جواهر جالسه مع غياث وتحاول بطريقه غير مباشره تسحب منه الكلام حتى ما يحس بشيء ... وبتساؤل نطقت: أخواتك قلت لي هنا بالمنطقة يسكنون؟!
هز رأسه بالنفي: مـ مـ ما أدري ...قـ قـ قلت لك ما في عـ عـ علاقه
جواهر هزت رأسها بتفهم: وغسق نفس الشيء؟!
غياث نبض قلبه لاسمها ..وبعتب نطق: قـ قـ قلت لي اليوم تـ تـ تروحين لها ...مـ مـ ما ارتاح لوجودها عـ عـ عند مطلق!!
زمت شفتها جواهر بضيق أي مطلق يقول عنه ... الزفت حمل قشه وهرب ... وبهدوء نطقت عكس الضيق والقلق الي بداخلها لغياب غسق : اليوم لما يرجع أبو مهاب ..رح نروح ..بس ما قلت لي غسق تعرف بيت عماتها ؟!
هبط قلبه وما ارتاح لسؤالها : ليه تسألين؟
نطقت تبعد عنه الشكوك: أخاف نروح وما نلقاها عند مطلق ..وتكون عند عماتها
قاطعها بنفي: لا لا .. مـ مـ مستحيل....مـ مـ ما يحبوني ولا يحـ بـ بـ بونها ..ما في عـ عـ علاقه بينهم ... حتى غسق ما تـ تـ تعرف بيتهم ...
جواهر زمت شفتها بضيق: لها أحد تعرفه يمكن تروح له إذا ما كانت عند مطلق!
نطق بغصه على طفولة غسق : ما تـ تـ تعرف أحد ..غـ غـ غسق حياتها مـ مـ محصورة معنا بـ بـ بالملحق وإذا طـ طـ طلعت تروح لبيت مـ مـ مطلق غير كذا ما تـ تـ تطلع !!
زاد هم جواهر ... إذا كانت ما تعرف أحد وين طست الحين ..معقول صار لها شيء !! ..تعوذت بداخلها من الشيطان وأسوأ الكوابيس تعيش بعلقها الحين .. إذا صار لها شيء سيء ما رح تسامح نفسها ...بس ما توقعت هروب مطلق.. وإلا كان ماتركتها !!
استأذنت وطلعت من عند غياث وعقلها يفكر وين راحت ؟!!
أم مهاب أول ما شافتها نطقت بتساؤل: وصلتي لأي معلومه ؟!
جواهر بضيق: يقول ما تعرف أحد ولا لها علاقه مع أحد
ام مهاب بهدوء : يمكن تعرف بس غياث ما يعرف عنها .. أكيد بينها وبين بنات عماتها علاقه بس ما يدري عنها!!
جواهر هزت رأسها بضعف وجلست على الكنبه والهم اكتسى ملامحها: والله ما أدري!!!
مزنه تناظرهم بصمت ...كان قرار متسرع من جواهر وأبو مهاب لزوم ما تركوها بالمستشفى ... وكأنهم يبحثوا عن إبره في كوم من القش ...نطقت بضعف: اتصلي بمهاب يمكن لقاها؟!
أم مهاب هزت رأسها بالنفي: دوبني كلمته يقول ما لها أثر ...يبغى يستفسر عن اسم أزواج عماتها ويسألون يمكن راحت
قاطعتها جواهر باستبعاد: غياث أكد لي إنه ما تعرف بيت عماتها وما في أي علاقه بينهم !!
أم مهاب بضيق جلست جنب مزنه: إذا لقوها استعجلوا بالطلاق ...خلاص لا تحملوا مهاب أكثر من كذا ..وربي أشوفه وكأنه شخص آخر ...طفت غسق فيه كل شيء جميل ...
مزنه عقدت حواجبها: وش فيك متغيرة كذا ؟! ..الكل كان ضدها وانت كنت محامي دفاع لها ..والحين أحسك مو طايقه تشوفينها
أم مهاب بكل شفافيه: أكذب عليك إذا قلت لك طايقه أسمع اسمها ...ما توقعت تعمل كذا ..والي يحرق قلبي البنت الي تركتها خلفها .. وكأنها يتيمه لا أم سائله عنها ولا أب !!
هذي البنت ضحية عادات وتقاليد غبيه .. وكأنه بهذا الشيء يرجع سيف للحياة!!
جواهر نطقت باستغراب من انفعال أم مهاب: تعوذي من الشيطان .. وإن شاء الله كل شيء وله حل !!
أم مهاب باختناق: كل الي أبغاه تنفصل عن مهاب وكل واحد يمشي بطريق لا نظلمها ولا تظلمنا وكأنه يا دار ما دخلك شر ..والبنت رح اعتبر نفسي أنجبتها بهذا العمر ..وربي من لما قررتم زواج مهاب وجاءت لهنا والمشاكل والنكد ما فارقنا ...حتى فرحتي بولدي البكر انطفت وما فرحت فيه.. وكأنه مطلق او أرمل!!
مزنه بضيق وندم على قرارهم بزواج غسق من مهاب ..وبهدوء نطقت: رح يتصلح كل شيء ...ورح تفرحين بمهاب بس المسأله يبغى لها وقت!!
جواهر بتأييد: الطلاق ما في مفر منه ..وغسق ما رح ترجع لهذا البيت ...رح تكون معي ..ورح ندفن الماضي ... وإن شاء الله ربنا يفرحك بعيالك !!
**
**
**
ما ارتاحت بالنوم هنا ...قلبها مقبوض وما هي مرتاحه ...قررت تطلع وتبحث عن وظيفه حتى تعتمد على نفسها ...
تواجدها هنا في بيت عمتها ما ارتاحت له.. إلي يحيرها ليه عمتها أصرت عليها تأخذها ...من متى الحنية نازله عليها ..غبية ليه جاءت معها هنا .... لزوم تكون أكثر حذر خلاص زمن الهبل راح وما رح تكون طعم سهل لأي أحد...
عدلت الشال قبل ما تطلع من الغرفه ..بعدها توجهت بخطوات هادئة للمطبخ عند عمتها ...
دخلت بحرج ما هي متعوده عليها ..ردت السلام بخفوت .. أم همام تحس نفسها تورطت .زوجها البارحه لما خبرته عصب عليها كثير ....بما إنه بين غسق وأهل أبو مهاب قضايا ما يبغى تتجرجر معها..وكذا تتشوه سمعتهم ...الجيران رح يظنوا وحده من بناته عليها قضيه ... وأصر عليها بأسرع وقت تطلعها من البيت ..ومطلق اتصلت فيه ما يرد عليها ..تحس نفسها بورطة ..إلي ذابحها هي إلي جبرتها وأصرت عليها تحضرها هنا والحين تقول لها مع السلامه ..
موقف صعب صعب وضعت نفسها فيه ..ما تدري كيف تتصرف ...كتمت ضيقها وحاولت تكون طبيعية... وبهدوء نطقت: هلا غسق ...كيفك اليوم ؟!
هزت رأسها غسق وهي تحس عمتها ما هي على بعضها !!
تواجدها هنا أبداً ما ارتاحت له ..وش يضمن لها إنها متفقه مع عمها مطلق عليها ..وتطلع لها سالفه جديده ما عادت تثق بأي أحد ...وبنبره هادئة نطقت: الحمد لله ... أنا راجعه للملحق هناك ارتاح أكثر!!
ما تنكر إنها شافت الراحه بعيون عمتها لماقالت كذا ..بس لسان عمتها نطق عكس عيونها: ليه ما ارتحت هنا ؟!
غسق تأكدت فيه شيء بس ما تدري وش هو .. ملامح عمتها ما ريحتها...شيء بداخلها يحثها تغادر المكان وما تجلس أكثر ...وبمراوغه نطقت: ما ارتاح إلا في بيتنا
أم همام بين نارين.. كيف تتركها تعيش لوحدها ..وهنا زوجها رافض رفض قاطع ...نطقت باعتراض: ما هو صحيح تعيشين لوحدك
غسق بإصرار: هو عين الصواب
أم همام بعدم اقتناع :المفروض تجلسين مع أهلك ..غياث
قاطعتها غسق تقفل الموضوع ما لها قلب تتناقش وترجع لنفس الموضوع: مشكورة على الاستضافة
استأذنت وطلعت و ما أعطت لعمتها فرصه توقفها !!
قفلت الباب خلفها بشويش ..بلعت غصتها والحزن خيم عليها ...ما تدري وش سببه ...ما تدري ليه تغير موقف عمتها ...البارحه كانت متمسكه فيها والحين وكأنها جاءت لها على طبق من ذهب تتخلص منها ... بدأت تشك بنفسها هي لذي الدرجه سيئة حتى الناس تنفر منها كذا ؟!....
وقفت على الشارع الرئيسي وشفتها تهتز تنذر بقرب موجه بكاء جديده...وين تروح الحين ...تحس كل الأبواب مقفله بوجهها .....تحتاج وظيفه تصرف على نفسها ...
التفتت لما حست بحركه خلفها .. ناظرت عمتها وهي تلهث وبعتب نطقت: وش فيك مستعجله طلعت وأنا أكلمك!!
أخذت نفس وتابعت كلامها: الحين ارجعك للبيت وين ترجعين لوحدك
ناظرتها غسق بسكون...توقعت جايه تركض خلفها تبغى ترجعها للداخل غصب عنها ...ما تنكر إنها تفاجأت من كلامها .. عماتها هذا حالهم دوم ..ما عمر وحده فيهم كلفت نفسها تتفقدها أو تهتم لأمرها ..غبية إن ظنت الحين رح تلقى وجه واهتمام من عمتها .. وبهدوء نطقت: مشكورة أعرف أرجع لوحدي
أم همام مدت يدها بالفلوس: طيب على الأقل خذي الفلوس دبري نفسك فيهم ... وأنا اليوم العصر رح أمرك بالملحق ما رح أتركك لوحدك!!
ناظرت غسق الفلوس بقرف ما وصلها لذي المرحلة إلا الفلوس... ذلها عمها مطلق بالفلوس ولوى ذراعها ... دوم تحس إنها كلفت عليه وهو يصرف عليهم ..ويوم عن يوم كان يزيد امتنانها له ...وبالنهايه خسرت كل شيء علشان كم فلس من عمها مطلق ...ما تدري وش نية عمتها أو وش تبغى منها .... الحين تذكرتها ؟!....يمكن تكون نيتها طيبه وفعلا تبغى لها الخير ...بس هي وصلت لمرحله ما عادت تثق بأحد ...وشيء رسخ بداخلها كل شيء تحبه وتتعلق فيه رح يتركها بكل سهوله ويدوس على مشاعرها بقلب بارد ...كتمت ضيقها وبهدوء نطقت: مشكورة يا عمتي ...ما أحتاج فلوس!!
ختمت كلامها وتحركت مبتعده عنها ... وموجه من المشاعر باغتتها خنقتها ما هي قادرة تكتمها أكثر ..سمحت لدموعها تنزل لعلها تريح قلبها ...خنقها شعور وكأنها متسولة تأخذ الصدقات من الناس ...هذا الي جنته من أبوها ..تنتظر الي من حولها يصرفون عليها ...كانت أمنيتها تأخذ مصروفها من أبوها ....ما تدري ليه بداخلها متحامله على أبوها هالكثر ...عمرها ما توقعت العلاقه بينهم تسوء بهذا الشكل ..
وقفت بعد ما حست إنها قطعت مسافه طويله عن بيت عمتها ...استندت على جدار أحد البيوت ...فكت الشيله عن وجهها ..ضاق التنفس عندها ...
أخذت نفس عميق وزفرت بقوة ...كل شيء من حولها يخنقها ...حتى لو زعلت من أبوها ..أمها وش ذنبها ..الحين أكيد تحاتيها ..تركتها في بيت أبو مهاب وما رجعت ...وحتى إيليف معقول افتقدتها ؟!
طلعت منها آه جرحت قلبها وهي تحس بتقصيرها مع إيليف...
زمت شفتها بحزن ما هو بيدها تتركها ...لو أخذتها الحين وين تروح فيها وما معها فلس واحد تصرف على نفسها ...رح تبحث عن وظيفه تعتمد على نفسها وبعدها تأخذها غصب عنهم !!
تحركت كم خطوة سرعان ما توقف لما لمحت إعلان وظيفه بالجهة المقابلة !!
تحركت بدون وعي حتى ما كلفت نفسها تنتبه إذا في سيارات قبل ما تقطع الشارع ..كل الي تبغاه تحصل على وظيفه وما تحتاج بني آدم يمن عليها ويذلها بكم فلس !!
من اليوم تبغى تعتمد على نفسها وتطوي الماضي ووجعه !!
وقفت أمام الإعلان وتمسح دموعها الي رفضت تتوقف وبنفس الوقت تضحك ما توقعت تلقى وظيفه بذي السرعه ..تمتمت بالحمد ...كانت عبارة عن كوكتيل من المشااعر ..تبكي وتضحك بنفس الوقت ...وملامحها الي يشوفها رح يظن إنها عاشت بزمن البؤساء!!
**
**
**
أم سيف تناظر أسيل بعجز ما هي قادرة تفهم عليها وش تبغى ....
التفتت على أم مهاب وجواهر لما دخلوا .... أم مهاب ردت السلام وبدأت تسأل عن وضع أسيل!
أم سيف بضيق: من الصبح تسألني عن شيء بس ما أدري وش هو ..عجزت أفهم عليها ...وربي تكسر خاطري!
جواهر بضيق: يمكن تسأل عن غسق؟!
أم مهاب زفرت بضيق: هي أم يمكن إحساسها إنه ابنتها صاير معها شيء ....
وبهمس تابعت كلامها:يا رب استودعك غسق!!
جواهر هزت رأسها بأسف ما هي قادرة تفهمها الصبح كانت قالبه على غسق وحالتها حاله والحين تستودعها..نطقت باستغراب: عجزت أفهمك !!
أم مهاب خنقتها العبرة ...مخنوقه من كل شيء ...مقهوره على ولدها وصدمته بغسق ..وبنفس الوقت مقهوره على غسق بعدها صغيره .. أحياناً تحملها المسؤولية وأحياناً ترحمها ... بالنهاية الي تدمروا بسبب ذي العادات ..مهاب وغسق وإيليف ...والثلاث ما لهم ذنب أو علاقه بموت سيف ... تشوف إنه الأوضاع ما رح تتحسن إلا إذا تم الطلاق ... وقتها رح الأوضاع تهدأ وكل شخص ينشغل بنفسه ويكمل مستقبله
أم سيف إلي نطقت باستغراب من سكوت أم مهاب وعيونها إلي تنذر بالدموع: صاير شيء بالبيت؟!
أم مهاب تمالكت نفسها ما تبكي ..وبخفوت نطقت : لا
ام سيف هزت رأسها بعدم اقتناع وبتساؤل نطقت : ما في خبر عن غسق؟!
جواهر والهم واضح على ملامحها .. جلست على طرف السرير ..ومسكت يد اسيل الي تناظرهم بصمت ...ابتسمت لها .. وبعدها ناظرت أم سيف : مهاب توصل لعنوان عماتها ورح يروح يسأل عنها هناك؟!
أم سيف باستغراب: مهاب ؟!توقعت لما يعرف يقول جعلها تضيع وما أحد يلقاها بعد سواد وجهها
قاطعتها جواهر بضيق:استغفر الله ..وش هالكلام ؟!
تراها للحين زوجته ...ولا تنسي إنها حفيدة لأهلي وأي شيء يصير يمس العائلة ..خلاص ترى باخت السالفه اتركي حقدك على البنت تراها مو ابنة مطلق!!
أم مهاب تنهدت و ناظرت اسيل توزع نظرها بينهم حست قلبها أوجعها ...وش أصعب من شعور يكون بداخلك كلام وأسئلة وما تقدر تنطق حرف ...ربنا أنعم علينا بلسان يلقلق طول الوقت ويا ليت نستعمله بما يرضي الله ...ما نترك غيبه او نميمة أو كذب أو افتراء وشتيمه إلا تكلمنا فيه ..ونسينا يوم رح يكون هذا اللسان رح يشهد علينا بكل شيء .... ليت نقدر نسيطر عليه وما نلفظ إلا الشيء الي يرضي ربنا ...هو نعمه ونقمه بنفس الوقت ..ويا حظ الي كان لسانه طريق للجنه .... حمدت ربها على نعمه اللسان ..واقتربت من أسيل وهي تؤشر لها وتطمئنها كل شيء بخير ..من لما دخلت المستشفى ما تركوها والثلاثه يتناوبون عندها .....
الكل أحب أسيل وكأنها جزء من العائلة ويعرفونها من وقت طويل ....أسيل من الأشخاص الي يدخلون القلب وتحس بطيبة قلبها وبساطتها...
*
**
*
ما كانت الوظيفه سيئه بما إنها اكتسبت خبره في بيت أبو مهاب بالطبخ والتنظيف ...رح تمشي نفسها هنا .. لوقت تلقى عمل أفضل ...
ناظرت وحده من العاملات لما طلبت منها تغسل الأرز .. هزت رأسها بطاعه..تضغط على نفسها وتتجاهل تعب جسدها ...لزوم تثبت وجودها ... طول القت تبذل كل جهدها ما تفكر بأي شيء يحزنها وينهي باقي قوتها ..لزوم تتماسك وتثبت وجدوها....
رفعت رأسها على سؤال صاحبه العمل: انت انتقلت هنا جديد يا غسق ؟!
غلف السكوت غسق للحظات وهي ترتب الكلام بعقلها ..وبهدوء نطقت: أنا أسكن بمنطقه *********
هزت رأسها صاحبه العمل بتفهم..وناظرت فاطمه الي نطقت: تصدقين انا كنت هناك أسكن وانتقلت من فترة لبيت قريب من هنا ...مين أهلك يمكن أعرفكم ؟!
غسق هزت رأسها بضيق: ما أعتقد في معرفه من قبل!
ختمت كلامها ورجعت تكمل شغلها ...كلما تحاول تتناسى أهلها ..تطلع لها سالفه وتذكرها فيهم ...
بعد وقت توجهت تقشر البصل .... تحس بالحراره داخل عيونها من البصل .... بدأت دموعها تنزل بخفه ما تدري تبكي من البصل وإلا من أوجاعها ...
ابتسمت بمراره لما نطقت فاطمه بمزاح: الحمد لله جيتي اليوم وريحتيني من تقشير البصل وإلا كان الحين جالسه ابكي مكانك!!
دعاء بابتسامة: ليه البصل قاسي لزوم يخلينا نبكي !!
وربي لما يشوفني مهاب أقشر البصل
غسق حست الزمن وقف عند اسم مهاب ....تنهدت بوجع واسم مهاب زاد من دموعها تحس الرؤية ضبابيه ما تشوف شيء...ما توقعت بيوم تتعلق فيه ...الحياة بدون الأربعه (أمها وأبوها ومهاب وإيليف )ما لها طعم ...ما تدري ليه اتفقوا هلى هجرها مرة وحده ...نفوها من حياتها بذي السرعه وما سمعوا تبريرها ....
متأكدة أبوها رح يسامحها وترجع المياه لمجاريها مع الأيام ..تعرفه أبوها ما يقوى على هجرانها ...أما مهاب ... متأكدة خسرته للأبد ..ما كانت تبغى تطلع من حياته بذي الصورة البشعه ...كانت تتمنى لو كان بينهم الفراق تغادر حياته بصورة جميله...ويذكرها مهاب بالخير ...أما الحين هي بنظره خاينه له ..تراكض خلف ولد عمها ....كيف تقدر تقنعه إنه كل هذا ما هو صحيح ..كيف تقنعه إنها ما حبت غيره ...ومشاعرها نحوه صادقه .. ومشاعرها نحو عماد مجرد أخويه ومن بعد الأحداث تحولت لكره عميق ...كيف يقتنع إنه ما في قلبها غيره ...لما تتذكر سالفه الحضن تفقد الأمل للأبد ...أي عاقل يقتنع بشيء عكس الي يشوفه ...كره عماد بداخلها يزداد بسببه خربت علاقتها بمهاب ..ما رح تسامحه ما رح تسامحه
شدت على أسنانها من شدة غيضها وقهرها...سرعان ما نقزت لما صرخت فاطمه برعب وهي تشوف الدم : يدك يا مجنونه!
لحظة استوعبت غسق الموقف ...ناظرت يدها برعب وهي تشوف الدم وكأنه نافورة ..كيف جرحت نفسها ما تدري ...كل شيء فيها يرتجف ...منظر الدم ارعبها ...
غمضت عيونها لما ضغطت فاطمه على الجرح تحاول توقف الدم ..نطقت بخوف: جرحها عميق لزوم نأخذها للمستشفى!!
صاحبه المطبخ بقلق : بس أوراقها ما هي معها في بيت جدها ...كيف نحصلهم
دعادء بانتقاد: ما أدري كيف نسيتي حقيبتك هناك ...خلاص نسجلها على بطاقتي!!
سامره تعجلهم: وأنا اقول كذا ما في حل غير كذا !!
غسق تحس رح تفقد الوعي من رؤيه الدم وريحته ....نطقت بضعف: ما في داعي للمستشفى
قاطعتها فاطمه بانفعال: انكتمي أفضل لك !!
**
*
**
ما تدري ليه حتى بعد ما خيطوا جرحها ترتجف كذا ... تحس يدها وكأنه أحد يغرز فيها إبره بقوة ... عبست ملامحها بقوة تمنع موجه بكاء قويه تجتاحها من الألم.... ناظرت فاطمه الي نطقت بلوم : الله يهديك ما تناظرين وانت تشتغلين ..ربك ستر ..جرحك عميق ولزوم تعقمينه وتغيرين عليه ...
دعاء مدت يدها وهي تشوف الدموع أخذت مجراها على خدود غسق .. متأكدة تبكي من شده الوجع ... جرحها عميق وبنبره هادئة نطقت: تأخرنا لزوم نرجع الحين !!
غسق هزت رأسها ومسكت بيد دعاء ... أول ما وقفت حست الدوار داهمها ..تمسكت بدعاء بقوة ...
فاطمه باهتمام: فقدت دم أكيد رح تشعرين بدوخه..تمسكي بدعاء زين !!
دعاء تطمئنها: لا تخافي ..قولي بسم الله !!
هزت رأسها وتحركت وهي تحس الدوار بدأ يخف ...بس عدم التوازن للحين مرافقها ...حمدت ربها المطبخ الي تشتغل فيه جنب المستشفى ...تمشي بالشارع وهي متمسكه بدعاء ..ما تدري كيف رح ترجع للبيت وهي بذي الحالة ...تعبانه كثير ..شدت على شفتها بقوة من شدة الألم ...يدها تخز عليها بقوة ..ناظرت مكان الشغل وناظرت فاطمه الي نطقت: الحين ترتاحين داخل ..نتصل بأهلك
قاطعتها غسق برفض: ما له داعي ...بيت عمتي هنا قريب ... أروح عندها ... أثقلت عليكم وعطلتكم
دعاء ناظرتها بلوم: وش هالكلام ..حنا مثل الأخوات!!
هزت رأسها وبامتنان نطقت: ربي يفتحها عليكم ..
اكتفت بذي الجمله ...ما لها حيل تتكلم أكثر ..بالرغم إنه بداخلها مشاعر امتنان لهم بس ما فيها حيل تترجمها لكلام ...تركت يد دعاء وهي تظهر قدامهم إنها بخير ...
بعد ما أكدت لهم إنها أفضل وبخير ..تركتهم وتحركت مبتعده عنهم بخطوات بطيئة ما تقدر تمشي أسرع من كذا ..بعد ما فقدت الوظيفه ...الحين بحالها هذا ما رح تلقى شغل .....
وين تروح الحين وعلى مين تعتمد وتكمل باقي حياتها ؟!
رفعت نظرها للسماء وبصوت هامس باكي نطقت : حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش " يا رب كل أبواب الدنيا تقفلت بوجهي ..ما لي غير بابك يا حليم يا كريم... فرج كربتي "
تنهدت وبدأت تردد "اللهم صل وسلم على سيدنا محمد"
ما بقى شيء على المغرب ..ما تتوقع يمداها توصل للبيت قبل الغروب .....حست رح تفقد توازنها وبسرعه تمسكت بالعامود القريب منها ...تنفست بصعوبه وهي تحس جسدها بدأ ينهار وأكثر من كذا ما رح تصمد !!
قررت تسرع لزوم توصل البيت قبل ما تفقد الوعي ...تحركت بضعف أكثر من كذا ما تقدر تسرع ..عضت على شفتها ووجع يدها رجع يشد عليها .....ما انتبهت للسيارة الي وقفت قريب منها..تابعت طريقها بدون ما تناظر من حولها ..تحس انها بدأت تفقد التىكيز من حولها لزوم تسرع قبل ما تفقد الوعي...
نقزت برعب لما حست بشخص سحبها من يدها ولفها له بقوة والشرار يطلع من عيونه : انت تعديتي حدودك !!
حست الزمن توقف للحظات وبهمس ضعيف نطقت:مهاب
ما ترك لها فرصه تتكلم سحبها معه للسياره ...كتمت ألمها لما أجبرها تدخل السيارة من الخلف...وقفلها!!
انحنت وهي تخفي يدها وقطرات الدم غطت الشاشه ..واضح انه انفتح من جرحها شيء ... حست فيه لما حرك السيارة بدون ما ينطق حرف واحد ...
بداخله نار مشتعله من تسيبها ...لما سأل عمتها قالت إنها غادرت من الصباح ..والحين المغرب وش تعمل هنا للحين ...لا سائل ولا مسؤول ...يحس كل لحظة يزيد الكره والحقد الي بقلبه عليها ...كان يشوفها البريئة الطيبه بس تفاجىء بوجهها الحقيقي ..الي يقهره كيف رضيت البنت تنتسب لأم غيرها ..ما فكرت بالعواقب ..باكر ابنته تكبر وبالمحكمة يصير عيال مطلق محرمين عليها وهم بالأساس ما يصح تتكشف قدامهم ...من لما سمع خبر إنه مطلق مسافر وغسق ما لها أثر وهو جالس يدورها ...وفوق هذا متلثمه ونص وجهها طالع.. متأكد هذا الفصل رح يزفت بدراسته والسبب غسق ....زفر بضيق وهو يحاول يمسك أعصابه ويكون هادىء ..التفت لها منحنيه والصمت يغلفها ... توقع تصرخ وتصج رأسه حتى ينزلها من السيارة...بس ساكنه ولا حركه صدرت منها ....تعوذ من الشيطان بداخله ..ما يبغى يفقد أعصابه حتى ما يحصل شيء ما تحمد عقباه ....نطق بهدوء عكس ملامحه: عمتك قالت لي غادرت من الصبح ...وين كنت طول هالوقت ؟!
رفعت رأسها تفاجأت من سؤاله وإنه وصل لعمتها ...والأهم ليه يبحث عنها ..معقول يبغى يسلمها للمركز ...فكت الشال عن وجهها وهي تحس بالكتمه والاختناق من هذا الاحتمال ...حست بوجع بقلبها لما التقت عيونهم ..الكره والحقد واضح بعيونه بس ماسك نفسه بصعوبه ..ما تمنت توصل العلاقه لهذا السوء ...ما تمنت توصل حياتهم لطريق مسدود ...
عقلها بدأ يستذكر لما كانت بالديره بعد زواجهم وأحضرها هنا بالسيارة كانوا لوحدهم بالسيارة ...تحس ذاك الموقف مشابه للموقف الحين بالضبط ...بس الفرق بينهم المشاعر ...
وقتها لما رجعت معه كانت مشاعرهم متشابهة...كانت حاقده عليه وبقوه ..وهو نفس المشاعر حاقد عليها ...كل واحد فيهم يحمل مشاعر حقد وانتقام بداخله ...
والموقف الحين نفس المشاعر ما تغيرت ..هو حاقد عليها بقوة ..والكره والقرف لها واضح بعيونه .... بس شيء واحد تغير الي هي مشاعرها ....بداخلها حب كبير له بالرغم من الي صار إلا إنها تعذره ما هو من السهل عليع يتفهم الموقف ..وبنفس الوقت ما تدري كيف ابوها نقل له الحدث ...ما تلومه على رد فعله ... ما رح تعتب عليه!!
تعتب على نفسها الي وثقت بكل شيء من حولها لحد الغباء ....
استفزه سكوتها وكأنها تبحث عن كذبه جديده حتى ترد على سؤاله وتغطي على غيابها..وبصوت حاد نطق: وين كنت ؟!
ناظرته والدموع تلمع بعيونها...بلعت غصتها بصعوبها من أسلوبه معها حتى لو كان معذور بس طريقته تجرحها خاصه إنها ما غلطت ..نطقت بصوت ظهر فيه الاهتزاز: أن
قاطعها لما لمح يدها ملفوفه بالشاش والدم يغطي الشاش : وش فيها يدك ؟!
هزت رأسها بالنفي ..وهي تحاول تكتم وجعها ما تبغى شفقه من أحد : ما فيها شيء جرح بسيط
سكتت لما حسته صد وكأنه ما هو مهتم يسمع منها ...أكثر شيء يوجعها لما أحد يصد عنها ...تتذكر لما كان أبوها يزعل منها ويصد عنها تحس كل الأبواب تتقفل بوجهها ...
ناظرت الطريق ما تدري وين رح يأخذها ...ولا سألته وين يبغى يأخذها ..وش فيها البرود يحيط فيها كذا .. وكأنها واثقه من مهاب ما رح يؤذيها .....لحظه لحظة وكأنه عقلها بدأ يستوعب ...هم طردوها من حياتهم .. والحين جاي يدورها ويبحث عنها...
هبط قلبها برعب لما وصل لنتيجه أكيد يبغى يسلمها للمركز ...
آه من الغباء الي فيها والي يقهر جالسه معه تبغى تبرر له عن مكانها ...غبيه إذا ظنت رح يسامحها ويفتح لها صفحه جديدة ...ملامحه وعيونه أكبر دليل إنه ما هو ناوي على خير ...حاولت تخفي ضعفها وهي تنطق بأمر: رجعني لبيت عمي
زمت شفتها بقهر لما تجاهلها ولا كأنها تتكلم ...انحنت تتفقد جرحها لما حست الدم يتدفق وما توقف .....عقدت حواجبها لما دخل من بوابه المستشفى .. وركن السيارة بالمواقف والصمت يخيم عليه...حست قلبها سقط من مكانه معقول أحد من أهلها صار له شيء وعلشان كذا جاء يدورها عند عمتها ...عجزت تأخذ النفس بسهوله ..خايفه تسمع خبر سيء عن أهلها ...
ناظرته لما نزل من السيارة بدون أي حرف ..راقبته لما توجه لجهتها فتح الباب وبنبرة حاده متوعده نطق: انزلي
نزلت وكأنها عجوز بآخر عمرها ..ما تدري وش فيها مب قادرة توقف على رجولها ...تحس رح تسمع خبر يشلها ...ما فيها طاقه تتحمل أي شيء جديد ..وحتى الحروف خانتها مب قادرة تسأل ليه هم هنا .. خايفه من الجواب !!
استندت على السيارة توازن نفسها ..تحت عيون مهاب الي يناظرها بجمود ...
قبل ما تتحرك نطق: تبغين عربايه؟!
ما تدري ليه حست نبرته ساخره وكأنه يتمسخر عليها. ... ما يدري عن وجع جسدها ..
يتمسخر عليها وما يدري إنها فعلا تحتاج لعربايه ما عاد فيها حيل تمشي أكثر ..بس الكرامه ما رح تهدرها قدامه وتظهر ضعفها أكثر ...ما ردت وتحركت للمجهول ..ما تدري ليه هي هنا !
دق قلبها بقوة لما سندها بيده .. بغت تبعده عنها ما تبغى شفقه من احد وخاصه مهاب ... بس لما نطق بجمود: عجلي
حست إنه فعلاً الوضع خطر وفي خبر سيء رح تسمعه الحين !!
عقدت حواجبها باستنكار لما دخلوا الطوارئ ...اقترب من سرير فارغ ...ترك يدها ونطق بنفس الجمود: اجلسي هنا
قفل الستاره وغادر ...تحاول تستوعب ...ليه هي هنا ؟!
وش السالفه ما تدري ؟؟!
عبست ملامحها لما حركت يدها ....معقول انفتح الجرح ؟!
رفعت نظرها لما دخلت الدكتورة والممرضه .. اقتربت الدكتورة وبدأت تسأل عن سبب الجرح ؟؟
غسق عقلها عجز يستوعب معقول للحين يحبها بس هو زعلان منها .. وأكبر دليل اهتمامه لجرحها ....ظنته تجاهلها وما هو مهتم للجرح ..لو كان ما يهتم لأمرها ما جلبها هنا حتى يعالجها ....ما تدري مشاعر جميله بدأت تدغدغ روحها الميته ... وأمل ضعيف بدأ يتسلسل لروحه إنه مل شيء رح يتصلح ..
عبست ملامحها بقوة من قوة الألم انتزعت الدكتورة الشاش .رجعت تسألها عن سبب الجرح مرة ثانية ..للحين ما ردت عليها ..
نطقت غسق باختناق من شدة الوجع: سكينه
تابعت الدكتورة أسئلتها وين خيطت الجرح وبعض الأمور المتعلقه بالجرح ...
بعد وقت تحس طاقتها نفذت من شدة الألم بعد ما عدلت الخياطه وعقمت الجرح ولفته من جديد ...
غمضت عيونها بقوة وهي تكتم صرخاتها ...الحين الوجع أكثر من قبل ...
تحاول تسترخي بعد خروج الدكتوره ..تحس الدوار رجع لها من جديد ... بدأت تردد بخفوت " الحمد لله" بملامح مشدوده على الأخير ...
بغت تغمض عيونها سرعان ما تراجعت وحاولت تخفي ملامح الألم لما دخل مهاب عندها ...كرهت يشوفها بهذا الضعف ....تحاشت النظر له حتى ما تضعف أكثر وتنهار بالبكاء ....
واقف يناظرها وكأنه جايه من مدينه الأشباح ...ما ندم وهو يشوف اللون الأزرق عند فكها .. لأنها تستحق أكثر من كذا ... تعدت حدودها وما لقت شخص يوقفها عند حدها ..وبنفس الوقت بداخله صوت ضعيف يرفض يشوف غسق بهذا الحال وهو يذكره بأيامه الأخيره معها ... عبس ملامحه ما يحب يشوفها بهذا الحال تعبانه ...ما هو من طبعه يقسى على أحد ..كيف اذا كان هالشخص قطعه من قلبه ...ما ينكر إنه كان صادق معها بس هي دمرت كل شيء ..ما ظلمها هي ظلمت نفسها بنفسها ....طرد هذا الصوت الي يدافع عنها حتى ما يضعف ...الي عملته والي شافه منها ما رح يغفره لها ...وبجمود نطق: تحركنا!!
ناظرته بخيبه.. وكل أحلامها الي نسجتها بعقلها طارت وهي تشوف بعيونه قسوه وحقد ما شافتهم من قبل ..وبرفض نطقت: ما أبغى أرجع معك
نطق بنفس الجمود وكأنه ما سمع رفضها : رح نطلع لغرفة أمك ..تزورينها
قاطعته وهي تنهض بملامح غير متزنه: أمي ؟! هنا ؟! وش صاير لها ؟!
مهاب ما كلف نفسه يرد على أسئلتها..مد يده لها حتى يسندها ...
ناظرت يده بقهر ..تكره أسلوبه الجاف بالتعامل معها ...كالعاده يتعامل بإنسانيته فقط .... متأكدة لو يطلع بيده كان كسرها تكسير ... كرهت هالإنسانية..ما تبغى منه مساعده ...تحاملت على نفسها ووقفت وهي تضم يدها المصابه لصدرها ...وشاده على شفتها بقوة بعد ما نطقت: ما أبغى مساعدة منكم!
ناظرها للحظات ..مط شفته بسخرية من ردها ...تركها وتحرك للخارج بدون ما يكلف على نفسه يرد عليها !!
تحركت للخارج خلفه ....قلبها يدق بقوة ...خايفه على امها ...لو يصير لها شيء ما رح تسامح نفسها....ما قدرت تسيطر على دموعها أكثر ..
دخلت معه المصعد وبدأت تمسح دموعها بيدها.....
واقفه بعيد عنه وكأنهم أغراب ...ما أحد كلم الثاني .. بداخلها كلام كثير له بس ما هو وقته الحين ..كل الي تبغاه تطمئن على أمها وتعرف وش فيها .....عقدت حواجبها لما نطق ببرود بعد ما انفتح المصعد وخرجوا: أمك عملت العمليه ونجحت !!
تحس نفسها بحلم ... تابعت خطواتها خلفه بعدم تصديق ..متى عملتها وليه هي آخر من يعلم ؟!
أشر لها على الباب ... أول ما وصلت أخذت نفس عميق ...مو قادرة تصدق ....فتحت الباب ودموعها ما توقفت ...نطقت بضعف وهي تشوف امها مستلقيه على السرير بسلام: يمه!!
أسيل تفاجأت من دخول غسق .. ابتسمت بفرح لشوفتها ما تدري وين غابت عنها !!
ابتسامه أمها تسوى الكون كله ...تبغى ترتمي بحضنها حتى تنسى كل شيء سيء مرت فيه ...بس وقفها صوت كريه بالنسبة لها : خليك بعيده عنها للحين ما تعافت من العمليه .. اجلسي هنا وفكينا من الدراما تبعتك!!
غسق نطقت بعبوس: أنا وين ما أروح ألقاكم ..وش تبغون مني؟!!
وليه انت هنا أصلا عند أمي؟!
أم سيف ناظرتها بتقييم: والله ربنا يسرنا لأمك بعد ما رمتيها علينا ... وجدتك مزنه أصرت تعالج أمك والحمد لله ...من لما عملت العمليه ونحن عندها ..بعد ما رمتيها!!
غسق كانت تبغى ترد بس سكتت وهي تشد على شفتها من وجع يدها ...جلست قريب من أمها ...وهي تحاول ما تتوجع قدام أمها ...ما رح تهدر طاقتها الآخيره على أم سيف..ناظرت أمها الي عيونها تتساءل عن الشاش إلي بيدها !!
حاولت تبتسم حتى ما تقلق أمها بس عجزت تبتسم ..ما قدرت ترسم ابتسامه صغيره على محياها...تحولت محاولتها لموجه بكاء قويه ...تحاول تسيطر على نفسها بس عجزت ... دفنت رأسها على السرير وهي مستمره بالنحيب ..تتمنى لو أمها تسمعها وتفضفض لها كل أوجاعها !!
أم سيف انقهرت من غسق والمناحه الي عملتها. ...وخاصه وهي تشوف خوف أسيل عليها ..ما هو من صالحها تنفعل أسيل ..تحاول تؤشر لأسيل وتفهمها إنها مشتاقه لها وما تدري عن العملية!
التفتت على مهاب الي دخل ..نطقت أم سيف بقهر: كل المشاكل من أمك ..وش استفادت الحين لما أصرت عليك تجلبها هنا ...شوف كيف أفزعتها ..يا كرهي للدراما !!
خذها قبل ما تنتكس حالة أسيل!!
مهاب ناظر أسيل والخوف واضح عليها وهي تشوف بكاء غسق ...بعد ما دخلت غسق الطوارئ خبر أمه إنه لقاها ..وأصرت عليه يجلبها لأسيل ..طول اليوم واسيل تسأل عنها حتى يطمئن قلبها ...ما توقع تعمل كل ذي المناحه ...
يحاول بالاشارة يطمئن أسيل إنها بخير وما فيها شيء.. تنهد لما شاف ملامح أسيل ارتاحت لما فهمت من مهاب إنها مشتاقه لها كثير!!
بعدها نطق وهو يكلم غسق بجمود: حالة أمك ما تتحمل الانفعال...اتركي عنك ذي الحركات وتصرفي بعقلانيه لو لمرة وحده بحياتك ...
زم شفته بضجر وهو للحين يسمع نحيبها ...ما يدري ليه كل هالبكاء ..صدق المثل ضربني وبكى وسبقني واشتكى .... ما يدري سبب الجرح بيدها وما يدري للحين وين كانت بالأيام الماضية ...
كتم ضيقه وتوجه لجهة الشباك بعد ما انقطع البكاء عندها ..ناظر أم سيف الي اقتربت منه وبتساؤل نطقت: وين لقيتها؟!
ما له مزاج بالكلام ...يحس كل الأحداث حمل ثقيل على صدره ..ويحاول بصعوبه يضبط نفسه وما يعفس الدنيا من حوله ...نطق بهدوء خارجي:عند عمتها!!
ام سيف باستغراب: كيف غياث يقول ما تعرف بيت عمتها
قاطعها بضيق: خالتي ما لي خلق للاستجواب !!
أم سيف مطت شفتها وما علقت وهي تناظره ...عيونه للخارج والهم واضح عليه ...
التفتت على غسق الي رفعت رأسها والهدوء يخيم عليها ...
اسيل رافقها القلق على حالة غسق وخاصه مع الشاش بيدها ...رجعت تؤشر على يدها تسأل عن سبب الجرح !!
غسق تلوم نفسها ..ليه ما ضبطت نفسها ..كذا تقلق أمها ووضعها ما يحتاج الانفعال ...ما تدري ليه لما شافت أمها كل حصونها انهارت ...وما قدرت تمسك نفسها ... لزوم تريح أمها وتكون مرتاحه وما تحمل همها .. بدأت تؤشر لها إنها لما قطعت تقطع البصل جرحت نفسها ... وإنه جرحها بسيط
ما تدري إذا فهمت عليها أو لا ..حاولت توصل لها إنها مشتاقه لها كثير ..وإنها منشغله بدراستها حتى ما تقلق عليها !!
ارتاحت غسق لما شافت ابتسامة أمها والراحه واضحه عليها ..
قاطع اندماجها مع أمها صوته من خلفها وهو ينطق بأمر: تعالي برا !!
كرهت نبرته الآمره ...وش يبغى منها ...ما رح تترك أمها رح تجلس عندها .. أبوها وأخذوه ..أما أمها مستحيل تتخلى عنها ..وبرفض نطقت بدون ما تلتفت عليه بصوت مبحوح من كثر البكاء: أنا عند أمي وما رح اطلع
قاطعها بصرامه: قلت لك تحركي
قاطعته بانفعال من تدخله : ما رح اطلع من هنا ..
نطق بهدوء: انفعالك هذا على الأقل قدام أمك لا تظهريه ...وضعها الصحي ما يتحمل ..يكفي المناحه الي عملتيها ..تحركي ونتكلم برا ...اذا تهمك مصلحة أمك تحركي معي بهدوء...ولا تجبريني أسحبك قدامها وما علي من أحد!!
صكت على أسنانها بقوة من كلامه ..ما تستبعد عنه يسحبها قدام أمها ...للحين ما تعافى جسدها لما سحبها عن الدرج بدون ما يرف له جفن ...تغير مهاب كثير وكأنها تتعامل مع أبو مهاب ...صار إنسان قاسي وتعامله سيء معها ...
ناظرت أمها الي تناظرهم باستغراب ...وقفت بهدوء وأشرت لها انها رح تطلع برا !!
تحركت للخارج وبداخلها نار مشتعله من أهل مهاب وعمها مطلق ... دمروا كل شيء بحياتها ..تحس نفسها مجرد متسوله ما لها مكان تنتمي له ...
ما تتوقع إنه مهاب كان يبحث عنها علشان تزور أمها...لو كان أمرها يهمهم ما طردها ابو مهاب من المستشفى ..واخذ أبوها وتركها وحيده ..الحين تذكروها!؟
قطعت أفكارها لما وقف ...عم الصمت للحظات ..بعدها نطق بجمود : رح تجلسين هنا عند أمك ...وربي ما رح ارحمك لو فكرت تهربين ...وتذكري أي حركة بزران انت الي رح تخسرين!!
مطت شفتها بسخرية ليه بقى شيء ما خسرته ...الحين بقى شيء واحد صحة أمها ..ما تبغى تضرر بهذا الوقت ...
تناظره وهو يكلمها وكأنه يكلم خصم أو عدو ....
ما توقعت تنقلب مشاعره لذي الدرجه ...لزوم تشرح له موقفها حتى يتفهمها وما يظلمها ...
متأكدة ما يبغاها تهرب علشان القضية ..أوجعها قلبها بقوة لما تشوف إنها هانت على مهاب لذي الدرجه ...وبروح بارده يبغى يقاضيها بدون ما يراعي الظروف الي جبرتها تعمل كذا ... وبدون ما يراعي عمرها الصغير ..للحين ما دخلت الثانويه ...
حركت شفتها باستياء بعد ماتدمر كل شيء ... وبداخلها تموت أشياء كثيره...
ناظرته بروح خاويه ...بعدها أرخت رأسها على الجدار بتعب من ذي الحياة ... تحس بداخلها ثرثرة موجعه لها ..اذا كتمتها بداخلها رح تموت ...نطقت بروح خاويه: أنا ما أدري وش الكلام الي قاله أبوي ...أنا من طفولتي كنت محيرة لعماد ...عماد كان أخ قبل مايكون خطيب لي ...عشنا وكبرنا مع بعض...لحظات قصيرة كانت تفصلنا عن الملكه .. حتى فستان الملكه اشتريته...ولما صارت السالفه .. أجل عمي الموضوع لوقت ثاني!!
كنت طول الوقت انتظر اللحظة الي
قاطعها لما اقترب منها ونطق بقهر ما قدر يخفيه: اللحظة الي تنزفين فيها لعماد؟
فتحت عيونها باستنكار من تفكيره ...كانت تنتظر اللحظة الي تعالج فيها أمها ..هزت رأسها بأسف مهما بررت ما رح يقتنع ...غبيه إن ظنت إنه رح يسمع منها ....تحس إنها جالسه تهدر كرامتها وهي تبرر له ... وبنبره مخذوله نطقت:بالضبط هذا الي انتظره!!
ناظرها بقرف من ردها ...يتحسف على الأيام الي عاشها معها ...نطق بنبره سخريه مقهورة: ظنيت رح تبررين أفعالك مع ولد عمك ..
نطقت بنبرة مقهورة: وربي ما في بيننا شيء مجرد خطوبه وانتهت!
حرك شفته باستياء بعد ما فقد ثقته :وش انتظر من وحده كذبت علي أكثر من سنة ...مستعده تكذبين الحين الف كذبه!!
حركت شفتها ترد بس سكتت لما فتحت أم سيف الباب وناظرتهم!!
رجعت ناظرت مهاب الي ناظر ام سيف بملامح كلها خيبة وقهر ..حرك رأسه بالاستئذان ..وتحرك بخطوات هادئة يغادر المكان !!
تناظر زوله لما غادر ..ونظرته الأخيره ذبحتها من الوريد للوريد ...انتهى البارت ..دمتم بخير
![](https://img.wattpad.com/cover/344898829-288-k500936.jpg)
أنت تقرأ
رواية المنتصف المميت
Diversosالمُنتصف المُميت!! أن تفقد القدرة على الأبتسامة من القلب، فلا تملك سوى أبتسامة المهرج " الأبتسامة الضاحكة الباكية " المُنتصف المُميت!! أن تُجبرك الظروف على أن تعيش حياة ليست حياتك ، ان تنتحل شخصية ليست لك وتردد كلمات لا تحمل نبض حروفك ويكانها ليست م...