في الماضي 25

281 14 0
                                    

                   الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
                    الفصل الخامس و العشرين
ْ
ْ
صمت إياد ليفكر قليلًا و بعدها أردف .
_أنت عايز إيه مني دلوقتي .
_تقدم منه راجح و أردف : عايزك تسيب البيت بس الأول أضربني .
_أضربك! أنت عبيط يا راجح .
تحدث بتلك الكلمات بغضب .. فوضع راجح يده سريعًا علي فمه و أردف .
_ششش أنت اللي عبيط .. يخرب بيتك هتفضحنا .
أبعد إياد يد راجح عنه و أردف بغضب و سخرية .
_و عايزني أضربك إزاي بقا إن شاء الله؟
هز راجح كتفه بإستنكار و أردف .
_مش عارف .. بس كل اللي عارفه إنك لازم في وسط الخناق تمسك راسي و تخبطني في الحيط .
_إياد بغضب : لأ دا أنت أتجننت خــــــالص .
_راجح بهدوء : ياعم متقلقش .
أمسكه إياد من تلابيب ملابسه و أردف .
_أنا مستحيل أعمل اللي أنت بتقوله ده .. أنت إيه فاكر نفسك في الهند ولا إيه .
_ضحك راجح على غضبه و أردف : ما أنت يا تعمل اللي بقولك عليه يا إما أخلي حمزة يعمل كده و حمزة مجنون ميتضمنش .. أنا جيتلك أنت تعمل كده عشان عارف إنك حنين و إيدك هتبقي خفيفه عليا أما حمزة فممكن يرزعني في الحيط أقع و مقمش منها تاني يرضيك .
ضحك إياد علي حديث راجح .. فهو حقًا صادق فيما يقوله فحمزة يده لا تستطيع التمييز بين الحقيقة و التمثيل فهو يلكم و يضرب دون أن يشعر .
_إياد بضحك : أبوس إيدك بلاش تخلي حمزة يعمل كده أنا مش مستغني عنك يا عم .
_أبتسم راجح بسعادة و أردف : يعني موافق تساعدني .
أومأ له إياد و تحدث بهدوء .
_موافق بس....
_بس إيه؟
_إياد : بس من غير دم يا راجح .. يعني أنا مستحيل أعوّرك .
_دفعه راجح و أردف : لا يا عم غور مش عايز مساعدتك أنا هخلي حمزة هو اللي يساعدني .
ْ
__________________________________________
ْ
كان حمزة يشعر بالملل بشدة بسبب نومته التي علي ظهره و إدعائه أنه غائب عن الوعي .. كان أنس يجلس أمامه منتظر منه أن يستيقظ ليذهب إلى وجهته .. أما هاجر فكانت تجلس مع أروي و تضحك بشدة على تصرفات زوجها فحمزة كلما شعر بالملل ..كان يهز أطرافه بشدة و كأنه يعاني من الصرع أو أن جسده قد تشنج .. ليشعر أنس بالقلق و الخوف و يهاتف أدهم الذي كلما أخبره أنس بما يحدث يضحك بشدة .. حتي حسم حمزة أمره و فتح أعينه لينظر حوله فيجد هاجر و أروى و أنس الذي ظل ينظر له بإهتمام و أردف بتساؤل .
_حمزة! أنت كويس؟
أومأ له حمزة بخفوت و توقف عن مكانه و أردف .
_هاجر .
ذهبت إليه هاجر سريعًا ... لتمسك بيده و توقفه عن السرير .. فأردف هو بدراما .
_تعالي أحنا ملناش مكان هنا .
_أنس : بتقول إيه يا حمزة؟
توقف حمزة و أستند على هاجر و سار معها عِدة خطوات و أردف .
_بقول إننا هنمشي من هنا .
_أنس سريعًا : لأ طبعًا تمشي تروح فين أنت عبيط .
_حمزة و هو يدعي الحزن : راجح مش حابب وجودي هنا ... "أنهى حديثه و نظر لهاجر" .. يلا يا هاجر .
أومأت له هاجر و ذهبت معه إلى أن وصلوا للڤيلا الخاصة بهم فدلف حمزة و هاجر إلى الداخل و أغلق حمزة الباب سريعًا و قفز بضحك .. فضحكت هاجر تلقائيًا على تلك الحركة الطفولية .. فنظر لها حمزة و أردف بضحك .
_متسقفيش يا هاجر عارف إني ممثل شاطر .
_ضحكت هاجر و أردف : فين اللي شاطر دي ههه .. كل دقيقتين تهزلي جسمك كله و كأنك عندك شلل رعاش .
_حمزة بضحك : كنت زهقان أعمل إيه يعني .
_هاجر : متعملش حاجه .. يادوب تلعب بأعصاب الواد أنس الغلبان .
_حمزة : خلاص اللي حصل حصل .. يلا تعالِ نجهّز الشنط عشان نمشي .
_هاجر : نمشي! أنت كنت بتتكلم بجد .
_أومأ لها حمزة و أردف : بتكلم بجد جدًا ... يلا تعالِ و بعدين أبقا أفهمك الحوار .
أومأت له و ذهبت معه ليعدوا حقائبهم .. لم يأخذ معهم إعداد الحقائب الكثير من الوقت .. بل جائوا سريعًا و هم يحملوهم و ذهبوا إلى السيارة ليضعوهم بها و يرحلوا .
__________________________________________
صباحًا .
جائت تلك السيدة التي تدعى هناء إلي غرفة المعيشة لتيقظ ذاك النائم علي الأريكه مردفة بحنق .
_سيف .. ســـيــــف .
أستيقظ سيف بفزع على صوت صراخها .. فنظر لها و أعتدل في نومته و أردف و هو يتنفس بصعوبه .
_فيه إيه يا أمي بتصرخي كده ليه .
_هناء : قوم يا بابا قوم بقالي ساعة بصحي فيك .
_بتصحيني ليه؟و بعدين أنتي لابسه كده و رايحه فين أنتي مش هتقعدي هنا .
_هناء : لأ .. كنت عايزه أقولك حاجه .
_سيف : جاحة إيه؟
جلست هناء أمامه و أردفت بثقة و هي لا تكترس إلي
ذاك الذي سيأخذ الصدمة الكبرى في وجهه علي حين غرة دون حتى الإستعداد لها .
_أنا أتجوزت .
نظر لها سيف بصدمة و كأنها قد وضعت يدها داخل صدره لتأخذ خافقه و تسحقه بين يديها .
_هناء : ساكت ليه؟
فاق سيف علي صوتها و نظر لها و أردف .
_ولا حاجه .. هكون ساكت ليه .. الف مبروك .
و توقف من مكانه ليرحل من أمام تلك السيدة التى تدعي والدته .. فأوقفته مردفة .
_رايح فين أنا لسه مكملتش كلامي .
توقف و نظر إليها و أردف بألم .
_هو فيه كلام بعد اللي قولتيه يا هناء هانم .
_هناء بكل برود : أها فيه طبعًا .
أغمض سيف عيناه ليهدئ حاله و هو يذكر نفسه بأن تلك السيدة هي والدته و يحاول قصار جهده أن يطيعها فقط لينفذ كلام الله و رسوله الكريم .. فنظر لها و أردف.
_أتفضلي ، كملي كلامك .
_هناء : مسألتنيش يعني هو مين .
_شيء ميخصنيش .
_هناء : لأ يخصك .
صمتت قليلًا و بعدها أردفت .
_رأفت المحمدي .
نظر لها سيف بصدمة من ذاك الأسم ... فأبتسمت و أردفت .
_مالك متنحلي كده ليه .. أه شكلك بتشبه علي الأسم .
سيف بهدوء .
_رأفت أبو أنس .
_أبتسمت له و أردفت : أيوه هو .
_طب و أنتي رايحه فين؟
_يهمك!
_ضحك سيف بحسرة و أردف : لأ ميهمنيش .
و تركها و ذهب إلي غرفته ليبدل ملابسه و يأتي سريعًا و هو يحمل مفاتيح سيارته .. ليترك تلك السيدة تنظر لأثره بعدما تركها و هبط إلي الأسفل تاركًا لها المنزل بأكمله .
ْ
__________________________________________
أستمع آدم إلى صوت طرقات على باب منزله فذهب ليفتح الباب و ما إن فتحه حتى وجد سيف يقف أمامه بهيئة غير مرتبة و أعين حمراء تكاد أن تخرج الدماء بسبب حبس دموعه و غيظه الشديد .
_آدم بقلق : سيف! مالك ... تعالَ واقف كده ليه .
نظر له سيف قليلًا و بعدها دلف بخطى ثقيلة إلى الداخل .. أغلق آدم الباب و نظر إلي سيف و أردف بتساؤل :-
_مالك يا سيف!
نظر له سيف و أردف .
_عايز أتكلم معاك .
و تركه و ذهب إلي  غرفة المعيشة ليلقي حاله علي الأريكة التي بالغرفة و يغمض عيناه .. شعر آدم بالقلق تجاه أخاه و ذهب إليه ليجلس ، ففتح سيف أعينه و نظر إلى آدم و أردف .
_أمك رجعت من دبي .
_آدم بصدمة : رجعت! طب هي فين؟
_أبتلع سيف غصته و أردف : في بيتي و تقريبًا كده رايحه عشان تعيش في بيت جوزها .
_سقطت الصدمة الثانية علي آدم فأردف : جوزها!!!!
_سيف : أه ما هي أتجوزت .
_أبتسم آدم بحسرة و أردف : ربنا يسعدها .
_سيف بحزن : مسألتش مين جوزها .
_توقف آدم من مكانه و أردف : هيكون مين يعني .
_سيف : رأفت .
آدم بعدم فهم .
_رأفت مين؟
_سيف : رأفت المحمدي .. أمك راحت أتجوزت أبو صاحبي .. لا و جايه تقولي كده على الصبح .
جلس آدم بجواره و وضع يده علي كتفه و أردف بحزن .
_متزعلش منها .
_سيف : أنا مش زعلان خالص ده شيء يخصها و ربنا محللها أنها تتجوز كفايه إنها ربتنا و كبرتنا .. بس أنا كل اللي خايف منه أنس .
_آدم : أنت خايف من أنس!
_سيف بهدوء : أنا مش خايف من أنس .. أنا خايف ليكون عرف و زعلان عشان كده .. هو بقاله يومين متعصب و مش علي بعضه و مبيجيش عندي .
_آدم : طب روح كلمه .
_نظر له سيف و أردف : هقوله إيه يعني .
_آدم بسخرية : باركله .
_نفخ سيف و أردف : ينفع تبطل هزار .
_آدم : ما أنت اللي بتقولي هقوله إيه .. يعني بالعقل يا سيف هتقوله إيه .. "صمت قليلًا و أعتدل في جلسته و أردف بهدوء" .. أسأله هو متعصب ليه أو قوله الموضوع ده و شوف ردة فعله لو لقيته أتفاجئ يبقي أكيد مكنش يعرف .. و سعتها حاول تعرف السبب التاني اللي مخليه مش علي بعضه مهما كان ده صاحبك متسيبهوش متضايق و تقعدلي هنا ... مع إني مبطيقش الواد ده .
ضحك سيف و توقف من مكانه عازامًا علي فعل ما قاله آدم .
_سيف : مع إنك مش طايقه بس مش عايزني أقعد معاك و عايزني أروح و أعرف اللي مضايقه .
_آدم بهدوء : عشان محدش هيحس بيه غيري ... أوحش حاجه يا سيف إنه يحس بالضيق أو الخنقه و محدش يسأله مالك أو يحاول يخفف عنه .
صمت قليلًا و بعدها أبتسم له و أردف .
_روحله و مترجعش غير لما تحس إنه بقا كويس و مفيش حاجه مضيقاه .
شعر سيف بأن آدم يخفي الكثير عنه .. كان يريد أن يخبره ما به لولا دفع آدم له بمرح و أردف .
_أمشي أطلعبره بره .
ضحك سيف و ذهب إلي خارج المنزل و هو ينوي أن يتحدث مع آدم في وقت لاحق عما يزعجه .
ْ
__________________________________________
دلف أنس إلي ڤيلا راجح و بحث عن راجح حتي وجده في غرفة الرياضة الخاصة به .. فأتجه إليه و أردف بنبره تكاد أن تكون عتاب أكثر من غضب .
_حمزة مشي .
هبط راجح من علي جهاز الركض و نظر لأنس و أردف .
_عارف .
_هان عليك ال١٧ سنه اللي قضتهم معاه يا راجح في بيت واحد .. هان عليك تسيبه يمشي زعلان بسببك أنت ، ده أنا المفروض أجهز مكان تاني عشان مترميش في الشارع في أي وقت .
_راجح ببرود : لو ده هيريحك أوك .
_ماشي يا راجح .
تفوه بها أنس و أعطى لراجح ظهره ليتركه و يرحل ، فأردف راجح .
_هتعمل زيهم .
نظر له أنس .. فتقدم منه راجح و أردف .
_تلا و دهب سابوني ... هتسبني أنت كمان يا أنس !
_تقدم منه أنس و أردف : أه هسيبك ... زي ما سيبت أنت حمزة يمشي .
_راجح بهدوء : هو مين اللي قالك؟
_هو .
_راجح : لأ أنا قصدي مين اللي قالك علي رأفت .
_أنس : واحد كلمني .
_راجح : أمم و أنت أي حد يقولك حاجه تصدقها مش كده .
كاد أن يتحدث أنس لولا سماعه لصوت ما خارج الغرفة .. نظر خلفه فوجد تلك الخادمة و هي تحاول الأختباء من أمامهم سريعًا ... كاد أن يلحقها ولكن راجح كان الأسرع عندما أمسك بيد أنس و أردف .
_رد عليا يا أنس .
أنس بصوت منخفض و هو يتذكر حديث ذاك الرجل عندما أخبره بـ(_أنا جاي عشان .. أحذرك يا أنس .. خد بالك من أخوك و من نفسك .. في حد قريب منكم عايز الشر ليكم .. عايز يقتلكم ... في حد في بيتكم بيراقب تحركاتكم...)
_نظر أنس ليد راجح و بعدها أردف بصوت منخفض : الست دي  بتراقبنا .
وضع راجح يده علي فم أنس سريعًا و أردف بصوت منخفش .
_ششش أنا عارف .
_دفع أنس يد راجح بعيدًا عنه و أردف : عارف! و سايبها تراقبك .
_راجح بصوت منخفض : عايز أعرف مين اللي زقها علينا .
_أنس : اللي زقها علينا رأفت يا راجح .. أنت لسه بتفكر لحد دلوقتي .
ذهب راجح للباب و أحكم إغلاقه و بعدها عاد لأنس مرة أخري و أردف .
_أنا مش غبي للدرجه دي ..."تنهد و أردف" .. طالما عرفت حكاية الست دي .. يبقا فيه حاجه تاني ناقص تعرفها يا أنس .
_أنس بعدم فهم : حاجة إيه!
_أبوك لما كان مختفي السنتين اللي فاتوا دول كان بيرسم علي "هناء" أم سيف عشان يتجوزها و يرجع معاها هنا عشان ينفذ اللي بيخطتله .
_أنس بصدمة : أم سيف!
_للأسف يا أنس هو كمان قدر أنه يتجوزها .. هو رجع هنا بقاله شهر و من ساعتها و هو بيظبط الدنيا عشان يقدر يقف قدام ابنه .. بعت الخدامه عشان تنقله كل أخبارنا و زرع في وسط طقم الحراسة ناس من رجالته ده غير إنه بيحاول يوقع بيني و بينك و يخليني أخسرك أنت و حمزة و إياد و تلا و كمان دهب عشان لما ييجي و يعمل اللي في دماغه يكون مفيش حد فيكم جمبي ... ده غير إنه عرف إني ممكن لا قدر الله يجيلي جلطه تاني فقال إنه لو عمل كده أنا هنتهي قبل ما يوصلي لأن ساعتها مش هيبقا فيه حد فيكم جمبي عشان يلحقني و هو كده هيبقا كسب من غير حتي ما يتعب نفسه و يخرج من باب بيته .
_أنس : و لو محصلش كده .. هو كان هيتصرف إزاي؟
_راجح : معرفش أنا بقا ساعتها هيعمل إيه .. بس أعتقد إنه كده هيبقا متطمن لأني هبقا لوحدي فأكيد هيقدر ييجي و يعمل اللي هو عايزه .
_أنس بتساؤل : هو بيكرهنا ليه؟
_راجح بسخرية : أبوك معقد يا أنس .. راجل مش سَوي .. شايف إني السبب في موت وداد اللي كان بيموت فيها .. "صمت قليلًا و أردف بضحك" .. الوليه دي عملاله عمل .
_أنس : يمكن .
صمت قليلًا و بعدها أردف بعدم اقتناع .
_بس السبب ده مش مقنع يا راجح .
_راجح بتهكم : ما هو كده كده هينورني قريب و ساعتها هعرف السبب المقنع .
_أنس : المطلوب مني إيه طيب .
_المطلوب منك يا أنس هو أنك تعمل اللي أنا هقولك عليه و أنت مغمض .
أومأ له أنس .. فتحدث معه راجح قليلًا بصوت منخفض حتي أخبره بما يجب عليه فعله .. كان أنس ينصت لحديث أخاه الأكبر دون أي أعتراض .. حتي أنهي راجح حديثه و طلب من أنس أن يرحل .. فأومأ له و كاد أن يرحل حتى أوقفه راجح و أردف .
_متمشيش ورا قلبك يا أنس .
_أنس بتساؤل : ليه؟
_راجح بجدية : من غير ليه يا أنس .. أعتبرها وصية حتى لو مقدرتش تستفيد منها دلوقتي أو تعرف ليه أبقا قولها لتيّم لما يكبر .
أبتسم أنس بقلق .. فأردف راجح .
_يلا روح أعمل اللي قولتلك عليه .
ْ
__________________________________________
ْ
_يعني أنت كده زعلان من راجح؟
ضحك حمزة و أردف بنفي .
_إطلاقًا يا هاجر .
_هاجر : طب سبته لوحده ليه .
_حمزة : أنا مش هسيبه .. أنا بس بعدت دلوقتي و رايح تاني بعد ما راجح يكلمني .
_هاجر : أيوه بس أنت سايبه لوحده .
_راجح مش صغير يا هاجر و أنا قولت إني رايحله .
_هاجر بخوف : و هتسيبني هنا لوحدي .
_أبتسم حمزة و أردف : لأ هتروحي لتلا و دهب .
_هاجر بعدم فهم : بس أنت قولت إني مينفعش أروح الڤيلا في الوقت الحالي .
_حمزة : ما أنتي مش هتروحي الڤيلا .. بصي أمي دهب لما راجح مرضيش يصالحني أو يوقفني إني أمشي قالتله إنها هتسيب البيت و تلا كمان سابته و راحت مع دهب بيت أخوها .
_هاجر : و سابت جوزها بالسهوله دي .
_تنهد حمزة و أردف : شوفتي .. "صمت قليلًا ليفكر و بعدها أردف" .. أنتي لو مكنها كنتي هتسيبيني بالسهوله دي يا هاجر .
_هاجر بنفي : أكيد لأ .. كنت هفضل جمبك لحد ما ترجع لعقلك و تصالح صاحبك .. لأني سعتها هبقا زي تلا مش عارفه أي حاجه من اللي بيحصل ... "صمتت قليلًا و بعدها أردفت" ...علفكره تلا مش جدعه خالص .. بس يعني هي هتسيب طنط دهب تمشي و هي زعلانه .
صمتت مرة أخري و أردفت .
_أنا مش عارفه .. أنا مش مكانها يا حمزة .. بس لو كنت مكانها كنت هفكر أكتر من كده .
__________________________________________
ْ
_الو .. أيوه يا أنس .
_......
_سيف : أنت فين أنا عايز أتكلم معاك .
_أنس : أنا في العربيه و جاي علي بيتك .. أنا كمان عايز أتكلم معاك .
_سيف : بس أنا مش في البيت .."صمت قليلًا ليفكر و بعدها أردف" .. بص تعالي علي بيت رماح .
_أنس بهدوء : تمام .. يلا سلام .
أغلق سيف الهاتف و أتجه بسيارته إلى منزل رماح الذي يقتن به بعيدًا عن أهله هو و زوجته .. لم يأخذ الكثير من الوقت حتى توقفت سيارته أمام منزله و هبط منها ليذهب إلي منزل رماح و هو يزعم على أن يخبر أنس بما فعلته والدته ، يجهل ما سيقوله له أنس الأ و هو أن يعترف له بأن والده قد تزوج من والدته .
طرق باب منزل رماح .. لم يتأخر رماح و فتح له الباب .. أستقبله رماح بمرح كعادته و أجلسه في غرفة المعيشة .. لم يتأخر أنس و جاء سريعًا حتى فتح له رماح و أدخله لمكان سيف .. ما أن رأى سيف أنس حتى توقف من مكانه و ذهب إليه سريعًا مردفًا هو و أنس بنفس الوقت .
ْ
_في حاجه لازم تعرفها .
صمتوا سويًا لينظروا لبعضهم البعض بصدمة .. حتى تحدثوا معًا مرةً أخرى و في صوت واحد .
_كنت عايز إيه .. قول .
ْ
صمتوا مرةً أخرى .. و نظروا إلي رماح الذي كان يرامقهم ببلاهة و هو في صدمة من حديثهم بنفس الوقت ... نظروا لبعض و أردفوا في نفس الوقت .
ْ
_أمي أتجوزت أبوك .              _أبويا أتجوز أمك .
ْ
وضع رماح يده علي رأسه و سقط أرضًا مدعي الأغماء .. فهبطوا له بضحك ليمد له سيف يده و يوقفه .. أما أنس فقد لكمه بضحك فضحك رماح بشدة عليهم .. فنظر أنس لسيف .. أما سيف فصمت قليلًا و تقدم من أنس و أردفوا مرةً رابعة في صوت واحد و بنفس الحروف و الكلمات .
ْ
_أفتكرتك زعلان .
ضرب رماح علي وجهه و أردف بصراخ .
_يالهوي .. يالهوي .. واحد بس اللي يتكلم إلاهي تولعوا أنتوا الأتنين .
ضحك سيف و أردف .
_أنا مش زعلان .
_أنس بضحك : ولا أنا .
صمت سيف قليلًا و بعدها أردف بتساؤل .
_أمال أنت ليه مختفي بقالك يوم و مجيتش عندي!
_أنس بهدوء : ما أنا جاي عشان أقولكم علي اللي فيها و كمان عشان أقولك علي المصيبه اللي أبويا عملها .
_سيف : لا يا حبيبي المصيبه اللي عملها أبوك و أمي عرفتها النهارده علي الصبح كده .
ضحك أنس و أردف .
_تصدق أنا كمان عرفت باللي حصل الصبح .
_رماح بحنق : بس علفكره ملهمش حق في  اللي عملوه ده خالص .
_نظر له سيف بعدم فهم و أردف : ليه ملهمش حق؟ ده أنا ابنها و مقولتش كده!
_رماح : ما تولع أنت ولا تغور في ستين داهيه .. أنا زعلان عشان معزمونيش تؤ تؤ مكنش العشم بجد .
_ضغط أنس علي أسنانه و أردف : أبوس إيدك يا رُمح متخلنيش السبب في إن مراتك تصوّت عليك النهارده .
أبتلع رماح ريقه و هو يدعي الخوف و لكنه تحمحم و كأنه يريد التفوه بالكلمات ... فأردف سيف .
_عايز تقول إيه أخلص .
_رماح : كنت عايز أقوله إني اسمي رماح مش رُمح .
كاد أن ينقض عليه أنس لولا سيف الذي أمسك به و أردف بهدوء .
_أهدى يا أنس .. أعتبره عيل و غلط .
_رماح بضحك : بس أنا مغلطش .
__________________________________________
ْ
ليلًا .
خرج إياد من غرفته و بحث بأعينه عن تلك العاملة حتي وجدها تقف بجوار غرفة راجح و تدعي أنها تقوم بأعملها من تنظيف ... أبتسم بنصف فمه حقًا إنه لم يكن يتخيل أن هناك أحد بكم الغباء الذي تمتلكه تلك الخادمه .. نظر إلي غرفة راجح و قام برسم علامات الحدة و الغضب و أردف بأعلي صوته و هو يتجه لغرفة راجح .
ْ
_إياد : راجـــح ... تعالَ .
خرج راجح من غرفته سريعًا ليجد تلك الخادمه تتطلع لهم بإهتمام .. فنظر إلي إياد و أردف ببرود .
ْ
_عايز إيه .
_اتجه له إياد و أمسكه من تلابيب ملابسه مردفًا : لا أمي و لا حمزة هنا .. تقدر تديني تفسير عن عدم وجودهم .
دفع راجح يد إياد بعيدًا عنه و أردف ببرود .
_أه ما أنا نسيت أقولك إني مشيتهم .
_تقدم منه إياد و أردف : و مشيتهم ليه بقا؟!
_راجح ببرود : بيتي و أنا حر .. أمشي اللي أنا عايز أمشيه و أجيب اللي أنا عايز أجيبه .. و لو مش عاجبك أنت كمان روح شوفلك مكان تاني تترمي فيه .
_أمسكه إياد من تلابيب ملابسه مرةً أخرى و أردف : أنت واعي للي أنت بتقوله .
دفعه راجح بشدة حتى كاد أنت يسقط إياد أرضًا و أردف بغضب .
_راجح : طول عمري واعي للي أنا بقوله .
أندفع له إياد ليلكمه في وجهه بطريقة مفاجئة .. فيغضب راجح و ينقض عليه ليرد له تلك اللكمة .. فوجد إياد أن الفرصة قد سنحت له بأن يمسك راجح من رأسه و يضربها بالحائط الذي خلفه و قد فعل .. حتى صرخت الخادمة بزعر .. و سقط راجح أرضًا بطريقة جعلت إياد يقسم أنه قد إنخلع قلبه عليه و يجزم أنه قد صدق ما حدث .. فهبط إلى مستوى راجح سريعًا ليحاول أن يطمئن عليه فوجد راجح يغمز له بمراوغة .. تنهد براحة و توقف من مكانه ليترك لراجح تولي باقي الأمور وحده .
ْ
__________________________________________
بعد رحيل والدة سيف "هناء" من منزله .. و ذهاب سيف إلي المنزل .. جاء له أتصال من حمزة ليخبره فيه بأنه سيأتي هو و إياد و أنس و رماح و أيضًا أدهم إليه .. فحمزة يريد أن يخبرهم بشيء مهم ... جاء أنس بعدما أوصل أروى إلي منزل والدها .. و بعده بدقائق جاء رماح و أدهم ...و بعده جاء إياد .. ليجلسوا جميعًا في إنتظار حمزة .. الذي لم يأتي بالوقت المناسب .. بل كان يراقب ڤيلا راجح بطريقته الخاصة ... توقف أنس من مكانه و نظر إلي إياد و أردف .
_أنس : ما تتصل بيه يا عم إياد إيه التأخير ده ....
لم يكمل حديثه بعدما استمع إلى صوت طرقات على الباب فذهب سريعًا لفتحه .. و دلف منه حمزة و أنس خلفه ... نظر لهم و أردف بمرح .
_متجمعين عند النبي .
_أدهم بضحك : آمين .
نظر له أنس بغضب فضحك و نظر إليهم و أردف بضحك .
_حمزة : بنت المفكوكه أتصلت باللي باعتها جم خدوا راجح و مشيوا .
اتسعت حدقتي كلًا من إياد و أنس .. أما أدهم فلم يفقه شيء هو و رماح و سيف ... فذهب حمزة ليجلس بجوار أدهم و أردف .
_سيف روح أعملي كباية شاي عشان أفوق للمصيبه اللي أحنا فيها دي .
_ذهب له أنس و أردف بقلق علي أخيه : خدوا راجح و ودوا فين؟
_أعتدل حمزة في جلسته و أردف : ........
_حسم أنس أمره في فعل شيء ما و أردف : .......

يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...

في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن