بارت ٣٢

16.6K 434 727
                                    

قرأت تعليقاتكم على الملاحظه ..ربي يسعدكم ويفرحكم والله أسعدني كلامكم ..اتمنى لكم السعادة والتوفيق وربي يجعل أيامكم كلها سرور ...دمتم بخير 🌹

بعد وقت كانت أمام البيت ...ما هي هبله حتى تترك أملاكها لجواهر .. أمها وأبوها لها ما رح تسمح لجواهر تأخذهم منها ...لزوم تتبعهم حتى تعرف البيت وبالوقت المناسب رح تتحرك ....
أخذت نفس عميق وعيونها عليهم لما دخلوا ...تابعت خطواتها بروح ميته ...شعور موحش لما تدخل لمكان ما هو مكانك ...
متمسكه بالأغراض بقوة..اول ما دخلت عيونها تعلقت بغياث جالس بالصالة وابتسامته شاقه الحلق وهو يناظر أسيل ...اجتاحتها موجة بكاء بصعوبه كبتتها وهي تناظر لقاء أمها وأبوها .. والفرح والسعادة طرقت بابهم من جديد ....
بعد لحظات من السعادة وصوت أبوها يتردد بإذنها بالحمد على علاج أسيل ...ورجوعها بالسلامه...
أرخت ملامحها وهي تتأملهم عائله سعيده متكامله بتواجد جواهر وبناتها معهم...انسجامهم مع بعض وكأنهم يعرفون بعض من سنوات طويله...حست نفسها ما لها وجود بينهم ....بلعت طغصتها لما التقت عينها بعين أبوها بعد ما جلست أسيل عنده ....
حست خنجر انغرس بقلبها لما تحولت ملامح السعاده بوجه غياث لعبوس .. وكأنه ما كان ينتظر يشوفها ..وتكدر خاطره لما شافها ...
صعب عليها تمسك نفسها وما تبكي وهي تشوف الحال الي وصلوا له من الجفاء ....
بصعوبه تمالكت نفسها وحافظت على ملامحها ...وضعت الأغراض على الأرض وتقدمت بخطوات بطيئة نحو أبوها ...اقتربت منه قبلت رأسه وهي تحس بموجه برود باغتتها ...ما نطقت حرف واحد حتى ما تفقد السيطرة على نفسها وتبكي ...
حتى ما كلف نفسه يكلمها ويسأل عنها وكأنه مجبور يسلم عليها ...راحت أيام لما كان أول ما يشوفها يفتح ذراعه وهو يردد" هلا بأجمل ما خلق ربي"
تحس كل العيون عليها والضياع يمزقها وين تروح وكيف تتصرف بعد هذا اللقاء الموجع بينهم ...
رفعت نظرها وبصعوبه قادرة تسيطر على نفسها ..فتحت عيونها بصدمه واستنكار وعيونها تلتقي بآخر شخص تمنت تشوفه بهذا الموقف ...
كيف ما انتبهت على وجوده من البدايه ...ضاق صدرها بزياده .... وكأنه ينقصها وجوده هنا!!
بدأت تشجع نفسها ما تضعف قدام أحد .. إذا هو طابت نفسه منها ما رح تجلس على أطيافه ...بصعوبه تجاهلت تواجده ...ناظرت حولها وكأنها تبحث عن شيء ما هو موجود ...وبصعوبه نطقت وعيونها على حياة: وين ايليف؟!
حياة ناظرت مهاب بضيق بعدها نطقت: عند خالتي أم مهاب!!
غسق نظرات حياة ما ريحتها ..معقول يبغى يأخذ ايليف منها ...نطقت وحصونها بدأت تنهار : وليه تركتيها هناك
سكتت لما نطق مهاب بجمود: إيليف ما رح تطلع من بيتي!
مب قادرة تبلع الغصه الي اجتاحتها من كلامه ...تحس أطبق كل العالم على صدرها ... وكأنهم اتفقوا عليها .. أخذوا أمها وأبوها والحين إيليف ..طيب ما فكروا فيها ؟!
وكيف تعيش بدونهم ؟!
نطقت  بقوة وحرقه نابعه من أعماقها ترفض كلامه: ما هو على كيفكم ... إيليف ما رح تأخذها وربي اشتكي عليكم
قاطعها مهاب بنبره باردة فيها سخريه: تشتكين؟!
تفضلي اطلعي اشتكي الحين ..  وإلا نسيت البنت ما هي مسجله على اسمك ..ترى عند الأحوال المدنية أمها مسافرة للخارج!
يلا تحركي روحي اشتكي !..وش تنتظرين؟!
غمضت عيونها للحظات تقدر تستوعب الموقف الي فيه ...بموقف صعب لو اشتكت ما رح تستفيد شيء بالعكس تفتح على نفسها أبواب مغلقه ...
مسحت دموعها الي بدأت تتساقط مثل حبات المطر.. ناظرت أبو مهاب الي نطق بهدوء : انت ارتاحي الحين ..وكل شيء وله حل ...رح نوصل لحل يرضي الطرفين ... الأهم الحين نخلص من القضيه..وما أحد رح يحرمك من البنت ...الحين يدك توجعك وما تقدري تقومين فيها .. وأم مهاب تهتم فيها لوقت ربك يفرجها!!
بغت ترد ما تثق فيهم بس جواهر كانت أسرع لما وضعت يدها على كتفها بمواساة: إيليف ما أحد رح يحرمك منها...انت ارتاحي وما عليك !
ما تدري ليه حست بالاشمئزاز من يد جواهر ...من متى الحنيه وإلا تمثل الطيبة قدام أبوها حتى تظهر له إنها غسق السيئة.. حتى أبو مهاب من متى يكلمها بهذا الأسلوب الطيب ...كلهم كذابين ويضحكون عليها لوقت تخلص القضيه وبعدها يطردونها نهائيا من حياتهم... وأكبر دليل القسوة والحقد الي تشوفها بعيون مهاب ....
ناظرت أبوها الي يتابع الموقف بصمت ..ما في جديد عليه ...دوم يتابع حياتها بصمت وما عمره كان سند لها ...
جواهر بضجر نطقت من دموع غسق: أمك ملامحها انخطفت وخايفه لا تنكسي حالتها ...اتركي عنك ذي الدراما!!
مسحت وجهها بالشال بقوة... وناظرت أمها المفزوعه ما هي فاهمه شيء ...الحين عرفت ليه يكلمونها بهذا الأسلوب الطيب خايفين على أمها... وهي بالحريقه ...
التفتت على أبوها إلي بدأ يؤشر بيده لأسيل بأشياء حتى يطمئنها ما تدري وش يقول لها ....ولا تدري كيف أمها تفهم عليه!!
جواهر اقتربت من أسيل بلطافه: يا قلبي خلينا نحطها بغرفتها ترتاح !!
غسق زفرت زفرات حاره لما اقتربت منها أسيل وتسألها بيدينها وش فيها تبكي!
هزت رأسها بالنفي وهي تحاول محاولات فاشله ما تبكي !!
حاولت تطمئن أمها إنه كل شيء بخير ...تحاول تستجمع قوتها بعد خروج امها ...
ناظرت أبو مهاب الي نطق بعد خروج أسيل: وبعدين معك قلت لك على الطريق أمك ما أبغى تحس بشيء ...
ناظرته غسق بخيبه ونطقت بحرقه تحرق جوفها من أنانيتهم: أهم شيء أسيل ما تحس بشيء وأنا بالحريقه إلي تحرقني .. اسمعني الحين تحضر ايليف عندي
أبو مهاب رفع حاجب من أسلوبها الآمر معه: الي يسمعك يقول مقطعه نفسك عليها ...كم صار لك تاركه ايليف .. وكم مرة تتركينها وتروحين لزيارة أهلك ..لو كنت متعلقه بالبنت صحيح ما تركتيها ثانيه وحده !!
بعد ما تنتهي القضيه رح توصلك ورقة الطلاق ..وتقدري تسافرين عند مطلق وتكملين حياتك هناك.. أنا ومطلق تكلمنا بهذا الموضوع وخبرني بكل شيء!!
صكت على أسنانها بقوة ما شاء الله مجهزين  كل شيء ويحركونها مثل اللعبة ...ناظرت أبوها بحسافه يتابع الموقف بصمت كالعادة .. أشرت عليه بخيبه وحزن من انعدام السند لها : وانت يبه خليك ضيف شرف ما يخصك الموضوع...لا تخاف رح أودعك قبل السفر
سكتت لما تقدمت منها جواهر تبغى تصكها كف حتى تثمن كلامها ..بس يد مهاب كانت أسرع ..مسك يدها وبجمود نطق: اتركيها
جواهر بانفعال نطقت: ما تشوفها كيف تمادت بالكلام ...اسمعيني غسق لا تجبريني أتعامل معك بطريقه ثانيه احترمي نفسك أفضل لك!!
شدت غسق على قبضة يدها بقوة ... وناظرت أبوها بحسافه: كالعادة دوم تأخذ دور المتفرج... وأنا بالحريقه ...على الأقل عمي مطلق الي تغار منه وما تحبه أفضل منك بمليون مرة لأنه ما يسمح لأحد يؤذي عياله لو بنظره ...يدفع دم قلبه بالمقابل عياله يكونون بخير ...
جواهر بغضب نطقت: الله يأخذك انت ومطلق ...البلاء منكم
غسق ناظرتها بكره: ايه البلاء منا وولدك البريء المظلوم ... أنا وعمي خططنا لكل شيء ..وبعد ما نكمل الإجراءات رح أسافر وأتزوج هناك بعيد عنكم وعن قلوبكم السوداء !!
ابو مهاب نطق بغضب وتحذير: لا تتواقحي تراك للحين على ذمة مهاب!
تظنين مطلق حب فيك متمسك فيك ...غبيه غبية يبغى يضمن كل ثروة أسيل له بعد ما حصلوا عليها بما إنك البنت الوحيده ....حتى لو اكتشفنا وجود أسيل انت جدار الحمايه له
عقدت حواجبها بعدم فهم .. أي ثروة ما هي فاهمه شيء ... نطقت بدون ما تعطي لعقلها يحلل الكلام: عمر الظفر ما طلع عن اللحم..والدم عمره ما صار مويه!!
مهاب ابتسم بسخريه: موفقه مع عمك !!
نطقت بغضب من مهاب ..نظراته لوحدها  تصيبها بالجنون: انت بالذات لا تتدخل بحياتي ...أكرهك ليت إني ما شفتك ولا عرفتك ...ليت إني ما طلعت على الدنيا ولا عرفت أحد فيكم ...قلوب مريضه وحاقده!!
جواهر جلست عند غياث: تركنا طيبة القلب لك ولمطلق وللقاتل عماد
غسق تجاهلت جواهر وناظرت مهاب الي متكتف ويناظرها بنظره استعلاء واشمئزاز .. ما تدري هو يناظرها كذا وإلا عقلها يصور لها هذا الشيء ...كلامه للحين ما نسيته وكأنها تلاحق خلفه وهو الثقيل الي ما يبغاها ..وفوق هذا ما يبغى يعطيها ايليف ...رح تقهره مثل ما قهرها وتشعل النيران بقلبه مثل ما حولها لرماد ...رح تحرقه حتى لو كان على حساب نفسها ..نطقت بنبره ما قدرت تخفي الوجع فيها وهي تناظر جواهر: لا تقولين عن عماد كذا ....عماد كان شخص رائع ...ما غلط بيوم من الأيام ...عماد كان بلسم لروحي ..كان توأم لروحي من طفولتي حتى كبرنا ...ضحيت له بمستقبلي حتى دوم أشوفه بسلام ... لأنه كان يستحق التضحية ...
سكتت للحظات وهي تبتسم بحزن ..بعدها تابعت بنفس النبرة الموجوعه :ما تتصورين فرحتي بخروجه من السجن ..حسيت نفسي وكأني عصفور كان بقفص وأطلقوا سراحه ...فرحت بخروجه لأني رح أتطلق ونكمل حلمنا الي رسمناه من طفولتنا ...تمنيت ايليف تكون ولد ..وطول فترة الحمل وأنا أدعي ربي تكون ولد حتى يعطيني مهاب حريتي مثل ما وعدني ...كنت أعد الأيام بالثواني حتى أرجع لبيت عمي مطلق ...ما أنكر صدمتي لما سمعت بسالفه خطوبته .. وقتها حسيت روحي انشطرت وانهرت انهيار كامل ...صارت ظروف عند عمي مطلق واضطر يخطب له بنت غيري .... بس وعدني إنه يصحح هالغلط وترجع المويه بيني وبين عماد ... أنا وعماد
سكتت لما نطق أبوها بغضب: خلااااص
مهاب واقف يناظرها وبداخله نيران مشتعله من وقاحتها وكأنها ترش بنزين بكلامها على النيران الي بداخله..بكل وقاحه تتكلم قدام الكل كذا ...ما يقدر يحكم قلب الإنسان بس فيه شيء اسمه احترام وحياء ...عقد حواجبه لما نطقت بروح ميته: وليه خلاص؟!
خليه يعرف إني ما حبيت
سكتت وبقلبها تعزي نفسها لأنها ما حبت أحد غير مهاب ..وحتى عماد كل مشاعرها القديمه كانت أخويه وبالفترة الأخيرة تحولت لكره وحقد ..ما كملت كلامها لأنها ماقدرت تكذب وتقول إنها ما حبته!
فضلت السكوت والحزن يعتصر قلبها بعد ما تدمر كل شيء..يمكن تكون غبيه وبكلامها تزيد الطين بلل بس بنظرها السالفه خاربه خاربه على الأقل تقهرهم مثل ما قهروها!!
أبو مهاب زم شفته بعدم رضا: ليه سكتي ؟! كملي .. ترى ندري إنك ما تحبين عماد وجالسه تضحكين على نفسك ..ترى مطلق خبرني بكل شيء ...ما أدري وش هدفك من هالكلام .. بس ما يبرر لك تتكلمين بذي الطريقه بدون حياء على الأقل احترمي أبوك واحترميني ....
مهاب ما صدق كلام مطلق متأكد إنه غسق للحين على أطياف عماد .....ومستحيل يقبل لنفسه يكون مع إنسانه وقلبها وعقلها مع غيره ...نطق وهو يحاول يخمد النيران الي داخله ..وبنبره كانت كوكتيل من الخيبه والعتب والقهر نطق: قلت لك نطلع بالمعروف ..ما له داعي كل يوم تنزلين من عيني أكثر !!
زم شفته بقرف وهو يناظرها ...تحرك وهو يتابع كلامه:باكر أرسل لك ايليف هنا !!
ختم كلامه وطلع من المكان بهدوء...حست لما خرج انعدم الهواء من المكان ..... ناظرت أبو مهاب الي نطق بعتب: ما أدري وش استفدت الحين من كلامك؟!
اسمعيني زين ..انت الحين حفيدة لنا بغض النظر عن الماضي ..اكيد قسيت عليك ذيك الأيام ..أنا ما أعتذر عن ذيك الأيام لأنك بكل بساطه دقيت الصدر وجيتي مكان غسق مطلق ..مجبورة تتحملين كل شيء يصدر منا ...
والحين بعد ما انكشف كل شيء ...انت مثل بنات جواهر لك احترامك وتقديرك .. وإيليف رح تكون عندك وبنهاية الأسبوع عندنا ....رح نطوي صفحه الماضي ونبدأ من جديد ...
جواهر جدتك ولها احترامها ... أمك وأبوك
قاطعته غسق بروح خاويه بعد خروج مهاب حست بشيء انتزع من قلبها ...وبداخلها لوم وعتب على كلامها ...ليه ما كانت صريحه وتكلمت إنه عماد ما يعني لها شيء وكل الي شافه مهاب فهمه غلط ...
الحين ما ينفع الندم كل شيء بعيونها باللون الرمادي ..وبنبره خافته نطقت: عمي
أبو مهاب قاطعها: لا تقولين شيء ..أمك وأبوك ما أبغى أسمع إنك زعلتيهم لو بنظره ... والبنات اعتبريهم أخواتك ..وهذا البيت بيتكم... وإن احتجتم أي شيء اتصلوا فيني!!
ختم كلامه واقترب منها ...لا إراديا رجعت خطوة للخلف برعب وقلبها يدق بقوة....
ارتخت أعصابها لما ربث على كتفها وهو ينطق بتشجيع: انسي الماضي ..وكملي حياتك مع أهلك ...الدنيا أبواب إذا انغلق باب ينفتح باب ثاني ..ما تدري وين الخير لك!
استأذن وغادر المكان وللحين مصدومه ..هذا أبو مهاب أو بدلوه ؟!
وكأنها تبدلت الأدوار بين مهاب وأبوه ...ناظرت جواهر الي نطقت بهدوء: الحين تدلك لارا على غرفتك ارتاحي فيها ...وبعدين نتكلم !!
تحس فعلاً الحين محتاجه لمكان بعيد عن الكل بعد ما انهارت كل حصونها وما عاد لها قوة تتحرك ...
تحاشت النظر لأبوها وتحركت مع لارا بقلب ينزف من شدة الحزن!!!
بعد خروجهم انصدمت جواهر من غياث الي يبكي بخفوت .. نطقت بفزع :غياث
غياث وهو يمسح دموعه بضعف ..مقهور من نفسه ومن ضعفه ما يقدر يوقف بوجه أحد ...نظرات الخيبه والعتب بعيون غسق تذبحه ...ما يقدر يدافع عنها ...يحس بينه وبينها حواجز ...انمحت ابتسامته اول ما التقت عينه بعيونها وشحوبها والتعب واضح عليها ..ويدها ملفوفه بالشاش...تلبسه الضيق والكدر وهو يشوف الحال الي وصلت له ......ما قدر يسألها عن يدها وش فيها ...بعد ما تركها  في المستشفى..ما قدر  يبرر لها سبب تركه لها ...متأكد للحين زعلانه منه ....
يحسها وكأنها مجبره تقابلهم وتعيش معهم ...تذبحه من الوريد للوريد لما تحسسه إنها بلا سند ووجوده وعدمه واحد !!
نطق وهو يمسح دموعه: لا تـ تـ تقسي على غـ غـ غسق ..اتركيها..مـ مـ ما ابغى تكرهني أأأكثر..هي دد دنيتي
سكت وهو يمسح دموعه بيده المرتجفه!
جواهر ما يعجبها ضعف ولدها لزوم تكون شخصيته أقوى..نطقت تبرر له موقفها :غياث اسمعني زين ...أنا مضطره أكون معها حازمه لأنها غسق جالسه تغلط وما يصير نصفق لها ..لزوم نوقفها عند حدها ...ونستدرك عمرها الي جالس يضيع منها ...لا تخاف ما رح أقسى على حفيدتي.. أنا أبغاها تصحى على نفسها قبل فوات الأوان!
انت لا تشيل هم ..الحين عقلها ما هو متقبل تواجدها بهذا المكان ..مع الأيام رح تتعود ...
قريب رح تبدأ يا غياث برحلة العلاج ..ورح ترجع مثل قبل طبيعي وما ينقصك شيء بإذن الله!!..ورح تزين علاقتكم من جديد ...انت ارتاح ولا تضايق نفسك!!
**
**
**
في اليوم الثاني جالسه على السرير بسكون ..من البارحه قفلت الباب خلفها بالمفتاح وللحين ما طلعت ..ما لها رغبه تقابل أحد ..لولا حياة أحضرت لها إيليف كان ما فتحت الباب ... فوق صدرها جبال من الهموم ما هي قادرة تتحملهم أكثر ....
ناظرت إيليف الي بدأت تتملل وبعدها تبكي ..يمكن تبغى ترضع ...وقفت بضعف وخرجت من الغرفه تجهز لها الحليب ....
تمشي بخطوات هادئة ناظرت مزنه عندهم بالصالة ...حست ضاق صدرها أكثر ما لها خلق تقابل مزنه  ...للحين ما نسيت لما ضربتها على رأسها بالعصا بدون رحمه ....
اقتربت وسلمت عليها بيدها ببرود ...بدون ما تناظر غياث الموجود... للحين قلبها ما هو قادر يتجاوز كل شيء صار معها ...وبنبره هادئة نطقت: وين الحليب
جواهر أشرت على المطبخ: وضعتهم حياة بالمطبخ!!
مزنه باعتراض: وليه ما ترضعينها انت ...كم صار لها ما رضعت منك باكر ينشف الحليب
جواهر برفض: وش ذنب هالطفله ترضع حليب مقت وقهر .. ما تشوفين وجه الأم
مزنه بدون اقتناع: اسمعي مني ورضعيها انت ما  في مثل حليب الأم ..ارجعي يمه للبنت ورضعيها
مطت شفتها بسخرية من متى هذا الأسلوب الطيب والهدوء نازل عليها ....
جواهر أشرت لها: خلاص رضعيها
ناظرتهم للحظات بصمت وبعدها انسحبت بصمت لغرفتها...مزنه بعد انسحابها نطقت باستغراب: أشوفها هاجده اليوم!!
جواهر : البارحه قفلت الباب خلفها ورفضت تفتح الباب ولا عبرت أحد ..توقعت اليوم تنفر فينا..غريبه حتى حياة تقول أخذت منها البنت بدون ما تنطق ولا حرف!!
مزنه رفعت يدينها: الله يهديها ...أخوك يقول البارحه كانت مستشره عليكم ...الي مثلها المفروض تنكتم فوق ما كذبت علينا طول هالمده ...ومع ذلك سكتنا وغطينا على الموضوع واستقبلناها تأخذنا بالصوت ..الله يهديها!!
جواهر هزت رأسها : الحين كل شيء غريب عليها مع الأيام تتعود ...وجود ايليف معها رح يهجدها ..اليوم رح نطلع للسوق تشتري ملابس لها وتجهز أغراض المدرسه ..
مزنه هزت رأسها بتفهم: تكسبين فيها أجر ..الله يجزاك كل خير
ابتسمت لما تقدمت منهم أسيل والإبتسامة تشق حلقها ...قلبها ينفتح لما تشوفها وكأنها تشوف ميساء!!
سلمت أسيل وجلست عند جدتها وعيونها على غياث ملامح مقلوبه وتحس الضيق متلبسه ما تدري وش فيه متضايق كذا ..حتى غسق ما شافتها من البارحه قالوا لها نامت !!
**
**
**
محتضنه إيليف بحضنها .. زمان ما حملتها اشتاقت لها ... مسحت على شعرها وقلبها ينصهر تبغى تدخلها بضلوعها خايفه يأخذونها منها ..ما تدري كيف سلت عنها الأيام الماضية ...قصرت معها كثير!!
تنهدت بتعب الأيام الماضية كانت فوق طاقتها ...ما عاد لها حيل تجادل أو تقول أي شيء ...
ناظرت جواهر لما طرقت الباب بخفه ..وبعدها دخلت بهدوء ...
اقتربت من غسق وجلست على طرف السرير وبهدوء نطقت: نامت !!
هزت رأسها غسق بدون ما تنطق حرف واحد أو تناظرها!
جواهر قررت تعطي نفسها بال طويل عليها علشان غياث وأسيل ...وبهدوء نطقت: اليوم إن شاء الله رح نطلع للسوق وتشترين ملابس لك
ما توقعت غسق منها هذا الشيء ..نطقت برفض: ما أبغى
قاطعتها جواهر بحزم: اتركي العناد ...قلت لك إننا عائلة واحده ...غياث ولدي وأنا ملزومه فيكم غصب عني ... يعني لو رفعت يدي عنكم وقتها تقولين انت جدتي وغصب عنك ملزومه فينا!!
غسق ناظرتها وكلامها مضبوط هي حفيدتهم ومجبورين فيها ..بس بنفس الوقت ما تقبلت تأخذ منها ...نطقت بهدوء: عندي ملابس
جواهر نطقت بحذر : ملابسك بجناح مهاب تخلص منهم وما أدري وين راح فيهم
سكتت للحظات وهي تشوف الاندهاش على ملامح غسق : قلنا ننسى الماضي
غسق حست بخنجر وسط صدرها من تصرفه لذي الدرجه عافها .. وبتبرير نطقت حتى تحفظ آخر كرامه لها: ما قصدت الملابس الي عند مهاب ..في بيتنا
قاطعتها جواهر برفض: ولا تفكرين توصلين لذاك المكان!!
ما أبغى قطعه وحده يتمنن عليكم فيها مطلق ..الحمد لله ربي أنعم علي بالفلوس وما رح أقصر معكم ...
لا تخلي عنادك يغررك بالحقائق..مطلق شخص أناني كل همه نفسه وعياله ...وانت مجرد أداة يحركها لمصلحته ..شوفي نفسك كيف تدمرت حياتك ..وين مطلق عنك ؟!
غسق من اليوم بدأنا حياة جديده ..وجهزي نفسك للدراسة
قاطعتها غسق: أبغى اشتغل
جواهر هزت رأسها ما رح تعاندها وتسايرها : اشتغلي بس فكري بإيليف .. أول ما يسمع أهلي بذي السالفه رح يسحبونها منك ...لا تظنين حبا فيك تركوها هنا.. لأنك عندي وافقوا على تواجدها معنا ..لو فكرت تتركين المكان ما رح تشوفين ظفرها ...اتركي العناد وعيشي حياتك طبيعي مثلك مثل باقي جيلك !!
ما تنكر غسق كلامها صحيح ...لو قررت تشتغل أو تطلع من هذا البيت رح يسحبون ايليف منها ...ولو فكرت تستقر لوحدها وين تروح بإيليف وقت الشغل ...دام مصلحتها تدب بهذا المكان ..رح تجلس وتكمل دراسه وبعدها تغادر ...رح تعتبرها محطه من محطات حياتها ..ولما تنتهي مصلحتها تغادر بدون ما تلتفت للخلف!! ...بس ملابس ما رح تشتري !!
**
**
**
أم مهاب باهتمام سألت: وكيف إيليف؟!
مزنه ابتسمت: الي يسمعك يقول لها شهر ما شافتها!!
أم مهاب عبست ملامحها: أحسها وكأنها قطعه من روحي ..ما هو سهل علي تبعد عني!!
مزنه بتفهم: بس تبقى أمها أولى فيها!!
وباستدراك نطقت: مهاب ما شفته
أم مهاب بضيق: عند صديقه بالشقه يبغى يركز بدراسته .. الأحداث الي صارت عكرت مزاجه ..ما هو سهل عليه فجأة يكتشف زواجه المزور!!
الله يهديها غسق ما قصر معها مهاب كذا تجازيه ..دام إنها كانت محيره لولد عمها ليه ما قالت السالفه ..ليه تبني بيت على أساس متصدع !!
مزنه بضيق: ربي يعلم كيف تضايقت على مهاب وصدمته بالموضوع .. أحس من ملامحه انكسر بداخله أشياء ... أنا أقول ينتظر فترة وما يستعجل بالطلاق !
أم مهاب هزت رأسها بضعف: والله ما عدت أثبت على قرار ..ساعات أقول يطلقها وننهي كل شيء وساعات ارحمها وأقول ننسى الماضي ..بس مهاب رافض يتقبلها ...تخيلي يقول لي ما أبغى لا هي ولا غيرها .. واضح إنه عاف جنس حواء!
مزنه تنهدت : باكر تبرد السالفه ..الحين هو منفعل ويتكلم بأمور بدون وعي ...بينهم بنت ما لها ذنب تعيش مشتته ..ما أنكر إني رغبتي أزوجه حياة ..بس النصيب ما نقدر نحكم عليه ... وغسق الحين اختلف الوضع صارت منا وفينا !!
أم مهاب عيت الراحه تزورها ..ما هو سهل عليها تشوف ولدها خرب بيته كذا وحفيدتها مشتته بينهم...نطقت بعبوس: إن شاء الله ربنا ييسر الخير للجميع!!
**
**
**
واقفه بالصالة تتكلم بكل هدوء:ما أبغى اشتري شيء من السوق ...راجعه للملحق أجلب أغراضي من الملحق
جواهر تحاول تضبط نفسها بصعوبه: قلت لك الملحق الزفت تنسين أمره نهائياً...
نطفت برفض وإصرار: ما لك حق بهذا الشيء ...ما أبغى من فلوسكم شيء ...عندي ملابس وما أحتاج شيء
جواهرانفجرت من عنادها: اليوم الصبح لما كلمتك ما قلت شيء ..وش قلبك الحين ...وهونت عن السوق !!
غسق زمت شفتها بملل: أنا طالعه للملحق
قاطعتها جواهر بقوة: لا تقولين طالعه لوحدك بعد!!
لا تجننيني انثبري شوي وطالعين على السوق
غياث يتابع بصمت ...تعود دوم غسق تعمل الي تبغاه ..نطق بتردد:يـ يـ يمه اتركيها عـ عـ على راحتها
جواهر نطقت بغضب: هذا الي خربها .. عايشه لا سائل ولا مسؤول...وما أحد يقول لها لا .. أنا هذا الوضع ما يعجبني أبد..مثلها مثل بناتي والي أقوله يتنفذ بالحرف!
غسق برفض لكلامها: أنا مو مثل بناتك
حياة بانزعاج من المشاده بينهم ..هذي بدايتها..وبنبره راجيه نطقت : غسق يا قلبي ترى ما فيها شيء لو اشتريت ملابس جديده..هذا أنا خزانتي متروسه بالملابس ورح أطلع معكم اشتري ...بوقت ثاني تروحين للملحق وتجلبين أغراضك !!
حست حياة بالانتكاسه لما نطقت غسق بحده: ما يخصك!!
ملابس ما رح أشتري ...ما أبغى فلس واحد منكم ....قرفت من ذي الحياة ..من لما طلعت على الدنيا وأنا أحصل على فلوس وحاجياتي من الي حولي وكأني متسوله والناس تتصدق علينا ...خلاص قرفت من هذا الوضع وما رح استمر فيه ...
جواهر التفتت تلقائياً لغياث الي تغيرت ملامحه للضيق من كلامها.. أوقح منها ما شافت كيف تكسر أبوها بهذا الشكل وتحسسه بتقصيره وعجزه ...نطقت بغل وقهر: انت
سكتت للحظات ما لقت كلمه توصف حقارتها!!
غياث بصوت ضعيف نطق: يـ يـ يمه اتركيها عـ عـ على راحتها!!
حاولت غسق تكتم الضيق والاختناق الي تشعر فيه ما كانت تبغى تجرحه بذي الحقيقة ..بس خلاص ملت من ذي الحياة ..من قبل مطلق يتصدق عليهم ودمر حياتها وذلهم علشان هالفلوس ..والحين دور جواهر الي تبغى تطمس وجودها وتمشيها على كيفها وتتصدق عليها بفلوسها...ما تبغى أحد يتمنن عليها وهذا من أبسط حقوقها
ملامح غياث الي انقلبت أجبرت جواهر توافق وتساير غسق الحين ... لأنها  بكل بساطه ما تبغى تخسر ولدها بعد ما لقته ... وبداخلها تتوعد بغسق ..نطقت بعدم رضا : مثل ما تبغين الحين نروح للملحق!
حملت نفسها وغادرت جواهر تجهز نفسها ومعها بناتها ... كتمت غسق أنفاسها للحظات وقلبها انصهر لما نطق غياث اسمها بحزن عميق: غسق!!
ناظرته وهو يتابع كلامه: ااانا آسف ..مـ مـ ما كنت لك الأب الي
قاطعته غسق باختناق ما كانت تبغى توصل لهذا الحد  : لا تقول كذا ولا تعتذر عن شيء ما هو بيدك ... أنا أنا
أنا أعتذر ما كنت البنت الي تتمناها !
اقتربت منه قبلت رأسه وبخفوت نطقت: أنا آسفه على كلامي يبه !!
تركته وتحركت للخارج ودموعها تنزل بخفه ...ما تدري ليه مو قادره تقترب من أبوها اكثر من كذا ...تحس وجود جواهر وبناتها حاجز بينها وبين أهلها ..ما هي مرتاحه لتواجدها معهم .....

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن