17

472 15 0
                                    

وقعت و قمت طوالي و الحرس كانوا قريبين مني ، مترين بس بفصلوهم عني ، إستمريت في الجري و أنا رجلي واجعاني شديد و قلبي بضرب شديد و كل ما يقربوا مني بتوتر زيادهـ ، أنا ياداب شفت الشارع بعد غياب 5 شهور ، ياداب عرفت يعني شنو حريه ، جاتني فرصه و طلعت من المصحه و لازم أبذل جهدي كلو عشان ما اتقبض ، لأنو لو اتقبضت ما حأقدر أطلع من هناك تاني ، عصام حـ يشدد الحراسه علي و حـ يوريني نجوم الضهر ، و لو جا يوم و طلعني من هناك حـ يطلعني و هو عاقد علي ، كل ما اتذكر الحـاله البقت عليها مرتو و شكل حياتي لو لا قدر الله و بقيت مرتو بزيد من سرعتي ، جريت كدا لحد ما فجأه جات عربيه علي و أنا كنت جاريه بسرعه و هي يميني ، حصلت لي لبشه و إرتباك ، و حسيت رجليني اتخشبوا في مكانهم و العربيه خلاص وصلتني ، كان بضرب لي بوري و انا خلاص عقلي وقف عن التفكير ، لمن قرب يضربني لف طوالي و حك فرامل ، طبعاً الحرس لسه كانوا جاريين وراي و دا كلو حصل في ثواني ، إتلفت وراي عاينت ليهم و واصلت جري ، تاني العربيه طلعت في وشي ، بابها انفتح و جاني صوت بقول أركبي ، والله ولا اترددت لأنو الحرس لسه كانوا وراي و قربو مني ، العربيه كانت مظلله ، أول ما ركبت هو رفع القزاز و إتحرك ، لا إتكلمت معاهو لا اتكلم معاي أو سألني من حاجه ، ذاتي ما عاينت ليهو كويس ولا دققت في ملامحو ، همي كلو كان كيف أمشي مكان بعيد شديد عن عصام و المصحه العقليه ، بعد مسافه طويله وقف العربيه و إتلفت علي ، قال لي مها !!؟!!
طبعاً أنا كنت مغطيه جزو من وشي بالطرحه ، لمن قال إسمي الإسم بقى لي غريب ، حسيت كأنو دا ما إسمي أو أنا أصلاً ما عندي إسم ، لمن عاينت ليهو كان مصدوم و بعاين لي بإستغراب ، قال لي ما فاهم شي أنا دا شنو دا !؟
كنت بعاين ليهو مسافه طويله عشان أجمع شويه و اتذكرو ، عاين لي بإستغراب أكتر و قال لي ما عرفتيني ؟؟.... غمضت عيوني مسافه و لمن فتحتهم قلت ليهو قصي ، أخو طيف ، قال لي الحمدلله انك اتذكرتيني ! في شنو يا مها و وين الغيبه دي !؟ و دا شنو الحاصل حالياً دا ؟؟
قلت ليهو موضوع طويل ، المهم أنا نازله هنا ، شكراً ليك ، قال لي ثواني فهميني في شنو !؟ قلت ليهو ماف شي و طوالي فتحت الباب و نزلت .... أنا ما بقدر أثق في أي زول تاني ، ما معروف يمكن قصي دا ذاتو لمن يعرف إنو أهلي ودوني المصحه العقليه يصدق إني بالجد مجنونه و ما معروف يمكن يرجعني المصحه ، المهم نزلت و اتحركت من جنبو ، جا لاحقني بعربيتو و بقى سايقها و هو بتكلم معاي ، قال لي أركبي و فهميني انتِ جايه من وين و ماشه وين و ديل ليه كانوا جارين وراك ؟؟
ما رديت عليهو ، استعجلت في المشي ، نزل من عربيتو و جا قال لي يا بت الحلال أنا لو ما بعرفك ما كنت كترت عليك الأسئله ! انتِ إختفيتي و ظهرتي فجأه فـ طبيعي اسأل !! الحاجه الوحيده العرفناها عنك إنو راجلك إتوفى ربنا يرحمو و انك بعدها سافرتي ، طيف بنفسها مشت ليك لحد بيتكم كذا مره و سألت أهلك عنك ، حاولت تصل ليك بس ما قدرت ، وقفت مشي و قلت ليهو السمعتو صحيح ، أنا سافرت و جيت راجعه ، قال لي طيب خير هسي الحاصل معاك شنو ؟ إذا في مشكله ممكن أساعدك ؟
قلت ليهو ماف شي و ياريت تخليني في حالي ، قلتها ليهو بزهج كدا ، قال لي على راحتك و طوالي رجع ركب عربيتو و مشى ، بقيت لافـه في الشوارع و ما عـارفه أمشي على وين ، الدنيا قربت تمغرب و أنا لسه لافه و من قبيل شايله الشمس فوق راسي ، عطشانه و جعانـه و ما عندي قرش واحد و حالتي بطاله ، لمن تعبت من المشي قعدت جنب مسطبة بيت , بقيت محتاره و ما عارفـه اعمل شنو بس ما ندمـانه على هروبي من المصحه العقليه ، بعد شويه سمعت صوت أذان المغرب ، و الناس بدت تتجه على المسجد ، وقفت على حيلي و قلت ممكن أمشي المسجد !!.... من مكاني داك إتجهت على المسجد ، كان فاتح من كل الإتجاهات ، دخلت من باب ما فيهو  ناس كتار ، إتوجهت طوالي على مظلة الزنك لأنها أكيد مُصلى نساء ، بس لقيتها مطبولـه ، إتلفت يمين شمال ، لمحت مزيره من بعيد ، لمن مشيت أشرب لقيت رجال بتوضوا ، ما عرفت أرجع ولا أواصل و أشرب مويه ! جيت جنب المزيره شلت الكوز و شربت بيهو و هم بتوضوا و بعاينوا لي ، بعدها رجعت و قعدت جنب المظلـه ، جاني واحد من الناس الكانوا في الوضايه و قال لي السلام عليكم يا بتي ، بتردد قلت ليهو و عليكم السلام ، قال لي خير !؟ انتِ منو و جايـه من وين ؟؟ طوالي وقفت على حيلي عشان أمشي ، وقفني و قال لي أنا ما طردتك ، حبيت أعـرف عشان إذا عندك مشكله يمكن أقدر أساعدك ، قلت ليهو لا لا ما عندي مشكـله ، ما عرف يقول لي شنو ، مشى و تاني جاني راجع و هو شايل فرشه ، فرشها لي و مشى ، طبعاً ما حبيت اطلب منو مساعدهـ ، أنا ما بثق في زول بسهوله ، ما كنت عايزا أحسسو إني ضايعه أو ما عندي مكان أمشي عليهو ، ما حبيتو يحس إني براي و ما معاي زول ، طبعاً الناس لمن صلوا المغرب و طلعوا و شافوني قاعده في الفرشه جنب المظلـه ، افتكروني شحاده ، جزو منهم جا خت قروش قدامي و طلع ، طبعاً ولا اتكلمت معاهم ولا عاينت ليهم أساساً ، كنت لسه مغطيه جزو من وشي بالطرحه و سرحانـه بعيد و بفكر في حالي كان كيف و بقى كيف ، منو الكان متوقع إني ممكن يوم من الأيام أدخل المصحه العقليه !! غمضت عيوني و قلت دا كلو حصل لي لأنو تامر ما معاي ، أنا محتاجه ليهو شديد ، حاسه نفسي وحيدهـ في الدنيا دي بدونو .... و أنا سرحانه و بتذكر فيهو دموعي كانت نازله زي المطر ، ما إنتبهت إلا لمن جاني صوت بقول يا بتي !! لمن رفعت راسي لقيتو الراجل القبيل و معاهو واحد تاني ، قال لي انتِ قاعـده هنا من قبيل! ما عندك مكان تمشي عليهو يعني ؟؟
لمن عاينت حوليني لقيت الدنيا ضلام ، قلت متين المغرب مشى ! معقولـه صلوا العشا !! لمن وقفت على حيلي عشان أمشي التاني قال لي يا بت الحلال ، انتِ لو ضايعه أو ما عندك مكان تمشي ليهو اتكلمي عشان نفتح ليك المظلـه دي تقعدي فيها !!.... طبعاً من ملامح وشي كان واضح إني متوتره و ما واثقه فيهم ، الأول قال لي نحنا ناس بنخاف الله يا بتي لكن لو خايفه و ما مرتاحه بتقدري تمشي و تقعدي في مسجد تاني .... صراحـة هم ملامحهم كانت مريحه شديد و واضح إنهم ناس طيبين و غير كدا أنا ما لاقيتهم في شارع أو مكان تاني ، أنا لاقيتهم في المسجد و دي الحاجه الطمنتني شويه ، بعد مسافه فتحت خشمي و قلت ليهم ما عندي مكان أنوم فيهو ، طوالي طلعوا المفاتيح و فتحوا لي المظله ، شغلوا اللمبه ، المظله غير الفرشات الملفوفه ما فيها شي ، فرشو لي وحدهـ و طلعوا و شالوا القروش اللموها لي الناس قبيل و أدوني ليها و مشوا ، قفلت باب المظله علي و مشيت قعدت في الفرشه ، بعدها رقدت مسافه و أنا بعاين في السقف و عصافير بطني بتتزقزق ،  شالني النوم و تاني ما صحيت إلا الصباح ... 
تاني يوم صحيت على صوت ضرب الباب ، قمت من مكاني مشيت فتحت الباب ، لقيتو الراجل الأمبارح و معاهو بت يمكن في عمري ، قالوا لي صباح الخير كيف أصبحتي !؟ قلت ليهم كويسه ، الراجل قال لي دي فاطمه بتي ، البت دخلت و هي شايله شاي و صحن زلابيه ، الراجل ما دخل مشى طوالي ، البت قعدت معاي و بقت تسألني أنا منو و جيت من وين ، قلت ليها إسم مزيف و قلت ليها إني كنت قاعدهـ في داخليه بس إنطردت عشان لي شهور ما دفعت حق الإيجار ، قالت لي يعني بتقري في الجامعه ؟؟ هزيت ليها راسي بس ، قالت لي جامعة وين ؟.... طبعاً أنا زهجت من اسئلتها الكتيره ، أصلاً أخلاقي بقت أضيق من خرم الإبـره ، قلت ليها بزهج : ياخ انتِ بتسألي كتير ليه ؟؟ عايزا مني شنو ؟ عايني أنا ما عندي ليك أخلاق عشان أرد ليك على كل سؤال ..... طبعاً البت إتخلعت لأني فجأه كدا قلبت !!
وقفت على حيلها و طوالي طلعت ، شربت الشاي و أكلت صحن الزلابيه كلو ، ما عرفت تاني أعمل شنو أو أمشي وين ، مع العصريه كدا قررت أطلع و أشوف مكان تاني أقعد فيهو ، طبعاً الراجل تاني ما جاني و ماف زول تاني جا شافني ، المهم طلعت مني المسجد و بقيت لافـه زي لفة أمبارح ، قلت حـ ألف كدا و لمن يجي الليل يقرب حأدخل أقرب مسجد ، طبعاً غير زلابية الصباح ما أكلت الشي ، المويه دي ما مشكله الشوارع مليانه بالأزيار ، لمن تعبت من المشي قعدت تحت شجرهـ و ياداب إتذكرت القروش الخليتها هناك ! قلت لو كان شلتهم معاي كان على الأقل اشتريت بيهم حاجات أسد بيها جوعي !! المهم قضيت اليوم داك برضو على لحم بطني ، لمن جا تالت يوم طلعت من المسجد و قلت لازم أشوف لي شغل ، أول ما إتحركت كدا من المسجد جات عربيه وقفت قدامـي ، لمن نزل القزاز عرفت إنو قصي !!
نزل و جا وقف قدامي و قال لي تعالي معاي ، قلت ليهو وين ؟ قال لي انتِ بس تعالي ، رجعت لـ ورا و أنا منططه عيوني ، قلت ليهو بهلع : ما ماشه معاك ، خليني في حالي ، قال لي أخليك في الشارع ؟؟ ... المهم أركبي بعدين حـ نتفاهم ، رجعت منو أكتر لـ ورا و استعديت عشان أجري بس هو مسكني و فتح باب عربيتو ، بقيت أصرخ و أقول ليهو فكني ، فكني ياخ و اتذكرت أيام في المصح فـ هسترت عديل ، من دون وعي مني بقيت أقول ليهو ما ترجعني المصحه العقليه ، خليني في حالي ما عايزا أرجع تاني ، قال لي أنا ما موديك أي مصح ، لو صبرتي كنت فهمتك ، ركبني و قفل الباب جا ركب بسرعه و إتحرك ، طبعاً الأبواب كانت مأمنه ، قدر ما حاولت أفتحها ما قدرت ، هو كان شغال لي أهدي ما عايز أعمل ليك شي أنا !!... كنت لسه متجننه و داخـله في حالـه تانيه ... سكت و خلاني بصرخ كدا لحد ما براي هديت و سكت بس دموعي ما وقفت ، بعد مسافه طويله وقف قصاد بيت ، نزل و جا فتح لي الباب و قال لي أنزلي ، لمن ما نزلت ، نزلني هو و دخلني جوه البيت ، كان فاضي ما فيهو زول ، قلت ليهو طلعني من هنا ، قال لي مها انتِ ما بتعرفيني ؟؟ غريب عنك أنا ؟؟
ما رديت عليهو ، قال لي خليك مطمنه ، انتِ في أمان ، مشى و جا راجع و هو شايل معاهو مويه و أكل ، قال لي إعتبري البيت بيتك ، أي حاجه محتاجاها حـ تلقيها هنا ، وصف لي المطبخ و الحمامات و الغرفه المفروض أنوم فيها ، قال لي أنا حـ أمشي بعد دا بس حـ أجي أشوفك تاني ... اقفلي الباب عليك من جوهـ ، المهم بعد ما مشى أول شي قعدت آكل بعدها طلعت و تربست باب الشارع ، البيت ما كان كبير ، عباره عن مطبخ فاتح في غرفتين عكس بعض مربوطات برندهـ أو هول ، و الحمامات خارجيه ، لفيت في البيت عشان أحس بالإلفه شويه و أطرد إحساس الغرابه الجواي ، ما أنكر إني كنت خايفه بس برضو أرحم لي من المصحه العقليه و المصير الكان منتظرني ، ما عارفه الخطوه الجايه شنو و شنو الراجيني ما عارفه حيحصل لي شنو تاني و أي مصيبه حـ تصيبني بس الأكيد إني ما عندي طاقة تحمل لأي شي تاني ، كل العايزاهو أستكين شويه و نزيف قلبي يقيف و كل آلامي تتسكن....
قعدت يومين في البيت داك من دون ما أطلع برا سورو ، فعلاً كل شي إحتجتو لقيتو فيهو ، حتى الملابس و التلاجه كانت مليانه أكل قصي ما جاني إلا في اليوم التالت ، دخل عمل لي و ليهو شاي و جا قعد قصادي ، شال رشفه من الشاي و بقى يعاين لي ، عرفتو جاي يسأل و يعرف الحصل معاي شنو ، قال لي حالياً بقيتي كيف ؟؟ قلت ليهو كويسه و سكته على كدا ، خت كباية الشاي و قال لي كنتِ في المصحه العقليه صح ؟؟

لتفوتني كل الأشياء التي سعَيتُ يوماً من أجلِها ، ما عُدتُ أريد انتظار شيئاً منها مهما كان ، لقد فهمتُ مؤخّراً أنّ الركضَ وراءها لِكَسبُها دمار ، موتٌ بطيء وأنا في منتصَف الحياة ، أدركتُ بعدَ فواتِ الأوان أنّ النجاة تكمُن في فواتِها ، في إنتهائها..ما عدتُ أريد سوى أن أهدأ وأتوقّف عن أكلِ نفسي ...
لكاتبه

يتبع.....

أنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن