بارت ٤٣

16.1K 488 188
                                    

جالسه على المقعد وتناظر الفراغ ..من البارحه عقلها ما هو قادر يستوعب موت عماد ....تحس وكأنها تتنفس من خرم أبره ...البارحه استغربت تصرف مهاب ما اقترب لجهتهم ولا طلب يكلمها ...والصبح طلعت قبل ما تشوف احد ..ما لها نفس تتكلم مع أحد ...
حتى البنات ما تواصلت معهم ولا حضرت المحاضرات الاولى.. بداخلها برود ناحية كل شيء ....
ناظرت جوالها ينور باسم مهاب ....زمت شفتها بضيق وردت بخفوت : الو
مهاب استغرب لما قالوا له الصبح طلعت من الصبح وما حضرت محاضرته..نطق بهدوء: مساء الخير؟!
غسق بنفس الخفوت: مساء النور
مهاب بنبره هادئة: كيفك اليوم ؟!
غسق زمت شفتها تمنع نزول دموعها...وبنبره حاولت تكون طبيعية: الحمد لله بخير!
مهاب بتساؤل: ما شفتك الصبح والمحاضرة ما حضرت ..انت بخير؟!
كتمت ضيقها وبهدوء نطقت: طلعت الصبح ادرس على المواد ..ابغى مكان هادئ للدراسة اعوض الدروس الي فاتتني ايام مرض ايليف!!
هز رأسه بتسليك وبعتب: وليش تعملين كل هذا ...ترى أنا بالبيت موجود ..اي شيء ما تفهمينه اشرحه لك ..انا وانت من نفس الكليه وكل ذي المواد اعرفها!!
وينك الحين ؟!
غسق بهدوء: بالمكتبه !
نطق بابتسامة: يا عيني على المجتهده...وينك بالضبط دقائق واكون عندك
قاطعته بسرعه: لا لا ما له داعي .. أصلا الحين راجعه للبيت!
عقد حواجبه: ما تبغين تشوفيني؟!
نطقت بهدوء: مو كذا ..بس انا راجعه للبيت ما في داعي تغلب حالك .. والدروس فاهمه ..مشكور!
هز رأسه بتسليك: مثل ما تبغين ...بالسلامه توصلين!!
انهت المكالمه وهي تحس بالكدر ...ما تبغى يشوف الحزن والضيق عليها ويفسر الامور بطريقه ثانيه ...
تحركت خارج المكتبه ...بعد عدة خطوات ...رن جوالها ..فتحت خط بالغلط وهي تطلع الجوال ..عقدت حواجبها رقم  مو مسجل  ... نطقت باستغراب: الو
نطق بصوت خالي من الحياة: السلام عليكم ؟!
غسق بحواجب معقوده: مين
نطق بسخريه: نسيت صوتي؟!
غسق باستنكار: عمي مطلق؟!
مطلق تنهد بضيق: الحمد لله تذكرين لك عم اسمه مطلق!!
مطت شفتها بمراره: انت الي نسيتنا فلا تعتب
قاطعها بروح خاويه: ما اعتب عليكم ... توقعت تتصلين وتعزيني ؟!
غسق رفعت حاجب: وليش نعزيك ؟! وكأنك معترف فينا من عائلتكم ..دوبنا البارحه سمعنا من الناس ....طول عمرك مصغر أبوي وللحين
قاطعها بمراره: لا تكونين حقوده ...ما اتصلت اتشاجر معك   ...كل الي أبغاه اقولك عماد رفيق دربك راح بطريقه ....عماد الي كان مثل الخيال لك ...عماد الي كان ما يرضى عليك الزله ويدافع عنك ...راح بلمح البصر
غسق بقلب ميت: هذا انت قلتها كان ...عماد الي دمر حياتي ومستقبلي .. عماد الي استغلني ...صار يرضى علي الذل والاهانه ويغض الطرف عني ويكمل طريقه ..كل شيء تغير يا عمي
مطلق برجاء: كل الي ابغاه منك تسامحيه
قاطعته غسق: ما اسهل مصطلح السماح عندكم ...بكل بساطه نسامح بعد ما دمرتم كل شيء جميل بحياتي
مطلق بمداخله:, بس انت لزوم تكونين سعيده ...لو ما تزوجت بذيك الطريقه ما تعرفت على اهل ابوك وامك ...واهلك تعالجوا وحياتكم تحسنت للأفضل
نطقت بقهر بكل وقاحه يتكلم كذا: وش كان نقصك لو عالجتهم وعاملتهم باحترام ...وش ينقصك لو تركتنا نعيش حياة كريمه بدون منغصات ...وش ينقصك لو عرفتنا على اهل امي وابوي بطريقه أفضل ....
أمي وأبوي فرحوا بلقاء اهلهم ..اما انا ما فرحت بالعكس تدمرت حياتي اكثر من قبل والسبب انت وعماد ...وبكل بساطه تطلبون السماح .. تمنيت لو دقيقه يكون رجال ويوقف قدام مهاب ويقول له الحقيقيه ...يبرر تصرفاته الغبية معي ...
جرحكم يا عمي للحين ينزف وما طاب..ما ادري ابكي على موت عماد والا العلقم والمرار الي تجرعناه بسبتكم!!
بداخلي خنجر غرسته بوسط صدري للحين مب قادرة اتخلص منه ...
كنت اشوفك ابوي الثاني ...كنت اعتبرك شخص غالي على قلبي ..بس ما دريت الشخص الي عزيته بقلبي هو الي طعني بظهري ورماني بدون ما يسأل عني؟؟
لا تطلب السماح يا عمي ..اتركها للأيام تداوي جروحكم .. والحين بالاذن!!
قفلت الخط وتابعت طريقها وهي تمسح دموعها الي تنزل بغزاره ما تدري وش السبب ....بعد ما يكسروك يجتمعوا حتى يلملموا جراحك ....
عي قلبها يسامح وينسى الماضي ورح يبقى نقطه سوداء بحياتها !!

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن