رواية: روميو وجوليت ٢٠٢٣.
الفصل: ٢٤
للكاتبة/منة محسن.ذهب «أنس» رفقة «حازم» إلى المسجد؛ لتأدية الصلاه.
نظر «حازم» إلى هذا الجامع الكبير، فبرغم من ضيق شوارع الحواري هنا، إلا أن الجامع كان أجمل مافي الحارة.
يطالعه شارد الذهن، فهل سيتقبل دخوله بالاساس؟
كان سؤال يراوض عقله بطريقة معيبة، لا يدري مالذي حدث له، ولكن حينما قام بالدخول إلى المسجد شعر بقلبه قد قبض، شعر بالرجفة تسير بكامل جسده، أهي المرة الأولى له؟ بالفعل إنها المرة الأولى التي يدخل بها الجامع.
طالعه «أنس» ليتحدث بقلق عليه:
-دراعك واجعك؟طالعه «حازم» منتبه:
-شوية.تبسم «أنس» وهو يطالع ملابسه:
-تعرف الجلابية البيضة حتاكل من عليك حته.طالعه «حازم» عقب مطالعته لملابسه ليتحدث:
-هي بتريح أوي بس، مش متعود اليس حاجة زي كده، ومش فاهم اقتنعت بكلامك أزاي!تبسم «أنس» ليجيبه:
-علشان أنا مقنع، ده الحمدالله إن جلابية أبويا الله يرحمه كانت لسه عندي وإلا مكنتش هلاقي جلابيه على مقاسك، يلا نقعد نسمع الخطبة، هنا حلو.جلسوا وقد كان «حازم» يتطلع للجالسين تارة ولراوي الخطبة تارة، كان حسن الوجه، رجل كبير مطلق لحيته، يرتدي كذلك رداء طويل أبيض اللون كلحيته، يخطب الخطبة والتي كانوا يستمعون لها برحب لجمال روياه.
شرد بكلماته أصبح يستمع لها بتفكر، نسى كل ماهو حوله فقط يستمع لما يقول الرجل من حديث حول أمور دينية.
مر بعض الوقت لتنتهي الخطبة ويستعدوا إلى الصلاة.
بدا كأنه يمارس مالم يمارسه من قبل، شيء جديد يتأنى وييفعله بغرابة، شرد بتلك الكلمات المعهودة في الصلاه، بل بشيء أعظم من ذلك، أهو بين يدي الله الأن؟ كم أن هذا الشيء الذي يفعله الأن يجعله يرغب في البكاء الشديد بل يترك جميع حمول قلبه ويتحدث إلى الله عن ماعليه فعله.
كم أن تلك اللحظة كانت أكبر بكثير من أن يفكر بالقيام بها، أهنا راحته بالفعل؟
فكيف للأقدار أن توصله إلى هنا وبعد كل ماحدث والذي كان دائمًا يتسائل ويراوضه هذا السؤال بشدة، لماذا يحدث كل هذا ليبتعد عن أبنه و«جوليت»، مالخير في هذا؟
ولكنه في تلك اللحظة قد علم مالخير حقًا، هل من الممكن أن يؤدي هذا الفرض وفي هذا اليوم المبارك وفي بداية اليوم إذا لم يصاب ويأخذه «أنس» ليحتويه عنده؟
كانت الأفكار تتخبط عقله وهاهي سجدة طويلة لعله يخفق من حمول قلبه قليلًا، أصبح يناجي الله بكلمات لم يعد وإن قالها، أصبح يتحدث إليه عن كل مايفعله يتسائل أهو غارق ببحر من الظلمات بالفعل؟ يسأله لماذا يشعر بكل تلك الراحة الأن؟ يروي ماحدق معه وخيانة «سمر» له وعن تصرفه والدموع لاتتوقف عند هذا، بل تزداد بكائًا.
أنت تقرأ
روميو وجوليت ٢٠٢٣
Romansقام بسحب مقعدها لتلتصق بصدره رغمًا عنها، فقد كانت قريبة جدًا منه. نظرت له وقد تملكتها الصدمة من حركته، فأي عمل هذا! لم يعطي أهتمام لصدمتها فقط يطالع كل أنش بملامحها الرقيقة والتي سحرت عيناه الردمادية بسحرها الأسود. أقرب يده ليحرر خصلاتها أسفل صدم...