البارت الثالث

14.1K 319 95
                                    

اعتدل بجلسته وهو ينطق بسخريه: قلت لها عن الجوال وما رضيت تأخذه حتى تستشير ابوها...تدري يبه احيانا اشك بعقلها؟!
والحين يمكن أبوها المجنون يرفض!!
ختم كلامه بضحكه ساخره !!
قاطع ضحكاته مطلق وهو يناظر للبعيد: ما عليك من الخبل هذا حله عندي ...بس حنا ما نبغاها تشك بأي شيء...
سلط نظره على عماد إلي متربع على سريره...تابع كلامه وهو ينطق بأمر: اسمعيني يا عماد ...ما أبغاك تحسسها إنك تناظر بنظره مو بزينه لأبوها ...بالعكس أبغاك  تشجعها وتحسسها إنه رأي وكلام أبوها على رأسك ..نبغاها  لصفنا  ..وما ابغى اي غلط منك !! ...اي غلط او تصرف أهوج منك يروح كل شغلي وتعبي طول هالسنين على الفاضي...حنا خط الامان والسعاده والاستقرار لها !!
وابوها عندي أنا أكلمه ما يقدر يرفض لي طلب!
عماد رفع حاجب بتساؤل: هو ليه شخصيته ضعيفه كذا
قاطعه مطلق بغموض: ما عليك منه طلع على الدنيا كذا ..وش بيدنا نعمل له ؟!
المهم هدفك غسق ..ابغاها تعشق الارض الي تمشي عليها ...ابغاها توصل لدرجة لو تقول لها ارمي نفسك بالبير ما تقول لك لا!!
تفهمني!!
مط عماد شفته بسخرية: من هذي الناحية تطمن ..تراها صغيره وكل مشاعرها لي وما في أحد بحياتها غيري...نظره مني تذوب
قاطعه مطلق بتنبيه: اهم شيء اهلها أياك تقلل من قيمتهم قدامها لانك بسهوله رح تخسرها...
ما وصلت لذي المرحلة عبث ..تراها متعلقه فينا بدرجه كبيره وما ابغى أي شيء يخربط الخطه!
أبغاك طول الوقت تكلمها بالجوال وما تتركها لحظة بحالها ..والدراسة بطريقتك كنسلها ...خروجها للجامعه رح يخرب علينا كثير ...
مط شفته:انت تبغى زواجي منها لفترة والا
قاطعه بحزم: وش تقول انت؟!
أكيد زواج دائم
زفر بضيق: المشكلة إني اعتبرها مثل اختي غسق...و
قاطعه مطلق ينهي الموضوع: ما تستبق الأحداث ما رح تلقى مثلها !!
قفل الموضوع وبعدين نتكلم !!!
عماد رفع حاجب بتذكير: لا تنسى كلامك يوم ما املك عليها رح تعطيني
قاطعه بضجر: وأنا عند كلمتي!!
ختم كلامه وهو يلقي نظره على غرفة عماد الفوضويه وبأمر نطق: رتب غرفتك وانتبه لدراستك واترك عنك الجوال!!
ابتسم بتورط: ان شاء الله !!
***
**
**
مستلقيه على الارض ورأسها بحجر أبوها ..تناظر اوراق الشجر وهي تتراقص بخفه ....تغمرها السكينة والراحة وابوها يمسح على شعرها بحنان.... ترتاح بقربه ...
ناظرها ابوها للحظات وهي تتأمل اوراق الشجر بعيونها اللامعه ... يتمنى يقدر يسعدها طول حياتها ....خايف عليها من الي حولها .... يحس من داخله ألم من عجزه وقلة حيلة ....ما هو قادر يعمل شيء ويبعد غسق عن أخوه مطلق!!
يموت الف مرة وهو يشوفها رح تنزف لشخص ما يستحقها ...خايف يجرحونها ويكسرون قلبها. ...ما تستحق غسق كذا ....
للحين بعينه طفلة تسعى لحياة سعيده وكلها فرح ... يتمنى يقدر يأخذها لمكان بعيد ويحميها من كل شيء....
بس ما يقدر ومطلق خلفه...كلامه اليوم معه ذبحه من الوريد للوريد ..مثل الثعلب مكار...يلبس قناعين ... والمشكلة  غسق ما تشوف منه الا قناع الطيبة والحنان ...يخاف تنقلب الايام ويظهر وجهه الثاني لغسق ...غسق ما رح تتحمل قسوته!! ...رح تتدمر وتتحول لرماد لما تكتشف حقيقة شخص كانت تغليه اكثر من نفسها .....
غمض عيونه للحظات ...وشبح الماضي ما تركه ... يتمنى إنه ما كبر بذي الدنيا ومات وهو باللفة وما عاش هالحياة الي تدمي قلبه .... ليته مات مع أمه وما عرف أبوه وإخوانه!
يخاف من بطش مطلق يلحق غسق ...كيف يقدر يبعدها عنهم؟!
متأكد خروجه من هنا يعني موته وموت غسق وأسيل...ما رح يرحمهم ورح يلقاهم ....
وش اصعب لما تضيق الدنيا بعيونك على كثر وسعها ...
مسحت غسق على وجه ابوها بخفه وهي تشوف سرحانه بملامح واضح عليها الضيق: بابا؟!
نطق وهو يناظرها والعبره تخنقه : لا تتقولين بابا ..ما أأأحبها..ققولي ييبه!
ابتسمت بروقان: ان شاء الله يبه!!
تتوقع امي للحين تجهز الكيكه؟!
اكتفى يهز كتوفه لعدم المعرفه ...نطقت بتنهيده وهي تشوف صمته: خاطري نطلع حنا الثلاثه لوحدنا ...ليه رافض يبه ؟!
صدقني ما احد رح يقول شيء ...لمتى حابسين نفسكم هنا ...سنوات مرت على موت جدي وانتم للحين على نفس الحال ...
من حقكم تطلعون وتشوفون العالم ... أنا متاكده رح تتحسن حال امي لما تطلع من الملحق !!
انا اكلم عمي مطلق اليوم متأكده رح يفرح بهذا الخبر
قطعت كلامها لما مسك قبضة يدها وكأنه يمنعها تروح !!
ناظرته باستغراب من حركته وملامحه تصنمت : يبه!!
نطق بارتجاف وهو شاد على يدها بقوة: لا تتتكلمين أحد
ناظرت يدها للحين شاد عليها بقوة..نطقت حتى تشعره بالطمأنينة : ما رح اكلم أحد بس انت هدي شوي!!
ارتخت يده وللحين فكه يرتجف ....نهضت نفسها وجلست جنبه وهي تنطق حتى تهدي اعصابه : ما رح اروح ولا رح اكلم احد ...قلت لك من قبل ما رح اعمل اي شيء الا بموافقتك...انت ابوي وكل أمري تحت يدك وتصرفك !!
بس اهم شيء اشوفك راضي ومرتاح!!
قبلته على رأسه...وهي تناظره نظرات دافيه!
اجتاحته مشاعر ما قدر يكتمها ...بعمره ما احد اعطاه قيمه واحترام مثل غسق ...تحسسه انه للحين عايش على وجه الارض ...كتم انفاسه وهو يحس هالمشاعر تخنقه وما يبغى تهزمه ويبكي قدام غسق ...بداخله حنين طفل لأمه!!
أصعب شيء لما يكبر فيك كل شيء الا قلبك ...بداخله قلب طفل فقد أمه بين الجموع وما قدر يوصل لها !!
رفع نظره لأسيل الي اقتربت منهم وهي ترسم على محياها ابتسامه جميلة ...فوق حزنه ووجعه يحمل بداخله اوجاع أسيل ....لو كان مكانها ما تحمل الحياة ومات بنفس اللحظة...ومع ذلك تقاوم الحياة وتبتسم ابتسامه تستنزف منها كل قوتها..حتى تغرس الراحه والسعادة بقلب غسق وما تشعرها بشيء!!
ناظر غسق الي تنطق قبل وصول أمها : لو نراجع فيها بالمستشفى يمكن نلقى لها علاج على الاقل تسمع كلامنا!!
مط شفته والغصه خنقته ...مين يخبرها إنه اسيل كانت انسانه طبيعيه تحكي وتسمع
قطع الدوامه الي كل يوم يغرق فيها .. وتناول الاغراض من اسيل ورتبهم على الارض ...
اسيل ناظرت غسق واشرت على الكيك  وكأنها تقول لها رح تأكلين اصابعك خلفهم،!!
ابتسمت غسق ابتسامه باهته وموقف جدها كل فترة ينعاد بذاكرتها وكيف كان يفسد أجمل اللحظات عليهم!!
طردت كل شيء يكدر الخاطر .. وبدأت تتكلم عن أحداث صارت معها بالمدرسة ... حتى لو كانت امها ما تفهم عليها ...على الاقل تبقى قريبه منها ...
قاطع اندماجها وضحكها صوته من خلفها: يا الله!!
انمحت ابتسامتها وبسرعه عدلت الشال تغطي شعرها ....
اقترب بابتسامة عريضة وهو يرد السلام ..وبيده كيس هدايا صغير!!
غسق لمحت نظرات عدم الرضا من اهلها ...نطقت على مضض: هلا عماد
تقدم عماد ودنى من أبوها وقبل رأسه باحترام وهو يسأله عن اخباره ...بعدها التفت لاسيل ورفع يده وسلم عليها بالاشارة...
تتابع غسق الموقف وهي تحس الانزعاج والضيق حل على ملامح اهلها .. وكأنه تواجد عماد ما هو مرحب فيه بينهم ..ما تدري ليه هم كذا مع انه عماد ولا عمره ضايقهم ولو بكلمه!!
ناظرت عماد والتوتر واضح عليه: اسف دخلت بدون أذن ...طرقت الباب الخارجي وما احد رد علي!!
ناظرت ابوها ملتزم الصمت وما علق وكأنه ما سمع كلام عماد ...حست بفشيلة عماد من برود اهلها...نطقت باستدراك: لا عادي حياك الله ..اجلس!!
جلس على مستواها بعيد عنها ... وبدأ يسأل عن الحال والاحوال!!
وكل شوي يناظر غسق نظره هيام تغرقها في بحر عشقه!!
الكل إلتزم الصمت ويسمعوا كلامه الجميل الذرب ....ناظرت ابوها لما تحولت ملامحه للضيق لما مد لها بالجوال وهو ينطق: هذي الهدية لأميرة قلبي أتمنى ما تردينها!
تناولتها بتردد ونظرات أبوها المنزعجه واضحه ..حتى أمها ملامحها عابسه!!
فتحتها بشويش وهي تحاول تسيطر على رجفه يدينها ...كتمت أنفاسها للحظات وهي تناظر الجوال ...التفتت لعماد وهو ينطق: هذا الجوال لك اذا وافق عمي عليه رح نفعل الخط ..واذا ما يبغى خلاص خليه عندك لوقت نملك وتفعلينه ..وش رأيك يا عمي؟!
أهم شيء رضاك وتكون موافق؟!
توزع نظرها بينهم ...اعجبها طريقه كلامه مع أبوها وكيف يداري خاطره ...سبحان الله يمكن يكون الابن والسند لابوها ..وربنا عوضه بعماد. ...
سرعان ما جفل قلبها لما التقت عينها بعين أبوها ...يمكن البعض يشوف نظراته عاديه ...الا هي تفهمه من نظرته ... متأكدة مخنوق ومتضايق بس ما يبغى يضايقها وكلامه المتقطع يتردد بإذنها " ما عندي مشكلة"
ناظرت عماد وهو يبتسم ابتسامه عريضه: وهذا عمي موافق ما لك عذر الحين!!
رجعت الجوال للعلبة بهدوء ...مستحيل تعمل شيء يضايق ابوها وامها يكفي وضعهم وحياتهم ما رح تزيد عليهم ... وبهدوء نطقت: مشكور عماد على اهتمامك...لا تفهمني غلط ..ما ابغى انشغل بأمور عن الدراسة الحين
قاطعها وهو رافع حاجب: قولي من البداية انك رافضه ولا تتحججين بعمي!!
ضاق خلقها من نبرته ..وبتوجس نطقت: زعلت؟!
مط شفته على جنب: وليه ازعل ...هذا شيء يخصك وما رح أجبرك على شيء ما تبغينه
ناظرت ابوها وهو يناظر عماد بنظرات وكأنه ما هو قادر يبلعه !!
ما تحب تشوف هالنظرات من أبوها اذا جدها كان سيء عمها وعياله ما لهم دخل حتى يدفعوا ثمن قسوته وظلمه!!
ناظرت امها لما مدت لعماد قطعه من الكيك!!
تناولها بابتسامة جذابة: دوم  غسق تكلمني عن الكيك الي تعمله خالتي !!
تذوقه ورفع يده اشر بلايك دليل على الاعجاب!!
توسعت ابتسامتها وهي تشوف عماد رجع طبيعي وما هو زعلان !!

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن