مساء الخير للجميع .. تأخرت عليكم ..بس اعذروني ظرف طارئ ...قراءة ممتعة
تمشي بخطوات هادئة ومحتضنه الكتاب لصدرها وأجواء الغروب تسحرها ...حست باهتزاز جوالها ...فتحته رساله من زينب ..قبل ما تفتح رسالتها انتبهت على رساله من أبوها ..فتحتها بحواجب معقوده وش يبغى منها ...حست بخنجر بوسط صدرها لما قرأت كلامه"اعتذرت من زيارة بيت جدتي مزنه حتى أتغدى معك .. أنا بانتظارك لا تتأخرين "
ناظرت وقت الإرسال قبل ٤ ساعات ..كيف ما انتبهت للرساله..طول هذا الوقت ينتظر فيها ..ولما اتصل فيها أكيد كان الجوع يقرص معدته ...كيف قست على أبوها كذا بدون ما تدري ...
تابعت مسيرها والرؤيه ضبابيه بعيونها من الدموع ..تبغى توصل بأسرع وقت لأبوها وتعتذرمنه على تأخرها ....
تمشي وعيونها بالجوال تبغى تكتب له اعتذار بالرغم من قربها للبيت ...تخاف يصيبها الجفاء وما تعتذر منه ....دوبها كتبت حرف الهاء ..حست بالجوال وكأنه انسحب منها وطار بالهواء ...
ما تدري إذا الجوال طار وإلا هي الي طارت !!!
كتمت صرختها لما ارتطم جسدها بالأرض .. عبست ملامحها من شدة الألم ..ما تدري للحين وش صار معها .. وكيف طاحت على الأرض...حاولت تكتم موجه البكاء الي داهمتها لما رفعت رأسها بصعوبه ...عضت على شفتها من الغباء الي فيها ما تدري كيف نسيت إنها تمشي على الرصيف لما قطعت الشارع ...تحس الطيحه خرت جسمها ...تحاملت على نفسها وهي تتمنى ما أحد يكون بالمكان ويشوف طيحتها...ناظرت بيتهم قريب منها ...تحركت بصعوبه وهي تجر نفسها جر ....
وقفت لما تذكرت الجوال ..ناظرت حولها وهي تشوفه ملقى على الأرض .. اقتربت منه أخذته بعبوس ودموعها تتراقص بعيونها وهي تشوف الشاشه تكسرت ... ما تبغى تطلب من أحد جوال جديد ...رفضت تشتري لها جواهر جوال ولما راحت للملحق تجلب أغراضها لقت بين الأغراض أول جوال أعطاها إياه عماد ..كرهت تستعمل شيء جلبه لها ..باعته واشترت بثمنه جوال ثاني ... زفرت بضيق جوالها ما هو على الطراز الحديث اختارت سعر متدني يتناسب مع فلوسها ..والحين ما تدري كيف تتصرف!!!
عادت أدراجها للبيت وخاطرها متكدر من الجوال الي انكسر ومن طيحتها إلي تحس كل جسمها تكسر منها !!!
أول ما دخلت البيت زمت شفتها بألم لما ضربت رجلها بالباب ..وش فيها اليوم نظرها مطموس ...استغفرت بداخلها يمكن يكون عقاب من ربنا على تعاملها مع أبوها ..
خلعت الحذاء وناظرت يدها تجلطت مكان السقوط...
رفعت نظرها لأبوها لما تقدم منها بفجعه وهو يشوف عباتها حوسه وكلها غبره: وش صاير معك؟!
غسق بمكابره وهى تحاول إنها ما تبكي..نطقت بضعف: تدعثرت على الطريق هنا!!
غياث عبس ملامحه بتأثر: سلامتك يا قلب أبوك ..ليته فيني ولا فيك!!
كلامه مثل السهام الي تضرب قلبها ...ما تستحق منه هالمعاملة الجميلة بعد الجفاء..هزت رأسها بضعف ما هجرته بس اختارت السكون لما شافت تعلقه بأخواته وإنها متطفله على حياتهم... نطقت بضعف وهي على وشك البكاء: لا تقول كذا
غياث باهتمام: يدك وإلا رجلك!!..نروح للمستشفى!!
غسق برفض والغصه تخنقها : ما فيني شيء ...كانت بسيطه ...
هز غياث رأسه بتفهم تناول منها أغراضها وأشر لها على الصالة ترتاح فيها ...تحركت معه للصالة وهي تعرج ...
جلست وهي تحاول تخفي ملامح الألم عن وجهها ...وقلبها ينزف وهي تشوف اهتمام أبوها فيها .. فكرة إنه طول الوقت جالس ينتظرها تذبحها من الوريد للوريد ... لذي الدرجة كانت قاسيه على أبوها .. تقضي الوقت بالخارج حتى ما تقابل أحد...وش فيها تغيرت ..كانت تتمنى اللحظة الي تشوفهم فيها ويرجع شملهم من جديد ..وش الي تغير الحين ....زمت شفتها تبرر لنفسها إنها تمنت يرجع شملهم من جديد بس بدون دخلاء بينهم .. هم سرقوا أهلها منهم ..تحس مب قادرة تجلس معهم لوحدها ..تكامهم تفضفض لهم ...وكأنه مفروض عليهم ٢٤ ساعة يقابلون جواهر وبناتها...كل يوم يمر تحس إنها تبتعد عن أهلها أكثر ..حتى ماتت الأحاديث بينهم ...ما في مواضيع مشتركه يتبادلوها... متأكدة الخلل منها .. السكون والصمت الي تلبسها طول الفترة الماضية هو الي حطم العلاقه مع أهلها .. والمسافة بينهم صارت تزيد ....بس اليوم رح تستغل الفرصه وترجع علاقتها بأبوها مثل قبل وأحسن بما إنه ما في أحد بالبيت ...شجعت نفسها ..ونطقت باختناق والعبره تزيد باختناقها: يبه أنا آسفه ما شفت رسالتك ..لو أدري إنك تنتظرني على الغداء كان كنسلت كل الدوام !!
غياث ابتسم لها: عادي يا قلب أبوك ..مـ مـستعد انتظرك طول العمر .. أهم شيء أشوفك مستانسه !!
فتح عيونه بصدمه لما انفجرت غسق بالبكاء: ليه تبكين!!
غسق وهي تمسح دموعها ما قدرت تتحمل الحواجز الي تتكسر بينهم وبتبرير نطقت : يدي توجعني ..تجلطت!!
غياث بإصرار: انا اقول نروح للمستشفى وتصورينها يمكن مكسورة
قاطعته برفض: لا لا مجرد تجلط .. ما فيني شيء ...خليني أقوم أبدل وأجهز الأكل!
غياث برفض: أنا أجهز الأكل لوقت تبدلين!!
ما قدرت تسيطر على ابتسامتها الواسعه مع عيونها الدامعة ... وأخيراً رح تجلس مع أبوها لوحدهم مثل زمان بدون متطفلين .. اشتاقت لذيك الأيام ..سرعان ما انمسحت الابتسامه لما دخلت لارا وهي تضحك بقوة ...وجواهر من خلفها تنطق:بنت عيب!!
مسحت دموعها وهي تناظر لارا الي توقفت عن الضحك وسألت باستغراب:وش فيك ؟! أحد مردغك؟!
ختمت كلامها بابتسامة على مظهر غسق المعفوس!!
خزتها غسق بقرف وهي تقلدها بسخريه: أحد مردغك!!
ضحك غياث بخفه على طريقه غسق بالتقليد وبهدوء نطق: تدعثرت بالشارع هنا!
اقتربت حياة وهي تغمز لها بابتسامة: اعترفي وين كانت عيونك؟!!!
جواهر اقتربت بتساؤل: تعورتي؟! نأخذك للمستشفى!
غسق هزت رأسها بالرفض : ما فيني شيء ..بس تجلط بسيط!!
أسيل وضعت إيليف على الأرض واقتربت تتفقد يدها ... إيليف تقدمت من غسق وشدت عبايتها حتى تحملها وهي تردد" دق دق"
حملتها غسق بشويش وهي تحاول ما تظهر الألم من حركتها ...قبلتها بقوة : دق بعدوينك!!
إيليف بانزعاج من قبلتها ..ضربتها بقوة على وجهها!!
نزلتها غسق بعبوس: استغفر الله هذي مين مسلطها علي ..بس تضرب فيني!
أسيل حملت ايليف وحضنتها بقوة وجلست على الكنبه ...لارا بابتسامة: ابنتك شريرة دوم يدها والضرب !!
ابتسمت غسق بهدوء وعيونها على إيليف دافنه وجهها بحضن أسيل ... متأكدة رح تشيبها ...التفتت على جواهر الي نطقت باهتمام : تغديت يمه
غياث هز رأسه بالنفي: لا كنت انتظر غسق
جواهر عبست ملامحها من تعلق ولدها بغسق .. نطقت بعتب: ما يصير تجلس طول هالوقت بدون أكل .. شوف الدنيا غروب وانت للحين ما أكلت !!
غسق مطت شفتها وبخفوت نطقت: يا شين الأمومه على كبر"
جواهر حست إنها برطمت بكلام ..نطقت بحاجب مرفوع: وش قلت!؟
غسق هزت رأسها بالرفض ورجعت لسكونها : ما قلت شيء!
حياة بمداخله: بدلي ملابسك وأنا أسخن لكم الأكل !!
غياث ناظر حياة بامتنان : ربي يسعدك وين ما توجهت!
حياة توسعت ابتسامتها واقتربت منه ..قبلت رأسه بمحبه: يا ليت كل الإخوان بحنيتك وطيبة قلبك ...
لارا بسعاده لتواجد غياث معهم: الأخ العود غير عن باقي الإخوان...ليتنا من طفولتنا عشنا معك !!
واقفه تناظر الموقف والنيران مشتعله بداخلها ..تحس عماتها سرقوا أبوها منها ...حتى صاروا أقرب منها له ...دوم جالسات معه وسوالف وضحك وكأنهم يعرفونه من زمان ...
الفجوة الي بينها وبين أبوها كانت بسببهم ..مب قادرة تقترب من أبوها بتواجدهم ...
انسحبت من المكان وضحكات حياة ترن بإذنها وهي تتكاسر مع غياث وجواهر تشجع غياث...
ما تدري ليه يصيبها الكدر لما تشوف ذي الأحداث المتكررة ..لذي الدرجه حقوده وحسوده ؟!
هزت رأسها بالنفي ما هو حقد أو حسد بس ما تعودت أحد يشاركها الجلسه مع أهلها ... ما هي قادرة تتقبل الحياة معهم بنفس المكان ...يمكن لو كانت مع أمها وأبوها لوحدهم كان رجعت المويه لمجاريها !!
**
**
**
جالس بالحديقة ويتكلم بعدم رضا : يعني لمتى هذا الوضع ؟!
مهاب بهدوء: يبه
أبو مهاب قاطعه: ألف مره قلت لك ..البنت غلطت وغلطها كبير ..بس نعذرها كانت صغيره ...متخيل ١٦ هذي جاهله وينضحك عليها بسرعه ...
أنا ما يكسرني إلا إيليف وش ذنبها ؟!
كم مرة فتحت معك موضوع رجوعها وللحين معند ؟!
أصريت على الطلاق وسكتت قلت خليه يطلع حرته وقهره...الحين مر على طلاقكم قريب السنتين ويمكن أكثر .. أكيد البنت عقلت وتعلمت من أغلاطها!!
مهاب يقفل الموضوع: يا يبه قلت لك لا تفتح معي الموضوع
أبو مهاب يحاول يقنعه:زواج أخوك قريب خلينا نرجعكم لبعض بيوم زواج كيان وخلي أمك تفرح فيكم!
مهاب حرك رأسه بالرفض: مرتاح كذا
أبو مهاب بعبوس: بس أنا مو مرتاح ..ولا أمك مرتاحه ..اسمعني إذا غسق طلعت من نفسك ومو قادر تتقبلها ما رح أجبرك حتى ما أظلمها ..بس بنفس الوقت رح أقول لأمك تشوف لك عروس وتتزوج مع أخوك وانتهينا!
عبس ملامحه من الاقتراح: قلت لك ما أفكر بالزواج لا من غسق ولا من غيرها ...
عقد حواجبه أبو مهاب باستنكار: واضح تبغى طول حياتك عزوبي؟!
إذا أنا وصار عندي حفيدة وأدور الثالثه وانت بهذا العمر معتزل الزواج؟!
مهاب فتحت عيونه بصدمه: يبه لا تقولها؟!
وربي إلا أمي وخالتي أم سيف يقطعونها؟!
ضحك أبو مهاب بخفه: يوم ويومين بعدها يسكتون!!
مهاب زم شفته بعدم رضا : بالله اترك هالبيت هادىء ما هو ناقصنا وجع رأس!!
أبو مهاب بإصرار: والله انت تقدرتوقف هالموضوع ..من هنا لقرب موعد زواج كيان ما فكرت بالزواج صدقني إلا أتزوج انا مع كيان بنفس اليوم ... وشوف كيف حرقة أمك يومها!
زفر بضيق من تفكير أبوه: يبه لا تربط الأمور ببعضها ...اتركني على راحتي !!
أبو مهاب برفض: ما رح أتركك على راحتك ورح أشوف امك تبحث لك عن عروس !!
حرك شفته يرد بس سكت لما تحرك أبوه وغادر وما ترك له فرصه يتكلم !!
كتم ضيقه من الزواج لأنه حرفياً ما له نفس يعيد التجربه مرة ثانية وصاحبة التجربه الأولى للحين ما نسيها متربعه على قلبه ... بس وش الفائدة لما يكون الحب والتعلق من طرف واحد ؟!!
يحس يعيش بداومة من التناقض يحبها وبنفس الوقت ما هو طايق يشوفها ؟!
للحين الحطب الي برأسه ما نزل ..وما يتوقع بيوم ينزل وترجع المويه لمجاريها!!
أنت تقرأ
رواية المنتصف المميت
Sonstigesالمُنتصف المُميت!! أن تفقد القدرة على الأبتسامة من القلب، فلا تملك سوى أبتسامة المهرج " الأبتسامة الضاحكة الباكية " المُنتصف المُميت!! أن تُجبرك الظروف على أن تعيش حياة ليست حياتك ، ان تنتحل شخصية ليست لك وتردد كلمات لا تحمل نبض حروفك ويكانها ليست م...