8

117 5 9
                                    

" لا صوت لي حتى الضجيج لدى حواسي غائبٌ والأرضُ توجعني عليه "

1

في سجودها الأخير شعرت بباب البيت يفتح ثم القى السلام بصوت متعب لم تعلم كيف انهت صلاتها لتتجه إليه فورا برداء الصلاة ما إن رأته حتى اجهشت بالبكاء

بكاء كانت تكتمه منذ الصباح

فُجع حمد لمنظرها وهي تجلس على الارض تبكي بصوت عالي رفع ثوبه وجثى أمامها : بنت ! جنان وش فيك ؟ ليش تبكين ؟ * لم تجبه فنهرها * وقفي بكاء وتكلمي

شهقت بخوف وبدأت بمسح دموعها بعشوائية لم تعلم ماذا تخبره : اشتقت لامي

أخبرته بأول ما تبادر لذهنها نصف الحقيقة فهي تشتاق حقا لوالدتها ولن تخبره طبعا أن قلبها كاد يتوقف خوف من عدم وجوده

تعكر صفوه هو الذي وصل قبيل الفجر ليصلي بالمسجد القريب من هنا وقرر أن لا يذهب للعمل اليوم فهو يعرف قطته الجبانة لكن اتصلا ما اكرهه للذهاب للعمل في عجل فأمر أحد رجاله بمراقبة المكان ليعود الان وقد غلبه التعب فيجدها في هكذا حال أراد حقا أن يسكنها في صدره أن يحتفظ بها بعيدا عن الخوف الذي شوه ملامحها وعن والدها وعن كل شيء لكن ردة فعلها السابقة لا زالت تؤلم كبرياءه لذا وقف و اوقفها من ذراعها بلطف ليهمس وهو ينزع غترته ويلقيها على الاريكة : هذا موضوع منتهي يا جنان

نظرت اليه طويلا بعينيها الدامعة نظرة لم يفهمها ثم تركته راقبها في رداء الصلاة حتى فصل الباب بينهما تنهد كم تبدو نقية في عينيه الآن

2

عكسه هو من تلوث بكل أنواع

القذارة كيف وصل لهذا الحال ؟

الم يغلق عينيه يوما قرير العين مرتاح الفؤاد

كيف اصبح اليوم وحشا عاشقا للسواد

اغمض عين طفولته حلما بريئ مثلها

وشخصت عين رجولته رجلا بذيئ تكرهه

آرام

: انا طابت نفسي من جدة

3

هذا كان ردها على والدتها التي تجلس عند رأسها تكرر عليها نفس السؤال منذ اسبوع يظنون أن قرارها هذا ناتج عن تفكير لحظي لم يعلموا انها منذ تلقت خبر عدي وهي تتوق للهرب من هنا تشعر بان رائحته لا تفارق انفها تراه بكل زاوية بكل مكان يجب أن تبتعد ويجب أن يسمحوا لها أن أرادوا لها أن تحيا ربيعا بعد شتاء بعده القاسي

نظرت لزاوية الغرفة حيث يرقد طفلهما في مهده اكثر ما يؤلم قلبها انها لم تستطع أن تضم آسر الى صدرها لو لمرة لكم تعشقه ولكم تود الهروب بعيدا عنه هذا التناقض وحده يصيبها بالجنون تقضي ليلها واقفة بالقرب من مهده ترغب بضمه ترغب بتقبيله وان تملئ قلبها من رائحته صوت بكائه الرقيق يؤلم كل عرق نابض في فؤادها لكن شيء يمنعها من ذلك ادارت وجهها ودمعة متمردة سقطت على خدها لتمسحها بسرعة تعبت من البكاء تعبت من العزاء سألت : ابوي رجع من صلاة العصر ؟

و لكن كيف القاك.. قيد الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن