24

93 2 3
                                    

"اصعد فموطنك السماء "

ماذا تقول عن الرحيل؟!

قالت:

لعلك تذكر الطفل الصغير

قد كان أجمل ما رأت عيناك في هذا الزمان

يوما أتيتك أحمل الطفل الصغير

كم كنت أحلم أن يضيء العمر في زمن ضرير

أتراك تذكر صوته

كما كان يحملنا بعيدا..

كم كان يمنحنا الأمان.. على ثرى زمن بخيل

وضعت كوب القهوة الذي كانت تحمله بين اناملها وعادت تصف الموقف مستخدمة يديها بكل حماس : والله خففت مرة ، والي زاد علي نظراته ما تطمن ابدا ولا هو مستخبي البجيح .

2

والدة مجد التي بدورها اصابها القلق عليهم : الحمدلله الي سلمكم والا ما ندري وش نيته والوقت صار يخوف .

اومأت تشاركها الرأي..صمتت لمدة.. ثم تلفتت .. اخفضت صوتها وسألت بحرج:وينه ؟

ابتسمت لها بلطف :طلع يتمشى لا تشيلين هم .

حملت الصغير الذي غفى متكئا على صدرها واستئذنت لتضعه في فراشه ، ثم يبدأ ليلها الطويل .

حتف

كان في طريقه الى القيادة عائداً من المستشفى بكم وافر من المشاعر المضطربة

ترجل حال وصوله ودخل

كان يمشي في الممرات ببطء ينصب تفكيره في كيفية صنع لقاء آخر يجمعه بطفله الصغير ..ناداه أحد ما من خلفه.. توقف ثم التفتت بكسل كان جنديا يخبره أن سليمان ينتظره لرؤيته ..ظهر الاستغراب على صفحة وجهه ..تأخر الوقت ومن المفترض أن سليمان قد غادر منذ مدة طويلة

طرق باب مكتبه ودلف بعدها بثواني .. كان سليمان يجلس في زاوية الغرفة على كرسي منفرد ما لفت نظره كان الجسد المستلقي أمام سليمان على الاريكة عرفه من قدميه قبل أن يرى وجهه عاد خطوتين للخلف لم يكن مستعدا ولن يكون ابدا .. قبل أن يغادر الغرفة تماما تمسك به سليمان وأوقفه:عدي انتظر .

أومأ بلا وقد أحمر وجهه ..يشعر بأن وجع اصما اسود يغزو روحه ..لم يرى مجد بعد وكل اشكال الخذلان التي ذاقها تعود لتغزو مُخيلته

3

كُل هذا وهو لم يرى مجد بعد

نظر للأعلى تخنقه الان تلك الجدران الصامتة .. يملئ الصريخ روحه الثكلى

ترنح في وقوفه فأسنده سليمان بينما يهتف بجبين معقود :مو ناقصك تطيح علي انت بعد .

رفع يده بثقل ودفع يد سليمان التي تسنده القى نظرة اخيرة للخلف حيث يرقد مجد :اتركني مابي اشوفه

كره دوماً الانغماس في حيوات الآخرين ،لعله منذ الطفولة أراد أن يعيش طائرا حرا غير مرتبط بأحد

و لكن كيف القاك.. قيد الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن