في الماضي 30

447 20 0
                                    

                   الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
                 « الفصل الثلاثون ، و الأخير »
ْ
ْ
بعد مرور خمسة أشهر .
ْ
_تيرا را ريرا را را .. ولا وقته إننا نتحاسب ولا وقته إني ألوم ولا أعاتب إيــــه ، إيه هيفيد .. على قد ما قلبي وجعني و أنا شايفك جاي تودعني و مــاشي ، ماشي بعيد .
ْ
تشنجت ملامح عُمر الذي كان يَمُر من أمام غرفة موسى بعد سماعه لغنائه .. ذهب إلى غرفته و فتح الباب .. ليفرّغ فاهه مما يرا .. ها هو موسى يلجس على سريره و يضع ورقة بيضاء بفمه بعدما قام بلفها حول بعضها و كأنها سيجارة .. و يرتدي شورت من البارموضه باللون الأسود و فوقه تيشيرت كات باللون الأبيض و يكمل غنائه .
ْ
_يمكن خير و مين يندم على اللي يبيع سنين ، و يهد أحلامه في يومين و يبيع قوام .
ليخرج من سياق تلك الأغنيه و يلقي بكلمة :-
_يا خاينه .
و يعود مرة أخرى إلى نص الأغنية ليكملها و هو ينظر للكاميرا الخاصة بهاتفه :-
_هنساك و أعيش ، و أهو حب راح و خلاص مفيش .. لهواك مكان ميهمنيش خلص الكلام .
ليخرج مرة أخرى من سياق الأغنيه و يردف :-
_شخبط على الكلام يا ابو حلمي .
و يعود مرة أخرى مكملًا :-
_ولا وقته إننا نتحاسب ولا وقته إني ألوم ولا أعاتب إيــــه ، إيه هيفيد .. على قد ما قلبي وجعني و أنا شايفك جاي تودعني و مــاشي ، ماشي بعيد .
أنهى ما يفعله .. و أغلق الكاميرا الخاصة بهاتفه .. ليأتي بالفيديو الذي قام بتصويره لحاله .. و يقوم بتشغيله بسعادة و هو يُلَوّك بتلك الورقة التي بفمه .. حتى شعر بأن هناك أحد بالغرفة فرفع أعينه ليجد عُمر يقف و ينظر إليه بتشنج .. فتوقف من مكانه بفزع ليقف على سريره بتوتر .. حتى لاحظ أنه مازال يلعب بتلك الورقه فبثقها سريعًا من فمه مردفًا :-
_يتوب علينا ربنا .. الواحد صدره أتحرق من السجاير .
ْ
لم يتحرك عُمر من مكانه .. فتحمحم موسى :-
_احمم ... عُمر أنتَ كويس .
نظر له عُمر بحسرة و أردف :-
_ورق فلسكاب .. بتشرب ورق فلسكاب يابن عمي .. حقيقي الأدمان ده وباء بينهي حياة الشباب يا جدع .
هبط موسى من على سريره بدرما بلهاء و هو يلوح بيده بطريقه تجعل من يراه يشعر بالشفقه تجاهه :-
_لأ يا عُمر .. أنا إن شاء الله هبطل .. بس .. بس أقف جمبي و خليك معايا .. يا عُمر أنتَ أقوى من المخدرات .
_عُمر بحسرة : مش أنا يا غبي .. المفروض أنا اللي أقولك الجملة دي .
_موسى : ما أنا محضرتش الصراحة .
ضحك عُمر و قام بلكمه في وجهه ، فوضع موسى يده على وجنته بألم و أردف بتذمر :-
_بروو براحه عليا .
_عُمر بضحك : براحه عليك !! ده أنا هديك بالجزمه ..إيه ياض اللي أنتَ كنت بتعمله ده .
_ضحك موسى و اتجه إلى هاتفه ليلتقته و يريه لعُمر : تيك توك .. بس إيه التيوك توك نوّر بيا .. يخرب بيتني قمر .
_نظر عُمر للهاتف و بعدها ذهب بأنظاره لموسى ليردف بتساؤل :- و هتشيَّره؟
_موسى بنفي : لأ طبعًا يا بروو .
_ليه؟
تسائل بها عُمر .. فضحك موسى و أردف :-
_يعني بذمتك هبقا ماشي في الشركة و الشارع و أقول للبنات غضوا بصركم عني و عن جمالي و وسامتي و حلاوتي و في الآخر أنزلهم فيديوهاتي .. عشان آخذ عين تجيبني الأرض .
ْ
لم يعقب عُمر على حديث موسى عن نفسه و عن مدى جماله ، فهذه حقيقة مثبته عنه إنه حقًا وسيم .. ولكن هناك أحد آخر دلف إلى تلك الغرفة ليردف بغضب :-
_طب إيه رأيك إني هاكلك علقة تجيبك الأرض مش هستنى لما تتحسد .
و ما كان هذا إلا "نبيل" والد عُمر و حور .. أختبئ موسى سريعًا خلف عُمر بمرح و أردف :-
_فيه إيه بس يا حج بُلبل .. هو حد فينا أتعرضلك .
تقدم منهم نبيل بغضب و هو يردف :-
_حد أتعرضلي ..  ده أنا هوريكم سواد الليل .
_عُمر بتوتر : ممم .. اااا .. هت هتورينا .. إيه صيغة الجميع دي يا حج .
_موسى بجدية : لو جاي تتكلم في نفس الموضوع يا عمي فأحب أقولك وفّر الكلام أحسن لأن اللي أنتَ عايز توصله مش هيحصل .
_صرخ نبيل بغضب : ياض أطلع من ورا عُمر الأول و بعدين أبقا أتكلم .
_ضحك موسى و أختبئ خلف عُمر أكثر : لأ يا حبيب مريم .. ده عندها .. ده العمر لحظة يا نبيل و أنا أخاف على عمري .
_تحدث نبيل و هو يقوم بنزع حزامه عن خصره : ما أنتَ لازم تخاف على عمرك .
أنهى حديثه و قام بنزع حزامه عن خصره تمامًا ليُلوّح به في الهواء حتى أصدر صوت فرقعة .. و في لمح البصر كان عُمر قد تخلى عن موسى و تركه و ركض سريعًا تجاه الصالون ، فضرخ موسى و لعن غدر الأصدقاء .. فأقترب منه نبيل مردفًا :-
_ولاا متعصبنيش ياض أنتَ و أخواتك .
تراجع موسى إلى الخلف و هو يردف :-
_ماتتغاباش يا نبيل ... إهدى كده و صلي علي النبي .
و ما أن أكمل جملته حتى أشار لنبيل عن شيء خلفه :-
_الحق يا بلبل .. مريومه جت تدافع عني .
نظر نبيل خلفه فلم يجد أحد .. فعاد بأنظاره إلى موسى فلم يجده .. فصرخ بغضب و ذهب تجاه الصالون .. ليجد موسى و عُمر يركضان مثل الأبلهان حول بعضهم البعض .. فصرخ بهم :-
_أقف ياض أنتَ و هو .
صرخ موسى بضحك و قفز على الأريكه سريعًا أما عُمر فتوقف بجوار نبتة كانت موضوعة للزينة و قام برفع يديه للأعلى و جلس القرفصاء .. فنظر له نبيل و قام برفع حاجبه مردفًا :-
_و ده إيه ده بقا إن شاء الله .
_عُمر بجدية : متكلمنيش ، أنا شجرة .
ضحك موسى بشدة حتى سقط أرضًا من غباء عُمر .. فأقترب نبيل من عُمر قليلًا .. فتوقف عُمر بفزع و هو يركض .. ليتعثر بموسى الذي بالأرض فسقط فوقه .. فأبتسم نبيل بخبث و أردف :-
_هترجعوني لشبابي .
و أتجه إليهم ؛ صرخ موسى بزعر و قام بركل عُمر ليبعده عنه .. و ذهب راكضًا تجاه غرفة حور .. أما عُمر فقد كان للقدر رأي آخر له .. حين أمسك به والده و قام بضربه ضربة بذاك الحزام .. جعلت موسى يدمع و هو بالغرفة الأخرى و أردف :-
_عُمر يا حبيبي .. أبقا سلّم على الشهدا اللي معاك .
عُمر بصراخ بعدما توقف و ركض مرة أخرى :-
_و هسلّم على كل اللي هناك من عنيا . 
و دلف سريعًا إلى غرفة حور و أغلق الباب .. فتوقفت حور بفزع مردفة :-
_إيه اللي بيحصل؟
_تقدم منها موسى : ولا حاجه أصل ده التوقيت المناسب لأبوكي إنه يقلب زومبي .
_خبطت حور بيدها على صدرها مردفة : يالهوي .. هو القمر أكتمل ولا إيه !
_موسى بغرور : بس يا بت الله بتكسف .. ما أنا عارف إني قمر و مُكتمل كمان ... و حتى لو مش مكتمل ببقي هلال ..  بدر .. أو قمر ١٤ .
_صرخ عُمر بضحك : ياغبي هي قصدها إن القمر أكتمل عشان كده أبوك أتحوّل .
_نظر لها موسى بتقزز و أردف : أنتِ غبية يا بت .
_حور : لأ ، ليه؟
_موسى : عشان إكتمال القمر ده اللي بيتحوّل فيها المستذئبين مش الزومبي .
ْ
جاء لهم صوت طرقات عالية على الباب فقزوا ثلاثتهم على سرير حور .. و أردف موسى بضجر :-
_فيه إيه يا نبيل .. إيه الهزار البايخ ده يا جدع .
_نبيل من الخارج : يا حيوانات أنتم التلاته .. قدامكم سنة واحدة .. سنة واحدة يا بهايم .. لو ملقيتش كل واحد فيكم في بيت مراته أو في بيت جوزها و الكلام ده ليكي يا حور .. هطردكم برا البيت .
_موسى : بس يا راجل يا جاحد .. هتطرد عيالك .. أخس عليك يا فوزي .
_وكزه عُمر و أردف بصوت منخفض : نبيل مش فوزي .
_موسى : أه .. أخس عليك يا نبيل .
قال آخر جملة بصوت مرتفع .. فأردف كل من حور و عُمر بصوت مرتفع :-
_مش هنتجوز غير لما موسى يتجوز .
نظر لهم موسى بغضب و وضع يديه حول خصره مردفًا:-
_و أشمعنا موسى بقا .
_حور : عشان أنتَ الكبير .
_أنتِ عبيطه .. أنا قد عُمر .
_عمر بحمحمة : بروو أنتَ أكبر مني بيوم .
_موسى بتذمر : مش مبرر يا عُمر و بعدين أحنا أتكلمنا في الموضوع ده ميت مرة ... متضغطوش عليا يا جماعة بقا .. و الإ بجد هسيبكم و أروح أقعد مع بابا في إيطاليا .
قال آخر جملة له بجدية تامة ، فتقدمت منه حور بحزن مردفة :-
_و هنهون عليك تسيبنا؟
أومأ لها موسى بنفي .. فأردفت بإبتسامة و هي تضمه لأحضانها :-
_كنت عارفه .
ْ
__________________________________________
ْ
ظن أنه أنهى عمله .. فتوقف من مكانه إستعدادًا منه للرحيل .. هو لم ينم منذ أكثر من يومان .. يشعر بأن الأشياء تتداخل ببعضها البعض أمام عيناه بسبب رغبته الشديدة في النوم .. ولكن قبل أن يرحل .. جاء له أحد الأطباء مردفًا سريعًا :-
_دكتور أدهم .. تعالَ بسرعة في عندنا حالة طارئة .
أدمعت أعين أدهم بتذمر و ذهب خلفه و هو يدبدب بقدميه في الأرض مثل الأطفال الصغار حتى توقف أمام الطوارئ و تنهد و دلف للداخل بعدما ذهب لغرفة التعقيم و عقم ملابسه .
ْ
__________________________________________
ْ
_تلا بضجر : يا راجح سيب تيّم و فكر معايا هنسمي بنتنا إيه .
تحدث راجح و هو يلاعب تيّم بسعادة :-
_سميها أي حاجه يا تلا .
_تلا : طيب .. نسميها .. حلا .
_راجح : لأ .
_هلا .
_راجح : لأ .
_علا .
_راجح : لأ يا تلا .. لأ .. أنتِ عايزه تسمي أي حاجه شبه أسمك عشان السجع يعني ولا إيه .
_تلا : يعني إيه سجع؟
_وكزها راجح و أردف بحنق : مش هقولك يا تلا .
صمت قليلًا و بعدها أردف :-
_عرفت هنسميها إيه .
_تلا بتساؤل : إيه؟
_راجح : هنسميها مرام .
صمتت تلا قليلًا و بعدها أستحسنت الاسم و أردفت :-
_موافقه .
ضحك راجح و أردف :-
_تمام يلا أتكلي من هنا بقا .
_تلا : طب هات تيّم أديه لأروى .
_أعطاه لها بتذمر و أردف : بكرة يكبر و ميبقاش عايز يشوف حد فيكم غيري يا كلاب .
_تلا بضحك : خلاص هبقا أجيبهولك بكرة و نشوف هو رأيه إيه في الكلام ده .
ْ
__________________________________________
ْ
نظر أنس لسيف بعدم فهم و أردف :-
_أيوه يا سيف يعني أنتَ فرحك هيبقى أمتى؟
_صرخ سيف بضجر و أردف : يووووه لأ ده أنتَ كده غبي بقا يا زفت .
_ضحك رماح بشدة و أردف : ما أحنا مش فاهمين منك حاجه .
صمت سيف قليلًا و بعدها أعتدل في جلسته و أردف :-
_فرحي في الجزء التالت من الرواية .. إيه الصعب في كده .
_صفعه رماح على وجهه و أردف بصراخ : يعني إيه .. أنتَ عبيط ياض ولا إيه يخرب بيتك .
_أنس بسخرية : ياض هو أنتَ دماغك لسعت ولا إيه .
كاد أن يجبه لولا سماعة لطرق الباب فتوقف من مكانه مردفًا :-
_أنتم أغبيه .. دلوقتي رحمة تيجي تفهمكم .
_رماح بعدم فهم : رحمة مين؟
_سيف : روما .. صاحبة الرواية .
و تركه و ذهب لفتح الباب .. فذهب خلفه رماح و أنس بفضول .. حتى فتح سيف الباب و ظهر أمامه فتاة (مش هشكر في نفسي و مش هقول تفاصيل😂) .. أبتسم لها سيف و أردف :-
_أتفضلي .
_تحدث رحمة من الخارج و أردفت : أدخل فين ياض هو أنا أعرفك .. إيه العبط ده .
ضحك رماح بشدة فنظرت له رحمة بحنق و أردفت :-
_فيه إيه يا رُمح يا حبيبي .. واكل لبان زغزغة على الصبح ولا إيه .
_رماح بتشنج : زغزغة .
_رحمة : أفضل بقا أستغرب و أعملي فيها جاي من جاردن ستي .
_ضحك أنس و قام بصفع رماح و أردف : حلوه القصفة .
_رحمة : لأ و هتبقى أحلى لما البرنس يبطل إستزراف .
تحمحم أنس و صمت بحرج .. فنظرت رحمة لسيف و أردفت :-
_خير يا سيف .. كنت عايز إيه؟
_سيف بضحك : العب باليه .
_رحمة : تحت الكابرية .
_أنس بضحك : قلبظ بجنيه .
_رماح : محشي و بانيه .
_رحمة بحنق : نعقل شوية و نبطل إستزراف .. راعوا سنكم يا بهايم ... و أنتَ يا أنس المفروض إنك أب و قدوه .. فأعقل شوية يا بابا .
_ضحك سيف و أردف : رحمة كنت عايزك تقوليلهم الأتفاق اللي أتفقنا عليه .
_أومأت له رحمة و أردفت : بصوا بقا كده و فتحوا دماغكم معايا .. الواد سيف هيتجوز في الجزء التالت من الرواية و هيبقى اسمها [في الماضي] ( الجزء الثالث، جنون أربعيني)  فهمتوا .
_رماح : أه .
_أنس بتساؤل : و هيتكلم عن إيه الجزء التالت ده .
نظرت رحمة خلفها و ذهبت تجاه السُلم و جلست عليه و أردفت :-
_أنا هقعد عشان الكلام شكله مطوّل .. الجزء التالت هيتكلم عن إياد و موسى و عُمر و آدم .. عشان هما ساعتها هيبقا فاضلهم تلات سنين و يبقي عندهم ٤٠ سنه .. بس ده ميمنعش إن راجح و حمزة و دهب و باقي الأبطال يطلعوا فيه .. يعني بصوا .. هي هتبقا الرواية ماشيه عادي زي ما هي و بأبطالها .. بس اللي هيظهر أكتر و هنتكلم عن حياته أكتر و نعرف مشاكله هيبقا إياد و موسى و عُمر و آدم .
_أنس : طب و فرح سيف .
_رحمة بصراخ : أنتم مش بتفهموا ليه .. ما قولنا فرح الزفت سيف في الجزء التالت .
_تحدث سيف بحنق لعنتها له بزفت : الله يكرم أصلك .
_توقفت رحمة من مكانها و أردفت : يارب تكونوا فهمتوا ... *"و نظرت لسيف"* ... هطير أنا بقا يا سيف .. أي خدمة .
_رماح بدهشة : أنتِ بتعرفي تطيري ؟!!!
_ضحكت رحمة و أردفت : أنتَ بتعرف .
هز لها رماح رأسه بلا .. فضحكت هي و أردفت :-
_الله يسهلك .. إن شاء الله تعرف تطير لما يطلعلك جناحات .
_و أنتِ عندك جناحات؟
تسائل بها رماح .. فضحكت رحمة و أردفت و هي ترحل:-
_عمرك سمعت عن اللي بيحلق في خيالة؟
_رماح : أه .
_رحمة : أهو أنا كده بالظبط .. بطير بخيالي .. سلام .
و تركتهم و رحلت .
ْ
__________________________________________
ْ
جاء من الڤيلا الخاصة به .. و أتجه نحو غرفة دهب .. هو لا يعلم لِمَ هي تريده .. شعر من حديثها أنها تخفي شيء غريب .. توقف أمام غرفتها و طرق الباب عِدة طرقات خفيفة حتى سمحت له بالدلوف .. فدفع الباب برفق و ظل مكانه لمْ يتحرك منه .. فنظرت له دهب مردفة بهدوء مثل ذاك الذي يسبق العاصفة :-
_تعالَ يا حمزة .
ْ
أومأ لها حمزة و دلف بهدوء حتى تحركت قليلًا من على سريرها لتربت بجوارها مردفة :-
_أقعد هنا .
فعل مثلما تريد و جلس بجوارها ، صمت قليلًا و بعدها نظر بأعينه مردفًا :-
_خير يا دهب في حاجه؟
أومأت له دهب .. و توقفت من مكانها لتذهب نحو الكومود الخاص بها لتخرج منه شيء و تتجه نحو حمزة .. أمسكت بيده و وضعت ذاك الشيء داخلها و أردفت :-
_فهمني دي بتعمل إيه في أوضتك .
نظر لها حمزة لدقيقة و بعدها وضعها بجواره و نظر لدهب و أردف :-
_دي مضخة أنسولين يا دهب .. و أه أنا عندي السكر .. و أه كنت مخبي عنك .. و ليه مقولتلكيش .. عشان مش عايز شفقة من حد و مش عايز أصعب على حد .. هتقوليلي كان المفروض أقول عشان متعبش ولا يحصلي حاجه .. هقولك يا دهب يبقى أحسن و أرتاح .. و من أمتى و هو عندي .. فهو جالي من سنتين ..و أه أستحملت ده كله لوحدي .. و ............
_قاطعته دهب بهدوء مردفة : إهدى يا حمزة فيه إيه مالك يابني .
صمت حمزة قليلًا و نظر أرضًا و رفع يديه لأعلى ليضم بهم رأسه و ظل هكذا لفترة ليست بالهينة ... فأقتربت منه دهب و وضعت يدها على كتفه بحنان .. و أردفت بهدوء :-
_مالك بتتكلم و كأني أتهمتك بحاجه مش كويسة؟ عادي يا حمزة ده شيء عادي و أمر ربنا .
نظر لها حمزة بدموع و أردف :-
_عارف .. و عارف إن ده أختبار صبر .. و عارف إني لازم أستحمل و أبقا أقوى و عارف إن الله إذا أحب عبدًا أبتلاه و عارف ده كله يا دهب .. بس أنا تعب و مش عارف أعمل إيه .
ضمته دهب سريعًا إلى أحضانها و أردفت :-
_شش يا حمزة .. إهدى كده و قولي مالك .. أنا أمك .
_تحدث حمزة بصوت مكتوم : عارف برضو .. بس أنا زهقت .. كل شوية ألاقي هاجر بتبصلي بتوتر أكنها خايفه عليا مش عارفه تسأل و تتطمن عليا ولا تسكت عشان متجرحنيش بكلامها .. فبضحك غصب عني عشان أطمنها و مش هي بس .. ده أنا ماشي أطمن في راجح و أطبطب على هاجر و أريّح في أدهم و أعقّل أنس و أهَدّي إياد و أنا يا دهب .. أنا فين من ده كله .. أنا مين اللي هيطمني .. فاكره زمان لما جيت و قولتلك إني مخضوض و أنتِ مفهمتيش قصدي ، أنا كان قصدي إني عايز حد يطمني في حاجه أنا مش قادر أشتكي منها عشان لو أشتكيت هلاقي خوف أوڤر و ذيادة عن اللزوم .. بس أنا فعلًا محتاج حد يطمني و يقولي إنه شيء عادي .
صمت قليلًا و خرج من أحضانها و مسح عبراته و أردف و هو ينظر لها :-
_ينفع بقا تطمنيني .
_دهب :﷽ {قال لا تخافا * إنني معكما أسمع و أرى} صدق الله العظيم ... ﷽ {لا تحزن إن الله معنا} ... أعتقد الآيتين دول طمنوك .
صمت حمزة قليلًا فأبتسمت دهب بهدوء .. و توقفت من مكانها لتسحبه ليتوقف من مكانه .. و عزمت على أن تذهب لمكان ما ..فتوقف حمزة بتساؤل :-
_رايحه فين؟
_أبتسمت دهب و أردفت : أصبر .
أخذته و أتجهت معه تجاه غرفة إياد .. طرقت الباب قليلًا حتى فتح لها إياد و أبتسم بهدوء و حثها على الدلوف .. فدلفت هي و حمزة .. و جلست بجوار إياد و أردفت :-
_عامل إيه دلوقتي؟
_صمت إياد قليلًا و بعدها أخذ يذهب بأنظاره تجاهها و تجاه حمزة و أردف : لسه بحلم بيها .
_نظر له حمزة و أردف : طب و العمل .
_تنهد إياد : مش عارف .. قولتلكم أنا جربت كل حاجه و مش نافع .
توقف حمزة من مكانه و ذهب ليجلس بجواره بهدوء و وضع يده على كتفه :-
_أنتَ بتفكر فيها قبل ما تنام .
_سعات ببقا بفكر فيها و ساعات لأ .
_وكزه حمزة و أردف بمرح : قولتلك تعالَ أديلك بوكس و أنتَ دماغك ناشفه .
أبتعد عنه إياد بضحك و أردف :-
_يا عم الله يسهلك .. أبعد عني أنتَ بالذات .. أنا مش ناسيلك حركة المنوّم .
ضحك حمزة و نظر لدهب بترقب ، فضحكت دهب و أردفت :-
_ماتخفش يا قلب أمك ، راجح قالي .
قهقه حمزة بشدة و أردف :-
_الصراحة الواد كان صعبان عليا .. بقاله أكتر من أسبوع مش بينام كويس .. الحق عليا إني أنقذته يعني .
_صرخ إياد بحنق : ما المصيبه إني أترشق في قفايا الحقنه من هنا .. مكملتش تلات سعات نايم و صحيت علي أدهم الغبي اللي إيده كانت هتشق صدري و تطلع من ضهري ، و بقيت عامل زي اللي رقصت على السلم لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها .. *"صمت قليلًا و أردف بصوت خافت"* .. ده إيه الهم ده .
نظر له حمزة هُنَيهة و بعدها تحدث بحنق :-
_ولاا أنتَ بتقعد مع موسى كتير؟
_إياد : أه .
_حمزة : طيب متقعدش معاه تاني عشان طبع عليك .
_إياد بضحك : الله ما هو صاحبي يا جدع .
ضحك حمزة ولكمه بوجهه مردفًا :-
_صاحبك يبقي تقعد معاه بس متلقطش منه كلام .
أبتسمت دهب على مرحهم العنيف هذا و توقفت من مكانها لتتركهم و ترحل و هي سعيدة بنجاح خطتها .. الا و هي أن تأتي بحمزة بالمكان الذي يجلس به إياد لينسيه حزنه .
ْ
[دهب دي دماغها فولازية😂🤡]
__________________________________________
ْ
الثامنة صباحًا .. كان يهبط موسى راكضًا من منزله متجهًا إلى الأسفل ليذهب لآدم الذي هاتفه و يبدو أنه منزعج من شيء .. كان يرتدي نظارات شمسية سوداء و تيشيرت من اللون الأسود كت و بنطال بنفس لون التيشيرت .. توقف أمام سيارة آدم بإبتسامة سمجة و قام بالطرق على النافذة التي يجلس بجوارها .. فنفخ آدم من الداخل و فتح له النافذة .. فأبتسم موسى و نزع نظاراته عن وجهه و قام بالغمز له مردفًا :-
_إيه يا زماله ، على فين العزم إن شالله و إيه اللي قلقلك نومك .
ْ
أشار له آدم بأن يصعد إلى السيارة ليخبره .. فأومأ له موسى و التفت خلفه و هو يرتدي النظارات .. ولكن توقف عندما وجد فتاه ما تنظر له بهيام و كأنها غارقه بالتخيل و الآن ترتدي فستان الزفاف لعرسها هي و هو ، فصرخ موسى بحنق و وضع يديه على أكتافه مردفًا :-
ْ
_متبوصيش علي أكتافي و غضي بصرك يخرب بيتك .
نظرت له الفتاه بصدمة و بعدها شعرت بالحرج فنظرت أرضًا ، فأردف هو :-
_آه لو تعرفوا اللي هيحصلكم في جهنم ... كنتم بصيتوا في الأرض لحد ما يجيلكم حَوَل .
و ترك أكتافه و أرتدي النظارات ليصعد إلى السيارة و في ثوانٍ كان قد تحرك بها آدم ، فنظر له موسى بتساؤل:-
_رايح فين يا عم .
_نظر له آدم و أردف : معرفش .
تشنجت ملامح موسى و بعدها نظر على الطريق بصراخ مردفًا :-
_بص على الطريق يخرب بيتك .. بتبصلي كده ليه هو أنتَ أول مرة تشوفني .
نظر آدم أمامه سريعًا .. فتنهد موسى بقلق منه و بعدها أردف بخفوت و هو يتحدث مع حاله :-
_هو بطّل يشم و بقي أستروستنجي ولا إيه (بيشرب أستروكس) .
آدم بحنق :-
_سمعتك يا حيوان .
_ضحك موسى و تحمحم بهدوء ، فنظر له آدم نظرة مطولة و بعدها أردف :-
_أنا مخنوق يسطا .
صرخ موسى و قام بإمساك المقود و أردف :-
_و أنا خايف يسطا ... ركز شوية في الطريق الله يسترك .
تنهد آدم و أمسك بالمقوّد و صمت قليلًا .. حتى تجمعت الدموع في عيناه فتركه و نظر لموسى و أردف ببكاء :-
_أنا متضايق يا موسى .
حزن موسى على حال صديقه .. و مد يده كي يربت على ظهره ولكنه وجد أنه قد ترك المقود ... فأمسك به سريعًا بفزع و أردف بحنق :-
_ياض هنموت .. و قّف العربيه و تعالَ نبكي على الأطلال أنا موافق بس وقفها .
ْ
مسح آدم حدقتيه و بعدما تنهد مرة أخرى و أمسك بالمقود .. لحظات و قام بالضغط على البنزين لتزداد السرعة و تزداد صراخات موسى معها تلقائيًا و هو يخبط بيديه على وجنتيه بطريقة اللطم و يبكي على شبابه الذي سيذهب هباءً بسبب آدم :-
_موسى : دوس فرامل .. دوس فرام إلاهي يدوس عليك قطر سواقه كلب أعور حزين .
نظر له آدم بتشنج ، فصفعه على وجهه و ذهب ليمسك بالمقوّد و هو يحاول التحكم بالسيارة و حركتها .. حتى تذكر فرامل اليد .. فترك المقوّد سريعًا و وضع يده بين الكرسيين ليبحث عنها حتى وجدها و قام بسحبها للأعلى سريعًا .. فتوقفت السيارة بطريقة عنيفة جعلتهما يرتدان للأمام و للخلف بشدة ... ظل موسى يتنفس بصعوبة و هو مغمض الأعين .. و بعدها أخذ نفس عميق ليفتح باب السيارة و يهبط منها سريعًا و هو يتسطح أرضًا بطريقة غريبة جلعت الماره ينظرون له بريبة ، أما هو فلم يبالي و وضع يده على صدرة ليوقف نبضاته المتسارعة ... هبط آدم من السيارة و ذهب إليه و جثى إلى مستواه مردفًا بتحمحم :-
_قوم يا موسى الناس بتتفرج عليك .
فتح موسى أعينه و أردف بصراخ :-
_ده أنا هخليهم يتفرجوا عليك أنتَ يا شمام يابن هناء بتاعة الترمس .
و في لحظات كان قد توقف من مكانه ليلتقط مجموعة من الحصى كانوا بجواره و ركض خلف آدم بغضب و هو يلقيهم عليه و يصرخ به بغضب .. ولكن توقف عندما وجد عُمر و إياد اللذان توقفا بسيارتهما و ترجلا منها و هم ينظران إلى ما يحدث بتشنج .. فذهب آدم سريعًا ليختبئ خلف إياد و هو يردف :-
_الحقني من ابن المجنونه ده .
نظر له إياد بعدم فهم ، و بعدها نظر لموسى الذي ترك الحصى التي بيده و جلس أرضًا و هو يضع يديه على رأسه .. فإتجه إليه و وضع يده على كتفه مردفًا :-
_إيه اللي حصل يا موسى .
نظر له موسى و أردف و هو يشعر بأن جسده كله يرتجف بسبب ما حدث :-
_الغبي ده كان هيموتنا .
_اتجه إليه عُمر سريعًا بتساؤل : كان هيموتكم إزاي؟
_موسى بغضب : كان بيعيط و هو دايس بنزين .. "صمت قليلًا و بعدها أردف بصراخ" .. إيه علاقة الحزن بالبنزين أنا عايز أعرف ... أفهم بس فهموني و أنا هقتنع و هعمل زيه .
_ضحك عُمر و قام بمد يده لموسى ليوقفه عن الأرض و أردف و هو يسحبه : يمكن كان عايز ينتحر .
تشنج عندما أستمع إلى رد آدم :-
_أنتحر ! أنتَ عايزني أدخل جهنم بعربية لامبرجيني .
نظر موسى لعُمر و قام بالإشارة له تجاه آدم مردفًا بصراخ :-
_أبـــــعـــــدوه عــــن وشــــي وجه البرص ده .
ْ
صمت قليلًا و بعدها توقف من مكانه ليتجه إلى آدم و يمسكه من يده ليسحبه خلفه تجاه السيارة و يجلسه بالمقعد الأمامي و يذهب هو تجاه المقعد الخاص بالمقوّد مردفًا :-
_روحوا أنتم الشركة لحد ما أعرف إيه اللي كان معكنن على البيه .
لينطلق بالسيارة بعدما قال آخر جملته .
ْ
__________________________________________
ْ
أنهى عمله كما كان يعتقد .. و ذهب لمكتبه لتبديل ملابسه للرحيل .. و لكن دلف طبيب بطريقة مفاجئة مردفًا :-
_دكتور أدهم ألحق عايزينك في العمليا.........
_قاطعه أدهم بصراخ : مش هلحق حاجه ... أتصرف أنتَ يا أحمد .
_الطبيب أحمد : بس يا دكتور .....
_أدهم بمقاطعه : أنا مش هدخل العمليات .. أنا بجد خلاص فصلت و لو دخلت ممكن يبقى فيه خطر على المريض اللي جوّه .. أتصرف أنتَ زي ما قولتلك .
أومأ له الطبيب و أنسحب بهدوء ليترك أدهم يرحل لمنزله علمًا منه أن أدهم لم ينم منذ يومان بسبب عمله ، تنهد أدهم و أخذ مفاتيح سيارته و رحل .. لم يأخذ الكثير من الوقت حتى صف سيارته أسفل العمارة التي يقطن بها .. و هبط منها سريعًا ليتجه إلى منزله .. قام بفتح الباب و دلف ليبحث عن رغد .. كاد أن ينطق حروف اسمها ولكنه أستمع إلى صوت طرقات عالية على الباب و كأن الذي بالخارج ليس واحد فقط .. فذهب سريعًا و فتحه .. حتى وجد كلًا من راجح و حمزة يقفان أمامه .. كادا أن يتحدثا ولكنهم شعرا بأن أدهم ليس على ما يرام بسبب وجهه الذابل و أعينه التي أخذت اللون الأحمر .. تغاضى راجح عن هذا الشعور و أمسك بيد أدهم و هو يسحبه مردفًا :-
_الحق يا أدهم .. تلا بتولد في السابع .
نظر له حمزة بتشنج و بعدها سحب أدهم تجاهه مردفًا بصراخ :-
_هاجر بتولد و مش عارف أعمل إيه الحقني .
كاد أن يتحدث أدهم ولكنه وجد رماح الذي جاء سريعًا لينتشله من بين يدي حمزة مردفًا بصراخ :-
_الحقني يا أدهم حنين بتولد مش عارف أعمل إيه .
نظر لهم أدهم بدموع .. هو يريد أن يستريح و لو حتى ساعة واحدة ... كاد أن يتحدث لولا سيف الذي جاء من الأسفل راكضًا تجاهه ليمسكه من ملابسه مردفًا بذعر :-
_الحقني يا أدهم .. أمي تعبانه مش عارف ماله .
و سحبه خلفه سريعًا و هو يردف :-
_تعالَ معايا بسرعه .
ولكن أوقفه كل من حمزة و راجح و رماح بغضب و هم يمسكوه من ملابسه مردفين بصراخ :-
_أنتَ مش هتمشي من هنا غير لما تنده لرغد مراتك تيجي تشوف مراتتنا .
دفعهم أدهم عنه ، و كاد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت صراخ رغد و هي تردف :-
_الحقني يا أدهم .. بولد .
نظر أدهم خلفه تجاه منزله و بعدها نظر لراجح و حمزة و سيف و رماح .. و أبتسم بسماجة مردفًا :-
_الحقوني .
ليسقط بعد تلك الكلمة أرضًا تحت أقدامهم جميعًا مغشيًا عليه .. ذاك الأدهم المسكين لم يستطيع تحمل كل هذا الضغط .. نظر له راجح بتشنج و أردف :-
_طب إيه .. أخلي دهب تسخن طشت مايه !
_سيف بذعر : ده وقت هزار .
و جثي سريعًا إلى مستوى أدهم المسكين ... ليتحمحم حمزة و يخرج هاتفه و يردف :-
_أنا هطلب الإسعاف .. أطلبلكم معايا .
_أومأ له رماح و أردف : أه أطلبلي واحدة إسعاف .
_راجح : بص يا حمزة أنتَ هتطلب أتنين إسعاف على ڤيلا راجح .. و واحدة على بيت رماح و واحدة على بيت سيف .. "صمت قليلًا و بعدها نظر إلى أدهم و هبط إلى مستواه" .. و واحدة على بيت أدهم عشان مراته .. لحد ما آخد أدهم على المستشفي .. الواد شكله فاصل خالص ياعيني .
أومأ له حمزة و قام بطلب الإسعاف ، أما راجح فحمل أدهم هو و سيف و هبطا به سريعًا تجاه سيارة راجح .
ْ
__________________________________________
ْ
توقفت سيارة آدم التي كان يقودها موسى أمام العمارة التي يقطن بها موسى .. ليترجل منها موسى و يقوم بفتح الباب الخاص بآدم ليسحبه خلفه مردفًأ بحنق :-
_مسمعش منك نفس .. و اللي هقولهولك تعمله و أنتَ ساكت مفهوم .
نظر له آدم بتشنج دون أن يتحدث ببنت شفة ، فصرخ به موسى :-
_مـــفـــهــــــــوم !
صفعة آدم على وجهه و أردف بحنق :-
_بتعلي صوتك على مين يا حيوان أنتَ .
أمسكه موسى من تلابيبه مردفًا :-
_متمدش إيدك اللي عايزه القطع دي عليا تاني يا شمام أنتَ .
_نفخ آدم بتذمر و أردف : شمام إيه يا موسى أنا مبطل بقالي أكتر من تسع شهور .
تركه موسى و أردف بعدما توقف  أمام السُلم :-
_هنطلع على السطح .. أسمع لسانك الجميل ده يتحرك جوه بُقك و أحنا طالعين السلم هعملها معاك .. و أول من نبقا قدام بيتنا عايزك تعمل صامت عشان الحج نبيل لو سمعك هييجي و ينفوخني أنا هو أصلًا مستحلفلي من الصبح .
ضحك آدم و هز رأسه بالموافقة .. فتوقف موسى أمامه و ظل يتحرك ببطء و خلفه آدم الذي كان يتحرك بطريقة طبيعية .. صعد السُلم ..و عندما أقترب من المنزل الخاص به أستمع إلى صوت أحد يقوم بفتح الباب .. فنظر لآدم و أردف :-
_أتخلى عن رجولتك .. الجري الجدعنه كلها في المواقف دي .. هتوحشني يا صاحبي .
و أرسل له قبلة في الهواء و صعد إلى السطح سريعًا .. نظر له آدم بتشنج و هو يقف أمام منزل موسى .. حتى فُتِح الباب و ظهرت مريم و هي تحمل كيس من النفايات بيدها ... فنظر لها آدم بحرج و أردف :-
_أزيك يا أمي .
_أبتسمت له مريم و أردفت : الحمدلله يا حبيبي .. عامل إيه و سيف أخوك .. و أمك هناء عامله إيه .
_أبتسم آدم و أردف بهدوء : كويسين الحمدلله .
_نظرت مريم خلفها و بعدها نظرت له مردفة : عايز موسى !
_أومأ لها بالنفي ، فأردفت : تمام .. بس عُمر مش هنا .
صمت هو و لم يتحدث .. فأردفت مريم و هي تعطي له كيس النفايات :-
_أمسك معلش يا آدم طلّع كيس الزباله ده فوق السطح لحد ما ييجي حد من العيال و يرميه .
أمسك آدم كيس النفايات بتشنج و بعدها نظر لمريم فوجدها تبتسم له .. فبادلها بأخرى و تحرك نحو السُلم حتى صعد و توقف على الأسطح الخاصة به .. أخذ يبحث بأعينه عن موسى حتى وجده يجلس على أريكة ما و هو يعبث بهاتفه و يضع سماعته بأذنيه .. فذهب إليه آدم بغضب و قام بإلقاء الكيس تجاهه .. فتوقف موسى سريعًا من مكانه و هو ينظر إلى ذاك الكيس .. و بعدها ذهب بأنظاره إلى آدم و أردف بغضب :-
_بتحدف عليا كيس زباله ! ده أنتَ يومك أسود .
تقد منه آدم و تحدث بحنق :-
_وريني .
أبتسم موسى بتوتر و أردف بضحك :-
_بهزر يا جدع .. يلا يلا أترزع و صدعني بمشاكلك الغريبه ياض يا خمورجي أنتَ .
جلس آدم و أردف :-
_أنا مش خمورجي .
أبتسم له موسى و أقترب منه ليجلس بجواره و تحدث بهدوء :-
_عارف .. بس أنا بتكلم على اللي هيحصل فيما بعد .. أصل الصراحه أنتَ الوحيد اللي أنا مستبعدش عنه أي حاجه .
نظر له آدم لثوانٍ و بعدها توقف من مكانه ليتركه و يتجه نحو السلم عازمًا على الرحيل .. فتوقف موسى و ركض خلفه سريعًا ليمسكه من يده مردفًا بهدوء :-
_رايح فين يا عم أقعد هنا أنا بهزر معاك .
نظر له آدم و أردف بغضب :-
_مش قاعد معاك يا موسى .. أنا كل ما آجي أتكلم معاك ألاقيك بتعايرني باللي أنا عملته زمان .
صمت موسى بحرج ، هو كان يعتقد أنه يمزح ولكن آدم ترجم ذاك المزاح على أنه معايرة أو تهكم .. أبعد آدم يد موسى عنه و نظر أمامه ليرحل ولكن أمسكه موسى مرة أخرى و أردف :-
_آسف .
_أسفك مش مقبول .
تحدث بها آدم بجمود و دفعه عنه و رحل .
ْ
__________________________________________
ْ
باليوم التالي .
أستيقذ أدهم و وجد حاله بالمشفى الخاصة به .. فنظر حوله فلم يجد أحد .. فتوقف عن مكانه بعدما نزع ذاك المحلول الغذائي عن يده .. و قبل أن يترك الغرفة و يرحل وجد كلًا من أنس و رماح و سيف يدلفون إلى الغرفة .. فنظر لهم بعدم فهم ، فتقدم منه سيف و أمسكه من يده مردفًا بتساؤل :-
ْ
_أنتَ كويس يا أدهم .
أومأ له أدهم .. فسحبه ليجلسه على السرير مرة أخرى و أردف :-
_مبروك يا برنس .
_أنس بإبتسامة : هتسميها إيه؟
توقف أدهم سريعًا من مكانه مردفًا :-
_رغد ! هي فين رغد؟
_أنس بضحك : بص يا باشا أنتَ هتطلع من الأوضة دي و هتبص يمينك أول أوضة هتقابلك هتلاقي مراتك جواها هي و بنتك ... أما تاني أوضة فهتلاقي راجح و مراته و بنته .. تالت أوضة بقا فهتلاقي فيها حمزة و مراته و بنته .. أما رابع أوضة فهتلاقي فيها مرات رماح و ابنه ... خامس أوضة بقا هتلاقي جواها طنط هناء عشان كانت تعبانه .
_أدهم بسخرية : ماشاء الله .. العائلات كلها منورة المستشفي بجد .
و توقف من مكانه ليذهب إلى زوجته .
ْ
          ︵‿︵‿୨♡بڦڶم : ̨ڔحمہ ּاحمد♡୧‿︵‿︵      ْ
ْ
دعوني أُرَحب بالكتاكيت الجدد .. ااا عذرًا أعني الأطفال الجدد .
ْ
↫مرام راجح  .
↫رزان حمزة .
↫رهف أدهم .
↫ثائر رماح .
و على رأسهم راجح الصغير ↫تيّم أنس .

ْ            ︵‿︵‿୨♡بڦڶم : ̨ڔحمہ ּاحمد♡୧‿︵‿︵    ْ

ْ
و ها نحن قد وصلنا إلى نهاية هذا الجزء .. جفت أقلامي و نفذت أوراقي و أنتهت حروفي و كلماتي ... سعدت كثيرًا بكتابة تلك الرواية .. و حزنت لنهاية هذا الجزء ولكن أمامنا الجزء الثالث ؛ حسنًا دعوني أخبركم أن الجزء الثالث سيكون أكثر إثارة و تشويق .. ستتسع أحداثه و خيالاته .. أرجو منكم المعذرة بسبب قِصَر هذا الجزء و ذلك بسبب الدراسة ولكن بالجزء الثالث سيكون أمامي وقت طويل و فراغ أكثر .
دمتم سالمين .

↵ بڦڶم : ̨ڔحمہ ּأحمد .

_____________________________________

تمت .

في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن