28

143 6 6
                                    


1 الثامن والعشرون "حُلمي المؤجل "

أجَّلتُ أحلامي سِنينْ

أجَّلتُ أحلامي التي

يومًا عَرَفناها معًا

أجَّلتُ ما لا تَعرفينْ

أجلتُ أحلامَ السنينِ جميعَها

وجلستُ وحدي أنتَظرْ

فلرُبما تأتينْ

قد كانَ عهدٌ بينَنا

خُنتِ العهودَ، وقد حَنَثتِ الآنَ عمدًا..

باليمينْ

يا أيُّها الحُلمُ المؤجَّلُ في دمي

حتى متى أبقَى على حالي

وأنتِ تؤجِّلينْ؟

قلتِ: انتَظرْني

وانتظرْتُ بلا أملْ

لِمَ دائمًا عكسَ اتِّجاهي

في الفضاءِ تُسافرينْ؟

في ما مضى

سماءهم سقفٌ طلائه مهترئ وتحيطهم جدرانٌ نتنة يعلوها الصدأ..

لا يزال صدى صرخات عدي المستجدية يصم أذني سابنا رغم أنها لا تفهم لغته الا أن اذنيها لم تخطأ نبرة الألم تلك

" تكفى يا مجد "

"تكفى انا اخوك انا عدي "

 تنتفض في مكانها بينما تبقي عينيها على صديقه الآخر ..في سنين دراستها التي ولت منذ زمن كانت هناك تجارب اكلينيكية درستها فقط بشكل نظري لم يتسنى

2

لأحد في مجالها تطبيقها عمليا لخطورتها وعدم توفر متطوعين .. هل يجب على سابنا التي تخرجت في الظل ولم تلمع ابدا في دفعتها أن تفخر بأنها الوحيدة التي عاشت تلك التجارب غير الإنسانية لا بل وقادتها بنفسها ..وقعت ارضا تتقيأ عصارة معدتها الخاوية تخنقها اللوعة بينما تنظر الى مجد .. إنجازها البائس

الذي لا تفخر به ..اومأت بلا واغمضت عينيها وهي ترى اصابعه تضغط على الزناد ..رفعها بقوة أحدهم

لتقف وتفتح عينيها مشطت الغرفة التي غمرها سكونٌ مفاجئ وكأنها تلك اللحظات التي تتبع انفجار قنبلة ..تتحرك عينيها باضطراب ..في جانبيّ الغرفة يرقدان أحدهما فاقد للوعي والأخر ..

 وضعت كفها فوق فمها تحبس صوت بكائها ..قادوها لحيث يرقد عدي ..جسده المسجى وبقعة دم كبيرة تتشكل على صدره ..كطبيبة لم تكن المرة الأولى التي ترى بها جثة شخص ما لكن كل ما يحدث هذا يفوقها هزت راسها برفض وتراجعت خطواتها المرتعبة الى الخلف ..تمسكت بيد بانثر الذي يجرها بقسوة ووحشية ليلقي بها بالقرب من رأس عدي ..كانت يديها ترتعش بجنون وهي تقودها لتُسكن اناملها على رقبته لكي تؤكد لهم موته ..ازداد بكائها وصخب نحيبها الذي عم المكان لتنطلق معها ضحكات بانثر بصوت عالي وهو يهتف :فطس الكلب

و لكن كيف القاك.. قيد الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن