و لكن كيف القاك.. قيد الكتابة

21

1

وتعانقت أصواتنا بين الدموع

والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع..

والناس حولي يسألون جراحهم

فمتى يكون لنا اللقاء؟

وتردد الأنفاس شيئا من دعاء

ونداء صوتك بين الأعماق يهز الأرض.. يصعد للسماء:

الله يا ولدي معك..

ومضيت يا أمي غريبا في الحياة

كم ظل يجذبني الحنين إليك في وقت الصلاة..

كنا نصليها معا

مجد

منذ متى والساعة هي الساعة و****بها تتحايل عليه دون أن تتحرك، يشعر بالملل الشديد ، لم يكن يوما شخص كسول ولا يفضل الجلوس وعدم فعل شيء حتى أيام إجازته كان يقضيها في الصيد والتخييم مع عدي، لكنه قد شارف على بلوغ عام في اللاشيء

2

في دوامة مظلمة من الوحدة والفراغ ، حتى أن هذه الشرفة الواسعة التي يقضي فيها جُل وقته أصبحت تطبق على أضلعه . حرك الكتاب بين يديه قرأه قرابة العشر مرات وهذه هي الحادية عشر ، استغرق منه الأمر احدى عشر مرة كي يفهم خالد "الشخصية الرئيسية "

فهو ايضا ذاكرة جسد تحمل جرحا مريرا إلا أنه ليس أحلام مستغانمي

كي يصنع من مأساته تحفة بالغة البهاء، تمنى فقط من كل قلبه لو استطاعت نفسه الحزن على عدي بسخاء، لو انه كان صديقا ، مجرد صديق ليس إلا ، لو لم تجمعهم مهنة ولا تلك الحرب الغاشمة كان حزنه ليكون أنقى وأطهر لجادت روح ببكاء أو مرثية تليق بعظم هذا الفقد

أطرق برأسه أكثر كلما غرق في هذا البحر المعتم من الأفكار ، لم تمر عليه جلسات الطبيبة مرور الكرام حطمت سدا هائل كان يحبس به انهياره

أن لا يذكر شيء كانت لك نعمة ، كلما اقتربت تلك الاحجية من الكمال كلما شك بنفسه أكثر هل حقا فرط بنصفه الآخر!

3

ضوضاء أتت من بوابة المنزل الامامية شدت انتباه ، راقب بقلة اهتمام سيارة العائلة التي يقودها السائق عادة ، تدخل الى باحة المنزل ، والدته هي الوحيدة التي تستعملها ولكنه كان يجلس معها منذ قليل ، ظل يراقب بينما شيء من الفضول تسلل اليه

أوقف السائق السيارة ونزل دار للخلف وفتح الباب ليحمل شيء بين يديه لم يتبين ما هو حتى أخذ السائق عدة خطوات للخلف ليرى بوضوح آسر النائم بين يديه ،انقبض قلبه يعلم أن سدن من كانت تعتني به في المشفى اتكى على الحافة بكل قوته ووقف بدأ قلبه ينبض بسرعة حتى شعر أنه سيفارق جسده تلك الثواني القليلة كانت أياماً ، قبل أن يظهر له طيفها الذي اشتاق له

أطلت ابها من البدر في يوم اكتماله ،وهو كمن كان يتنفس من ثقب ابرة ثم اندفع الهواء دفعة واحدة الى رئتيه شعر بالحياة تدب في اوصاله وان ابواب النعيم في داره