بارت ٤٥

17.8K 441 233
                                    

مساء الخير للجميع.....كل عام وانتم بخير ..تقبل الله طاعتكم ....
مع ازمة العيد هذا الي قدرت اكتبه ...قراءة ممتعة 🌹

للحظة انهارت اعصابها لما حست انها رح تفقدها للابد ..بس مهاب التقطها لاخر لحظه ..تنفست الصعداء وهي تحس كل قوتها خارت ..ما فيها حيل تمشي!!
تناظر مهاب لما نزلها للارض وبدون تردد استقرت كفه على وجه ايليف وهو ينطق بغضب: ورب اذا شفتك طالعه هنا مرة ثانية الا ادفنك !!
تنهدت وصوت بكاء ايليف يتردد على اسماعها ... تحركت ايليف لها وحضنت رجولها وهي دافنه رأسها وتبكي ...نزلت غسق على مستواها وحضنتها بقوة ...مو مصدقه انها ايليف بحضنها ...لسانها عجز ينطق حرف واحد .....
مسحت على شعر ايليف الي تبكي بقوة .....رفعت نظرها لمهاب الي تحرك بوجه متجهم .....تجاوزها وتوجه للاسفل والصمت يخيم عليه!!
زفرت بضيق بعد نزوله...ما فيها حيل تقوم وتنزل ...استنزفت كل طاقتها!!!
ما تذكر طفولتها كانت شقيه ..ما تدري لمين هالبنت كذا طالعه ...دوبها كم سنه ورح تطلع الشيب براسها ..لما تكبر وش رح تعمل فيها!!
ابعدت ايليف عن حضنها بشويش ..ومسحت لها دموعها ..قبل ما تتكلم نقزت لما حست بيد على كتفها ...سرعان ما ارتاحت لما تكلم بنبره مريحه لقلبها وكأنه مهاب القديم الي يتكلم: لا تجهدي اعصابك مر الموقف بسلام ...
نزل لمستوى ايليف وحملها ...بالبرغم انه دوبه ضربها ما رفضته... دفنت راسها مباشره بكتفه بسكون ...رفعت غسق نظرها لما نطق: اعطيني يدك ..اسندك!!
هزت غسق رأسها بالرفض..وبخفوت نطقت: اقدر اقوم!!
ما اعطاها فرصه وسحبها من يدها  بشويش وهو يتوجه للأسفل ...
تسترق النظر له وهو يمسك يدها بإحكام ...ظنت إنه غادر ونزل ما تدري إنه كان خلفها ...
ما عادت تعرف حالهم مره قريب ومره بعيد ....ما تبغى تفقد اسرتها بلحظة طيش وعناد منها ..تبغى تكون اكثر وعي وتأني ...وتفكر ألف مرة قبل ما تتصرف اي تصرف. ...
ذي المرة ما رح تخسر هالفرصه ..ما تنكر انها تتضايق من بعض تصرفاته وتفكيره ..بس بنفس الوقت قلبها ما احب غيره ولا يفرح بشوفه احد غيره ...بالنهايه هي مو متزوجه ملاك ...اي زوج فيه حسنات وسيئات ..اذا قارنت حسناته بسيئاته ...حسانته هي الي ترجح على سيائته ...قابله فيه ورح تغض النظر عن الاشياء الي ما تعجبها وتحاول تغيرها بطريقتها ...العناد والشتم وتقليل الاحترام ما حل مشكلتها بالعكس كل مرة يزيد الفجوة بينهم ....
غمضت عيونها للحظات وهي تتمنى من ربنا يوفقها وتقدر تتعامل مع المواقف برزانه وبدون طيش ....
***
**
ام مهاب واقفه تناظر مهاب يحمل ايليف وبيده يمسك بيد غسق ..طار قلبها وشيء يدغدغ بداخلها ...وش اجمل من شعور تشوف ولدك مستقر ويكون له بيت وحياة واستقرار ....ناظرت زوجها الي نطق اول ما اقتربوا  يكلم ايليف: تعالي يا قرة عيني!!
ايليف اول ما اخذها جدها بحضنها بدأت تبكي وتشكي عن مهاب وتؤشر على خدها!!
أبو مهاب رفع حاجب وهو يشوف خدها فيه احمرار بسيط ..نطق بحاجب مرفوع: مهاب ضربتها؟!
مهاب ناظر غسق الي ضحكت بخفه ...ما قدر يمنع ابتسامته...نطق بهدوء: صفعه خفيفه حتى تتعلم ما تكررها!!
ام مهاب باستنكار: وانا أقول ليش البنت تبكي فوق ..توقعت انها خايفه ...طلعت ضاربها ...بدل ما تأخذها بحضنك تضربها!!
جواهر براحه بعد ما مر الموقف بسلام .... نطقت وهي محتضنه اسيل : ضربها من حبه وخوفه عليها.... احياناَ القسوة تكون نابعه من المحبه.....تستاهل ما حصلت!!
مهاب هز رأسه بتأكيد: الحمد لله في احد يفهمني هنا!!
التفتت غسق على صوت مزنه وهي تقترب منهم بتعب وحياة تسندها وهي تردد بنبره باكيه: صدق اسيل تكلمت!!
غسق حست وكأنها سمعت غلط ....ناظرت امها مستكينه بحضن جواهر ...
تركت يد مهاب وكل خليه بجسمها ترتجف من هذا الخبر الي صعقها .. أمها تكلمت؟! كيف ومتى؟ وليش ما احد خبرها !!
تحركت باتجاه امها جلست على الارض قدامها ونطقت باختناق وعدم تصديق: يمه صحيح
جواهر بهدوء : اتركيها غسق ولا تضغطين عليها الحين ....
غياث هز رأسه بتاكيد: اتركيها غسق على راحتها!!
بصعوبه حتى هدأت اعصابها 
غسق والدموع تلمع بعيونها والغصه تخنقها: كيف ...وش صار حتى
سكتت مو عارفه تجمع سؤال واحد ....رفعت نظرها لمهاب وهو واقف فوق راسها ويسند بيده مزنه: اجلسي هنا ياجدة!!
فسحت المجال غسق وهي تناظر نحيب مزنه وهي تمسك بيدين أسيل
جواهر بحرقه: يمه اتركيها ترتاح الحين
مزنه نطقت بانفعال: ما ابغى اتركها ...اه يا جمرة في قلبي هنا عيت تنطفي ...بس ابغى اعرف شيء واحد ميساء كيف ماتت؟!
ريحي قلبي كل يوم انام وقلبي محروق عليها ...لا تقولين انتحرت ...ادري بك تعرفين كيف ماتت ...ريحي قلبي وخوفي عليها تكون ماتت عاصيه!!
جواهر ذكرى ميساء تحرق قلبها ..نطقت بنحيب: يمه خلااااص!!
تناظر انهيارهم وخوفهم من سماع قصة الماضي الي ما احد يعرفها غير امها ...
تحس بثقل فوق صدرها مو قادرة تتنفس ... شدت على شفتها بقوة تمنع نزول الدموع ....انهارت حصونها وهي تشوف امها دخلت بنوبه بكاء ...الي يشوفهم يقول الحين دفنوا ميساء!!
ابو مهاب بضيق من المناحه الي عملوها : ليش كل هالبكاء؟!
اسيل دوبها ما استوعبت الوضع كذا تعملون ....ابعدوا عنها خليها ترتاح ...
**
**
**
لزوم تكون فرحانه بذي المناسبه بعد ما انفكت عقده الكلام عند امها ..الا انها حزينه بقوة ..ما هي قادرة تسيطر على دموعها ...وهي تسمع من أمها قصتها المؤلمه ...
وكأنه الرحمه انتزعت من قلب اهل ابوها ...اي حياة بائسه عاشتها وتجرعت مرارتها ...صدقوا لما قالوا الي يشوف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته...
تتذمر من الحياة الي عاشتها .. بالمقابل حياتها لما تقارنها بميساء تحس بسخافه حزنها ووجعها ...
تحمد ربها وتشكره انه رزقها زوج مثل مهاب ..تعتبره جنه مقارنه بجدها بدر ...بدون ما تشوفه كرهت هالانسان وبداخلها حقد كبير عليه ...كيف هان عليه يدفن زهره بعز شبابها ....
بس الي يريح القلب إنها ما انتحرت ..ماتت مظلومه والظالم ينال الجزاء عند ربه ...
كتمت وجعها وهي تناظر امها تبكي بصمت .. متأكدة أحداث الماضي عباره عن شريط قدام عيونها ....شعور صعب لما تشوف امك تسقط من اعلى الشرفه وتخر جثه هامده بدون حراك ...
ما تدري كيف تحملت امها كل ذي المشاهد ...قلبها يتقطع لما تكلمت كيف رجولها تجمدت وما قدرت تقترب من امها ...كانت جالسه برا تراقب الباب حتى تضمن امها ما تهرب وتتركها ...حتى انصدمت وهي تشوفها تفقد توازنها وتسقط عن الشرفه .....
الي شافته امها ما هو قليل بعد ما انفزعت بموت امها ..ايام قليله وتشوف أبوها واخوانها جثث هامدة بدون حراك ...شعور ما تقدر توصفه لما تلقى نفسك وحيد بدون ام ولا اب ولا اخوانك الي كانوا سند وونس لك بالحياة ...تلقى نفسك عند الوحش منصور ....
اه من منصور ما تلقى كلمه توصف وحشيته ....ما ترك لهم ذكرى جميله يدعون له بالخير ....
ترك خلفه قلوب حاقده عليه وما تسامحه ليوم الدين بعد ما انهك روحهم ...
ما تبغى تكون مثل منصور وبدر الكل يدعي عليهم بعد ما ظلموا الناس ...تبغى تكون مثل النسمه الكل يدعي ويتذكرها بالخير ....
من ذي اللحظة نوت التغيير وتكون افضل ..وتترك اثر جميل بحياتها يتذكروه الناس ...تبغى يكون شعارها " اجعل من يراك يدعو لمن رباك"
الكلمه الحلوة طالعه والكلمه السيئة طالعه ليش ما نختار الكلمه الطيبه الي تطيب القلوب وتدواي الجروح ....همست بالحمد وهي تحس بعظم نعمة ربنا عليها ..بعد ما جمعها مع اهلها ..ورزقها بزوج وطفلة ودراسه ... ما ينقصها شيء ...ومع ذلك تتذمر وما تستشعر النعمه الي تعيش فيها ...
ما في حياة كاملة ... النقص موجود بكل مكان ....والرضا هو اساس الراحه للقلب والنفس!!
قطعت افكارها وناظرت حياة الي همست لها : يكفي دموع!!
مسحت دموعها بخفه ..وباختناق نطقت: مو بيدي !!
حياة مسكت يدها : تعالي!!
تحركت معها لغرفتهم ..اول ما جلست على السرير انهارت وهي تبكي وتشاهق !!
حياة جلست جنبها ومسحت على شعرها بحنيه: امك بخير ليش كل هالبكاء ؟!
نطقت بنحيب: تعذبوا بحياتهم بدون ذنب ...
حياة هزت رأسها: ادري انهم عانوا بحياتهم ..بس بالنهاية ربنا عوضهم وجمعهم مع ناس تخاف عليهم من النسمه!!
لزوم الحين تفرحين ونحتفل بذي المناسبه!!
غسق تنفست بصعوبه وهي تمسح وجهها: ابغى أصل ركعتين شكر لله على ذي النعمه!!
حياة ابتسمت لها: افضل شيء تعملينه!!
**
**
**

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن