و لكن كيف القاك.. قيد الكتابة

26

 "الله جابك"

الله جابك والا انا قبلك حزين وما بقى

في الارض حزن وما تعلق به عذابك

ومابقى في الكون عطر وما شكى فرقا ثيابك

الله جابك ، اذكر اني كل ما كنت احزن احزن في غيابك

ازهم الدنيا ونركض لين ناصل كلنا لاطراف باباك

الله جابك.

في ما مضى

يداه مقيدتان إلى الأعلى قد انحسر الدم عنها وباتت تؤلمانه بشدة ..واصل محاولاته في إفاقة عدي ..يحرك جسده الراقد بلا حراك مستخدما قدمه برفق..ويناديه بخوف وهلع وكم من المشاعر المضطربة :عدي عدي

لا يصدر منه اي صوت ..ينهار مجد اكثر يشعر بضيق ولا يستطيع اخذ نفس واحد براحة ..تمر الساعات ويأتي النهار ومع كل ثانية تتقدم كان قلبه ينقبض خوفا مما هو آت ..صوت انزلاق شيء على الارضية الخشنة لفت انتباهه ..كان مسدسا صغيرا بلون غريب جذبته الورقة الملصقة حول مقبض المسدس

جرها بقدمه حتى وصلت إليه واصل تحريكها بصعوبة حتى بات قادرا على قراءة مافيها " وقتك ينفذ اتخذ قرارك "

2

انخفضت طرقات الباب تزامناً مع صوت سدن الذي أذن لصاحب الطرقات بالدخول ، اطل نايف من خلفه زفرت انفاسها وهدأت من روع قلبها الذي ينتظر شخصا لن يأتي ابدا ابتسم واقترب حتى جلس بالقرب منها ثم سأل بنبرة عطف : ليش جالسة لحالك ؟

هزت رأسها بلا بينما تجبر ملامحها على الانبساط : مو لحالي كلكم الأربعة جيتوني

انتبهت للخطأ الذي اقترفته فعدلت ببتسامة حزينة : اقصد كلكم الثلاثة ، صرتوا ثلاثة خلاص .

وضعت كفها على وجهها وعادت تذرف دموعها التي لم تتوقف قط

ظل نايف جالساً ينظر إليها بقلة حيلة يود البكاء هو الآخر وبشدة في هذه اللحظة ، بكى كثيرا وحده بكى من كان اخاه الاكبر وصديقه ووالده في بعض الأحيان. وأشدهم عطفا عليه . منذ كان رضيعا وقبل تقاعد والدته من عملها كمعلمة كان سعود يعتني به يطعمه ويلبسه ويلاعبه ولم يخجل يوما من الاعتناء به بعكس باقي إخوته ، حتى انه لم يترك النوم في غرفة سعود حتى بلغ العاشرة من عمره . في حلقه غصة يصعب ابتلاعها تمنعه من النطق ، غادر بوجه محتقن تاركا سدن خلفه تبكي وتنتحب وحدها

أيقظها رنين الهاتف لتفتح عينيه لم تعلم كيف غالبها النوم أثناء بكائها اجابت على مجد بنبرة ثقيلة بائسة :هلا

ارتجف قلبه ورق لنبرتها لا يليق الحزن بصوتها وقطعا لا يليق بعينيها أردف :ابغى اشوفك

زفرت بحنق الا يستطيع جبر خاطرها ولو بسؤال يتيم عن حالها

3

أجابت بذات النبرة المثقلة : الله يحيك

 :انا تحت