تنتظر باللحظة رجوعها لأهلها ...وبنفس الوقت ما تقدر تترك قطعه من قلبها هنا ..كيف تترك البنت لوحدها ؟!
وش اصعب من لما يكون قدامك خيارين أحلاهم علقم؟؟
لما تصمم على الرحيل ..تحس روحها تنتزع منها بقوة.... عقلها ما هو قادر يثبت على قرار واحد يريح فؤادها...
اليوم أتمت الأربعين حسب كلام مهاب باكر أو بعده رح يأخذها لأهلها!!
غمضت عيونها ورفعت يدها ولسانها يردد بخفوت" يا رب..فرح قلبي برؤية أهلي"
نهضت نفسها بشويش... طوت سجادة الصلاة وضعتها على جنب ...التفتت على صغيرتها الي بدأت تبكي ...تقدمت منها حملتها من فراشها ...ضمتها لصدرها بقوة وكأنها تبغى تدخلها بأضلاعها ...قلبها ما يطاوعها تتركها هنا ؟!
بدأت دموعها تتجمع وتتساقط من عيونها من عجزها وقلة حيلتها ...مسحت دموعها وقلبها يعتصر من الألم ...توجهت خارج الغرفه وصغيرتها للحين تبكي ...
ناظرت مهاب طالع من غرفته وواضح إنه طالع خارج البيت . ...
اقترب بهدوء منها وهو ينطق: وش فيها تبكي؟!
تجاهلت غسق النظر له وبخفوت نطقت وعيونها على الصغيرة: يمكن تبغى حليب
حملها مهاب بشويش وهو يكلمها بهدوء : أعطيني إياها وجهزي لها الحليب ...
ناظرها لما توجهت للمطبخ تجهز الرضاعه بصمت وأثار الدموع والضيق واضحه بملامحها ..
ما في حل حتى يجبرها على البقاء إلا هذا الحل ... البنت ما رح تطلع من البيت .. متأكد رح تضطر وترجع له !!
ناظر البنت وهي تبكي بقوة ...توهق ما يعرف يتعامل مع الصغار ...
ناظر غسق لما رجعت له ...ناولها الصغيره بشويش وهو ينبه عليها تنتبه لما ترضعها
مطت شفتها بضجر من كلامه المتكرر ..وجلست بدون اي تعليق!!
ابتسم بخفه وجلس مقابل لها: ما هو عاجبك كلامي؟!
هزت رأسها بالنفي وبخفوت نطقت: ما قلت شيء!
ابتسم وهو يتأملها: بس عيونك وملامحك تقول !!
زمت شفتها بضيق وهي تناظر الصغيره: ما لي خلق للمشاكل
هز رأسه : ايه ما لك خلق للمشاكل ...باكر رح تغادرين وترتاحين منا!!
ضاق خلقها كلما يقترب الموعد يضيق صدرها والنار بصدرها تشتعل بزيادة !!
عم الصمت عليهم وكل واحد انشغل بتفكيره وعالمه ....بعد ما كملت الرضاعه قبلتها ومسحت على شعرها ..وهي تتخيل أمها لو تشوفها كيف رح تستقبل حفيدتها .. حتى أبوها أكيد رح يفرح فيها كثير ...رح تملي عليهم حياتهم..وترجع السعاده لهم !!
تنهدت وبحلقها خناجر مب قادرة تبلعهم .... ناظرت مهاب لما نطق بهدوء: وش رأيك نطلع للحديقه نغير اجواء الحزن والضيق!!
مطت شفتها باستياء : باكر اي ساعه رح
قاطعها بضيق من تجاهلها لكلامه ..وبتصميم نطق: اتركي رجوعك... للحين ما قررت متى أرسلك ..قومي نجلس برا !!
عبست ملامحها لما اقترب منها وحمل الصغيره : تحركي !!
تحركت على مضض ..جلبت نقابها ولبسته على ثوب الصلاه ما لها حيل تبدل ملابسها ....
اشر لها تمشي معه والهدوء يغلفهم ..كل واحد بداخله ضجيج من الكلام ...بس اكتفى كل طرف منهم بالصمت !!
وقف بنصف الدرج لما حسها متأخره عنه ...التفتت لها تمشي بشويش ...
تابع خطواته لما اقتربت منه .. ارتاحت لما شافت الصالة فاضيه ...توجهت للخارج برفقة مهاب وبداخلها مستغربه وش يبغى منها ؟!
جلس والصغيره بحضنه ... تنهد واشر لغسق تجلس ...
واضح إنها ما تبغى تجلس معه ...بس ما علق بشيء
جلست على مضض وعيونها تناظر للبعيد ...بداخلها تراكمات وضيق عجزت تتخلص منهم ...
ابتسمت بألم لما نطق مهاب وهو يمسح على شعر الصغيره بلطف ويكرر عليها كلمة "ماما"
كلامه يستنزف قوة تحملها ...يلوي ذراعها بالبنت ما تدري وش نيته من هذا الشيء!!
بلعت غصتها بصعوبه ونطقت وكأنه خنجر بوسط حلقها : رح تكون أمانه عندك ...
زمت شفتها تمنع نزول الدموع بعدها تابعت كلامها: هي ما لها علاقه بعماد وسيف
قاطعها لما بدأت تمسح دموعها بخفه: تقدرين تبقين معنا. انا وانت وهي ...رح نكون عائلة سعيده ونطوي صفحات الماضي
قاطعته باختناق: أمي وأبوي ما أقدر أتركهم أكثر من كذا !
تنرفز من حجتها لذي الدرجه متعلقه بمطلق كيف البنات يتزوجون وما يلتقون بأهلهم إلا بالسنوات ...وبمحاوله لإقناعها: أنا مستعد أرسلك لهم كلما اشتقت لهم وتقدري تتواصلين معهم بالجوال !
مطت شفتها باستياء وضع أهلها ما يتحمل تتركهم أكثر من كذا ...يحتاجوا لرعايه واهتمام ..وضعها ما هو مثل اي بنت تتزوج وتترك بيت أهلها ...وبما إنه عماد طلع من السجن مهمتها هنا انتهت..نطقت بنبره موجوعه: صدقني ما أقدر أبعد أكثر من كذا!!
نطق يضغط عليها وهو يشوف إصرارها على الرحيل:
والبنت ؟!ما فكرت كيف تتركينها ؟!
ابتسمت بوجع ومدت يدها تمسك بيدها الصغيره ... وبروح مجروحه نطقت: سجلتها ؟!
نطق بهدوء وهو يناظر يد غسق تلاعب بيد البنت بلطف: باكر إن شاء الله أو الأسبوع المقبل!
ناظرته برجاء وقلبها تنهشه الغيرة: لا تسميها حياة!
رفع حاجب من كلامها: ليه؟!
كتمت ضيقها ونطقت بخفوت: سجلها أي اسم تبغاه إلا هذا الاسم
قاطعها لما سحبت يدها وبدأت تمسح دموعها بخفه: أعطيني اسم وأسجله
زمت شفتها وهي تهز كتوفها : ما أدري أي اسم ما يكون موجود بعائلتكم
مط شفته بسخرية: يعني السالفه حقد علينا وكره!!
هزت رأسها بالنفي: مو كذا ..هذا آخر طلب رح أطلبه منك ...
قاطعها وهو ينطق: وأنا آخر طلب رح أطلبه منك ..لا تغادري خلينا نبدأ من جديد!!
تمنت للحظة كل العواقب تزول من أمامها ..والتقت فيه بظروف مختلفه ..بس العواقب والحواجز بينهم كبيره وما في توافق أبد ...وعقلها مسيطر عليها وعلى مشاعرها وكأنها متجمده لما يذكرها " بعماد" وعدته تنتظره لو لآخر لحظة" والحين جاءت على طبق من ذهب رح يطلقها مهاب ويجتمع شملها مع أهلها وعماد ... بالنسبة لها عماد أفضل خيار لما تفكر بالموضوع من الناحية الواقعية لأنه الوحيد الي رح يتركها مع أهلها بما إنهم رح يعيشون في بيت واحد ...
ناظرت مهاب وابتسمت بانكسار متأكده كل المشاعر الي حملتها له مؤقته ورح تنتهي بمجرد استقرارها عند أهلها ...كل شيء تحمله له امتنان وشكر على الايام الي وقف فيها معها بالوقت الي احتاجت سند ..ما تنكر صدرت منه تصرفات ضايقتها كثير وأهمها " رفضه تأخذ البنت " بس بالنهاية هو بشر وما هو ملاك ...تنهدت ونطقت بامتنان: مشكور من أعماق قلبي على كل شيء جميل قدمته لي ...ما رح أنسى معروفك معي ورح أدعيلك بصلاتي .. واتمنى تسامحني !
تعجب من كلامها وليه تتمنى يسامحها ؟!
حرك شفته يسألها ..تراجع لما شاف رؤى متوجه لهم..نطق بسخريه : هذا المهرج وصل ؟؟
تناظر رؤى الي اقتربت منهم بابتسامة واسعه ..تمنت تنسى كل الماضي وتبتسم مثلها من أعماقها ...متى يكون ذاك اليوم!!
رؤى سلمت على غسق بحفاوة: كيفك ؟!
غسق بشبح ابتسامه: الحمد لله!!
رؤى وهي تخزها: اشوفك جالسه مع قيس تودعينه؟!
لا وتبكين بعد؟!
يا أختي دامك تحبينه هالكثر اجلسي بأرضك واهتمي بقيسك وابنتك !!
بلا خرابيط البنات ودلعهم أبغى أهلي!!
ضحكت بخفه غسق على كلامها. ... ما تدري أي دلع تتكلم عنه ؟!
مهاب بهدوء نطق حتى يزحلقها: البنات ينتظرونك
قاطعته بابتسامة: أدري فيك تصرفني ... أعطيني البنت حتى يخلو لكم الجو
مهاب أشر لها : انت ادخلي عند البنات وما عليك منا!!
زمت شفتها: الحق علي
مهاب : الحق علي انا بس مع السلامه!!
رؤى رفعت حاجب: كذا تطردني مباشره !!
جكر ما رح أتحرك وهذي قعده عندكم !
يلا كملوا كلام وين كنت يا قيس بالكلام ؟!
توسعت ابتسامة رؤى وهي تشوف البنات متوجهات لهم: يا كثر العذال ..ناظر مهاب هناك!!
مهاب ناظر البنات متوجهات لهم نطق وهو يوقف: يا زين الجلسه بالجناح ...يلا غسق!!
ناظرته غسق لما مد يده لها ...روحها خاويه ما لها نفس تتحرك ...
وقفت بهدوء وتجاهلت يده ...لبست النقاب وتحركت معه للداخل متجاهلين رؤى الي تتكلم بصوت عالي: اذا حضرت الملائكه ... كملوا من عندكم!!
تابعت خطواتها لما توقف مهاب مع البنات لما استوقفوه بالكلام ...
وقفت عند الباب الداخلي لما وصلها صوت ابو مهاب بالصالة..ما تبغى تلتقي فيه لوحدها ...
أسندت ظهرها على الباب وهي تنتظر مهاب ..ما تدري ليه قلبها مقبوض وما هي مرتاحه ..خايفه على أمها تكون تدهورت صحتها !!
من شدة لهفتها لهم تتمنى تنطوي الساعات والدقائق بلمح البصر ...
اعتدلت بوقفتها لما تقدم مهاب منها ..ما توقع يلقاها هنا ..نطق بهدوء: نامت
ناظرت طفلتها وقلبها ينصهر على فراقها ...بس تشجع نفسها ما رح يطول غيابها فترة قصيرة ورح ترجع تأخذها غصب عن الكل ..بس تبغى تضبط أوضاعها وبعدها تقدر تتحرك!!
تقدمها مهاب للداخل وتوقع سبب عدم دخولها تواجد أبوه وأهله بالصالة ...
رد السلام بهدوء وهو مستغرب من ملامح أبوه المنفعله ..نطق بتوجس: وش صاير؟!
أم سيف نطقت باختناق وهي تمسك دموعها بالغصب: جعله ما يتهنى
انقطع كلامها لما دخلت بموجه بكاء من حزنها على ولدها !!
مهاب بعدم فهم نطق: وش فيه؟!
ابو مهاب بعيون تقدح شرار: يعني أوقح من مطلق ما شافت عيني ...مسرع ما خطب لولده حتى يقهرنا ؟!
تقدمت غسق بعدم تصديق وكأنها بحلم أو سمعت بالغلط ..تقدمت حتى تسمع مرة ثانية ..عقلها عجز يستوعب الكلام ....
ناظرت مهاب الي نطق باستنكار: عماد خطب
مزنه بقلب محروق: ايه باكر خطوبته ...
وبنبره ساخره تابعت كلامها:خذها لأهلها اليوم حتى يمداها تحجز وتتعدل لخطوبة أخوها المجرم!!
أبو مهاب بغضب: وربي الكعبة ما تحضر الخطوبه ...وما في رجوع لأهلها الحين ..قلت يا مهاب بعد الاربعين بس ما حددت اليوم إلي ترجع في
سكت وهو يناظر غسق لما تحركت ...وناويه تطلع للخارج ...بس يد مهاب كانت أسرع مسكها من يدها : وين ؟!
غسق تحاول تسيطر على دموعها وغضبها من الكلام الي سمعته ...ضحت بحياتها ومستقبلها وبالنهايه أمها ما تعالجت ..وفوق هذا أول ما طلع تركها وما سأل عنها وعن حياتها هنا ... متأكدة أهل مهاب كذابين .. مستحيل مستحيل عمها مطلق وعماد يعملون فيها كذا ....مستحيل يتركونها تحترق هنا وما يسألون عنها..متأكده في سوء فهم بالموضوع....رح ترجع وتتأكد بنفسها اليوم ...بس يد مهاب منعتها من الحركه ...وبنبره مشتعله نيران نطقت : اتركني
ام مهاب تتابع بصمت ...تقدمت من مهاب وأخذت منه الطفله الي بدأت تبكي من الصراخ !!
مهاب سحب غسق لجهته وبحده نطق وعيونه بعيونها: وين رايحه؟!
نطقت وهي تحاول تفك نفسها: الحين راجعه لأهلي ..اتركني
ابو مهاب بصراخ: والله هزلت ...قلت لك معاملتك ذي تخليها تتمادى أكثر وأكثر !!
ورب الكعبة ما تحضرين خطوبة عماد ..واشوف مين الي تمشي كلمته !!
ذابحه نفسك على أهلك وما شفت أحد فيهم اهتم لك أو سأل عنك!!
ناظرته غسق باختناق وكأنه ينقصها وجع ...ما تقدر تتحمل اكثر نطقت بعد ما فقدت السيطرة على دموعها: اتركني ...خليك قد كلمتك ورجعني لأهلي الحين
قاطعها مهاب بحده: وانا للحين عند كلمتي ..نهاية الاسبوع تكونين عندهم!!
ناظرته بفجعه من كلامه ...اذا بقت هنا دقيقه رح تنجن وتنفجر وهذا يبغاها تنتظر قريب الاسبوع ..ما احد حاس بالبركان الي بداخلها ...
صكت على أسنانها لما سحبها معه للجناح غصب عنها ......متجاهل محاولتها تفك نفسها ... أول ما دخلوا ترك يدها ونطق بغضب: انت مجنونه ؟! وش هالتصرفات ذي ؟!
نطقت والنار تنشها من الداخل: الحين رح ارجع
قاطعها بغضب: خلاااااص...كل هذا علشان حفلة الخطوبة؟!
خير يا طير ترى كلها حفله ؟!
حفلة ؟!
يا قلة عقلك ؟!
وكأنه ما احد ملك غير السيد عماد !!
اصحي على حالك ....قلت لك من قبل لا تتصرفين تصرفات غبيه وتخربين على نفسك !!
أنا انبهك وكل مرة ترجعين لنفس اغلاطك!!
زفر بضيق وهو يناظرها لما جلست على الكنبه وبدأت بنحيب وكأنه احد مات لها !!
تقدم منها وبنبره اخف نطق: ترى كلها حفلة ما تسوى تضرين نفسك ...
زفر بضيق وهو يشوفها مستمره بالنحيب ..ما يدري لذي الدرجه خطوبة اخوها مهمه لها !!
نطق بعبوس: يومين وتكونين عند أهلك كافي دموع ...
ما شاف منها استجابه ..تركها لما طرقت الشغاله على الباب تخبره ابوه يبغاه..
بعد خروجه دخلت بموجة بكاء أكبر ...تحس نفسها كانت مغفله بقوة ..كيف ضحت بحياتها وبأحلامها بدون مقابل ...
تتمنى يكون عمها قدامها وتسأله ليه اختارها من بين كل النجوم حتى يطفيها!!
سلمته كل أحلامها ومستقبلها وبالنهايه يتركها تتجرع المر لوحدها ...
يتركها بأصعب المواقف ..ووجود طفلتها عقد الامور بزياده ...تحس عقلها ما عاد يستوعب شيء ... اهلها من جهة والطفلة من جهة وعماد من جهة وعمها الي قدمها قربان حتى يحفظ ولده !!
اخذت نفس عميق مب قادرة تتنفس اكثر ...شيء بداخلها يحاول يقنعها انه كله كذب وعمها مستحيل يعمل فيها كذا ...وحتى عماد مستحيل يتركها هنا مستحيل !!
***
***
***
في بيت مطلق
عماد رفع حاجب باستغراب من تجاهل ابوه للجوال: ليه ما ترد على جوالك يبه؟!
مطلق مط شفته بقرف: هذا مهاب ما لي مزاج أسمع صوته النشاز!!
عماد عقد حواجبه: وليه يتصل فيك؟!
هز كتوفه مطلق: ما أدري ...ما لي خلق له ...الحين لزوم نكمل ترتيبات دراستك
قاطعه عماد: واختي غسق ودراستها ؟!
مطلق مط شفته: عجزت فيها ..قلت لها انقلها لجامعه بذي المنطقه بس رفضت تقول جاءت على طبق من ذهب ما تبغى تكمل دراسه ...بس تبغى تكمل دراسه غسق!!
عماد باستغراب: لمتى هذا الحال ؟!
بالنهاية اختي غسق رح تتزوج ..كيف تتزوج
قاطعه مطلق بجمود: مثل ما تزوجت غسق باسمها تتزوج اختك باسم غسق ..كل وحده تعيش على هوية الثانيه ...ما نقدر نتراجع الحين ...انت تعرف لو اكتشف الموضوع نروح بستين داهيه ..التزوير ما هو سهل وخاصة بذي الامور!!
عماد عبس ملامحه: قلت لك من الاساس ما له داعي لكل هذا ..لو طلق مهاب غسق
مطلق هز راسه: يا ليت يطلقها كان تنحل الامور ويرجع كل شيء لوضعه بسريه وخاصه أختك يبغاها ولد خالك ابو معاذ يعني السالفه ما احد رح يعرف فيها!!
اسمعني زين ...حتى لو صادفت غسق لزوم تتعامل معها وكأنها اختك قدام اهل ابو مهاب ..ما أبغى اي شيء يخرب علينا !!
عماد بتردد نطق: لو عرفت غسق بخطوبتي وش
قاطعه بلامبالاة:كل شيء قسمه ونصيب ..انا اعرف كيف أتعامل مع هذا الموضوع ..تراها طيبه وينضحك عليها بكلمتين ....وانت من الأساس ما تبغاها ...ليه تجبر نفسك عليها ...جاءت لك على طبق من ذهب!!
تحمد ربها انه صارت كل ذي الامور وارتبط فيها مهاب ..لو جلست الف سنه ما ناظرها ...الرجال شخصيه وجاه ومال وعلم أكيد يبغى يتزوج بنت من أصل وفصل وما رح يقبل يتزوج بنت أبوها خبل وأمها خرساء؟!
عماد زفر بضيق: أنا مو مرتاح
قاطعه مطلق : لا تقلق كل شيء مثل ما أبغى وأفضل!!
**
**
**
**
عقلها بدوامه مب قادرة ترتاح ...ما تثق فيهم يرجعونها لأهلها ...بالاول قال لها لما تكمل الاربعين ..والحين أجل الموضوع .. رح يبقى يؤجل فيها حتى ينفذ كل صبرها ..ما تقدر تصبر أكثر ... فكرة الهرب ملغيه لأنها بكل بساطه ما تعرف بيت عمها ورح يرفض يعطيها العنوان ..شدت على أسنانها بغيض وقهر وليه يرفض على أساس لما يطلع عماد يرجعها حتى قبل ما يطلع عماد وعدها يرجعها ...هذا عماد طلع قبلها وهي للحين مسجونه بهذا المكان ما هي قادرة تتنفس فيه أكثر ...
معقول عمها يعمل كذا ويضحي فيها بكل ذي السهوله ؟!
عقلها رافض هذا الشيء مستحيل عمها يعمل كذا ..واثقه فيه ثقه عمياء ... ومتأكده قرار مهاب برجوعها لأهلها اكيد عمها ضغط عليهم حتى ترجع!!
تنفست بضيق أصعب شعور الانتظار ..تحس نفسك تموت بمكانك ألف مرة وانت تنتظر الثواني ....
طلعت من الغرفه وعيونها على ام مهاب بحضنها الصغيره وكأنها بحياتها ما شافت أطفال ...اقتربت غسق بخطوات هادئة وجلست وعيونها على ام مهاب وهي تلاعب الصغيره ....
كتمت ضيقها قلبها ما هو طايعها تتركها خلفها لو لدقيقه ...تتمنى لو تقدر تهرب فيها ...بس المشكلة وين تروح ؟!
وش أصعب من شعور لما تكون يدك مكبله ومب قادر تعمل شيء...
كتمت انفاسها وناظرت السقف لما حست دموعها رح تخونها وتتساقط لما اخترق مسامعها صوت الصغيرة "اغغغغغغغ"
اضطرت تنزل عيونها وتناظر ام مهاب الي تكلمها بفرح: وربي انها تناغي سمعتيها!!
هزت رأسها وهي زامه شفتها بقوة حتى ما تبكي ... ما قدرت تحبس دموعها اكثر ...رفعت يدها تمسح دموعها بخفه!!
ام مهاب انتبهت على دموعها نطقت بمواساه: وكلي أمرك لربك ورح يفرجها عليك ...صدقيني رح تكون بعيوني وبأي وقت تبغين تشوفينها ما رح نمنعك .. وحتى مهاب ما
قاطعتها غسق والغصه تخنقها: تقبلين احد من عيالك يعيش بعيد عنك وكل فترة يزورك ؟!
ام مهاب قاطعتها: لا تقيسين الأمور ببعضها...وضعك يختلف وانت تعرفين الحال الي انت فيه ..لو كنت عند شخص غير مهاب ما تحلمين تشوفين خيال اهلك ..ومع ذلك أصر يلغي كل شيء ويرجعك لأهلك ...
مطت شفتها بقهر: وش الفائدة وهو يبغى يفرق بيني وبين البنت ؟!
ام مهاب قاطعتها: ما فرق بينكم ..للحين يقولك تقدرين تعيشين معها وأهلك ما رح يحرمك منهم !!
غسق بملامح استياء نطقت: أكثر من كذا ما أقدر أبعد عن أهلي ...
ام مهاب تحاول تقنعها: يا غسق لزوم تقتنعين إنه هذا حال الدنيا ..البنت لما تتزوج خلاص تنفصل عن أهلها ..
قاطعتها غسق بقلب ميت: مو كل الناس تعيش بظروف وحده ..المفروض ما نعمم دام ما عشنا حياة الغير ... أنا غير وحياتي غير عن كل البنات ... أنا ما عشت مثل بناتك مرتاحه البال بدون حمل المسؤوليه ... لكل إنسان حياة خاصه كثير ما يقدر يفصح عنها وتبقى طي الكتمان علشان كذا ..ما اقدر أجلس هنا أكثر!!
ام مهاب استغربت كلامها ...حسب معلوماتها غسق البنت المدلعه .. يمكن تبغى ترجع لأهلها بعد تجرعت الذل هنا ...ما تقدر تعيش بدون رفاهيه ودلال .. فأكيد ما رح تتحمل الحياة اكثر من كذا ..نطقت باستفسار: تبغين ترجعين علشان دراستك؟!
قبل ما ترد انطرق باب الجناح ...ولحظات دخلت جواهر ومعها حياة!!
ام مهاب ابتسمت لهم: تفضلي حياك حياك
جواهر بابتسامة: معتكفه بجناح مهاب قلت أطلع أشوفك ونجلس معك
ام مهاب بابتسامة: والله منشغله بالصغيره؛
حياة اقتربت من ام مهاب: أعطيني أحملها!!
غسق تناظر حياة لما حملت البنت وتلاعب فيها ...التفتت على جواهر لما مدت يدها تسلم بهدوء: كيف حالك!!
هزت رأسها غسق: بخير!
حياة وهي تحمل الصغيره بحذر مدت يدها وسلمت على غسق بدون اهتمام وكل تركيزها مع الصغيره!!
بعد ما جلسوا وضعت غسق يدها تحت خدها بصمت وهي تناظر جواهر منشغله بالكلام مع ام مهاب ...بالرغم من تقدمها بالعمر الا انه جمالها واضح مثل ما قالوا الحريم بالقرية عن جمالها ..ما تحس أنها تشبه لها أبد ...
عقدت حواجبها لما نطقت جواهر " خلهم يولوا"
هذي الكلمه يرددها ابوها دوم ...تحسها حكر على أبوها ما احد يقولها غيره ...مطت شفتها بحزن وعقلها يستذكر المواقف الي كان يكرر فيها هذا الكلام!!
قطعت سرحانها لما كلمتها جواهر بتساؤل: يقولون أعمامك برا البلد يعيشون ؟!
نطقت غسق بهدوء: ايه بس عمي
سكتت للحظة كان رح يزل لسانها .. تابعت كلامها بحذر " عماتي هنا يعيشون!!
جواهر هزت رأسها بتساؤل: عمك غياث هنا وإلا برا ؟!
خفق قلبها بشدة من سؤالها ...وتغيرت ملامحها ...وش يعرفها بأبوها ..نطقت باستنكار: وش يعرفك فيه ؟! وليه تسألين عنه ؟!
جواهر استغربت ملامحها الي انقلبت ..نطقت بهدوء: اعرفه لما كان صغير ...
تابعت كلامها وهي تلتفت على ام مهاب: كان غير عن إخوانه ..قلبه طيب ومسالم ومع ذلك ما خلص من شر أبوه ... كان يضربه ضرب ويعاقبه بجنون ...
ام مهاب بتعاطف: يعني قاسي على كل اولاده؟
جواهر عبست ملامحها من ذكراه: هو إنسان قاسي مع الجميع وصعب التعامل معه .. بس تعامله مع غياث يختلف عن باقي عياله ...تخيلي وصلت فيه يحرض إخوانه عليه ويخليهم يضربونه ويشتمونه ...والمشكله بدون ذنب ...كل ذنبه إنها أمه تركته وما استفاد ابو مطلق من فلوسها ..وطلع كل حرته بغياث ....تعذب بطفولته ما أدري كيف وضعه الحين ؟!
ناظرت غسق وسألتها: كيف تعاملك أبوك وأعمامك مع غياث ؟! بينكم علاقه؟!
عقدت جواهر حواجبها باستنكار لما تجاهلتها غسق وتحركت للغرفه وقفلت الباب خلفها ؟!
جواهر باستغراب: وش فيها ؟!
ام مهاب هزت كتوفها: نفسيتها تعبانه علشان البنت !!
جواهر اعتبرت تصرفها قلة أدب وعدم احترام ..بس دام أبوها مطلق وش تنتظر منها !!
قاطعهم دخول مهاب بملامح تريح القلب ..رد السلام وهو يرحب بعمته وتواجدها بالجناح !
جواهر ابتسمت بمحبه له: منور فيك يا ولدي !!ازعجناكم امك معتكفه هنا ..وجدتك وام سيف ما هي موجودة ومليت من الجلوس وحدي
قاطعها : الله يسامحك يا عمتي ..المكان مكانك ..حياك الله بأي وقت ؟!
ناظر حياة وباهتمام نطق: كيف دوامك ؟!
هزت رأسها بابتسامة: يعني للحين ما تعودت على البنات
ام مهاب : رح تتعودين مع الايام !!
حياة هزت رأسها: ان شاء الله!!
تابعت كلامها وهي تناظر مهاب الي جلس عند جواهر : الصغيره زعلانه لأنك ما سجلتها على اسمي للحين !!
مهاب بشبح ابتسامه: كل شخص ينزل معه اسمه
ام مهاب وهي تبتسم على ملامح حياة تدخل القلب بتواضعها وطيبة قلبها : بالله يا مهاب تسجلها على اسمها اذا لي عندك خاطر!!
وبعدين انت وعدتها
قاطعتها جواهر : لا تسمع منهم ..أمها أحق تسميها ما هو انتم ...شاور أمها بالاسم هي يلي تعبت فيها
حياة بثقه :اكيد رح تقبل بهذا الاسم!
جواهر أشرت لها: اقول اسكت ولا تنشبين لهم ..
مهاب يغير الموضوع نطق بتساؤل لما بدأت البنت تبكي: وين غسق؟!
جواهر بهدوء: دوبها راحت على دورة المياة الله يكرمك!!
وقفت ام مهاب: اجهز لها الرضاعه!
وقت قصير رجعت ام مهاب .. أخذت البنت وبدأت ترضعها !
جواهر بتساؤل: ما ترضع من أمها ؟!
ام مهاب : بسم الله ما شاء الله ما نلحق عليها ..ترضع من أمها احيانا ..بس ما هو كثير ما تقبل حليب امها..
احسها ما هي عارفه تدير نفسها وترضعها
جواهر باندماج: اجلسي فوق راسها وعلميها
مطت شفتها باستياء: ما تقبل ترضعها قدامي تقفل الباب على نفسها
جواهر هزت رأسها: تستحي...بس لزوم ترضع من أمها وما تعتمد على هذا الحليب!
مهاب بهدوء: ما له داعي ..اليوم على الأغلب رح ترجع لأهلها ...
جواهر عبست ملامحها بحزن: هذي رضيعه المفروض تبقى مع أمها
مهاب بهدوء: يا عمتي هي الي ما تبغى البنت ..ما أحد طردها ...
جواهر زمت شفتها بعدم رضا من تصرف غسق كيف تترك ابنتها الرضيعه كذا علشان ترجع لأهلها ..ما تدري أي قلب تحمل بين ضلوعها: ما أحسها خرج مسؤوليه ..طول الوقت احس البنت معك يا أم مهاب
أم مهاب هزت رأسها : بالضبط قلبي ما يطاوعني اتركها معها .. أحس ما تعرف تتعامل معها للحين ..اشوفها طفلة كيف تبتلش بطفله !!
جواهر : هي بالجامعه المفروض تكون أكثر من كذا عندها مسؤولية!!
ام مهاب مطت شفتها بملل: البنت مدلعه في بيت أهلها !! وما هي متعوده على ذي الامور ...
جواهر : الله يهدي البال !!
أنت تقرأ
رواية المنتصف المميت
Diversosالمُنتصف المُميت!! أن تفقد القدرة على الأبتسامة من القلب، فلا تملك سوى أبتسامة المهرج " الأبتسامة الضاحكة الباكية " المُنتصف المُميت!! أن تُجبرك الظروف على أن تعيش حياة ليست حياتك ، ان تنتحل شخصية ليست لك وتردد كلمات لا تحمل نبض حروفك ويكانها ليست م...