25

133 4 3
                                    

 "دائما في قلبي

دائما انت في قلبي

رغم أن الأرض ماتت

رغم أن الحلم مات

ربما ألقاك يوماً في دموع الكلمات

/

نظرت الى نفسها في المرآة..مررت اصابعها على تلك الملامح التي شاركتها عمرا طويلا معه كان عزاء لها أن تراه الآن عبر ملامحها

عينيها الحزينة وانفها المحمر تشبهه بشكل مؤلم ومفرح في آن واحد

عادت الدموع تملأ محجريها .. كُنت احمل عزائي فيك يا تؤام قلبي منذ زمن ولا أدري ، طرقات مترددة على الباب ..منذ البارحة لا تجد مع نفسها خلوة لتستوعب الفجيعة التي حلت عليها لا يتركونها وحدها.. ممتنة لهم لكنها أيضا مثقلة بكم هائل من البكاء والوجع الذي لا تستطيع سكبه عند أحد غيره .. فكيف إذا كان البكاء بكائه والوجع وجعه .. أي أرض تحتمل ؟ وأي صدر يحتمل ؟

2

ألقت بعض الماء البارد على وجهها ثم خرجت .. كانت تنتظرها ماريا عند الباب..احتضنت كفها وجلست على السرير بقربها ..كان في جعبتها حديث تريد قوله وانتبهت سدن لذلك فسألت : ايش عندك ؟

ماريا اخفضت بصرها لكي لا ترى سدن دموعها فهي ايضا فقدت شقيقا أصغر لها معه العديد من الذكريات الطيبة :كلمني عمي هم بالمستشفى الحين .

وقفت بسرعه والتفتت لماريا ثم هتفت بوجع عميق بينما يختنق صوتها: جابوه

أومأت بالإيجاب لتنطلق سدن نحو الخزانة ..ارتدت عبائتها وغطاء رأسها: ماري وديني له أبغى اشوفه

ختمت جملتها بينما تخطو بتعب للخارج ، كانت لا تزال والدتها تجلس في مكانها..تعجز عن النظر إليها لم تحدثها منذ الأمس ..يغزوها شعور بالخزي فهي منذ أن غادرت المنزل لم تلتفت لأحدٍ غير سعود لم تحدث أحدا ولم ترهم

3

 وها هي تعود الآن وحيدة منه. جلست على حافة الاريكة بالقرب من والدتها بصمت

وقفت ماريا التي تخطتها للتو في الخارج تنتظرها ، تذكرت أطفالها الذين أعادتهم مجبرة الى ابيهم قبل نهاية وقتها معهم ..أخرجت هاتفها كي تطمئن عليهم إلا أن صوت الأقدام التي يجرها صاحبها بثقل لفتها ..تنحت جانباً

"مسجد الملك عبدالعزيز تمام برسل لك الموقع مع السلامة"

خرجت من مخبئها كانت تنظر الى ملامحه المتعبة بقلق تدفعها عاطفتها بقوة لكي تضمه الى صدرها ..سأل دون أن يثبت عينيه عليها : في ناس ؟

:ايوة

أومأ بصمت واستدار لكي يغادر..نادته بسرعة : عزيز

توقف دون أن ينزع عنه رداء الصمت لتردف ماريا: نام تحت الشقة فاضية .

و لكن كيف القاك.. قيد الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن