و لكن كيف القاك.. قيد الكتابة

12

(1)

أُريدُ الرحيلَ

لأرضٍ جَديدةْ

لأرضٍ بَعيدةْ

لأرضٍ وما أدرَكَتْها العُيونُ

ولا دَنَّستْها ذُنوبُ البشَرْ

أُريدُ التَّنقُّلَ بينَ الكواكِبِ

يومًا أُسافرُ بينَ النجومِ

ويومًا أنامُ بِحِضنِ القمرْ

وحينًا أُغني كمثلِ الطيورِ

وحينًا أُظلِّلُ مثلَ الشجرْ

أُريدُ الرحيلَ لأرضِ المحبَّةِ

أرضِ التسامُحِ

أرضِ السلامِ لكلِّ البشرْ

تسمع دوما في اجتماعات النساء شكاوى من تقاعد أزواجهن وتسائلت دائما لم يتذمرن من أمر كهذا أليس من حق الرجل أن يرتاح بعد أعوام من العناء ؟!

اليوم وجدت نفسها بنفس الموضع بنفس الموقف وتكاد تجن منذ خرج حمد من المشفى وهو يتخذ الصالة موقع استراتيجيا له أعصابه متوترة غاضب ومتجهم كل الوقت كل هذا يهون أمام نداءاته اللامتناهية وقفت أمامه للمرة الألف وهي ترمقه بنظرات قاتلة: مالقيتها

زفر وهو يراها تلوي شفتيها بغيض: الورقة قدامك من تفتحين درج المكتب الثاني تحت الملفات لو اني قادر اشيل شيء ما كنت طلبتك

تركته عائدة الى غرفة مكتبه بخطوات غاضبة

جثت على ركبتيها وهي تبعد الملفات حتى تصل الى ورقته المزعومة مع انها متاكدة انها بحثت هنا ولم تجدها تأكدت من ذلك ثم بدأت بجمع الملفات حتى تعيدها من ملف سميك بأللون البني سقطت ورقة ما حملتها كي تعيدها لكن اسمها الرباعي الذي كتب بخط عريض في أحد الأسطر لفت انتباهها توقفت لقراءة محتوياتها في حين علا الذهول ملامحها مع كل حرف تقرأه القت كل الذي كان بين يديها وهرولت لحيث يجلس بانتظارها وضعت الورقة أمامه وهتفت بإنفعال : وش هذا

احتاج لنظرة واحدة فقط حتى يعي سبب توهح ملامحها وانفعالها و لان الهجوم أفضل وسيله للدفاع أردف :هذا عقد زواجنا اعتقد مو اول مرة تشوفيه

جنان غشت ملامحها امارات التيه و مرارة الضيم فقدت سيطرتها على نبرتها: وليش تاريخه قبل 7 سنين ليش اسم ابوي وتوقيعه عليه ؟!

اغمض عينيه وفتحها لم يرد لها أن تعرف هذه التفاصيل بتاتا وقف فورا: جنان اسمعيني

تراجعت للخلف خانتها رعشة أطرافها جلست حيث كان يجلس هو واضعة رأسها بين كفيها

أدركت كل شيء في هذه اللحظة:ابوي الي زوجني بنفسه هو اللي زوجني عشان كذا ما سئل علي عشان كذا ما اهتم ولا دور

طب طيب ليش ؟ انا وش سويت ؟

جثى أمامها وخبئ كفيها المرتعشة بين كفيه:مالك ذنب هو بس كانت عنده ضائقة مالية وانا " سحب اكبر كم من الهواء الى رئتيه وزفره " انا ساعدته