البارت الثاني

17.4K 393 90
                                    

مرت الايام على موت جدها وكأنه كان يوم عيد بالنسبة لها ...فرحتها بعذا الخبر ما تقدر توصفها ...تجرعوا الالم والوجع منه بدون أي ذنب....وكأنه يتغذى على إذلال الناس وتحقيرهم ...الي عجزت تفهمه كيف الاب يكون قاسي بهذا الشكل مع ولده ...ما رح تسامحه على كل كلمة ونظره تركت بداخلهم أوجاع ما تنتهي  ...
حتى أمها ما خلصت من شره ....تحسه يكرهها بطريقه مبالغ فيها ... وكأنه بينهم ثأر وما خمدت نيرانه للحين ....أيام وليالي بكت أمها بسببه وبدون ما يدرك لو لحظة إنه كسر إنسانه ضعيفه وحيده  بذي الدنيا ..بدون اب او اخ او أي سند يوقف معها ....بالعكس تحس المل ضدها وما أحد متقبلها ...يتغلغل الكره بداخلها اتجاه اهل ابوها لأجل أمها ...انسانه ما آذتهم ولا عندها القدرة تكلمهم او تسمعهم ليه يعاملوها كذا ....
متى تكشف هالسر الي بينهم .... إلي زاد حيرتها الحالة الي اصابت امها لما عرفت إنه مات ...انقلب حالها من ذاك اليوم وجلست ايام طريحه الفراش ... سألت ابوها كثير وما اعطاها اجابة تشبع فضولها للماضي...
مع الايام إلي مرت تحس ابوها ما تغير وضعه ..نفس الخوف والتوتر والرجفه  ...كانت راسمه بخيالها لو يموت جدها رح يرجع ابوها انسان طبيعي دام الوحش اختفى ...خابت امالها ووضع ابوها الصحي ما تغير بالعكس في بعض الايام ينتكس وضعه أكثر؟؟!!
زمت شفتها بحزن وعيونها تتراقص بالدموع من حالهم إلي يوجع قلبها ....متأمله مع الايام يتحسن الحال ....قطعت أفكارها وانحنت أكثر خلف المقعد وهي تسمع خطوات ابنة عمها غسق تبحث عنها وتردد بصوت مرتفع: تخبى منيح اجاك الريح.. كتمت انفاسها حتى ما تعرف مكانها !!
سرعان ما صكت اسنانها بقوة لما نطق تميم بأعلى صوته " غسق خلف المقعد""
تنبهت غسق مطلق للمكان  وركضت بحماس وهي تردد" شفتك شفتك"
رفعت غسق نفسها ونطقت بقهر وهي تتوجه خلف ابنة عمها: هذا غش .. تميم قال لك!!
اقتربت من تميم والشرار يطلع من عيونها: ليه قلت لها؟!
تميم حرك حواجبه يغيضها: كيفي!!
دفته من صدره وهي تنطق بقوة: وربي الا نعيدها
غسق مطلق برفض: ما رح تنعاد انا شفتك قبل ما يقول تميم؟!
اقترب همام وهو ينطق باقتراح: وش رايكم نلعب لعبة ثانيه
هزت رأسها بالرفض وبعناد نطقت: رح نعيدها!!
وناظرت عماد الي تقدم منهم: عماد تميم غشاش
لارا قاطعتها بقوة: لا تقولين عن اخوي غشاش ...انت غبيه احد يختبي خلف المقعد
عماد بضجر جلس على الارض: ما ادري ليه بكل لعبه لزوم الشجار
غسق بعناد على رأيها: رح تنعاد اللعبة
تميم رفع حاجب وهو يناظر للبعيد ..رسم ابتسامته خبيثه على ملامحه وهو ينطق: رح نعيدها بشرط نادي ابوك يلعب معنا ..يكسر الخاطر وهو يناظرنا!!
التفتت غسق للملحق وعيونها تناظر أبوها واقف عند الشباك ويناظرهم...ما تدري ليه رافض يطلع للحديقه ويغير جو....معتكف بالبيت مع امها وما احد راضي يطلع منهم للخارج ....
التفتت على لارا لما نطقت بسخرية: ناقصنا خبل ثاني يكفي ابنته ناشبه لنا
قبل ما تكمل كلامها كان شعرها بقبضة يد غسق وهي تشد فيه بقوة وبصراخ نطقت: ما احد خبل غيرك!!
حاولت لارا تفلت شعرها بمحاولات بائسه ...صرخت من شدة الوجع.. تقدم تميم وسحب غسق من شعرها بقوة وهو ينطق بقوة: اتركي لارا!!
بالرغم من الوجع الي تشعر فيه ...تحاملت على نفسها وما رح تترك لارا حتى تعلمها كيف تتكلم عن أبوها بذي الطريقه...
اقترب عماد وهو يحاول يفصل بينهم بدون أي فائدة ...همام يحاول فيهم: اتركوا بعض
غسق مطلق نادت على عمتها أم تميم لما شافتها :عمتي تعالي فكيهم!!
تميم عبس ملامحه بوجع لما انقضت غسق بيدها على خده بقوة وما تركته ...وبنفس الوقت متمسكه بشعر لارا بقوة... وكأنها تبغى تطلع كل القهر والنقص الي تتجرعه منهم ...آذوها كثير وجرحوها حتى وصلت لمرحلة تستعر من اهلها والسبب هم ... أبدعوا بتحطيم روحها البريئة الي دوبها بدأت تتفتح !!
تقدمت ام تميم بغضب وهي تنطق والشرار يطلع من عيونها : اتركيهم!!
ابعدت يد غسق عن تميم بقوة...ونطقت بصراخ: وكسر إن شاء الله!!
ترك تميم شعر غسق وهو يتحسس خده الي نزل منه دم مكان اظافرها ..وبقهر نطق: وربي لأراويك يا بنت المجنون
قبل ما يكمل كلامه انحنى وهو يضغط على بطنه من ألم رفستها !!
لارا اول ما تركتها ركضت لامها وبدأت تبكي وتشكي لها : قطعت شعري!!
ام تميم والغضب معمي عيونها بعد ما شافت حال اولادها: انت زودتيها
قاطعتها غسق بدفاع عن نفسها وهي تشوف نظرات ام تميم الناريه: هم الي
قاطعتها ام تميم بصفعه على وجهها وهي تنطق بتحذير: وربي اذا قربت من عيالي ما تلومين الا نفس!!
اذا مطلق اعطاك وجه هذا ما يبرر لك تتمادين وما تحترمين الي اكبر منك؟!
غسق للحين مصدومه من الكف الي تلقته ...بدون ما تسمع من الاطراف مباشره وقفت مع عيالها ....بعمره أمها وأبوها  ما طقوها تيجي ذي بكل سهوله وتطقها ...ما رح تسكت عن حقها .. اذا ابوها ما يقدر يوقف بوجههم هي تقدر توقفهم عند حدهم ...بلعت غصتها وهي تجاهد نفسها ما تبكي ..وبصوت حاولت يكون قوي وما يظهر اهتزاز صوتها : أنا أحترم الي اكبر مني .. بابا رباني احسن تربية وما اغلط على الكبار ...بس انت ما ربيتي اولادكحتى يحترمون الي اكبر منهم ...اذا كان بابا مريض هذا ما يخول لكم تتمادوا عليه لأني ما رح أسكت ...واذا بابا مجنون هذا شيء مو بيده ربنا كتبه عليه ...ما هو مثل ابو تميم النصاب
رجعت خطوة للخلف برعب لما اقتربت منها ام تميم وجن جنونها من كلامها ...وقف عماد بوجهها وهو ينطق بقوة: والله ما تلمسينها!!
ام تميم دفته عن وجهها وسحبت غسق من كتفها بقوة ....كانت غسق هشه بيدها مقارنه بالحجم ....حاولت تفلت نفسها منها والرعب دب بقلبها من نظرات ام تميم المخيفه !!
غمضت عيونها بقوة لما رفعت ام تميم يدها حتى تصفقها ...
تشنجت يدها بالهواء وصوت مطلق الغاضب يوصل لها ...تركت ام تميم غسق بقهر من تواجد اخوها الحين ...
بصعوبه وازنت غسق نفسها حتى ما تسقط لما تركتها ... بلعت غصتها والدموع تتراقص بعيونها وهي تناظر مطلق يصرخ على أم تميم وعيالها!!
اجتاحتها مشاعر جميلة غزت روحها الميته وهو ينطق " غسق خط احمر ...ما اسمح لأحد يزعلها بحرف واحد"
مسحت دمعه وتلتها دموع على خدها ...ناظرت جهة الملحق لما نطقت لارا بقهر: ما قلنا شيء يا خالي ...وما كذبنا لما قلنا مجنون ...لو كان عاقل ما ترك ابنته تنضرب قدام عيونه وهو واقف يناظر!!
بلعت غسق ريقها بصعوبه وهي تناظر ابوها مكانه عند الشباك يناظرهم وما تحرك ....كلام لارا مثل الحية يبث السموم بداخلها ...حتى تغرق بوحل من التساؤلات.  ..ليه اكتفى أبوها بالمشاهدة ؟! ليه ما حاول يساعدها ؟!
وجهت نظرها لأم تميم وهي تنطق بتهديد: وربي إذا مدت يدها على عيالي ما يصير خير !!
مطلق بقوة: عيالك يقصروا لسانهم وما رح تمد يدها !!
ناظرت ام تميم لما شدت بمشيتها نكاية على الزعل وغادرت المكان وخلفها عيالها بعد ما اعطوها نظره توعد؟!
ناظرت همام الي ما علق على شيء وغادر المكان خلفهم!!
تنهد مطلق واقترب منها ..مسح على شعرها بلطف: وجعتك؟!
هزت رأسها بالنفي والدموع تتراقص بعيونها!!
مطلق مسك يدها : تعالي رح نغير جو
هزت رأسها بالرفض وهي كاتمه العبرة تبغى ترجع للملحق ... مطلق بإصرار سحبها معه وهو يكلم عماد: تعال معنا!!
غسق مطلق قاطعته باعتراض: وأنا ؟!
نطق بدون ما يناظرها: بنات خالاتك على الطريقم ي حلوت تتركينهم !
زمت شفتها بضيق تبغى تروح معهم بس أبوها ما رح يرضى إنها تروح ما هو وقت بنات خالاتها!!
**
**
*

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن