توقي إليك
أقاهرتي! تُرى أذكرتِ وجهي
فتاكِ أنا المعذّب بالجمالِ؟
سلي عني المليحاتِ اللواتي
نظمتُ لهنّ ديوان اللآلي
سلي عني أباكِ النيلَ يشهدْ
بصدقي في الصدود.. وفي الوصال
سلي الأهرامَ عن حُبّ عصوفٍ
خبأت دموعه بين الرمالِ
سلي عني من السنوات خمس
اًفِداها العُمر! عاطرة الخصالِ
أعود إليكِ.. والأيام صرعى
تمزّقها السنين.. ولا تبالي
واصلت تجولها في المكان ذهابا وايابا حاولت قدر الإمكان أن لا تدع الأمر ياخذ حيزا في نفسها ..بالتأكيد هناك خطأ ..توفي زوجها وغادر هذا العالم ولا يعود الأموات ابدا ..متى رأينا ميتا يعود الى الحياة؟!
اندست أسفل غطائها الوثير تنشد منه الطمأنينة اكثر من الدفئ وقد انقلب عقلها بأكمله رأس على عقب ..من قد يزور المشفى منتحلا شخصية عدي ليطمئن على آسر ؟
لا يوجد غير جده لابيه وعمه هم من قد يستفسر عن حالته ..تشعر بالهلع ولا قدرة لها على التفكير السليم ..تخاف من اتباع الوهم وأن تسلك طريقا لا عودة منه أن تمني نفسها بشيء من المستحيل حدوثه وفي ذات الوقت
2
لا تقدر على التجاهل بكل بساطة فهذا " طاري عدي " ليس أي أحد لتغض الطرف عن سيرته ..هذا حبيب الروح ، الذي لم يبقى حزن بهذه الارض ولم يتعلق بعذاب فراقه .. ولا عطر إلا واشتكى فرقى ثيابه
لم تعي الا و أناملها تعبث بشاشة الهاتف بحثا عن رقمٍ قدييم تحفظه منذ زمن ولم تطرق بابه يوماً ..هاهي تطرقه اليوم بحثا عن وجع جديد تضمه فوق جراحها.. تعلم انها تطارد السراب لكن مرحبا بحزن يحمل رائحته واهلا بوهم هو سيده ..اتصلت بشقيقه حمد وظلت تتحرك بتوتر منتظرة إجابته لكن الرنين طال وحمد لا يجيب حتى ملت واستسلمت على أن تعاود الكرة في وقت لاحق.
تمسكت بكوب الماء الذي تحمله وهرولت عائدة للصالة وقفت على مقربة من حمد
تراقب والده الذي سأل بنبرة مرتعشة وهو يتمسك بقوة بكفه وبغصن النجاة الذي يمده الى قلبه : تقولها صادق ؟ هو حي ؟ ولدي عدي حي ؟
حي يرزق ولدي ؟
لعامين عامين كاملين ..أين كان وماذا حصل له ؟
نطق بنبرة شديدة التأثر لا تحتمل اكتافه رغم قوتها وجع أبيه :والله صادق يا ابوي كان في الأسر وانقذوه .
بغرابة وعدم استيعاب حقيقي نطق:طيب وينه الحين ؟ بالمستشفى ؟
انتفضت والدته واقفة : خذني له أبغى اشوف ولدي ابغى اتأكد بنفسي انه حي .

أنت تقرأ
و لكن كيف القاك.. قيد الكتابة
Romanceملحمة الحب و الحرب ماكانت البدايات يوما الا خدعة نحن دوما في المنتصف عالقين بين جهلنا وخيباتنا فمن أين ابتدعنا البدايات ؟ ! رواية خليجية بقلم الحان