العودة
وأطلّ وجهك مشرقًا من خلف عامْ
عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عامْ
عام ظللتُ أجرُّه خلفي وأزحف في الظلامْ
وعواصف ثلجية تصطكُّ حولي والطريقْ
كانت تضيق كأنها أمل يضيقْ
ويضيع في تيه القتامْ
***
عام طويل ظلَّ يفصلنا به بحر صموتْ
بحر دجت أمواجه وتجمّدت, بحر تموتْ
فيه الحياة وتغرق الخلجات في برد السكوتْ
وأنا على الشط الأصمِّ
أنا والفراغ وليل وهْمي
أصغي لعل صدى يمرُّ بي,
علَّ شيئًا منك, همسٌ, نبأةٌ,
شيئًا يمرُّ بي منك عبر مدى السكوتْ
لا شيء, إلاّ وطأة ثقلت وصمتٌ مستمرٌّ
ماريا
بمجرد ما أوصلها عبد العزيز هي وصغارها حتى نزلت غاضبة وصفعت الباب خلفها .
لكن ما إن وطئت قدميها داخل غرفتها حتى انهارت بالبكاء ، احكمت اغلاق بابها وواصلت انينها المكتوم .
2
في قرارة نفسها رغِبت حقا في إنجاح هذا الزواج ، لم ترد تجربة ثالثة فاشلة توصم في عمرها المبتور، كانت قد عزمت على ذلك بحق إلا أنها لا تعلم كيف وصل الأمر لهذه النقطة الحرجة ، فهي لا تستطيع التحكم بإنفعلاتها ولا حتى تجاهل حديث عزيز المسموم ، للحظة فكرت انه ربما انفصالهما هو افضل ، تستعيد اطفالها وتخرج من هذه الدوامة
لكن مصير الصغار الى أبيهم على اية حال وهي الى متى ستظل وحدها ؟
لأي حد سيصمد طائرٌ بلا جناح ، والى متى ستظل هذه العنقاء تولد من وسط الرماد .
طرق طفليها الباب بحثا عنها فأجلت إنهيارها لوقت آخر ، وكفكفت دموعها في سبيل ما هو أعظم، في قائمة خسائرها كل شيء هين الا أن تخسر امومتها تلك ستكون خسارتها الأعظم
مساء اليوم التالي
وقفت أمام موظفة المطار ، تمرر جهاز التفتيش حول جسدها حتى انتهت ثم مرت حقائبها عبر الجهاز ايضا ،سفرها هذا لا يشبه الاول ابدا ، عندما غادرت في المرة الاولى كان في داخلها لهفة لمفارقة كل شيء ،اما الان تغادر بينما فعليا روحها معلقة هنا عند رأس صغيرها، تغادر والكل حانق عليها كما المرة السابقة إلا أنها اليوم حانقة على نفسها بذات القدر. استوعبت متأخرة انها في دربها الطويل الذي دأبت فيه على التنازل تنازلت عن أمومتها دون أن تشعر
3
واصلت المشي تقدم قدماً وتؤخر عشرا ، استقرت على متن الطائرة تتلو دعاء السفر، وما هي إلا دقائق معدودة حتى أقلعت الطائرة حاملة جسدها الى بلد أخر
أنت تقرأ
و لكن كيف القاك.. قيد الكتابة
Romanceملحمة الحب و الحرب ماكانت البدايات يوما الا خدعة نحن دوما في المنتصف عالقين بين جهلنا وخيباتنا فمن أين ابتدعنا البدايات ؟ ! رواية خليجية بقلم الحان