في الماضي 18

279 12 5
                                    

                   الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
                       الفصل الثامن عشر

ْ
_تلا بضحك من بين دموعها : طب لما هو كده .. كملت في اللي أنت بتعمله ليه .
_راجح بضحك : محسوبك أتحرم من طفولته و من كلمة ماما .. جربتها عليكي و عجبتني و الصراحه أنا حبيتني و أنا صغير فَقُلت أكمل إستعباط .
_تلا : أنتَ هتمشي أمتى .
_تنهد راجح و أردف : شويه كده هروح لرماح و نروح مع بعض .
_تلا : ربنا معاك .. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .
_راجح : أبقي أعملي اللي قُلتلك عليه يا تلا لو حصل...
_تلا بمقاطعه : إن شاء الله مش هيحصل حاجه متفولش علي نفسك أنتَ بس و بعدين أنا ظني في الله كبير و متأكده أنه مش هيخيب ظني فيه .
ْ
__________________________________________
ْ
_عشان كده اللوا كان رافض أننا نيجي معاك .
كان هذا حديث سيف .
_رماح بهدوء : أيوه و بعدين أنتم هتروحوا المقر و هتابعه من هناك أنت و أنس و أنا هروح مع راجح مش هنأخر و إن شاء الله قبل ما الشمس تغيب هنكون جينا .
_توقف أنس و أردف : طب أنا هروح أشوف راجح .
_أبتسم رماح و أردف : أقعد هو خمس دقايق و هييجي.
جلس أنس بهدوء .
ْ
بعد فوات قليل من الوقت أستمعوا إلي صوت طرقات علي الباب .. فتوقف سيف و ذهب لفتح الباب و عاد سريعًا و معه راجح الذي كان يبتسم بإتساع .. تحمحم أنس و أردف .
_أحم خير إيه الابتسامه دي .
_راجح : ملكش دعوه ... *"و ذهب بأنظاره إلي رماح و أردف"* .. ها يا رُمح جاهز يا بطل .
_أبتسم رماح و أردف : أتولدت جاهز يا راجح .
ربت راجح علي كتفه بهدوء و بعدها مدّ له يده ليوقفه فأمسك رماح بيده و توقف من مكانه و نظر إلي سيف و أنس الجالسين بجوار بعضهم و أردف .
_رماح : يلا يا رجاله سلام أنا .
أبتسموا له .. فأعطي لهم ظهره و سار عِدة خطوات مع راجح .. و بعدها عاد سريعًا راكضًا ليلقي بحاله بين أحضان كلًا من سيف و أنس ، و أردف بدموع .
_لو حصلي حاجه يا معفنين عايزكم تعرفوا إني عيشت طول عمري أحبكم .
_شدد أنس علي أحتضانه و أردف : متقولش كده يا رماح بعيد الشر عنك .
_رماح بدموع : مش عارف ليه خايف المره دي عكس كل مره .
_أدمع سيف و شدد هو أيضًا علي أحتضانه : متقلقش يا رماح إن شاء الله خير .
_راجح بهدوء : أحم .. رُمح عايزك تبقي متأكد إنك مش هتتأذي طول ما أنا معاك و لو لا قدر الله حصل حاجه فده بعد موتي .
_تحدث أنس بغضب و صوت مرتفع بسبب أخيه و  صديقه : يا بِوَّم يا فقر كفايه تفويل عشان ما أحبسكمش هنا و أحلف إنكم متطلعوش .
ْ
أبتعد رماح عن أنس سريعًا و هو يضع يديه علي أذنه بألم بسبب أرتفاع صوته .. فضحك سيف و أردف بصوت هاديء .
_حرام يا أنس خرمت ودن الواد .
_أنس : ما تتخرم ولا ولا تغور في داهيه ..أصلهم شايفين إننا مرتاحين البال فقالوا يبوّظوا أعصابنا .. *"نظر إلي راجح و أردف"* .. غوروا في داهيه و خدوا بالكم من نفسكم و قبل ما تعملوا أي حاجه متهوره أفتكروا إن ليكم أهل قلبهم هيتقطع بسببكم .
_مسح رماح حدقتيه بإستنكار و أردف : بيتكلم كده ليه البتاع ده .
_سيف بضحك : المفروض أنه خايف عليكم .
تقدم راجح من أنس و أمسكه من تلابيب ملابسه و أردف .
_معلش يا أنس عيد كده تاني قُلت إيه أصلي مسمعتش كويس .
_ضحك أنس و أردف : نزل إيدك يا عم راجح مش مشكلتي إنك مبتسمعش كويس .
تركه راجح و نظر إلي رماح و تحدث بهدوء .
_يلا يا رماح .
أومأ له رماح و تركهم و رحل برفقة راجح .
ْ
__________________________________________
ْ
في تمام الساعة الرابعه .. بعد ما وصل كلًا من رماح و راجح إلي مكان ما يبدو من مظهره الخارجي أنه صاله لبيع السيارات الحديثه ولكن أسفل تلك الصاله أو بالمعنى الأصح أسفل الصاله التي توجد كوَجه لعمل مستتر و هو تصنيع المخدرات و تحديدًا شيء يدعي بالـ(ترامادول) ... و تصنيع و تجميع السلاح للتجاره به و توزيعه داخل جميع أنحاء تلك المدينه ... كان المكان به ظلمة كبيرة لوجود الصاله بمكان ما قريب من الصحراء أو بالمعنى الأصح بمنطقه منقطعه عن السكان ، حتي إضائة تلك الصاله كانت خافته شيءً ما .. كان يقف راجح و خلفه رماح و هم في أتم الإستعداد للهجوم و خلف رماح كان هناك بعض من أفراد الشرطه و هم مجهزين علي أكمل وجه للمواجهه و الهجوم .. كان راجح يشير لهم بيده بطريقه لن يفقهها إلا رجال الشرطه المتواجدين معه.. كانت رموز يده تدل علي الهجوم المفاجئ بعد التسلل إلي الداخل .. أومأ له الجميع و أشار له بأنهم مستعدين فأبتسم بفخر و نظر لرماح و ربت علي كتفه و أشار له بأن يذهب خلفه .. فاومأ له .. تقدم راجح عِدة خطوات بحذر و خلفه رماح و باقي الرجال ... حتي دلفوا إلي الداخل بهدوء تام و هبطوا إلي الأسفل عن طريق سلم صغير ... توقفوا أمام باب فأخرج راجح شيء صغير أشبه بالقنبله و وضعه علي الكالون الخاص بالباب و ضغط عليه .. لينير ذاك الشيء عِدة مرات و بعدها ينفجر بدون صوت ففتح لهم الباب و تقدموا بهدوء إلي أن توقفوا و نظر لهم راجح و أشار لهم بالظهور و الهجوم بعد أن يتأكدوا من أسلحتهم و من الزخيره التي بها .. و بأقل من دقائق ظهر راجح بطريقة مفاجئة و خلفه جميع الرجال الذين إنتشروا بالمكان ليدوي صوت الطلقات بالمكان بأكمله .
__________________________________________
ْ
توقف سيف من مكانه و نظر الي أنس و أردف .
_تابع أنت مع اللوا و أنا دقيقه و جاي .
ْ
أومأ له .. فتركه و ذهب ليتوقف بعيدًا فضحك أنس و أردف بخفوت و هو يتحدث بصوت مرتفع .
_رايح يتطمن علي الشمام .
ْ
ْ
أخرج سيف هاتفه و قام بالإتصال بأخته "ليلي" دقائق و جائه الرد .
ْ
_ليلي : الو .
_سيف بتساؤل : ليلي .. آدم عامل إيه؟ فاق ولا لسه؟
_ليلي بأسف : أنا لسه مطلعتش من بيتي يا سيف .. و كمان مش هعرف أروحله النهارده .
_سيف بضيق : أنتي مش قولتي إنك هتروحي .
_ليلي : معلش يا سيف مقدرتش .
_ليه؟
_ليلي : عشان مازن تعبان و مش هعرف أخرج بيه و الجو برد كده .
_تنهد سيف و أردف : خلاص خليكي مع أبنك ألف سلامه عليه .. أنا هروح لآدم ، سلام .
_ليلي : متزعلش مني .
_سيف سريعًا : لأ لأ مش زعلان يا حبيبتي .. أنتي فعلًا مينفعش تخرجي .. هروح أنا و أبقي طمنيني علي مازن سلام .
_ليلي : سلام .
ْ
أغلق الخط معها و ذهب إلي المكان الذي به أنس .. توقف أمامه و كاد أن يتحدث فأردف أنس بهدوء .
_روحله يا سيف .
رفع سيف أحد حاجبيه بإستنكار و دهشه .. فضحك أنس و أردف .
_أنس : إيه مال تعابير وشك قلبت كده ليه أنت هتتحول !
_سيف بضحك : ههه لا بس أنت كنت رامي ودنك معايا.
أومأ له أنس ببرود .. فتنهد سيف و أردف .
_هتيجي معايا .
_أنس بتفكير : أمم مش عارف .. أنت عايز إيه .
_سيف سريعًا : عايزك تيجي معايا .
_أنس : خلاص ماشي .. يلا بينا .
ْ
__________________________________________
ْ
كان بالعمل كأي زوج أو مسؤول أو أي شخص علي أعتاب الأبوّه .. يعمل و يعمل ليحاول تأمين مستقبل ذاك الولد الذي سيأتي إلي تلك الحياه و ليحاول أن يوفر له كل رفاهياتها ... أنهي عمله و أخذ ساعات إيضافيه في هذا اليوم ليرفع من أجره .. و بعد القليل من الساعات عاد إلي منزله ليبحث عن زوجته العزيزه و أم ذاك الطفل الذي مازال داخل رَحِمها ليبحث عن "نريمان" يدلف من الباب و يلقي مفاتيحه علي طاوله بجواره ... و يدلف و هو يبحث بأعينه عنها في غرفة المعيشه فلم يجدها ...

في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن