صباح يوم جديد
لا تستغربين :
شفتي هذاك اللي يغني ؟
ما يغني ..
هذا نوع من الأنين !
شفتي هذاك اللي تلفّت ؟
ما تلفّت ..
هذا نوع من الحنين !
الحزّن علّمنا نميّز بعضنا
ما يفهم عيون الحزين الا الحزين !
استمع بشغف الى نهاية القصيدة شغفٌ تملكه هي للشاعر سعد الردعان وهو ذاك الحزين في قصيدة شاعرها، لم يملك منها يوما سوى ان يشاركها ما تحب يغرق نفسه وسط فنانيها المفضلين وشعرائها لا يعلم حتى عن جمال ذوقها من عدمه هو يحبها بغفلة العشاق وجنون المحبين حبيبته لوزية العينين وأدبية المنشئ بحق فعمه صديق والده الصدوق و الذي وهبه أجمل هدية كان كاتبا محاضرا في كلية الأدب لذا هي جميلة كأنها خرجت من رواية اسطورية قديمة لتجعل من حياته قصة مستحيلة ولتُعلِمَه واخيه ان لا حب لسواها انقطع سيل أفكاره وهو يقف امام مقر عمله ترجل وصعد
2
وهو يومئ لكل من يقابله صمته هو عقبته الأكبر فمنذ أن بلغ التاسع عشر أصيب بشلل في أحباله الصوتية وتعذر عليه الكلامحتى الآن وهو على بعد أيام من إتمام عامه السادس بعد الثلاثين لازال الصمت هويته ولازلت هي صوت قلبه الذي لن يسمع
سابقاً "عدي"
على سطح أحد البنايات القليلة الباقية باستقامة فالحرب لا تبقي ولا تذر .
يراقب المكان حوله بحذر تتجلى شخصيته الشجاعة في هكذا مواقف فهو شخص انبساطي مرح لكنه يتحول تماما في عمله لشخص آخر مختلف نظر لساعته التي أهدته أيها زوجته في أحد الأعياد القليلة التي نعم فيها بقربها
تبقى اقل من نصف ساعة على أذان المغرب لذا توجب عليه ان يتحرك بسرعة قبل ان يطغى الظلام ويعيق حركته حينها سيجبر على البقاء هنا ليلة آخرى غير الليلة التي قضاها بسبب مرض مجد نزل الدرجات المتهالكة وهو يقف كلما أحس بوجود غيره كان هذا المكان في ما سبق عيادة طبية لذا وجد بها بعض الأدوات التي ساعدته في تعقيم جراح صديقه
وقف يتفحص جرحه لمرة أخيرة الحمدلله ان الرصاصة لم تخترق جسده وحادت عنه لتخدش كتفه و تترك جرحا طولي متوسط العمق تحسس حرارته ثم تنهد بعدها بفرح لم يُخفه فالفرح قليلٌ هُنا
ضحك وهز مجد بخفة قال مازحا : لي يومين ادلعك شوي واقلب سدن " ابتسم وهو يتذكر غضب مجد من ذكره اسمها بمواقف اخرى "
اقترب أكثر منه وهو يراه يفتح عينيه ليتضح له لونها العسلي المميز بعدما غابت شمسه ليومين متتالين شعر بها انه سيجن من الصمت
أنت تقرأ
و لكن كيف القاك.. قيد الكتابة
Romanceملحمة الحب و الحرب ماكانت البدايات يوما الا خدعة نحن دوما في المنتصف عالقين بين جهلنا وخيباتنا فمن أين ابتدعنا البدايات ؟ ! رواية خليجية بقلم الحان