13

119 2 2
                                    

1

و غدا...

نرجع من عبقر لا شيء لدينا

غير ومض باهت في مقلتينا

و بقايا رعشة في شفتينا

و غدا نرسف ما بين الجموع

بقيود الندم الفظ.. و نقتات الدموع

فكأنا ما التقينا

* * *

مضت الأيام بهم مسرعة على البعض وقاتلة البطئ على بعضٍ آخر مضى نصف عام طال به الفراق

نصف عام في ابتهالات حزينة وترانيم الشوق المبكية تتصاعد الى السماء في نغم مستمر.

تأمل فراش الصحراء الاصفر ممتدا مد بصره كان قد جلس قليلا لكي يرتاح بعد أن انتهى من مهمة غسل الثياب تلك الوظيفة التي يقتات بها هو ووسيم منذ أن حطت رحالهم في هذه القرية الصغيرة بعد سفر

2

طويل وعندما وجدا أن كل ما يملكانه من مؤونة قد نفذ وتفاقم جرح وسيم اضطروا للبقاء عدة أشهر حتى يملكا قوتهما وقوتهما وقف ينفض ثيابه الرثة بيده التي اكتسبت كباقي جسده سُمرة مميزة بسبب تعرضه الطويل لاشعة الشمس حمل الكيس القماشي المليئ بالثياب

النظيفة ومشى عائداً باتجاه القرية

يدق الأبواب يسلمهم ثيابهم ويستلم نقوده حتى وصل لكوخه الذي يتشاركه مع وسيم نظر نحوه ينام بعمق وصوت زئيره عفوا شخيره يضج بالإرجاء

لكز قدمه وناداه بينما خلع قميصه المبتل وألقاه بعيدا أخرج نقوده من مخبئها وباشر بِعدّها انشرح عبوسه وهو يجد نفسه قد جمع المبلغ الكافي وأخيرا

تحدث المستلقي يراقب تحركات حتف : اكتمل المبلغ ؟

هز راسه وهو منشغل بالعد والتقسيم ثم استقام واردف: بكرا الصباح نطلع مع اول باص للحدود

هز راسه بالرضى وسأل حتف الذي يتجه ناحية الباب: الى أين

رد دون أن يتوقف أو يلتفت : مشوار صغير برجع قبل يتأخر الوقت

ثم أكمل سيره مبتعدا يتمتم لنفسه:الله حسيب الشوق والصبر الطويل .

يجد الأمر مجهدا لنفسه عندما اقترب اللقاء هكذا عندما هانت

ملت عينه من الصبر يريد أن يراها الآن في هذه اللحظة أن يشم شعرها ويحتضن نحرها وان يتلو ابيات القصيد من عينيها لا يؤلمه شيء لا تعب جسده ولا جوع بطنه كل ما يؤلمه هو شوقه لآرام .

3

عبر رواق المؤدي لغرفته التي هي بمعزل عن باقي غرف أشقائه وهو يتفقد هاتفه بلا هدف حقيقي فلديه اجازة لثلاث أيام بعد أن كان جدوله مزدحماً بالرحلات لأسبوع كامل

ألقى بجسده على كنبة الصالة حيث كانت شقيقته الوحيدة تجلس ممددة ساقيها و منهمكة في صنع وجبة ما سألها: اش بتسوي ؟

و لكن كيف القاك.. قيد الكتابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن