الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
الفصل التاسعْ
_حمزه بحنق : طيب يا راجح .. أعمل اللي أنت عايزه .
_راجح بصوت مرتفع : أتحمقت!!! معلش مش قادر أصالحك دلوقتي لما أرجع بقا .
_أبتسم حمزه علي برود راجح و أردف : لأ يا برنس متحمقتش .
_جاء لهم راجح و أردف : عارف إنك معندكش دم .. بس مش لازم تثبتلي يعني .
_إياد بضحك : ما تسيب الواد في حاله ...
صمت و لم يكمل حديثه حين نظر إلي راجح و وجد أعينه الزقاء يحتلها اللون الأحمر و كأنه كان يبكي أو شيء من هذا القبيل .. فأردف بقلق .
_إياد : مالك يا راجح ... عنيك حمره كده ليه؟
_أردف راجح بكذب : عندي برد مش عايز يسيبني و حالف ليطلّع روحي الأول .
صمت إياد بعدم تصديق ولكنه قرر التغاضي عن هذا الموضوع حالياً .. فنظر لهم راجح و أردف .
_راجح : أنا همشي بقا سلام .
_حمزه : خد معاك حراسه يا راجح حتي لو واحد بس .
_راجح بحنق : أحنا أتكلمنا مليون مره في موضوع الحراسه ده ولا إيه يا حمزه .
_حمزه : معلش يا عم تعالي علي نفسك و أسمع كلامي و لو حتي مره واحده .
_أبتسم له راجح و أردف : برضو لأ .
و تركهم و ذهب إلي سيارته ليستقلها و يذهب بها إلي مكان ما .
__________________________________________
ْ
كان يجلس معهم بعدما أنتهي من ركضه بسبب ذاك الغبي الذي كان علي وشك أن يوغزه بإبره ما .. حتي إستمع إلي صوت هاتفه يصدح فنظر إليه و وجد أن المتصله هي أروي فأخذ الهاتف و ذهب ليتوقف بعيداً مردفاً بهدوء .
ْ
_أنس : أيوه يا أروي .
_أروي ببكاء و خوف : عاااا الحقني يا أنس .
إنتفض أنس من صوت بكائها و أردف بقلق .
_مالك في إيه؟؟
_أروي ببكاء : أنا كنت قاعده عادي و بعدين ...
صمتت و لم تكمل حديثها .. فأردف بقلق و صراخ .
_أنس : و بعدين إيه؟
_أروي ببكاء : شوفت قطه علي اليوتيوب و لقيتني بقول نفسي في قطه .
_أنس بترقب و هو ينتظر أن يعلم ما يحزنها : أيوه فين المشكله .
_أروي : المشكله إن ده تقريباً وحم ..
صمتت قليلاً و أردفت بصراخ .
_لا يا أنس أنـــا مستحيــــل آكل قطه يا أنس مستحيل .
_أنس بعدم فهم : و أنتي عايزه تاكليها ليه .
_أروي ببرآئه : عشان أنا نفسي فيها و لو مكلتهاش يا عالم إيه اللي هيحصل .. ده ممكن أبننا يطلع زي طباظه اللي في الكبير و ينونو في الكلام .
صمت أنس قليلاً بسبب غباء زوجته و بعدها شعر بألم يحتل صدره فأردف .
_منك لله يا بعيده .
_أروي ببكاء : ليه يعني أنا في مصيبه و أنت بتدعي عليا .
_أنس بحسره : أقفلي يا أروي .. و أعمليلي بلوك ..أقولك أمسحي رقمي ... أنا مش عايز أموت بسبب جلطه يا شيخه حرام عليكي أعتقي أمي أعتقيها .
و قام بإغلاق الخط .. ليتنفس بصعوبه بسبب تلك المكالمه التي جعلته يشعر بأنه لديه بوادر جلطه .. نظر خلفه و ذهب ليجلس مع أدهم و رماح و سيف .. و بعدها نظر إلي أدهم مردفاً .
ْ
_أنس : أدهم هي الجلطه ممكن تيجي بسبب كلام حد غبي .
_أدهم بعدم فهم : بتقول إيه أنت ؟؟
_ضحك أنس و أردف : ولا حاجه .
و أشاح بنظره من علي أدهم إلي سيف ليطمئن عليه .. كاد أن يسأله عن حاله ولكنه وجده قد غط في النوم علي تلك الأريكه بتعب كبير و كأنه لم ينم منذ سنوات ، فأبتسم له و أردف لرماح بصوت منخفض .
ْ
_أنس : قوم يا حيوان من جمبه .
_رماح بصوت منخفض مثله : ليه؟؟؟
_أنس بهدوء : عشان شكله نايم تعبان و أنت عمال تحرك و تفرك جمبه و بتهز في الكنبه .
أومأ له رماح بهدوء و توقف من مكانه ليذهب و يجلس علي كرسي آخر عازماً علي عدم ترك رفيقه وحده في الأيام القادمه ليهتم به جيداً و كان أنس أيضاً قد قرر ذاك القرار .. فرغم أنهم بنفس السن بالسنوات ولكن هناك فرق في الأشهر و الأيام فرماح هو أكبرهم سناً و أنس يصغره بشهرين .. أما سيف فهو أصغرهم فالفرق بينه و بين رماح ستة أشهر .. ليصبح هو الأصغر و المدلل بالنسبه لهم .. ليكون هو أقرب إلي أنس من رماح و أقرب إلي رماح من أنس فحقاً إن تحدثت عن سيف سأتحدث عن ميزات فقط .. فهو رغم نفور أخيه الأكبر تجاهه و كراهيته دون أي سبب مقنع و كان يقابله بالشر و الأذي .. إلا أن سيف كان و مازال يتقبل تصرفات أخيه بصدر رحب .
ْ
__________________________________________
ْ
كان راجح يجلس علي ركبتيه أمام قبر ولده الصغير ليحدثه عن تلك الحياه التي أمست سيئه بدونه .. إلي أن شعر بأن هناك أحد ما خلفه .. فتحدث هو بمضض دون أن يلتفت خلفه .
ْ
_راجح : مش قولتلك متجيش يا حمزه .
لم يجبه الشخص الذي خلفه فأردف .
_حمزه!!!!!
_أنا مش حمزه .
يا الله ما هذا الصوت الانثوي الذي إشتاق إليه كثيراً .. شعر بقلبه يقرع بشده و كأنه يريد ترك جسده ليذهب إلي تلك التي تقف خلفه .. و لكن سرعان ما تلاشت تلك السعاده و البهجه و أصبحت حزن و ضيق .. ليردف راجح دون النظر خلفه بعدما توقف عن مكانه .
ْ
_تلا أنا مش عايز أي تقاطيم بالله عليكي .
أردفت تلا ببساطه .
_تلا : أنا مش جايه هنا عشان أقطمك يا راجح .
ْ
زفر راجح بالقليل من الراحه و نظر إليها ليتحدث و يخبرها بشيء ما ولكن تحجر الحديث داخل حنجرته بعدما رآها .. كم هي جميله كما السابق و كأنها لم تتغير .. إنها تلاه و صغيرته .. حاول أن يتحدث مِراراً و تِكراراً حتي نجح في البوح بما يُكِنْ فؤاده و أردف .
ْ
_حمدالله علي سلامتك .
_تلا بهدوء : الله يسلمك يا راجح .
نظر راجح إلي الجهه الأخري و أعطاها ظهره ليخفي تعابير الإشتياق التي أحتلته .. و يلقي بحاله أرضاً مرةً أخري ليذهب إلي عالمه الآخر مع أفكاره و شتاته و تَخَبُطْه المستمر .. ليغمض أعينه و يتنهد بثقل و هو غير عابئ لها و كأنها لم تأتي إلي المدينه بأكملها .. و كأنها لا تتوقف خلفه الآن و تنظر إليه هي الأخري بإشتياق .. أعينها تحتوي علي الكثير من الأقاويل ولكن عقلها و فؤادها لا يحتويا إلا علي كلمتان ''إنه قاتل'' ولكن لحظه يا تلا هل هو فقط المذنب .. لا بل أنتي أيضاً مذنبه كنتي علي علم بأن تلك ''الوداد'' و ذاك ''الرأفت'' يمقطون زوجك و أنتي أيضاً .. ولكن ماذا فعلتي بغبائك .. تركتي طفلك معها لثواني .. لتأتي و تجديه صريع مفارق حياته التي لم تبدأ .. خرجت من أفكارها تلك بسبب سماعها أنِين راجح و تحرك جسده و كأنه يبكي .. فأقتربت إليه بهدوء لتضع يدها علي كتفه مردفه .
ْ
_أنت كويس يا راجح ؟
ْ
لم يستمع إليها راجح .. بل هو قد تناسا أنها خلفه ، حتي أناملها الصغيره التي علي كتفه لم يشعر بها .. كل ما كان يفكر فيه و يتذكره الآن هو حديثها معه صباحاً و كل إتهاماتها له التي لم و لن تنتهي أبداً .. شعر بها عندما أستمع إلي حديثها مره أخري و هي تردف مردده سؤالها .
ْ
_تلا : راجح أنت كويس ؟
سرعان ما نفض يدها عنه و توقف من مكانه لينظر لها مردفاً .
_راجح : يهمك؟؟
_تلا : نعم!
_تنهد راجح و أردف : يهمك يا تلا؟ يهمك لو كنت كويس أو لأ؟ ... صمت قليلاً و أردف ... إيه ده صح .. أنا فعلاً نسيت أنه يهمك .. عايزه تعرفي أنا كويس ولا لأ يا تلا .
لم تجيبه تلا .. فأردف هو بصوت متهدج .
_راجح : أنا كويس يا تلا .. كويس .
ْ
و بعدها تركها تقف مكانها ليرحل هو بعيداً عنها .. ليس من غضبه .. أو من أشتياقه لها .. بل لأنه لا يريد المواجهه الأن و لا يريد أن يتحدث _في الماضي _ في هذا الوقت .. أستقل سيارته و رحل إلي الڤيلا الخاصه به .
لتمضِ الأيام خلف بعضها البعض .. بين تَخَبُط أبطالنا و حزنهم و سعادة البعض من الأبطال و شعور الآخرين بالتخاذل .. أما شخص آخر ها قد تعافى من جرحه الا و هو سيف ولكن لم يتعافي كلياً أو بالشكل الممتاز .. ليمضي قرابة شهر كامل .. كان يأتي فيه ''آدم'' كل حين و مين ليزعج سيف مرات و مرات أخري ليتشاجر معه دون أن يتخطي سيف أي حدود لأدبه معه .. إلي أن جاء من قرابة يومان و لم يأتي بعدهم بعد بسبب تشاجر كلاً من رماح و أنس معه .
__________________________________________
ْ
ليلاً في منزل سيف الذي كان به كلاً من سيف و أنس و رماح .. كانوا يمزحون هُنَيهه و يتحدثون في العمل ساعات .. حتي أنهوا ما كانوا يفعلوه .. فتمدد أنس علي الاريكه التي بغرفة المعيشه بارهاق مردفاً .
ْ
_أنس : الحقوني بميه بسكر عشان هَبّط .
_ضحك رماح و قام بركله في قدمه مردفاً : فيك رجلين.
_سيف بمقاطعه : ثانيه واحده كده بس .. قال يعني أنا هسمحله يقوم ياخد أي حاجه يشربها .
_أنس : يا نتن ده أنا بطلب ميه بسكر .. أمال لو عليت بطموحاتي و قولتلك عايز كولا هتعمل إيه .
خبط سيف بيده علي صدره مردفاً .
_كــ إيه يا عنيا .. كولا .. ده عندها يا حبيب قلبي .
_ضحك أنس و أردف : ماشي يا عم .. عشان لما أفرفر عندك في البيت تبقي ترتاح .. تمام .
_سيف بفزع : تفرفر!! لالا مش عندي .. اطلع غور موت في أي حته .. بيتي مش ناقص عفرته الله يسترك .
ْ
ضحكوا جميعاً .. فتوقف سيف بهدوء و ذهب ليحضر لهم عصير و بعض الطعام ليتناولوا سوياً قبل رحيلهم .. و بعد إنتهائهم .. توقف كلاً من أنس و رماح عازمين علي الرحيل .. قام سيف بإصالهم و أغلق الباب خلفهم .. و ذهب ليجلس علي الأريكه المميزه له التي أمام التلفاز ..حتي تلقي إتصال من رماح يخبره فيه بأن أنس قد أضاع هاتفه و طلب منه بأن يبحث عنه بجواره.. فبحث عنه حتي وجده و أخبره بأنه في منزله و أن يأتي ليأخذه فوافقه الرأي و أغلق الخط .. حتي مضي القليل من الوقت و أستمع إلي صوت أحد يقوم بطرق الباب فذهب سريعاً ليفتحه ببسمه واسعه .. ولكنه تفاجيء بأن الطارق لم يكن أياً من أنس أو رماح .. بل كان آدم الذي أنتظر رحيلهم ليصعد هو إلي سيف .. فأبتسم له سيف بهدوء مردفاً .
ْ
_سيف : آدم ! عامل إيه .
نظر له آدم بنظرات حارقه و ..........
يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...
أنت تقرأ
في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』
Mystery / Thrillerروايتي تتحدث عن أشخاص و لحظات تكاد تكون حقيقة ، نعم أعترف بأنها من وحي خيالي ولكنها أقرب من الواقع .. أتمنى لكم قرآءة ممتعه و دمتم في أمان الله🌍❤