكان مرتفع ووجه بندقيته نحو إياد..كان من المفترض ان يصوبها نحو رأسه..وقد فعل..نظر لاياد مطولا..وعندما عزم الاطلاق..لمحه ذلك المراهق ذو الثمانية عشر..فدفع إياد واصيب هو بالطلق الناري..توسعت عيون براء بصدمة عندما سقط أنس أرضا..ووجد إياد ينظر نحوه بتوعد..هو لا يرى وجهه حتى..ولكنه علم من اين جاء الطلق
امسك إياد أنس الذي سالت دماؤه في كل مكان..
إياد بخوف: أنس.. أنس..خليك معايا ... أنس..
أنس بتعب : ا..انت..كويس..
امتعض وجه إياد بحزن ووضع يده علي وجه أنس وقال : غبي..
....
تنهد براء علي تلك الذكرى السيئة..لم تكن نيته قتل انس حتى..ولكن هو من القى نفسه امام إياد كالاحمق.. لذا نعم.. أنس هذا النوع من الاشخاص..الذي قد يفعل اي شئ من اجل من يحبهم..خاصة إياد..
اخرج هاتفه واتصل بملك..
ملك : خير..
براء : عايز اقابلك
ملك : ليه؟
براء : ضروري..مش هعرف اتكلم علي التليفون..هستناكي في المكان المعتاد..
ملك بتعجب من نبرة صوته : طيب
...
صعدت أماني واغلقت الباب..ثم وقفت أمام انس ووضعت الصندوق علي الطاولة خلفه..
أماني: اخلع التيشرت بتاعك..
أنس بملل: مش عارف ارفع ايدي...
تنهدت أماني ثم امسكت المقص وقطعته من النصف وابعدته عن جسد انس..وحينها لاحظت ندبة في كتفه الايسر قريبا من قلبه..
أماني بتعجب : ايه ده..
كانت تحرك يدها لتضعها علي تلك الندبة..
امسك أنس يدها وقال بحدة : خليكي في اللي هتعمليه.. ثم ترك يدها بقوة
شعرت أماني بالحرج..ولكنها قررت ان تركز علي عملها كطبيبة فقط..فبالتأكيد هو ايضا قد مر بظروف مختلفة في حياته..ان كانت ستسأل كل مريض عن حياته..لن تنتهي
أماني بجدية: انا هسحب السكينة..هتبقى صعبة استحمل..
أنس ببرود : ماشي..
امسكت أماني زجاجة.الكحول ثم سكبت القليل علي مكان الاصابة ..فأمسك أنس يد الكرسي وضغط عليها بقوة..
أماني: بسم الله الرحمن الرحيم..قالت هذا ثم سحبت السكينة بسرعة..صرخ أنس بألم
أماني: انا هعقم الجرح..وهخيطه..بس انا عند كلامي لازم تروح المستشفى..هي الحمد لله السكينة مش كبيرة والجرح من عميق..ولكن..
كان أنس يتعرق بألم ويغمض عيونه..هو حتما لا يستمع لما تقوله..تنهدت أماني وقالت : أنس..
نظر لها بألم..
أماني : انا دورت علي بينج موضعي بس مفيش.. الخياطة والتعقيم هتبقى صعبة..هتتحمل؟
اومأ أنس لها بايجاب..
أماني: طيب ممكن تنزل علي الأرض..
جلس أنس أرضا وجلست هي علي ركبتيها بجواره.. ثم ارتدت القفاز الطبي. امسكت القطن والكحول والملقط وبدأت بتعقيم الجرح .. وأنس يحاول ان يكتم ألمه..حتي بدأت بتخيط الجرح امسك أنس ذراعها بألم ضغط عليه مع كل غرزة في يده..يده قوية ..تشعر ان ذراعها سينكسر في يده..ولكنها اعتادت علي هذه التصرفات من المرضى..ولكن أنس يتألم ألم مضاعف الآن بدون المخدر..وهذه فقط ردة فعله..هو قوى بالفعل..
....
أماني بتنهد : خلصت..
نظر لها أنس وكان وجهه شاحب ومتعرق ثم قال بتعب : شكرا..
اومأت له أماني وقالت وهي تنزع القفاز : عايزة اغسل ايدي..
أشار أنس علي الحمام..فتوجهت أماني وقامت بغسل يدها والاغراض..ثم عادت نحوه وقالت : انت نزفت كتير.. المفروض تعمل تحليل دم عشان ممكن تحتاج تعلق دم..
أنس: ممكن بس تيجبيلي تيشرت من الشنطة دي..
بحثت أماني عن اي شئ فضفاض ومريح حتي لا يضايقه..واعطته اياه..ارتداه انس ثم نظر لها وقال : هنام وهبقى كويس..قال هذا ونام مكانه أرضا..
أماني: يا انت..اطلع علي الكنبة..
ولكنه لم يسمعها فقد ذهب في نوم عميق بالفعل..تنهدت أماني وقالت وهي تتجه نحو الباب: حد يسيب اللي خاطفها وينام؟ ده عبيط ده ولا ايه..
..
..لندن..
ملك بتعب : قبل ما تتكلم ..عملت ايه في موضوع أماني وصلتولها؟
براء: احمم..ما هو ده الموضوع اللي عايز اكلمك فيه ..
ملك بشك : مش فاهمة..
سرد براء ما حدث لاماني لملك..تحت نظراتها المصدومة..
ملك بضيق: هو ده اللي متخافيش انا كلمتهم خلاص؟!بس كويس..ان انس اخدها
براء: ايه اللي مطمنك من ناحيته؟
ملك : اكيد أنس عمره ما يعملها حاجة وحشة..
براء : وفكرك هو اخدها ليه اصلا؟ حبا فيها او فيكي..
ملك: عايز تقول ايه؟
براء: انس اكيد عايز يهددك بيها..
...
استيقظ أنس فزعا ..نظر حوله بحثا عنها..نظر لذراعه بألم..وعندما نظر بجانبه وجدها تجلس علي الكرسي و تنظر له بهدوء..فتنهد
أماني : مساء الخير..
أنس: مهربتيش ليه
أماني: مش قلتلك اني مش همشي واسيب واحد في الحالة دي وبسببي..
وقف أنس واقترب منها وقال بخفوت : ولا عشان عارفة لو مشيتي من هنا هيحصللك ايه..
ابتلعت أماني ريقها ودفعته بعيدا..
أنس: انا شايفك متطمنة اوي..انتي فاكرة اني مقدرش اعملك حاجة مش كده..
نظرت له أماني ولم تجيب..
أنس بنبرة غريبة : ليه..انتي فاكرة ان صاحبتك بس اللي تقدر تؤذي اللي بتحبهم ولا ايه..
أماني بقوة مزيفة: انت عايز ايه..
أنس بحدة : هتخرجي تليفونك دلوقتي..وتتصلي بالحلوة التانية وهتقوليلها التالي ..ملك..انا مع أنس وبيقولك هو كمان يقدر يدمر اللي بيحبهم..ما.انتم راضعين من نفس اللبن..وبيقولك لو إياد مطلعش من السجن خلال الاسبوع ده ..تنسيني..
أماني: انا قلت اني معرفش ملك فين
امسكها أنس من ذراعها بقوة واقترب من وجهها وقال : انتي يا بت..الشويتين دول مش عليا..لو خايفة علي نفسك.. وعلى شرفك..تسمعي اللي بقوله..
بصقت أماني في وجهه وقالت بغضب : هو انت فاكرني ايه..ولا عشان عارف اللي حصللي زمان يبقى خلاص..تقدر تعمل فيا اللي انت عايزه..لا يا استاذ..متنساش نفسك..يا زبالهه
انس بضحك : اعمل ؟! لا يا بطة..انا مستحيل اعمل اللي في بالك..بس لو سلمتك ليهم..هتتمني انه يكون انا يا قمر..ما انتي كنتي هتجربي..
توسعت عيون أماني بصدمة وفجاءة امسكها من وجهها بقوة وقال بحدة وهو يضغط علي فكها: ودلوقتي..هتتصلي بملك..وتقولي اللي قلتلك عليه..يلا..
ادمعت عيون أماني من الوجع..ادركت انه لا يمزح..هو بالفعل لو لم ينقذها..لكان وضعها سئ للغاية..
أماني بخوف : تلي...تليفوني ..
امسك أنس هاتفها ثم أعطاها إياه..نظرت له أماني فقال بقسوة : اخلصي..
اتصلت أماني علي صديقتها..
....
ملك : وهنعمل___ ' نظرت للهاتف بصدمة' الحق دي اماني اللي بتتصل
براء: ردي بسرعة اكيد أنس..
ملك بقلق : الو يا أماني..انتي فين
أماني بصوت مهتز : ملك..
انقبض قلب ملك وقالت بخوف : انتي كويسة..في ايه..
أنس بخفوت : افتحي الاسبيكر..
أماني: ملك..انا..
ملك: مع أنس.. عارفة..هو عايز ايه..
ابتسم أنس فنظرت له أماني ثم قالت بنفس النبرة : بيقولك هو كمان يقدر يدمر اللي بيحبهم..ما.انتم راضعين من نفس اللبن..وبيقولك لو إياد مطلعش من السجن خلال الاسبوع ده ..تنسيني..
توسعت عيون ملك وقالت: لا ..هو بيكدب اكيد مش هيعملك حاجة متخافيش..انا هنقذك..
فجاءة صرخت أماني عندنا داس أنس علي قدمها ..
ملك بخوف : أمانيي.. أماني في ايه..' اكملت بغضب' أنس..لو لمستها هقتلك بإيدي انت فاهم..ملكش دعوة بأماني واجهني انا يا جبان..
انتشل أنس الهاتف من يد أماني التي تبكي ..
أنس ببرود : اسمعيني يا ملك..زي ما انتي مسكتيني من ايدي اللي بتوجعني..انا هدوس علي ايدك اللي بتوجعك مش همسكك منها بس..
ملك بغضب : انا مشكلتي مش معاك بتتدخل ليه..
أنس: انا قلتلك اللي عندي.. إياد لو مخرجش..مش خلال اسبوع لا..خلال ٣ أيام..انسي صاحبتك..انتي عارفة لو سلمتها لاعدائك هيحصلها ايه صح..اعدائك كثير..
ملك : انت غبي..غبيي
اغلق أنس الهاتف ورماه ارضا ..نظر لاماني ثم قال : ودلوقتي بقى..' نظرت له أماني بكره ' عمو زين فين..
اماني بكره وغضب: انا معرفش حاجة..وحتي لو اعرف..مستحيل اقولك حاجة يا حيوان انت..
توجه أنس نحو مطبخه وامسك بالمقص ثم اقترب منها مجددا وقال وهو يحرك المقص علي رأسها من الاعلى للاسفل: سمعت انك بتحبي شعرك اوي..المعلومة دي صح مش كده؟
نظرت له أماني بكره ولم تجيب ..
أنس بابتسامة: طبعا عايزة تعرفي انا اعرف كل الحاجات دي منين..خاصة الحادثة اللي حصلتلك وانتي صغيرة وإسماعيل..
أماني:....
أنس طيب هقولك.. بما ان أبويا اكثر من اخ لابو صاحبتك..فأنا اعرف كل حاجة عنكم..اذا كان انتي أو ملك..كنت عارف كل حاجة الا اشكالكم..عم..لا..زين واياد وماما وبابا..مسمحوليش اشوفها او اشوفك..' اكمل باستهزاء' طول عمري كان نفسي اشوف صاحبة اختي اللي معاها طول العمر..كنت بحترمك ..زي ما كنت بحترم ملك كده..بس كنت..
أماني: احترامك او غيره ميفرقش معايا..تولع انت وهو..وقصتك الحزينة دي متفرقش معايا برضو
أنس بجدية : عمو زين عايش؟
أماني: معرفش..
أنس بحدة: انتي اللي بعتتي الفيديو لهشام..الفيديو ده مزيف ملك اللي عملته مش كده..هي اكيد مبقتش حقيرة لدرجة انها تقتل ابوها..صح...
أماني: انا مستحيل اقولك إجابة..اذا كانت اه او لا..مش هريحك..انت فاهم..مش هخون صاحبتي ابدا..
أنس: وهو مين السبب في وضعك ده..مش صاحبتك دي..
أماني: ملك مستحيل تسيبني كده..
أنس: والله انا كمان مش عايزها تسيبك كده..لو نفذت اللي انا عايزه..مش هتفضلي كده.. ودلوقتي اتكلمي...
اماني: وهو انت عايز تعرف ليه اصلا؟
أنس: انا اللي اسأل هنا..
أماني: وانا مش هجاوب..
نظر لها أنس بغضب وفتح المقص واقترب منها ولكن قاطعه اتصال من هاتفه..
نظر لها أنس ثم امسك هاتفه وعندما قرأ الاسم تنهد بضيق وقال لاماني: مسمعش نفسك .
أنس بهدوء: الو يا ماما..
سارة : الو يا حبيبي..انت كويس يا أنس! في ايه..اللي خلاك تسيبنا وتنزل مصر..
أنس: مفيش يا حبيبتي قلت اشوف الدنيا هنا واغير جو شوية..اتخنقت من الوضع عندكم..
وفجاءة ضحكت أماني بقوة وقالت : الوضع ولا ولكن أنس وضع يده علي فمها ونظر لها بغضب شديد
سارة بتعجب: انت فين يا أنس ؟
أنس بتوتر : فين يا ماما..في البيت..
سارة : في البيت ازاي..انا سمعت صوت بنت
..حاولت أماني انا تبعد يده ولكنه احكم امساكها وقال : لا يا ماما... ده التلفزيون يا حبيبتي..
سارة : أنس عارف لو بتعمل مصيبة تانية؟!كفاية علينا مصايب كده
أنس بضحك: ايه يا عسل مش واثقة في ابنك ولا ايه
سارة : لا
أنس: طيب يا ست الكل انا هقفل دلوقتي..
ابتلعت أماني ريقها عندما اغلق ..نظر لها بهدوء ووضع هاتفه جانبا وقال : انتي قد اللي عملتيه ده؟!.
أماني: .....
أنس:......
أماني باستهزاء: باين عليك بتخاف من طنط اوي..بس هي تقريبا معرفتش تربي
امتعض وجه أنس وقال بحدة : أمانيي..
ظلا علي هذا الوضع قليلا حتي قاطعهم اتصال اخر..ولكنه من هاتف أماني هذه المرة..امسك أنس الهاتف ونظر للمكتوب ثم نظر لاماني وابتسم باستهزاء وقال : جنتي..دي مامتك..مش كده؟
توسعت عيون أماني وقالت :..خليني اكلمها اطمنها..
اغلق أنس الهاتف ووضع جانبا وقال : ل.ا..لا
أماني بضيق : يا أنس..انا مامتي مريضة والله ممكن يحصلها حاجة..لو حصلها حاجة..هيبقى ذنبها في رقبتك..
أنس:....
اماني بتوسل: ارجوك..تخيلها مامتك..ارجوك ماما بجد ممكن تموت لو انا مردتش عليها في وقت زي ده وهي متعرفش انا فين
أنس: كنتي فكرتي فيها قبل ما تعانديني..
أماني بدموع : ارجوك..والله هعمل اللي انت عايزه وهقولك اللي انت عايزه ..ارجوك..
شعر انس بألم في قلبه عندما وجدها بهذا الوضع..كانت تعانده من قليل والآن تتوسله..هو يعلم بالفعل ان والدتها مريضة..هو يتألم منذ احضرها هنا .. لكنه لا يظهرلها هذا..
انس: لو كذبتي عليا ..هتصل بأمك اقولها بنتك هتموت خلال اربعة وعشرين ساعة
أماني بدموع: لا والله هقولك الحقيقة ارجوك
تنهد انس ببرود واعطاها الهاتف ..
أنس: خمس دقائق..وقوليلها انك مسافرة يومين في الشغل
امسكت أماني الهاتف بسعادة ونظرت له بامتنان..ثم اتصلت بوالدتها..
أماني: ألو..
امنية' والدة أماني' : الو يا اماني انتي فين قلقتيني..
أماني: انا في الشغل يا ماما متقلقيش..
امنية : وانت اتأخرتي كده ليه
اماني:..اصل..اصل..نبطشية.. في عجز اليومين دول في الدكاترة..وانا هقعد يومين كده..
امنية : انتي كويسة ؟.
أماني: زي الفل يا ماما ..متخافيش خدي بالك من صحتك بس..والعلاج متنسيهوش..وانا ممكن يومين وارجع..لو حصل حاجة هكلمك..
امنية بحنان : طيب مش عايزة حاجة يا حبيبتي اجيبلك اكل او هدوم ؟
أماني بغصة: لا يا روحي متشغليش بالك..اديني بس اسماء اسلم عليها
امنية : اسماء..انتي يا بتت تعالي اختك عايزاكي
اسماء بتأفف: طيب يا ماما طييب..
أماني: انت يا بت اتكلمي كويس..انا مش هاجي البيت فترة كده خدي بالك من امك احسنلك ومواعيد العلاج انا معلقاها علي الثلاجة متنسيهاش..
اسماء بملل: عارفة..
أماني: اتعدلي يا اسماء ..لو عرفت من ماما انك زعلتيها هوريكي..
اسماء بشك: مال صوتك ؟
أماني بتوتر: ملوش متغيريش الموضوع..يلا سلام..
اغلقت أماني الهاتف وتنهدت .. اما اسماء نظرت للهاتف بشك..ثم اعطته لوالدتها وقالت : اخدتي الدواء يا ماما؟
....
أنس بضحك: اخت كبيرة كبيرة يعني..بتفكريني بإياد..
نظرت له أماني بشرود وهو يضحك ثم قالت : بس انا اختي مؤدبة..مش زيك
نظر لها انس ببرود وقال ودلوقتي: اتكلمي..
أماني بهمس: اسفه يا ملك...' نظرت لانس' بص ..انا معرفش كتير..
نظر لها انس بشك..
أماني: بس هقولك اللي اعرفه.. عمو زين عايش..لكن معرفش هو فين..ملك اللي بعتتلي الفيديو ده عشان اكلم هشام والموضوع يوصلكم..بس بجد لما ملك مشيت انا مكنتش اعرف..معرفتش غير بعدين..وهي كانت في مصر من يومين..وقابلتها..وقالتلي انها مكانتش عايزة تكلمني ولا تقابلني عشان..مبقاش في خطر..وكان معاها حق.
أنس: وليه هي كانت عايزانا نفكر ان ابوها مات
صمتت أماني قليلا..
أنس بحدة: انطقي.
أماني: معرفش..كانت عايزة تخليكم..تحسوا شعور وحش اعتقد..ده اللي هي قالته..انا قلتلك اللي اعرفه..معرفش حاجة تانية..قلتلك انها مرضيتش تقولي حاجة عشان تحميني..
بالطبع كانت أماني تكذب..فهي تعلم كل شئ تقريبا..
تنهد أنس وقال : هصدقك يا أماني..
ثم هم بالذهاب فقالت أماني: رايح فين؟
أنس بضحك : ايه عايزاني انام هنا معاكي ولا ايه ..لو قلتي اه مش هرفض اكيد
أماني بضيق: قليل الأدب..
ضحك انس ثم خرج وجلس علي السلم أمام منزله.. انفس بعمق ثم اخرج هاتفه ..
...
أنس: الو..
يحيى : الو يا أنس..عامل ايه..
أنس: الحمد لله يا بابا..عايزك في موضوع ضروري..انت فين
يحيى : خير؟
أنس: لو قاعد مع ماما اخرج
نظر يحيى لسارة التي تجلس علي سريرها وتقرأ في كتاب الله.
يحيى: بقولك يا سارة..هروح اشوف حاجة في المكتب ماشي
هزت سارة رأسها بانشغال..
..
يحيى: خرجت..في ايه قول قلقتني..
أنس بتنهد : عمو زين ..عايش
توسعت عيون يحيى وقال بصدمة : انت عرفت منين؟
أنس بملل : يا بابا مش مهم عرفت منين المهم اني عرفت..اول ما عرفت قلت اقولك عشان اطمنك وتطمن إياد وماما..بس بلاش ماما دلوقتي عشان هتفضل تقول عرفت منين ومعرفتش منين
يحيى بحدة : ومين قالك اني مش هقول.. أنس انت نزلت مصر ليه..بتهبب ايه عندك عايز افهم..
أنس: بابا..كل ده مش مهم..المهم اننا عرفنا انه عايش الحمد لله.. وبعدين متخافش..مش بعمل مصيبة يعني..تقريبا..
يحيى بضيق: أنس ابوس ايدك ارحمني..الوضع مش ناقصك انت كمان اللي فينا مكفينا..
أنس بضحك: انا مش عارف انتم فاكريني ايه ..هو انا باب مصايب مثلا..ليه هو انا إياد..
يحيى : ما انت تربيته..تربية هباب..
أنس بثقة : الله يخليك يا برنس..
يحيى بتنهد : يعني انت متأكد من موضوع ان زين عايش ده
أنس: متأكد اكثر من تأكدي انك ابويا حتى...
يحيى : ماشي يا اوفر ..روح كمل مصايبك..
أنس بمشاكسة : سلم علي الست اللي عندك دي
يحيى: اتلم يالا..يلا سلام انا هروح انام عشان الصبح اشوف إياد ان شاء الله
أنس: تصبح على خير يا حبيبي..
...
تمدد انس علي الارض ونظر للسقف بشرود..فقاطع تأمله صوت جاره السخيف ..
ايهاب باستهزاء: ايه يا بشمهندس..نايم قدام شقتك كده ليه زي الشحاتين..
اعتدل انس في جلسته ونظر له ببرود وقال : بشم شوية هواء يا استاذ ايهاب..
ايهاب وهو يستند بذراعه علي السلم : الاه صحيح بجد سايب شقتك ليه.. اصلي سمعت كلام كده انك كنت داخل العمارة مع واحدة ست حلوة..شكلها صغيرة يعني..
نظر له أنس بحدة وقال : لم لسانك يا استاذ ايهاب..الانسة اللي كانت معايا دي صاحبة دكتورة نور قابلتها وجبتها معايا..
إيهاب: اه الموضوع كده يعني...لا سوء تفاهم بس..انا قلت يعني بعد اختفائك الفترة اللي فاتت دي..يمكن اتجوزت ولا حاجة..كنت هفرحلك ونلم السكان ونعملك حفلة..
وقف انس ونفض ثيابه من الغبار...واقترب من ايهاب وربت علي صدره بقوة وقال بحدة : خليك في حالك يا استاذ ايهاب..
ثم توجه لشقته وفتح الباب بهدوء ثم دخل واغلق الباب ووقف مكانه..لعلها نائمة..لا يريد ان يزعجها..بالاصح لا يريد ان يبقى معها في نفس المكان..فهو في النهاية.. مغرم بها ولقد تأكد من هذا اليوم...انتظر أنس قليلا ثم غادر مجددا.وتوجه لسيارته ..
وقفت أماني ونظرت في المنزل بخوف..هل كان هنا..ولكنها نامت مجددا عندما لم تجده.. ربما كانت تتهيأ..
جلس أنس في السيارة بتعب ونظر لذراعه المصاب..ووضع يده الاخرى عليه ثم ابتسم عندما تذكرها وهي فزعة وتحاول التماسك لتعالجه..وعندما اغتاظت منه عندما اخبرها انه طبيبة حيوانات...كانت لطيفة..ولكن ابتسامته لم تدم..فكم تمنى ان يقابلها في اوضاع مختلفة..تمنى ان يجعلها تقع في حبه كما فعلت هي...فقط عشقها دون مجهود منها..لا يعلم متى حدث هذا.. هل من قصص والدتها عنها في طفولته ..ام عندما ساعدته في اول لقاء لهم..ام متى لا يعلم..عندما رآها بين أولئك الرجال في هذا الوضع..اشتعل داخله واراد قتلهم لقد كان غاضبا لدرجة انه لم يشعر بذلك الجرح في يده..عندما رأى دموعها وخوفها ..رغب بعناقها وان يضعها في صدره ويحميها حتى من نفسه..ولكن تبا لها..تلك اخته..لماذا تفعل هذا..لماذا تجعل الحب هو الأذى لهم جميعا.. إياد وأماني ووالديه ..وحتي والدها لم يسلم من اذيتها..لماذا؟!! لم تكن تلك ملك التي رغب بلقائها أبدا..ولكن حسنا..هو أيضا يمكنه القتال كما تفعل..هو أيضا يستطيع الدوس علي قلبه ..وقد فعل..لنرى اذا من سينتصر..
..لندن..
براء : اهدي يا ملك شوية دوختيني..
ملك بهلع: اهدى ؟ اهدى ازاي..كانت بتصرخ..عمل فيها ايه..كان بيعمل فيها ايه..الحقير..متخيلتش منه كده ابدا..
براء بضحك شديد: ولا هو كان يتخيل منك كده برضو علي فكرة..والبادي اظلم يا عسل..اتحملي..وبعدين احنا كده كده هنعمل اللي هو عايزه..
ملك: ايوة..بس انا مكنتش ناوية اطلع إياد دلوقتي..
براء: خلاص..سيبيه..
ملك بغضب: اسيبه ازاي.. وأماني..
براء: خلاص طلعيه.
ملك بضيق : اسكت يا براء بالله..
براء : ما انتي لازم تقرري .. عشان لو هتنفذي اللي هو عايزه لازم نطلب عقد محكمة مبكرة ..احنا كل حاجة معانا جاهزة..مش مستنين غير امرك..
صمتت ملك بعض الوقت بتفكير ثم قال بحزم : اسمعني كويس يا براء...
.....
يتبع
أنت تقرأ
في رقبتك ⛓️🧑🍼
Misterio / Suspenso... مكتملة... ..ماذا ستفعل حين تجد نفسك تفقد كل شئ من حولك تدريجياً..حينها ستتعلق في اخر خيط أمل موجود في هذه الحياة....تحاول الحفاظ علي آخر قطرة خير داخلك ..وان لا تفقد نفسك..وتقاتل ..تقاتل جاهداً في هذه الحياة ...وان كانت معركة محسومة مسبقا ..فستق...