تركض بفستان زفافها الطويل، تتطاير خصلات شعرها البنية المائل لونهما إلى الحمرة بفعل الهواء، تنظر خلفها بين الحين والأخر، تتعثر وتتعثر ولكنها تقف من جديد، الظلام يسدل ستاره من حولها، لا تعلم لمتى ظلت تركض حتى وجدت نفسها بهذا المكان الذي يعم بظلام دامس، لا يوجد حولها أحد وكأنها أبتعدت عن البشر، بل المدينة بأكملها!
نظرت حولها والخوف أسر عيناها المأخوذ لونهما من لون غروب الشمس المزهل، تأخذ أنفاسها بصعوبة؛ فقد أستمرت بالرقض لوقت طويل دون توقف، تعالى صوت أنفاسها الاهثة تطالب بالمزيد من الهواء.
لمحت عيناها ذلك البيت البعيد حد رؤيتها، حوله حديقة صغيرة كما وكأنه منعزل عن العالم بحق.
سارت ببطء يعلن عن إنتهاء طاقتها بالركض حتى وصلت إليه.
طرقت بيداها الصغيرة فوق الباب، لعله يفتح لأستقبالها.
وبالفعل إندفع الباب للداخل حتى أقتربت بحذر، تتحدث وتسير نحو الداخل:
_في حد هنا؟لم تجد جواب، فقد كان المنزل مضاء بمصابيحه، وهذا يدل على عيش أحدهم هنا!
تحدثت من جديد وصوتها يتعالى:
_لو سمحت، حد هنا؟!في هذا الوقت أستمعت لصوت يأتي من خلفها، ليصيب جسدها برعشة؛ فقد كان صوته رجولي بحق.
التففت ببطء لتنظر إلى صاحب الهيئة البسيطة، فقد كان يرتدي ملابس عمال الحديقة! ترفع عيناها وكأنها تحتاج لوقت حتى تحول نظرها من هيبته الطويلة وجسده العريض إلى وجهه الوثيم حد اللعنة، بداية من بشرته القمحية، وعيناه الحادتان التي تشبه لون الألماس، شفتاه الممتلءة، شعره الأسود المائل لونه للبني، كيف كل هذا بشخص واحد!
تحدث مكررًا سؤاله:
_مين الحلوة؟!نظرت إليه بإنتباه وضربات قلبها تتعالى، أهذا من الخوف؟ أم من مظهره الذي أخافها؟!
رواية: روميو وجوليت ٢٠٢٣.
الفصل: ١
للكاتبة/منة الله محسن.(الأحد، ١ يناير)
تحدث مراد بصوت مرتفع صارخ، ينظر لمن حوله من أفراد عائلته:
_أزاي هربت؟! أزاي محدش لاحظها وقت هروبها؟!(مراد عم جوليت، يعد في اواخر عقده الرابع، يمتلك شعر كثيف بعض الشيء مأخوذ لونه من لون خيوط الذهب، خضار عيناه مميز تتداخل الوان كثيرة معها بطريقة جميلة، يمتلك بشرة حليبية بعض الشيء وجسد ممشوق فهو يهتم بلياقته، يعمل بشركة كمدير أعمال رجل الأعمال الكبير عاصي، نعم هذا من كان سيتزوج بجوليت)
تحدثت سحر بغضب يحتلها:
_محدش شافها يا مراد، الحراس كمان قالوا أنهم مشافوهاش، وبعدين هتهرب لمين وفين؟!

أنت تقرأ
روميو وجوليت ٢٠٢٣
عاطفيةقام بسحب مقعدها لتلتصق بصدره رغمًا عنها، فقد كانت قريبة جدًا منه. نظرت له وقد تملكتها الصدمة من حركته، فأي عمل هذا! لم يعطي أهتمام لصدمتها فقط يطالع كل أنش بملامحها الرقيقة والتي سحرت عيناه الردمادية بسحرها الأسود. أقرب يده ليحرر خصلاتها أسفل صدم...