نور : طلقني..
هشام: نور هو احنا لسه ___
قاطعته نور بصراخ: طلقنيييي ودلوقتي
هشام بصراخ : اطلقك دلوقتي ازاي..مينفعش..انتي عارفة هيقولوا عليكي ايه
نظرت له نور بصدمة وقالت بغضب تخفي بيه قهرتها: وكمان هبقي انا الجانية؟؟! انتم متخلفينن؟؟
هشام بهدوء : انا اسف
بدأت نور بالضحك الهستيري ..ثم تحولت للصراخ وبدأت بدفع هشام وضربه وهي تقول ' طلقني' حتي اصطدم بالباب
اغمض هشام عينيه وتركها لبضع دقائق ثم امسك يدها ولكنه وجدها تنزلق علي الأرض فسقط معها...وها هي الآن تبكي..
عانقها هشام بقوة وقال بصوت مبحوح : ٣ شهور يا نور..٣ شهور وهعملك اللي انتي عايزاه..٣ شهور وهطلقك..واوعدك اني عمري ما ' ابتعد عنها' عمري ما هلمسك فيهم..هنعيش مع بعض زي ما كنا قبل الجواز..بس عندي طلب واحد..
رفعت نور رأسها ونظرت له ..
ابتلع هشام ريقه وقال : ننام في نفس الاوضة.. عشان محمد ومصطفي.. لما كنا بننام انا وسلمى في اوض منفصلة كانوا بيبقوا عارفين اننا متخانقين..فأنا..مش عايزهم يعرفوا حاجة.. هما بيحبوكي اوي..عايزهم علي الاقل ال٣ شهور دول يعيشوهم بفرح..ممكن؟ ولو عايزة انا هنام علي الكنبة اللي جوا عادي..
نور: ....
هشام بحزن : متفضليش ساكتة كده..قولي اي حاجة..
نور بحدة : وانا هثق ازاي انك مش هتعمللي حاجة واحنا في نفس الاوضة..لا بل هطيقك ازاي معايا في نفس المكان يا هشام..
هشام بابتسامة : اوعدك مش هعمل اي حاجة..مع انه صعب عليا وانا هعيش معاكي..واحدة في جمالك....بصي...لو حاولت في يوم اقرب منك..اديني بالقلم علي طول وانا هفوق..
ابتسمت نور بلا قصد لوهلة ولكنها ابتلعت ابتسامتها قالت ببرود : انت حكمت علي نفسك..هتندم أنك مطلقتنيش انهاردة يا هشام صدقني
هشام: طب هتسامحيني؟
نور : معرفش..
هشام : سامحيني طيب..
نور : قلت معرفشش
هشام: انا اسف..
نور : اول مرة اعرف انك زنان كده علي فكرة..وبعدين متفكرش اني رضيت بالعبث بتاعك ده عشان خاطرك اصلا..ولا عشان الكلام الاهبل اللي قولته أنهم هيقولوا عليا مش عارف ايه..انا عملت كده عشان خاطر محمد ومصطفى بس..متنساش ده
هشام: مش هنسى..بس هو انا زنان؟؟!
نظر لها هشام بعمق قليلا فتوترت نور وقالت : ايه ..
وفجاءة وجدته يرفع يده نحو وجهها فدفعته بعيدا عنها وقالت : انت!!
هشام باستيعاب: لا متفهميش غلط..في رمشة علي وشك بس كنت هشيلها...وبعدين شكلك بقي عامل زي البلياتشو لما عيطتي..الميكب ساح وشكلك يضحك بصراحة..
....
كان هشام ونور ينامان بجوار بعضهما البعض وكلا منهما في اتجاه عكس الآخر علي أحد طرفي السرير...ولكن مع ذلك..كان هشام يشعر ببكاء نور ..وفي ذلك الوقت تذكر كلام ملك..
هشام : نور..
اغمضت نور عيونها
هشام: ..انت هتقوليلهم ايه
تنهدت نور وجلست ثم نظرت اليه وقالت : هقولهم ايه في ايه
هشام: عن.. ذاكرتك
نور بضيق: الكل مصدق كذبتك..مفيش ضرر اني اقولهم اني افتكرت عادي.. باستثناء ملك..هي اللي هقولها بس ..
هشام: همم..ماشي.. تصبحي علي خير..
نور : ...
..على كل لم يكن هشام يتوقع منها ردا..فهو مستعد للأسوأ الآن..
...
كانت ملك تجلس في غرفتها.. وتتذكر كلام إياد عن أنس..هي لا تعلم ان هذا الرجل الذي تتحدث عنه أماني..ولكن ليس هذا ما يهمها..لقد اكتشفت منذ فترة انه يملك ابن عم.. والآن هذا ال' بعتبره اخويا الصغير' من يكون..
وكان زين في غرفته كالعادة ..
زين متحدثا في الهاتف: أخبار الدنيا عندك ايه..يا يحيى
يحيى : فل الفل متقلقش..ملك عاملة ايه..
زين : الحمد لله مع اني قلقان شوية من ناحيتها معرفش ليه..
يحيى : بطل قلقك المبالغ فيه ده ناحيتها..انا مقدر انها بنتك واخر ما اتبقى ليك في الحياة بعدي طبعا..ولكن ده مش مبرر انك تفضل كده..وبعدين انت هتفضل مخبي عنها لحد امتى..
زين : مش عارف يا يحيى مش عارف..بفكر في عيد ميلادها ال ٢٥ اجيبها لندن ..واقولها كل حاجة..
يحيى : لسه ٥ شهور صح
زين : اه..
يحيى : ٢٥ سنة؟؟ عدوا بسرعة أوي..ده انا لسه فاكر وانا شايلها زي الوردة في ايدي كده..
زين : وفاكر برضو وانا شايل نعش امها علي كتفي كده..
يحيى بحزن : ربنا يرحمها
زين بضحك: يا رب ...تعرف حاجة
يحيى : همم
زين: حكيتلها من فترة عن لما شكيت فيك انت وزهرة
يحيى : الله يخربيتك حكيتلها ايه
زين : يا عم دي.كانت شوية وهتضربني لولا اني ابوها..قالتلي هو صاحبك ده كان بقى مشاكل بقي وخبث وكده
يحيى : وصلت للبت ايه عني يا بعيد..
زين : يا عم قلتلها انك احسن صديق في العالم كله..راحت قالتلي امال ايه بقي بترمي بلاك علي الناس يعني مش فاهمة
يحيى : اه والله بتفهم البت دي..طالعة لكل الناس الا أبوها..
زين : طب اتلم يا ظريف بدل ما ألمك انا بطريقتي..
يحيى : والله لحد دلوقتي انا مش مصدق انك شكيت فيا
زين بضيق : خلاص متفكرنيش بقي بحس بالذنب..وبعدين انت في داهية انا بزعل عشان شكيت في زهرة
يحيى : والله انك حيوان ...انا صاحبك عمرنا كله يا كلبب
زين : ايوا ايوا..
سارة: بتكلم مين يا يحيى
يحيى : ده زين يا سارة..
سارة : طب هات اسلم عليه..
زين: ازيك يا سارة اخبارك ايه
سارة : الحمد لله انا كويسة وانت وملك عاملين ايه..
زين : الحمد لله والله كويسين
سارة : هو صح هشام اتجوز تاني؟
يحيى : انتي مش مصدقاني ولا ايه
سارة : اسكت انت..المهم يعني
زين بضحك: ايوة اتجوز انهاردة ولو اني مش مرتاحله بس ماشي..وبالمناسبة شوفت أنس واياد ..كانوا معزومين..
سارة : يا حبايبي.. عامة هقولك سر..انا ناوية انزل قريب مصر ان شاء الله
يحيى : القريب ده اللي هو كمان اربع شهور مثلا؟.
سارة: انا عايزة افهم انت بتتدخل في كلامنا ليه؟!
يحيى: والله المفروض انا اللي اشك فيكم!!
زين بضحك: خلاص بطلوا خناق عيب علي سنكم..انا هروح أنام دلوقتي..روحي نامي يا سارة وانت روح اتخمد
سارة : تصبح علي خير..
يحيى : يلا غور من هنا
..اغلق زين الهاتف وابتسم ..ذلك صديقه..صديق طفولته ورفيق دربه ..لم يفترقا أبدا..ومهما كانت المشاكل التي مرا بها..كانا دائما معا..لم يتركه يحيى ابدا..مهما كان حجم المشكلة هو لم يتخلى عنه..ان كان هناك سبب لوقوف زين حتي الآن فهو حتما بسبب وجود هذا الشخص الاحمق في حياته..فهو مهما تحدث عن حبه وامتنانه له..لن يكفيه حقه..
.. وكذلك هي مشاعر يحيى..فزين كان معه دائما في أصعب الأوقات...كان سندا واخا وصديقا وكل شئ..لقد كان السبب في ان يحيى يشعر بأنه موجود..وانه ذو قيمة.. أكبر مخاوف حياته..هو فقدان زين مجددا..كانا دائما معا.. لدرجة ان الاخرين اطلقا عليهما القابا كثيرة كالتوأم الملتصق مثلا..او العلكة..هما روح بجسدين..لم يبالغ عندما قال اصدقاء طفولة..هما حقا معا منذ كانا رضيعين..كانا دائما المثال الأروع للصداقة الحقيقية..
...
استيقظت نور في اليوم التالي علي رائحة شهية ..اتجهت نحو الرائحة وهي تدعك عيونها بنعاس..
هشام بابتسامة: صحيتي؟..ادخلي الحمام وتعالي عشان نفطر..
نظرت له نور قليلا ثم قالت ببرود: مش جعانة..
ولكن معدتها كان لها رأي اخر.. فقد اصدرت صوتا..ضحك هشام فنظرت له نور بضيق..اقترب منها هشام ودفعها نحو الحمام وقال : ادخلي بس ونشوف موضوع العند ده بعدين يلا
..
جلس كلاهما علي المائدة ..نظرت نور للطعام بجوع شديد..
هشام: ما تاكلي يا نور
نور : لا مش عايزة..
سحب هشام كرسيها نحوه وقال : افتحي بقك يلا
نور : لاا..الاكل اكيد طعمه وحش
هشام : هتفتحيه ولا افتحه بالغصب..هااا
نور : متعاملنيش زي الأطفال!!
هشام بضحك: معلش دي عادة قديمة عندي..وبعدين انتي طفلة فعلا..عشان مش راضية تاكلي..
نور : لا انا مش طفلة..لو انت عجوز دي مش مشكلتي..
هشام: تصدقي..انا بدأت في الاربعين فعلا
نور : عجوز
هشام: مبتفهميش..كل البنات بتتمنى الرجالة في السن ده
نور : وانا مش بنات عديني..
بدأت نور في تناول الطعام بشراهة لقد كان لذيذ عكس توقعها..لم تكن تعلم ان هشام يستطيع الطبخ..ولكن هذا جيد.. فهي طباخة فاشلة..تستطيع فقط ان تعد الاشياء البسيطة..
.. أما هشام كان ينظر لها بشرود وتعلو وجهه ابتسامة صغيرة..لا يعلم ما المشاعر التي يكنها نحوها..ولكنها فجاءة اصبحت شخصا مهما في حياته..ربنا يعتبرها كملك مثلا..لا يدري..فهي بالفعل اصغر منه بكثير..بينهما خمسة عشر عام تقريبا..
نور بضيق: هتفضل تبصلي كتير؟ مش هتاكل..
هشام بابتسامة : لا مش جعان..لما شوفتك وانتي بتاكلي شبعت
نور: قصدك ايه ان انا معفنة وسديت نفسك؟!!
دفع هشام رأسها للخلف وقال: يا شيخة حس الرومانسية عندك صفر ..
نور ببرود: ما علينا..انا هنزل الشغل الاسبوع الجاي..وخلي محمد ومصطفي يجوا البيت..مش مستاهلة انهم يبقوا بعيد عنك بسببي..كده كده مفيش اي حاجة ..
هشام: هكلم ملك تجيبهم وهي جاية
...
عاد مصطفي ومحمد للمنزل ..ومر اسبوع وكانت نور تتعامل ببرود مع هشام حتى أن محمد ومصطفي قد لاحظا..وبعد اسبوع ...
نور: نورتونا
ملك : منور بأهله يا نونو..
شريف: اخبارك ايه يا روح بابا..
نور ببرود : كويسة ..وبما انكم هنا ..حابة اقولكم حاجة..
أماني: خير قولي
نور: انا ذاكرتي رجعتلي
ملك وأماني بصدمة: ايه؟؟
شريف: بجد..امتى
نور : من يومين..
نظرت ملك لنور بشك ثم ابتسمت وقالت: دلوقتي نقدر نقول حمد لله على السلامة بجد
اما أماني فعانقتها وقالت : فرحتنا كملت كده.. هشام عرف؟
نور : اه اكيد..اول واحد..
شريف: هو جوزك فين بالمناسبة
نور : في الشغل ..لو كنتم كلمتوني قبل ما تيجوا كنت قلتله
شريف: لا مش مشكلة هبقى ازوركم مرة تانية..انا همشي بقي..
..عانق شريف نور وهي ذهبت معه حتي الباب ثم غادر...
أماني: اوبسي..انا كمان همشي بقي..معاد دوريتي في المستشفى هتأخر..
نور: خليكي شوية طيب..
أماني: اوعدك هجيلك ان شاء الله تاني..وبعدين انتي كده هترجعي الشغل صح..
نور: اه ان شاء الله هرجع خلاص..
أماني: طيب هستناكي..سلام..اشوفك في المستشفى يا ملك..
ملك : ماشي سلام..
نور : استني اجي اوصلك..
أماني بضحك: يا ستي انا مش غريبة اقعدي...
...
ملك : ..نور
نور : همم..
ملك : انتي بجد ذاكرتك رجعت امتى؟؟
نور : ما انا قلت..
ملك : امم ماشي..
نور : انا عارفة انتي عايزة تسألي علي ايه..انا وهشام هنتطلق
ملك : ايه؟!
نور: ٣ شهور..قالي ٣ شهور وهعملك اللي انتي عاوزاه..
ملك : بس ..محمد ومصطفي
نور: هشام خذلني..كان نفسي لما نتجوز ميبقاش بالطريقة دي..لاني بجد كان نفسي ابقى ام لمحمد ومصطفى..بس هو السبب في اللي هيحصل...
ملك: هتعلقيهم بيكي وتمشي
نور بضيق: المفروض اعمل ايه..اكمل حياتي مع واحد مش بيحبني وخدعني
ملك: مش بدافع عنه..بس هو مكنش نيته وحشة..
نور: مش فارقة..هو اتجوزني بدافع الشفقة.. المفروض انتي تفهميني ..
ملك : انا مش بلومك..كنت عارفة ان ده اللي هيحصل..
نور: ومحذرتينيش ليه..مقولتيش ليه انه اللي هشام قاله ده محصلش
ملك: معرفش..مقدرتش اقولك..
نور: هه..ماشي..
ملك: امال محمد ومصطفي فين
نور: محمد في المدرسة عليه امتحان..يعني زمانه خلص ومصطفي نايم جوا..
ملك: محمد هيخلص امتحانات انهاردة صح
نور : اه ان شاء الله
ملك : طيب خدي بالك من نفسك ومنهم..انا همشي بقى
نور : حاضر وانتي كمان..
رافقت نور ملك نحو الباب..وعندما كانت ستفتحه وجدت الباب يُفتح ..نظر هشام لنور التي أدارت وجهها ببرود..
نظرت ملك لهما..
ملك : اهلا
هشام: وسهلا..علي فين
ملك: همشي..
هشام: ما تخليكي تفطري معانا
ملك: افطر الظهر؟ انت جاي بدري يعني مش عوايدك
هشام: لا ده انا هروح اجيب محمد من الامتحان..هو خلص يا نور صح؟.
نور: اه..
هشام: انتي مروحة يا ملك صح..تعالي معايا اوصلك
ملك: لا يا برنس..روح انت كده عشان متتأخرش علي محمد ويزعل منك ..يلا سلام..
تركتهم ملك وذهبت..
نظر هشام لنور وقال: احمم..طيب انا هنزل
اومأت نور ولم تجبه..
....
نور بحب: النتيجة هتطلع امتى بقي
محمد الذي ينام علي فخذيها بنعاس : مش عارف يا نور..الاسبوع الجاي يمكن..
نور : شكلك تعبان ..ادخل نام جوا عشان تنام براحتك..
محمد وهو ينظر لها برجاء : ممكن انام كده..لو مش هتعبك
نور بتساؤل : انت كده مرتاح؟
اومأ لها محمد بخجل ..فابتسمت نور وربتت علي رأسه وقالت : ده انت تنام علي دماغي ذات نفسها..ثم قبلت وجنته..
ابتسم محمد بنعاس وغط في نوم عميق..كانت تشاهده نور بحب..كم تتمنى ان تكون أمه الحقيقية..نزلت دمعة من عيونها بدون قصد..حملته نور بصعوبة واتجهت نحو غرفته ووضعته علي سريره وقبلته بحب ثم اتجهت لمصطفي الذي ينام ببراءة وقبلته هو الآخر..وهمت بالذهاب ولكن يد.صغيرة امسكت بها بارتجاف..
مصطفي بنعاس: ما.ما..
توسعت عيون نور ونظرت له بحزن..امسكت يده وجلست بجواره وبدأت في البكاء وهي تقول : انا هنا يا حبيبي متخافش..
لم تلحظ ذلك الذي كان يراقبها عند الباب..نظر هشام نحوها بحزن ..ثم اتجه لباب المنزل وغادر متجها لعمله مجددا..
مر اسبوع آخر.. وظهرت نتائج امتحانات محمد..
كانت نور عائدة من العمل كالعادة..وأتاها اتصال منه..زوجها..
أجابت نور ولم تتحدث..حتي جائها صوته السعيد..
هشام: نور..جبت نتيجة محمد
نور باهتمام تحاول اخفاؤه: امم عمل ايه..
هشام: مش مصدق..جايب كله الدرجات النهائية..
نور بفرح: بجد..
هشام: اه..عايز اجيبله هدية ..بس مش عارف اجيبله ايه..
نور: ممكن تجيب اي حاجة من الحاجات اللي بيحبها..
هشام بتوتر: همم..هو انتي ممكن تيجي معايا نروح نجيب حاجة ليه..
نور: ماشي
هشام بسعادة : طيب انتي فين
نور : انا قدام المستشفى كنت مروحة..
هشام: طيب ثواني وهبقى عندك
نور : طيب...
....
هشام: عندك فكرة عن الحاجات اللي بيحبها
نور بتعجب: متعرفش ابنك بيحب ايه ؟
نفى هشام برأسه بخجل وقال: لا ..انا كنت دايما مشغول الحاجات دي كانت تخص سلمى..
نور : همم..طيب
هشام: تعرفي؟
نور : اه..محمد بيحب الكتب مع انه صغير في السن ..بس هو بيحب يقرأ ..حتي انه اخد مني كتب دراستي وقرأها كلها..مع ان في منها مش بالعربي..ممكن نجيبله كتب علمية اوترفيهية..
هشام: كل اللي يجي في بالك هاتيه..وعايز اجيب لمصطفى برضو..مش هينفع اجيب لاخوه وهو لا..
ابتسمت نور لوهلة ثم قالت : مصطفي بيحب الحاجات اللي فيها تركيب..ممكن نجيبله اي حاجة محتاجة حل وتركيب هيحبها...
هشام : اللي تشوفيه..
...
نور : ايه رأيك في ده؟
هشام: ايه ده ؟
نور : دي قصة من قصص تشارليز هولمز..بس مناسبة لسنه يعني
هشام: هاتيها
نور : طب وده
هشام: هاتيه..كل اللي يعجبك هاتيه..
نور : طيب
هشام: بقولك هروح ابص علي حاجة في المحل اللي جنبنا..
نور : ماشي..
اختارت نور بعض الاشياء ثم ودفعت ثمنها ثم انتظرت هشام..
هشام : ايه ده انتي خلصتي؟
نور: اه
هشام : مستنيتينيش ليه
نور : عادي..
هشام: طيب دفعتي كام..
نور: مش مهم
هشام: لا دي هدية مني انا..دفعتي كام..
نور: طيب هقولك النص بس..انا جيتلهم هدية برضو
هشام بابتسامة: زي ما تحبي..
....
فتح هشام الباب ودخل الي المنزل برفقة نور لثاني مرة بعد زواجهما..
مصطفي بفرح: بابا جه هيهه
محمد بتعجب: حمد لله على سلامتكم.
نور وهي تعانقه : الله يسلمك يا حبيبي..تعالي يا مصطفي خد حضن انت كمان..
عانقها مصطفي بحب هو الآخر ثم ابتعدا..
جلست الاسرة في غرفة المعيشة..
هشام: تعالى يا محمد اقولك حاجة..
تحرك محمد نحو والده..فعانقه هشام بحب وقال : مبروك يا حبيبي
محمد: علي ايه يا بابا
هشام: انت طلعت الأول علي مدرستك..
محمد بصدمة: بجد؟؟
هشام: بجد بجد
احتضن مصطفي اخيه الصغير بفرح فعانقه محمد..
نور : مبروك يا محمد..
محمد : الله يبارك فيكي يا نور..ده عشان انتي كنتي معايا بس...
نور بابتسامة: لا ده عشان انت بذلت مجهودك..
هشام: احمم وبالمناسبة الحلوة دي..جبتلكم شوية حاجات..
دي لمحمد..' امسك محمد الكتب التي اعطاها له والده وقبل يده وشكره ' ودي لمصطفي ' اخذ مصطفي من والده الهدية واخذ يقفز بسعادة' ..ودي لنور..
نظرت نور لهشام بتعجب وقالت : ها؟
اقترب منها هشام ووقف خلفها ..ووضع تلك السلسلة الرقيقة علي رقبتها وقال: يا رب تعجبك..
احمرت وجنتي نور وابتعدت عنه..وقالت : شك..شكرا
محمد : حلوة اوي اوي يا نور..لايقة عليكي...
نور بخجل لتغير الموضوع: وانا كمان جبتلكم هدية حلوة..بصوا
محمد: شكرا يا نور حلوة اوي..بس انا عايز هدية تانية..
نور : ايه قول.بسرعة
محمد : ننام مع بعض كلنا انهاردة..
مصطفي : اه اه وانا..عشان نور وبابا يتصالحوا
نور بقلق: احنا مش متخانقين اصلا يا مصطفي
هشام: اه مش متخانقين
مصطفي : بس نور زعلانة من بابا صح
نظر نور وهشام لبعضهما بصدمة..ذلك الطفل يملك قوة ملاحظة قوية..يمكنه أن يعمل في المخابرات عندما يكبر..
نور بابتسامة: لا طبعا مش زعلانة..حد يزعل من بابا..وبعدين ده لسه جايبلي هدية تحفة دلوقتي..
..
مرت الأيام والاسابيع..حتي مر الثلاثة اشهر بسرعة كبيرة...وفي يوم تخرج ملك وأماني..ذهب الجميع لحفل تخرجهم فرحا بهم...بعد انتهاء الحفل ذهبت ملك لزيارة قبر والدتها..او هكذا تظنه..وذهبت أماني معها لتزور قبر والدها وتخبره انها حققت حلمه واخيرا واصحبت طبيبة رسميا...
ملك : بقولك يا اماني
أماني: قولي يا قلب أماني
ملك بضحك: ايه الاسلوب الرخيص ده يا بت..المهم يعني..عايزين نخرج بكرة لاني تعبانة انهاردة هروح أريح بقي ماشي..
أماني: اخدتيها من علي لساني والله..نخرج بكرة ..
..لم تلحظ الفتاتان ذلك الذي يراقبهما من بعيد..
: ايوا يا باشا..الهدف قدامي بالظبط..لا مش لوحدها..معاها البنت اللي حضرتك قلت عنها.. تمام..اعتقد انهم ماشيين دلوقتي...
..في مكان اخر في الليل..
نور : بكرة..
هشام : اه..بكرة..
نور: شكرا
هشام: ها!!
نور : بسببك قدرت ابقي ام ل٣ شهور..شكرا..
نظر لها هشام بحزن...كان يرغب بأن يخبرها ان تبقى ام لهم لبقية عمرها..ولكنه لا يرغب ان يكون أناني مجددا..وتفاجأ بها تعانقه..
هشام بتوتر : نور في ايه
نور : هديتك..انت جبتلي هدية وانا لا..
حاول هشام ان يبعدها عنه ولكنها رفضت وقالت بشرود : عايزة ابقى مراتك لآخر مرة انهاردة يا هشام..
نظر لها هشام بصدمة وقال : مش فاهم..متخلينيش افهم قصدك غلط يا نور..انتي من فترة سمحتيلي احضنك وقولتي نفس الكلمة دي ساعتها..بس ده حضن..فعادي..اكيد مش هتخلي كل بعدي عنك ال٣ شهور اللي فاتوا يروح في الفاضي؟
اقتربت منه نور وقبلت وجنته وقالت : قلتلك انهاردة انا مراتك..لآخر مرة..فايا كان اللي انت عايزه اعمله..ده عربون شكري ليك..انت مش هتفهم..قد ايه امتناني ليك رغم زعلي طبعا..بس اني بقيت ام لمحمد ومصطفي ده احلى إنجاز في حياتي..واللي مش هقدر اعمله تاني ...
وضع هشام يده علي وجنته التي احمرت من فعلتها وقال بشرود : يا رب متندميش بعد كده يا نور..
.....
استيقظت نور في الصباح بنعاس..نظرت للنائم بجانبها قليلا بحزن..ولكنها اتجهت للحمام واغتسلت...ثم اتجهت لغرفة محمد ومصطفي وقبلت كلا منهما ببكاء..عادت لغرفتها ووضعت اوراق الطلاق التي بالفعل كانت قد وقعتها وهي في نفسها تتمنى ان يرفض توقيعها ويطلب منها ان تعود ثم امسكت حقيبتها و ذهبت..
...
استيقظ هشام ولم يجدها بجانبه..تذكر ما حدث في الليلة الماضية واخذ يلوم نفسه انه استسلم لرغباته..وضع رأسه بين يديه حتي وقعت عيونه علي الأوراق بجانبه..امسكها ونظر لها بشرود..ثم امسك القلم وتردد قليلا في التوقيع..ولكنه أراد احترام رغبتها الوحيدة.. او هكذا ظن..فهو لم يفهم لما دفعته لفعل هذا الأمس ان كانت مازالت ترغب بالطلاق..فهو لم يقترب منها خلال الثلاثة اشهر الفائتة أبدا..فلما الآن..اكانت ترغب ان يتعلق بها..اترغب بتعذبيه ام ماذا.. ولكنها لا تعلم انه تعذب بما يكفي عندما كانت دائما بجانبه ولا يستطيع الوصول لها...لذا كتب اسمه علي الأوراق وارسلها للمحكمة ..
......
إياد: سارة جاية ؟!
أنس: دي.مصييبة
يحيى : ايه ردة الفعل دي؟! ..هي زمانها علي وصول خلاص
إياد: انت لسه جاي تقول الكلام ده دلوقتي ؟
أنس: يا لهويي
يحيى: ايه يا أنس الافورة دي؟
عامة قدامها ساعتين مثلا وتخرج من المطار..فتروحوا تقابلوها..
أنس: هتقعد فين؟
يحيى : فين يعني..في بيتنا
أنس: هتقعد في البيت ده كله لوحدها
يحيى : ما هو لو ابنها يخلي عنده دم ويروح يقعد معاها
إياد: طب ما تقعد عندي.. وأنس كمان يقعدوا عندي اليومين دول لحد ما هي تمشي
أنس: موافق.. لأني لو فضلت مع ماما لوحدي هتبهدلني..انما انت منقذي يا إياد..
يحيى : طيب خلاص قررنا كده..ساعة وروحوا قابلوها في المطار ماشي..
إياد: ماشي يا عمي سلام
يحيى : سلام ..
..
أماني بتعب: ملك تعالي نرتاح شوية انا هبطت بجد
ملك : بطلي كسل..دي اول خروجة في حياتنا من غير تعليم انتي فاهمة يعني ايه..لازم نكسر الدنيا خروج ونروح كل حتة..
..كانت ملك وأماني يزورون كل الأماكن التي يمكن زيارتها في القاهرة..حتي شعرتا بالتعب الشديد ..
أماني: بقولك بقالنا٦ ساعات في الشارع..مش كفاية ونروح بقى
ملك : ده انتي مملة اوي..
أماني: ايوة يا ستي انا مملة يلا نروح..
ملك : طيب طيب..استني لما الاشارة تبقي حمراء عشان نعدي..مش ناوية اتداس انهاردة بصراحة
أماني بضحك: ولا انا..
..
أنس: لسه قد ايه علي المطار؟
إياد: نص ساعة..
أنس: يا لهوي نص ساعة بس
إياد: انا مش فاهم توترك ده..مش وكأنك اول مرة تشوف امك يعني؟
أنس: بقالي سنة ونص مشوفتهاش..متأكد انها هتضربني
إياد: حقها..لو ابني عمل كده هضربه
أنس: انا مش جايبك عشان تشجعها عليا..وبعدين مش انت اللي شجعتني اجي مصر
إياد: شجعتك تيجي مصر ..مش تقاطع انجلترا..
أنس وهو ينظر أمامه: طب اقف لأن الإشارة احمرت..
إياد: اه شايفها..
..تقدمت ملك عن أماني ببضع خطوات وبدأتا بعبور الطريق .. وفجاءة دفعت أماني ملك بقوة حتي سقطت أرضا وصرخت تألما..
كانت ملك مستلقاه أرضا..جُرحت يداها وقدمها..كما ان جبينها اصطدم بالطريق..تأوهت ملك بألم..
التفت ملك بغضب لتتحدث : ايه يا أماني الغباء ___
لكنها لم تكمل..كانت سيارةتفصلها عن أماني تعبر من جانبها مسرعة..ثم رأت أماني تستلقي أمامها في دمائها.. توسعت عيون ملك واقتربت من أماني التي تنزف من كل مكان..نظرت ملك حولها بهلع..ما تلك السيارة؟ وكيف تعبر بهذه السرعة..كما ان الاشارة حمراء.. ولكنها لا تملك وقتها لتتفكير قي هذا..امسكت ملك بأماني ووضعتها علي فخذيها..وحاولت ان توقظها..ثم اخذت تصرخ طلبا للمساعدة... أماني لا تجيبها..وتنزف من كل مكان..ملك ايضا مصابة في قدمها..حاولت الوقوف وحملها ولكنها لم تستطع..
..نظر أنس بصدمة نحو القابعتان أمام السيارة..هم بالنزول بسرعة ولكنه صدم بإياد الذي اغلق السيارة..
نظر له أنس وقال بغضب: انت بتعمل ايه ..افتح الباب ده
إياد بهدوء : السيارة دي..كانت قاصدة ملك..لو خرجنا هنا..مش هيبقى في مصلحتها..
أنس بغضب : انت ازاي هادي كده..ونسيب أماني تموت!!
إياد: محدش هيموت..الناس نزلت تساعدهم..الاحسن ان احنا نروح لسارة دلوقتي..ومتحسسهاش بحاجة..لو خايف عليهم..' فتح إياد قفل الباب' غير كده أنزل..انا بعتت رسالة نجدة للمستشفى دقائق وهيبقوا هنا ..بس لو عايز تنزل انزل..وانا هروح المطار ولما سارة تسألني عليك هقولها برضو
قبض أنس قبضته بغضب ولم يتحرك..فإياد معه حق..يبدو انه لم يعش حياته هباءا في النهاية..انه في مستوى اخر...فأنس اكثر من يعلم كم يحب إياد ملك.. أن يتركها في هذا الوضع..هو بالتأكيد لصالحها..
...كانت تجلس ملك مع أماني في سيارة الإسعاف..فقد طلب أحدهم السيارة وقدمت بسرعة..وكانت السيارة من المستشفى التي تعمل بها أيضا...تبكي بهدوء..تنظر لصديقة عمرها وهي تحتضر امامها ولا يمكنها فعل شئ..حاولت ايقاف النزيف..ولكن اصاباتها بليغة جدا...ملامح وجهها متألمة..تتأوه وهي فاقدة للوعي...هي في هذه الحالة لأنها حاولت انقاذ ملك ..ان حدث لها شئ..لن تسامح نفسها أبدا..
...
يتبع
أنت تقرأ
في رقبتك ⛓️🧑🍼
Mystery / Thriller... مكتملة... ..ماذا ستفعل حين تجد نفسك تفقد كل شئ من حولك تدريجياً..حينها ستتعلق في اخر خيط أمل موجود في هذه الحياة....تحاول الحفاظ علي آخر قطرة خير داخلك ..وان لا تفقد نفسك..وتقاتل ..تقاتل جاهداً في هذه الحياة ...وان كانت معركة محسومة مسبقا ..فستق...