رواية: روميو وجوليت ٢٠٢٣.
الفصل: ٢٩
للكاتبة/منة محسن.
ظلت «فيروز» طوال الليل بجانب أبنها، لم تغفى عيناها بل لم تستطيع هذا، فقط تخضى حدوث مكروه له اثناء نومها خاصة حينما علمت بأمر مرضه.
صعد النهار وقد كانوا اصدقائه بطمئنون عليه بالفعل.
ارتدى «مازن» ملابسه حتى يذهب لرؤيته كما أتفق رفقة «أدم».
تلقى اتصال لم يكون بحسبانه.
أمسك هاتفه يطالها هذا الأسم الذي يدق قلبه له بالفعل، تردد في الأجابة وقد حزم أمره ولم يكون سيجيب ولكن لم يستطيع.
أجاب ليضع الهاتف فوق أذنه صامت.
تحدثت «ليلىمعقب سماعه لأنفاسها المتسارعة التي تبدو وكأنها كانت تبكِ، تحدثت بصوت هادئ لما اتصلت لأجله:
-هسافر بكرا.
ازداد الصمت لديه فقط يستمع لتلك الكلمات التي اثارت الرعشة بكامل جسده.
اكملت «ليلى» وهي ترفع رأسها تحاول أن تنظم كلماتها التي تفقدها بسبب تلك الدموع المتساقطة:
-حبيت اقولك لأن مفيش احتمال أرجع دلوقت خالص.
أغمض «مازن» عيناه متنهد وكأن كلماتها تسلبه انفاسه.
تحدثت «ليلى» بدموع تزداد تساقطها:
-مش عايز تقول حاجة؟
ظل الصمت هو سيد موقفه؛ وماذا سيقول وهي تخبره بالرحيل الذي لا يعلم ايحتمله أم لا؟
تحدث بكلمات حاول اخراجها بدلًا من صمته هذا، وياليته لم يخرجها:
-بالتوفيق لحياتك الجاية.
رفعت «ليلى» حاجبيها في دهشة من ما قال؛ فظنها بأنه سيمنعها من هذا كان أكبر كذبة فكرت بحدوثها!
تطلعت امامها بدموع بزداد تساقطها، فلحظة كتلك تأكدت أنها بالفعل خسرته! هو لا يطلب منها البقاء حتى!
تحدثت بدموع وقلب قد هدم لفتات لا تعود:
-شكرًا.
اغلقت الخط لينزل هاتفه بروح شاردة، يعلم أن كلماته ليست الصائبة، وأنها لم تكون لتنتظر منه هذا، ولكن هناك ماأصر عليه بإخراجها، أهذا لأنه يرغب في أن يعلمها أنه لا ييفرق معه؟ ولكن بينه وبين نفسه يتأكد أن الأمر ليس كذلك.
اغمضت «ليلى» عيناها باكية وكأن املها الأخير قد أنتهى.
(بمنزل شيماء).
يتحدث «معاذ» رفقة والدته «جيجي» بالهاتف:
-سمعتي عن حازم أخر فترة؟
تحدثت «جيجي» في عجبة وقد كانت «شيماء» تطالعها من خارج الغرفة في هذا الوقت؛ فطلبه للتحدث معها وذهابها بالهاتف بعيدًا عنها كما أمر شيء جعلها تتعجب وتشعر أن هناك مايخفوه عليها:
-هو مش مات؟!
حرك «معاذ» رأسه نافي:
-طلع عايش ورجع بيته كمان وبقى زي الفل، لو كنتي روحتيلها كنتي هتعرفي الكلام ده.
أنت تقرأ
روميو وجوليت ٢٠٢٣
Romanceقام بسحب مقعدها لتلتصق بصدره رغمًا عنها، فقد كانت قريبة جدًا منه. نظرت له وقد تملكتها الصدمة من حركته، فأي عمل هذا! لم يعطي أهتمام لصدمتها فقط يطالع كل أنش بملامحها الرقيقة والتي سحرت عيناه الردمادية بسحرها الأسود. أقرب يده ليحرر خصلاتها أسفل صدم...
