رواية: روميو وجوليت ٢٠٢٣.
الفصل: ٣٠
للكاتبة/منة محسن.
تحدث «عاصي» إلى «رحيم» متبسم:
-فكرتك عبقرية، عجبتني دماغك علشان كده موافق إني اشتغل معاك.
تبسم «رحيم» ليمد له يده مصافحه:
-ليك حاجة هتاخدها، زي منا كمان ليا حاجة هاخدها، وزي مبدأت أول خطوة، أنت كمان هتكمل وعليك الخطوة اللي بعدها.
تبسم «عاصي» مجيب:
-مقدور عليها، طول مالشرطة عنيها مش علينا فكل حاجة مقدور عليها.
تبسم «رحيم» ليجيبه:
-متقلقش من ناحية الشرطة متقلقش خالص، أنا هظبط الحوار ده.
انتهى كل شيء، انتهت من السعادة ماننتظرها، انتهت ذكرى لم يكون لدينا سواها نعيش لأجله، انتهت بسمة ارتسمت فوق شفاهنا وطريق طويل حاربنا لنصل إلى أخرى، وحينما كدنا أن نصل علمنا أنه مجرد حلم!
هكذا كانت الحياة، وهكذا باتت النهاية.
يجلس «حازم» على مسافة قريبة من القصر الذي هدم، يحتضن صغيره الذي كاد يفقده في حرب كهذه.
تبحث كل من «فيروز» و«ريم» عن مانجى من هدم القصر!
يطالعهم «حازم» بعينان تتملكهم الحمرة؛ فاحتباسه للدموع عكس مايفعلوه يظهر بحمرة عيناه الباهتتان من التعب.
يتذكر كم من اوقات قضى بهذا القصر منذ أن كان صغير، يتذكر اوقاته رفقة معشوقته الصغيرة وكأنهم تعمدوا محي كل شيء!
يتذكر والده لطالما كان سيء ولكن كان الأفضل بالنسبة له!
Flash back.
طرق «حازم» باب غرفة والده، هذا الطفل الذي لم يتعدى العشرة سنوات من عمره، قام بالدخول فور السماح له بهذا.
يقف والده بشرفة غرفته، يتطلع إلى السماء بوجه شارد وبسمة تتوسط ثغره.
طالعه فور تقدمه ليتحدث منحني إليه:
-كويس إنك جيت يابطل، قولي بقى أيه اخبار المدرسة؟
تبسم «حازم» مجيب:
-كنت شاطر النهارده.
تبسم والده ليضع يده فوق خصلاته بحنو:
-برافو يا بطل، وعلشان كنت شاطر ليك عندي مفاجئة بكرا هجيبهالك.
تبسم «حازم» بسعادة تظهرها بسمته:
-شكرًا يا بابا، أنت أحسن أب في الدنيا.
Back.
يستمر في مطالعة القصر بنظرات شاردة منفصلة عن الحباة وعن كل ماحوله، تتساقط الدموع دون مأوه، دون حياة تروي تلك الجفون الجافة، يتحدث بداخله عن مائثر.
(بات وعدك لي مجرد ذكرى، لم تحضر المفاجئة وبقيت انتظر ولكن فراقك كان أكبر مفاجئة لي).
اقتربت «شيماء» والتي لاتلاحظ سواه، الدموع تتساقط من عيناها لما حدث فهمها كان كل مايهمها هو الذي تملك قلبها، خطاء أم لا كل ماتريده هو.
أنت تقرأ
روميو وجوليت ٢٠٢٣
Romanceقام بسحب مقعدها لتلتصق بصدره رغمًا عنها، فقد كانت قريبة جدًا منه. نظرت له وقد تملكتها الصدمة من حركته، فأي عمل هذا! لم يعطي أهتمام لصدمتها فقط يطالع كل أنش بملامحها الرقيقة والتي سحرت عيناه الردمادية بسحرها الأسود. أقرب يده ليحرر خصلاتها أسفل صدم...
