البارت الخامس

12.4K 323 126
                                    

تحس الوقت ما يمشي وكأنه  الساعه وقفت ......ما غفت عينها من لما سمعت الخبر ...تحس قلبها انشطر نصفين من المصيبه الي وقعوا فيها ...مستحيل عماد يؤذي شخص مستحيل ..عقلها رفض يستوعب هالشيء ..عماد قلبه ما يطاوعه يقتل حشرة كيف يقتل بني آدم ..متاكده في لبس بالموضوع ...لسانها ما وقف وهي تدعي لسيف يقوم بالسلامه ...خروجه سالم متعافى يعني نجاة عماد ....لو صار شيء له رح يتدمر مستقبل عماد!!
هزت راسها بالرفض ما تبغى تفكر بذي السلبيه ...رح ينجو سيف وينحل الموضوع بالسلم ...
رفعت نظرها للسقف وهي تردد ودموعها ما وقفت " يا رب يا رب رحمتك"
مسحت دموعها وناظرت عمها حاضن راسه بيدينه من عظم المصيبه ...
تحس الهم كبره سنوات .... نهضت من مكانها وجلست جنبه ... وضعت يدها على كتفه وبمواساه نطقت: لا تقلق يا عمي ان شاء رح يقوم سيف بالسلامه !!
رفع مطلق راسه ودموعه متحجره بعيونه: واذا ما قام بالسلامه ...خلاص عماد تدمر وضاع بالسجون!!
عبست ملامحها بوجع لما زاد نحيب ام عماد بعد كلامه ... نطقت باختناق : ربك كريم وما يضيع أحد ...اتصل بهمام شوف يمكن صحي
قاطعها باختناق : لو صار شيء اكيد رح يخبرني ...الاهم عندي ما احد منكم يطلع برا ...انا أعرف منكم بذي العائلة الحقودة ما استبعد ينتقمون لولدهم من اي احد فينا!
قاطعته غسق باستبعاد : ما توصل لهذا الحد ..رح يقوم بالسلامه ... اعتقد تعدى مرحلة الخطر!!
مطلق بنبره مخنوقه: يا رب!!
ام عماد بنحيب : طول عمره مسالم وما عنده مشاكل مع احد ...ما ادري من وين طلع لنا هالزفت ورمى علينا بلاه!!
ذول عائلة حقوده وما رح يتركوا عماد بحاله!!
مطلق وفكرة الاذى يصيب عماد ما يتصورها ..نطق وداخله جمرات تحرقه: مستعد اموت بس عماد ما يصيبه اي شيء... أنا مستعد أدفع واتحمل وانسجن مكان عماد ...بس اهم شيء عماد ما يذوق الضيم ويتدمر مستقبله!!
غسق وكلامهم يخنقها : إن شاء الله يقوم بالسلامه !!
ويرجع لنا عماد!!
حست قلبها هبط للأرض لما رن جوال عمها ...ضغطت على قلبها ما هو قادر يتحمل أي مصيبه جديده ....
ناظرت عمها وهو يتكلم بصوت مرتجف خايف من القادم: الو ....همام وش صاير ؟!,.....لا حول ولا قوه الا بالله
من هول المصيبه وقع من يده الجوال ....بلعت ريقها بصعوبه ونطقت وقلبها يرتجف خايفه من الاجابه: وش صار
جثى مطلق على ركبتيه وبنحيب نطق : سيف مااااات!!
كلامه نزل صاعقه على اذنها ...ضاق النفس عندها وكأنها تتنفس من خرم إبره ....وعقلها يردد " مات مات مات" وش هالورطه الي وقع فيها عماد !!
تحس نفسها بحلم واكيد الحين رح تصحى منه ...التفتت برعب لما سقطت ام عماد على الارض وفقدت الوعي ...قلبها ما تحمل الخبر!!
توجهت لها وقلبها يرتجف ما تدري تواسيها والا تواسي نفسها !!
نطقت بصراخ: خالتي خالتي تسمعيني!!
رفعت نظرها على دخول غسق مطلق وعيونها متورمه من البكاء ...ما تدري عن موت سيف ...انفجعت وهي تشوف أمها فاقده للوعي... تقدمت وهي تردد بصراخ !!
مطلق يناظر زوجته ما عاد فيه حيل يوصلها ويشوفها ...نطق بضعف: اتصلي على الاسعاف!!!

**
**
**
خبر موت سيف ذبحه من الوريد للوريد ..عقله عجز يستوعب فراقه ....خلاص ما  عاد فيه سيف!!
سيف الاخ الصغير المحبب لقلبه ...الي دوم ما يستمتع بالجلسه الا معه .... شد على شفته بقوة يحاول يمسك نفسه ما يصرخ من الضغط الي بداخله ...عقله عجز يستوعب ....
نزل نظره وما قدر يكتم دموعه وهو يشوف سيف مغمض عيونه وكأنه نايم بسلام ...مسك يده يشوف نبضه متأكد في خربطه بالموضوع ....هزه بخفيف بصوت مكتوم: سيف سيف سيف رد علي سيف!!
سراج وضع يده على كتفه وبمواساه نطق: مهاب قل انا لله وانا اليه راجعون...لزوم تكون اقوى وتواسي خالتي وعمي واخواتك ..اذا انت ضعفت مين يواسيهم!!
هز رأسه وعقله للحين مب قادر يستوعب: في وجع هنا بقلبي مب قادر أكتمه ...ااااااه والله لانتقم منه هالخسيس...وحق سيف ما يضيع !!
سراج وللحين يده على كتفه: ما احد رح يسكت عن حق سيف ...وجعنا ومصابنا واحد!!
اخذ نفس عميق مهاب لعل وعسى يقدر يمسك نفسه!!
صد للجهة الثانيه لما دخل ابو مهاب وعيونه رح تتفجر من الاحمرار ..بس للحين متماسك ومثبت نفسه ...وقف وهو يناظر فلذة كبده رحل وما عاد يرجع ...نطق بندم: ليتني اشتريت له السيارة وما بقت بنفسه ...ليتني اخذته معي للديره كان ما صار الي صار ....ااااخ يا ولدي ما ادري كيف رح يكون للحياة طعم بعد فرقاك!!
مهاب ما قدر يتحمل حمل نفسه وطلع من المكان ...وقف وقلبه ما يتحمل وهو يناظر امه وخالته واخواته يبكون على فراق سيف ... بداخله نار تكويه وفراق سيف جمره بصدره ...ما رح يقدر يشوفه بالكفن ...رفع نظره للسقف وهو يهمس بوجع" يا رب" ما عنده القدرة يدفنه بيدينه ...وش اصعب من شعور تحط التراب فوق الشخص الي احتل مكان كبيره بقلبه ...يتمنى لو يكون بحلم ويصحى منه بأي لحظة...
شد قبضة يده لزوم يكون أقوى..ويواسي خالته بمصيبتها ...تقدم منها جلس على الارض قدامها ...نطق بنبره مخنوقه ما قدر يبلعها : خالتي قولي انا لله وانا له راجعون!!
نطقت بنحيب وهي تحس قلبها انتشل من مكانه : هذا سيف ...اه يا وجع فراقك يا قلبي ...كيف تمر الايام بدون ما يصبح علي !!
ما اقدر ما اقدر اه يا حسرة قلبي عليك ...ليتني انا
قاطعها مهاب وهو يدفن راسها بصدره: ادري انه فراقه اوجعنا كلنا ..لكن ربنا يختار لنا الافضل ...سيف ما يبغى منا الا الدعاء ....ما يبغى منك الا رضاك
لما احتضنها مهاب دخلت بموجه بكاء ...نطقت من بين دموعها : راضيه عليه دنيا واخره ...راضيه عليه ..هذا سيف راضيه عليه ..كيف ما ارضى علىقرة عيني ......يا ربي يا ربي مب قادرة اتحمل ااااااااااااه !!
هبط قلبه لما فقدت الوعي بين يدينه ... حملها بصعوبه وموت سيف خارت كل قوته وهدته هد ....
توجه فيها للطوارئ وهو يصرخ باعلى صوته حتى يساعدونه!!!
!!!
""
""
دخلت المستشفى بخطوات سريعه تحاول تجاري رجال الاسعاف لما ادخلوا خالتها للطوارئ ...
وقفت عند غرفة الطوارئ بعد ما وضعوا خالتها على أحد الاسره واجتمع عندها الكادر الطبي!!
مسحت دموعها وأسندت راسها للجدار ...وقلبها يتحسر على عماد ...إلي تدمر مستقبله ... متاكده في خطا بالموضوع مستحيل عماد يقتل احد مستحيل !!!
نزلت نظرها وهي تشوف شاب يحمل حرمه بين يدينه ويصرخ على الكادر الطبي يساعدوه!!
مطت شفتها غسق بحسره لما تدخل المستشفى تشوف مصائب العالم ..وتحس بتفاهة تعبك ...
عيونها مسلطة على الحرمه الفاقده الوعي لما  حملوها وبدأ الكادر الطبي بإسعافها...ما تدري وش السبب الي خلاها تفقد الوعي !
استغربت الشاب الي معها عيونه متورمه وكأنها رح تتفجر ..معقول امه وخايف عليها هالكثر !!
تحركت بخطوات ميته باتجاه خالتها ...قفلت الستارة خلفها وجلست على طرف السرير تناظرها للحين فاقده للوعي ...
ناظرت الممرضه تسألها وش صار معها ...بلعت غصتها ونطقت بصعوبه: تلقت خبر شين!!
هزت الممرضة  راسها بتفهم وتابعت شغلها ...اخذت غسق نفس عميق لعلها تريح صدرها من الهم الي اثقلها ...
ناظرت عمها مطلق لما دخل عليهم بعد ما اكمل الإجراءات اللازمه ...نطق بتعب: كيفها الحين؟!
هزت كتوفها وباختناق نطقت: ماادري!!
للحين ما صحيت!
مطلق زفر زفرات حاره ..وبخفوت نطق: ام سيف هنا جنبنا ...حاولي تتجنبيهم ما نبغى اي تصادم معهم!!
هبط قلبها بخوف ورعب ...معقول نفس الحرمه الي شافتها هي ام سيف ....نطقت بخفوت وصوت مرتجف: شافوك؟
هز رأسه بالنفي: ما احد شافني لاني كنت متلثم!!
نطقت بخوف : انتبه يا عمي ما احد يشوفك ويثور دمهم عليك!!
هز رأسه بدون ما يرد وعيونه على زوجته !!
دخل الدكتور وطلب منهم ينتظرون برا !!
طلعت وهي تسند عمها بعد ما تلثم ..نطقت له تواسيه وتشجعه: كربه ورح تزول!
مطلق تنهد بهم: كيف تزول والرجال مات!!
وقفت مع عمها بمكان منزوي تناظر اهل سيف وهم يدخلون عند ام سيف والدكتور اخرجهم ...
ما هو سهل عليهم يفقدون ولدهم بلمح البصر ...ما تقول الا ربنا يصبرهم !!
خرج الدكتور واقترب منه عمها مطلق وهو يسأله عن حال زوجته ..
طمنه الدكتور وطلب منه يصرف الدواء من الصيدليه!!
بعد ما غادر الدكتور غسق نطقت بخفوت: انت ارتاح انا اصرف الدواء !!
هز رأسه بموافقه ما عاد فيه قوة يوقف أكثر ...توجهت للصيدليه ...وقفت على جنب وهي تشوف في عدد من الناس واقفه قبلها !!
كتمت انفاسها للحظات وبعدها تنفست  بعمق ... عقلها يلف ويدور بقضية عماد ...عمها ما هو متأمل من اهل سيف!!
وكأنه يعرفهم من قبل ؟!!
صكت اسنانها بقوة من العجز الي تتجرعه الحين ...لزوم توقف مع عماد ويعرف انهم ما رح يتركونه لوحده ....مستعده تنتظره طول العمر وما تتخلى عنه ...لو يوصل فيها إنها توصل اهل سيف وترتجيهم يعفون عن عماد ..ما رح تتوانى بمساعدة عماد ..اهم شيء يطلع بخير وسلامه!!
تقدمت لما جاء دورها ...مدت البطاقه للصيدلي ...حركت نظرها بعشوائية ...حست قلبها توقف لما التقت عينها بعين شخص يناظرها بحقد وكره...هو نفس الشخص الي كان مع ام سيف ...
ما تدري ليه يناظرها كذا ؟!!
اشاحت نظرها بتجاهل لنظراته ..يمكن عفويه وهو يناظر كل الناس كذا من شدة زعله على سيف ... أصلا وش يعرفه انها تقرب لعماد ...متاكده إنها تتوهم!!
اخذت الدواء بحركه سريعه وابتعدت بدون ما تناظره..والرعب دب بقلبها ... متأكدة ما رح ينحل موضوع عماد بسلام!!
دخلت عند خالتها ...مسحت دمعه تسللت لخدها غصب عنها من صعوبة الموقف ...اقتربت وهي تناظر خالتها تبكي بصمت ...وعمها مطلق جالس على طرف السرير وحيله منهد من هالمصيبه!!
تنهدت بعجز ما تدري كيف تواسيهم وبعد نظرات ذاك الشاب كل الامل الي كانت تحمله للصلح تبخر!!
بعد وقت رخصوا خالتها ...طلعت وهي تسندها ومطلق خلفهم يجر خطواته بصعوبه .... تحاشت النظر لجهة اهل سيف ....ما لها حيل تشوف اوجاع الناس ...يكفي أوجاع الطفولة الي تجرعتها  واكتملت الحين مع خطيبها ....
اول ما طلعت من المستشفى التفتت على مطلق لما نطق بخفوت: الحين رح أوقف سيارة أجرة!!
هزت رأسها وهمست لخالتها الي للحين تبكي بصمت: كل الامور تنحل ...متاكده عماد رح يطلع ويرجع لحضنك سالم بس نحتاج وقت حتى تهدأ الامور ...عمي وقف له محامي قوي وبإذن الله يطلع براءه!!
ام عماد ما ردت وهي تحس بشيء ينهش بقلبها ما تتصور مجرد تفكير فكره فقدان عماد ...ما ظنت تقدر تعيش بعده ...مستعده تدفع عمرها بس عماد يبقى بخير!!!
**
**
**
مرت الايام والحزن يخيم على بيت ابو مهاب بعد ما فقد قطعه من كبده فجأه بدون انذار ...ما كان عليه سهل يفقد ولده ...بداخله حقد وكره لعائلة عماد من قبل والحين بعد جريمه عماد زاد حقده عليهم ...وما يشفي غليلة الا رقبة عماد ...ما زالت التحقيقات جاريه ومطلق يحاول بكل الطرق ينقذ ابنه ...
ما يرتاح الا لما يذوقوا الوجع الي تجرعوه من يوم ما فقدوا سيف!!
طول عمره معروف بقوته لكن يوم وفاة سيف ما قدر يواسي زوجته بكلمه وحده ..  خارت كل قوته وانهار بعد هالخبر !!
تنهد وناظر ام مهاب وهي تقدم له الشاهي .... تناول منها بروح ميته ..واجواء البيت الكئيبه تزيد وجعه وحزنه ...وضع الكوب قدامه وسأل بصوت مخنوق: ام سيف للحين بغرفتها؟!
ام مهاب بالرغم انها ضرتها لكن الوجع الي أصابها اوجعها وكانها فقدت ولدها ...سيف كان وكأنه ولد لها ...عمره ما فرق انها زوجة ابوه ..بالعكس كان  يعاملها وكأنها أمه الحقيقيه ...يعامل عيالها وكأنهم إخوته الاشقاء ...عمره ما فرق هذا اخوي من ابوي وهذا اخوي من امي ... فقده كان صعب عليها وما قدر عقلها يستوعبه ..للحين تتخيله داخل عليها الصالة والإبتسامة شاقه الحلق ...كتمت ضيقها ونطقت بخفوت: وعد عندها..الله يكون بعونها  ما هو سهل عليها ...
ابو مهاب تنهد بهم...فقد الضنا ما هو سهل : الله يرحمك يا سيف !!
تنهد بوجع بعدها تابع كلامه بهدوء: لزوم الوضع يتغير ..سيف راح وما رح يرجع
سكت للحظات لما خنقته العبره ...تابع كلامه بصعوبه : الحياة رح تمشي طبيعي وما رح توقف على رحيله ...نحتاج نوقف مع بعض ونحاول بأم سيف والعيال يتخطوا هذي المرحلة ...
ام مهاب بتأييد والحزن يكسو ملامحها:هذا الي لازم يصير ...مهاب وضعه ما يعجبني أبد من يوم ما دفنوا سيف وهو ملتزم الصمت ما ينطق غير كلمات بسيطه .. خايفه عليه وما ادري كيف نطلعه من هالحال!!
ترى قهر الرجال شين ..قلبي طول الوقت قلقان عليه
ابو مهاب تنهد وبداخله نار مشتعله: ما رح تنطفي نارهم الا لما نأخذ حقنا من الزفت إلي قتله!!
ام مهاب : سمعت اليوم رح يرسلوا لكم جاهة للصلح
ابو مهاب برفض: ما في صلح ومايطفي قلوبنا الا موته!!
خليه يعرف إنه ارواح الناس ما هي سهله ...وثمنها غالي!!
ذول ما يتساهل معهم من قبل اجرموا وطلعوا حالهم ابرياء والحين يبغون
ام مهاب بخفوت: بس يقولون ما كان قصده يذبحه
قاطعها بحرقه: كذابين كذابين ...قالوا للحرامي احلف!!
انت طيبه وعلى نياتك!!
خليني اطلع اشوف ام سيف !!
ناظرته لما طلع من الصالة حتى الشاهي ما ارتشف منه رشفه وحده ..!!
اجواء البيت تصيبك بالبؤس من حزنها وكآبة اهلها ....
**
**
**
ما لها نفس بالدراسه ولا بشيء ولا قادرة تركز بدروسها ورقبة عماد بخطر ...دفت الكتاب عنها بروح ميته ...وعقلها  شغال يفكر بطريقه ينقذوا فيها عماد ...
ما تدري ليه قلب اهل سيف قاسي كذا ...جربوا طعم الفقد ليه يجرعونه لخالتها ... خاصه عماد ما ذبحه عن قصد ... اليوم رح يرسل عمها جاهة للصلح ...رفعت نظرها للسقف لثواني وبعدها احتضنت يدينها وهي تدعي
من قلبها انهم يقبلوا الصلح .... ناظرت ابوها الي يناظر التلفاز ببرود وكأنه الموضوع ما يهمه ...حتى تحسه انه متشمت فيهم ...انزعجت من تصرف ابوها كثير ...ما توصل لذي الدرجه ...لزوم يوقف معهم ويساندهم لو بكلمة مواساه لبيت عمها ...ما قبل يطلع من الملحق وما عنده غير يردد  " خلهم يولوا""
لاول مرة تكره هالكلمه وما تضحك عليها ...دوم تنبسط لما يقولها ابوها بس ذي المرة حست ببشاعة هالكلمه ..بيت عمها واقعين بمصيبه وهو بكل برود يقول "خلهم يولوا"؟؟!
حست للحظة انه كلام بيت عمها صحيح وانه ابوها ما هو بعقله ...اما بالنسبة لامها ما عرفت بالسالفة وما دريت عن شيء...
ناظرت التي في بعبوس ..برنامج وثائقي عن الحيوانات ...هي تحترق على عماد وأبوها ولا همه!!
زفرت بضيق ووقفت تروح لبيت عمها يمكن تلقى خبر يرد الروح لقلبها ....وقفت لما نطق ابوها بسخريه: ممما رح يييرضون ببببب بالصلح!!
ضاق صدرها من كلامه .. نطقت باستياء من كلامه: وش يدريك ؟!
يبه عماد عمره ما زعلك لو بكلمه لا تتشمت فيه اخاف ترجع شماتك فينا!!
تحركت للخارج لما تجاهلها وما رد عليها ..... دخلت بيت عمها والدموع تتراقص بعيونها .... توجهت لصالة الجلوس والحزن والبؤس يخيم على بيتهم ...ردت السلام بخفوت .... جلست جنب ابنة عمها ....كتمت ضيقها ونطقت بتساؤل: ما في شيء جديد؟!
مطلق بروح خاويه: رفضوا الصلح !!
حست قلبها اعتصر من كلامه !!
ناظرت زوجة عمها إلي انفجرت بالبكاء لما تابع كلامه: رافضين الصلح وما عندهم الا كلمة وحده موت عماد!!
كتمت وجعها ونطقت بانفعال: ورح تجلس مكتف يدينك حتى يموت عماد ظلم!!
مطلق هز رأسه بضعف: اكيد ما رح اجلس مكتف يديني ....رح يطلع عماد ويرجع لنا سالم غانم ونفرح فيكم!!
غسق مطلق نطقت بروح خاويه:حتى لو تنازلوا يبقى الحق العام رح ينسجن يمكن ٧ سنوات!!
كلامها خنقها ٧ سنوات ما هي قليله ...رح يضيع مستقبله ودراسته ....الي يزيد  قهرها شجارهم الي دمر حياتهم على شيء تافه ما له معنى ...تشاجروا على موقف السيارة ...يا الله وش سخافه بعض العقول !!
موقف السيارة يفقد شاب بريعان الشباب روحه والثاني يفني حياته بالسجن!!
لما حذرنا الرسول الكريم من الغضب ما كان عبث ..لما تنعمي بصيرة الانسان ما عاد يشوف شيء ....
ناظرت عمها لما وقف وهو ينطق بروح خاويه: انا راجع للديره يمكن اغيب كم يوم ...ما ابغى احد منكم يطلع من باب البيت ...لا جامعه ولا مدرسه لوقت رجوعي يفرجها ربكم !!
ما تدري لمتى عايشين حياة الترقب والخوف والتوتر ....
**
**
**
مجتمع مع عيال عمه والسكون يحيط فيه ...يحس شيء ينهش قلبه لما يتخيل سيف جالس جنب كيان وكالعاده العيال يطقطقون عليه !!
اشاح وجهه عن المكان الي كان يجلس فيه دوم ...يجبر نفسه يكمل الحياة ....بداخله نار مشتعله وما تنطقي الا بالثأر ....
ناظر سراج الي يتكلم عن الجاهة الي جاءت: ما توقعت عمي يردهم !!
أيهاب بهدوء: بس لو فكرنا فيها عماد ما كان قصده يقتله ..
قاطعه كيان بعبوس: لا تبرر ...تراه اصل المشكله ...هو الي مترصد لسيف بكل شيء...لو ما حط راسه براس سيف كان ما فقدناه الحين!!
سراج بضيق: يمكن
ايهاب بإصرار: انا كنت قريب من المكان وشفته لما دفعه
مهاب قاطعه والنار تشع من عيونه : كنت بقلبه اذا كان ناوي يقتله او لا؟!
تراه كان بيده
ايهاب بدفاع: بس ما ضربه فيها!!
كيان : يعني لو ما دفعه كان ناوي يضربه!!
الصلح بالنسبة لنا مستحيل..ما رح أقبل الا برقبته!!
ايهاب تنهد : عسى ربنا يجيب الي فيه خير!!
ما نبغى تكبر الامور... ترى اتكلم من واقع خبرتي بما إني بالسلك العسكري ...قبل كم شهر بعد ما حكموا على واحد بالقصاص واهله يشوفونه مظلوم ...ثاروا اهلوا واشتبكوا مع اهل القتيل ونجم عنها ٣ شباب ماتوا وبالنهاية تم الصلح بينهم وراح دمهم هدر!!
انا ما ابغى تتفاقم الامور يعني حتى لو تنازلتم رح يقضي بالسجن سنوات ما هي قليلة!!
والقضية للحين شغاله وعلى الاغلب رح تكون شيه عمد يعني ما في قصاص...نكسب الصلح وأفضل!!
سراج زم شفته بضيق:عمي مستحيل يقبل بالصلح وخاصه جدتي مزنه قالبه الدنيا على موت سيف ومصممه على قتل عماد ....وعمي مستحيل يعارضها بشيء!!
وقف مهاب بملامح عابسه والحزن للحين يكسو ملامحه: انا طالع للمركز ابغى اشوف وش صار على القضيه!!
ايهاب يحاول فيه يجلس لانه متاكد يبغى يروح يلتقي بعماد وما يضمنه يثور الدم الي بداخله: انا متابع القضيه وأنقل لكم كل
قاطعه مهاب ببرود: أبغى اتابع كل شيء بنفسي ... ابو عماد مثل ما سمعت عنه ثعلب اكيد الحين رح يبحث عن اي ثغره حتى يطلع ولده ...وهذا الشيء مستحيل نقبل فيه!!
ختم كلامه وتوجه للسيارة بخطوات هادئة عكس النيران المشتعله بداخله ....ما هو قادر يتجاوز موت سيف ...للحين صورته بالكفن بين عيونه ... وكأنه يرقد بسلام ...ما رح يسامحهم أبد على روحه الي قتلوها بدم بارد!!
**
**
**
خرجت من مركز الشرطه ودموعها ما وقفت بعد اللقاء مع عماد ...منظره بلحيه خفيفه مبعثره ملامحه الشاحبه ...متغير كثير ونفسيته بالحضيض ...للحين متاثر على موت سيف وعقله ما هو قادر يستوعب إنه قتل روح بريئة ...صوته الناحب وهو يردد على مسامعها " وربي ما كان قصدي أقتله بغيت أبعده عني"
وقفت وناظرت عمها لما استند على الجدار بتعب ومنظر عماد كسره ....نطق بضعف: انا الي ذابحني إنه بريء وما كان قصده يذبحه ليه اهله رافضين يقتنعوا بهذا الشيء ؟!
نطقت بصوت فيه اهتزاز يدل على ضعفها : ما رح نترك الدعاء ...من ساعه لساعة يأتينا الفرج بإذن الله!!
هز رأسه وتابع خطواته بتعب وغسق ماسكه يده تسنده تخاف عليه يسقط على الارض ....سجن عماد كسر ظهر عمها وكبره سنوات .....
توجهت لسيارة عمها ..فتحت له الباب وهي تداريه خايفه عليه ...قفلت بابه وتوجهت للجهة الثانيه ..فتحت الباب ..جلست من الامام ...تنهدت بعدها التفتت لعمها للحين ما شغل السيارة ..نطقت بتوجس: عمي انت بخير!!
مطلق هز رأسه وبنبره مخنوقه: صورته قدام عيوني ما قدرت اتجاوزها ..ذبحني ذبوله ..خايف عليه يفقد عقله اذا تأخر بالسجن ....
غسق مدت له علبة مويه: توكل على الله انا متاكده رح يطلع براءه!
ناظرها بفقدان امل ..براءة مرة وحده !!
شرب المويه. ....وبعدها حرك السيارة ببطء شديد ...بدون ما ينتبهون على الشخص الي جالس يناظرهم بصمت مطبق ... ونيران الثأر تثور بداخله لما يشوفهم ... رح ييجي يوم يبكون دم غلى على عماد ....وقتها رح تخمد نيران الثأر الي بداخلهم ...متى تنقضي القضيه ويحكموا عماد اعدام !!!
**
**
**
مع مرور الوقت مطلق ما ترك القضيه وهو خلفها حتى تثبت أنها مو جريمه قتل متعمد...وبنفس الوقت يحاول بكل الطرق للحصول على صك الصلح حتى يضمن ما يخسر ولده !!
في بيت أبو مهاب بالصالة الخارجيه تحركات مطلق وصلته واثارت جنونه  .....ابو مهاب بغضب نطق وهو يضرب يد الكنبة بقوة: لو يجمع كل العالم ما رح اتنازل!!!
مزنه ناظرته للحظات ...بعدها نطقت : كلنا لو يطلع بيدنا الحين تزهق روح عماد قبل باكر ...بس العادات والتقاليد الي عشنا فيها ما نقدر نتجاوزها وانت تعرف كلامي هذا عدل ... تبغى يقولون مزنه وولدها رموا بالعادات والتقاليد الأرض ...لا لا ما نسمح لهذا الشيء ...ذي المرة الجاهة الي رح تيجي ما هي مثل اي جاهة ..هذا الشيخ عقاب ...رقبتنا سداده له ..وفضله علينا كبير ما هو بالساهل نرده .. لا تنسى انه ما عمره احد من الديره رده واستصغره ...ما تقدر ترده يا ولدي! ما تقدر ترده!
لا تنسى إيهاب يقول على الاغلب القضية شبه عمد وما رح نحصل على رقبة عماد!!
ابو مهاب بقهر نطق:  بعمري ما شفت ثعلب مثله ..سبحان الله مثل ابوه الخبث يجري بدمه ... هالخبيث ما اكتفى بالشيخ عقاب ...رح يحضر وجوه كبيره بالبلد ...اخخخخ من القهر الي يغلي بداخلي !
ام مهاب توزع نظرها بينهم : وش رح تعملون؟!
كيان بانفعال من كلامهم: لا تقولون رح تتنازلون عن حقنا!! علشان حضرة الشيخ عقاب ما يزعل وينرد !!
ترى الشيخ عقاب ما ذاق حزننا ولوعتنا !!
مزنه نطقت بضيق: في اصول وقواعد عشائريه ما نقدر نردها يا كيان ....حنا رح نرفض الصلح لكن إن لزم الموضوع واضطرينا للصلح ..لنا شروط نطلع عيون مطلق وولده فيها ...رح نخليه يتحسر ويتلوع طول حياته!!
مهاب فتح عيونه باستنكار بعد ما فهم مغزى كلامها ...ناظر كيان الي نطق بعدم فهم : ما فهمت وش تقصدين؟!
ابو مهاب وكلام امه جاز له وفكر فيه في حالة اجبر على الصلح : كل شيء بوقته يا كيان ...لا تشغل بالك ..وحق سيف رح نطلعه من عيونهم !!!
*"
**
**
**
تحس تبغى تقفز من الفرحه بعد ما نطق عمها قبولهم الصلح ....ما كان من السهل يحصلوا عليه ...بس الشيخ عقاب ما قصر وما رضي الا بالصلح !!
حمدت ربها على هذا الخبر ...يبقى الحق الحق العام ما تكدي كم سنه رح يسجنوه ..ما عندها مشكله رح تنتظره لو آخر يوم بحياته ...
سرعان ما انمحت الابتسامه لما نطق عمها باختناق:بس الصلح كان على شروط
ام عماد وقلبها ما هو مطمئن : وش يبغون ؟!
نعطيهم الي يبغون اهم شيء عماد يكون بخير!!
مطلق ابتلع ريقه بصعوبه وشرطهم هد حيله: يبغون غسق مقابل عماد ؟!
ام عماد باستنكار: وش تقول؟!
كيف يعني؟!
مطلق جلس على الكنبه ورجوله ما عادت تحمله ...هو بين خيارين كلاهم علقم : يبغون غسق زوجة لواحد من عيالهم ..نزوجها وننسى انه عندنا بنت
ام عماد بانفعال وغضب: لا تقول انك وافقت ؟! وش هالتخلف ...ترى ذي عادات اندفنت ومرت عليها سنوات ...ليه يرجعونها الحين ؟!
هز كتوفه بقلة حيلة: ما كان عندي خيار غيره !!
مصممين على أخت عماد !!
الاسبوع الجاي الملكه ويأخذونها!!
ام عماد اقتربت من ابنتها وحضنتها  بتملك...ودموعها تنزل بغزاره ..مستحيل تقبل بهذا الشيء ..كيف تتخلى عن دلوعتها ووحيدتها ... نطقت بغضب: مستحيل اقبل بهذا الشيء...
نطق بغضب وصراخ من كلامها: تبغيني اشوف عماد يموت قدامي واسكت ...رضيت حتى انقذ عماد وغسق مع الايام نقدر نرجعها
قاطعته وهي تشد من احتضان ابنتها بقوة : مستحيل .. وكأنك ما تعرف غسق رقيقه خوافه وربي الا يطلعون كل ثأرهم فيها ....لا تستسلم لهم ...وربي اموت لو تبعد غسق عن ناظري  ما اقدر!!
غسق حاظنه امها بقوة وتبكي وهي ترتجف من الخوف : ماما ما ابغى اروح عند أحد!!!
مطلق بصراخ نطق: اقولكم تحملوا بس لفتره ...ما يستاهل عماد التضحيه منكم!!
زفر بزفرات حاره وغادر المكان!!!

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن