في الماضي 19

259 12 9
                                    

                   الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】 
                       الفصل التاسع عشر

ْ
أستمعوا إلي صوت طرقات علي الباب فذهب سيف لفتحه .. ما إن فتح الباب حتي إستمع إلي صوت طفل صغير يركض بإتجاهه ليحتضن قدميه مردفًا بسعاده كبيره .
_خـالــــو ســــــيـــــــــف .
_ضحك سيف و هبط إلي مستواه و أحتضنه بسعاده و أردف : ميزو حبيبي عامل إيه .
_تعلق مازن بأحضان سيف و أردف : الحمدلله يا خالو ، و أنت .
_حمله سيف و أردف : أنا الحمدلله يا حبيب خالو .
ْ
*(مازن هاشم .. طفل يملك من العمر ٦ أعوام و هو ابن ليلي أخت سيف و لديه أخ آخر رضيع يحمل من العمر سنه واحده)*
ْ
أنزله سيف و نظر إلي ليلي و أردف بحنان .
_سيف : عامله إيه يا لولو .
_أبتسمت له ليلي و أردفت : الحمدلله يا سيف ... آدم فين؟
تنحي سيف عن طريقها لتدلف و أردف .
_جوه في أوضته .. أطمني هو كويس .
أبتسمت له ليلي و قامت بإعطائه الطفل الرضيع الذي يدعي "ماجد" فحمله سيف بقلق فهو لا يعلم كيف يتعامل مع تلك الأحجام من الأطفال😹 أما هي فضحكت و أردفت .
_ليلي : حاول تتعامل معاه .. هو مش الخال والد ولا إيه .
_سيف بإبتسامه : أه والد بس مش مربيه يا حجه .
_ليلي بضحك : معلش خليه شويه معاك هروح أتطمن علي آدم و آجي .
أمسك مازن بيد سيف و أردف .
_أنا كمان هفضل مع خالو .
ْ
أبتسمت له ليلي و دلفت إلي غرفة آدم .. أما سيف فأغلق الباب و أمسك بيد مازن و باليد الأخري كان يحاول حمل ماجد بطريقه صحيحه و دلف بهم إلي حيث يجلس أنس و أدهم ... سرعان ما ضحك أدهم عندما رأي هيئة سيف و أردف .
_أدهم : اللي جابلك يخليلك يا سيف هههه .
_سيف بضحك : حبيبي .
و جلس علي كرسي و علي قدم كان يحمل ماجد و الأخري كان يجلس عليها مازن .. نظرًا إلي وجهة نظر مازن (أشمعنا ماجد و أنا لأ) ... تحدث أدهم مره أخري بضحك .
_أدهم : جبتهم أمتى دول يا سيف .
_نظر له سيف و أردف بضحك : طلبتهم أون لاين (on line).
ضحك أنس بشده علي ذاك الرد ... فأردف أدهم .
_أحلف .
_سيف بضحك : هههه أحلف إيه يا أدهم .
_أنس بضحك : دول ولاد أخته يا غبي هههه .
شاركهم أدهم بالضحك فهو كان يمزح ليس إلا .
ْ
ْ
ظلوا يتحدثون سويًا حتي جاء لسيف إتصال من رماح يخبره فيه بأنه قد عاد و يريده هو و أنس في منزله .. فأومأ سيف إلي طلبه و ذهب لليلي ليعطي لها صغيرها الرضيع و أخبرها بأنه سيرحل الآن إلا أن يستعيد آدم وعيه و أخبرها بأن تهاتفه سريعًا عندما يستيقظ .. و ذهب هو و أنس إلي ڤيلا رماح التي يقتن بها مع والديه أما أدهم فذهب إلي المشفي بعدما أخبره سيف بأن يأتي معهم ولكنه أعتذر لأن لديه عمل و بعد عمله لديه موعد مع صالة الأعراس التي سيُقيم بها عرسه فلن يتبقي على موعد العرس إلا يومان .
ْ
__________________________________________
ْ
دهب بسعاده .
_أنتي تلا .. يا قلبي إيه الحلاوه دي .
_أبتسمت تلا و أتجهت إلي دهب لتعانقها و أردفت : أنتي اللي إيه الحلاوه دي يا طنط بجد ماشاء الله عليكي .
_أحتضنتها دهب بضحك و أردفت : هههه بس يا بكاشه.
ضحكت تلا و خرجت من أحضانها و أردفت .
_لأ يا طنط ......
صمتت قليلًا و بعدها أردفت .
_تلا : طنط دي تقيله علي لساني ، أستني أفكرلك في أسم أحلي .
_ضحكت دهب و أردفت : لأ يا حبيبتي متفكريش .. أنتي هتقوليلي يا أمي .
_أبتسمت تلا و أردفت : أشطا يا أمي يا قمر .
ْ
نظر راجح لحديثهم بصدمة و هو في حالة من عدم تصديق ... كيف دهب تغازل تلا و هذا أول لقاء بينهم .. و كيف تلا ذهبت إلي أحضانها هكذا و هي لم تراها من قبل .. كيف دهب نعتتها بكلمة "قلبي" ، و كيف تلا وافقت علي نعتها بأمي .
ْ
*(ملكش دعوه يا راجح أحنا البنات بنتأقلم و بنتعايش مع الناس عادي)*
ْ
هذه هي الفتاه و السيده و الأم ، هي كائن لطيف خلقه المولى لينشر الود و البهجه ، هي الجمال و اللطافه و البرائة هي الحنان و الرقه هي أمي و أختي و ابنتي .. حقًا إنه لجنس ناعم و رقيق .
_نظر راجح لسرد الكاتبه و أردف بحنق : طبعًا و مين يشهد للعروسة .
_رحمه بغضب و صراخ(اللي هي أنا😹🙋🏻‍♀️) : شش متقاطعنيش يا راجح و أنا بتكلم فاهم ولا لأ .
ْ
سخيف قد قطع حبل أفكاري و أخرجني من هالتي التي كنت أطفوا فيها ... لكن تالله لأكمل سردي .
ْ
ناعمة ، حانية ، رقيقة ... هادئة ، ساحرة ، أنيقة ... رائعة ، ساطعة ، جميلة .........
*(لا مش عارفه أكمل بجد و الله خرجني من المود .. تعروفوا والله لأنقل و أروح لمكان تاني هاه🙂🤡)*
ْ
__________________________________________
ْ
_حمد الله علي السلامه يا راجع من المأموريه لولولي .
كان هذا صوت أنس الذي ما إن وصل إلي ڤيلا رماح دلف إلي غرفته سريعًا و قام بفتح الباب علي حين غره دون الاستئذان .. نظر له رماح و ضحك علي تصرفه هذا و ذهب إليه و أردف .
ْ
_أنوس .. شوف سبحان الله ربنا رايد إني متشاهدش المره دي .
_أحتضنه سيف و أردف : ربنا يبارك في عمرك يا رماح .. و يرزقنا كلنا الشهاده بعد عمر طويل .
.رفع أنس يديه إلي الأعلي و أردف بصراخ : آمــــــــين ... بس نتشاهد كلنا مره واحده كده و في مأمورية واحده عشان محدش يوحشه التاني .
ْ
نظروا له جميعًا بإبتسامة و سرعان ما تلاشت عندما رأوا الشخص الذي جاء إلي غرفة رماح و توقف أمام الباب بملامح متشنجه و هو في حالة من الإزبهلال ، فنظر لهم أنس و أردف بتساؤل .
_إيه بتبصولي كده ليه ... *"صمت قليلًا و أردف"* .. في حد ورايا؟؟
أومأوا له ... فأبتلع ريقه و التفت خلفه ببطء و حذر حتي وجد إياد يقف خلفه و لم تتغير ملامحه حتي الآن فتحمحم أنس و أردف .
_أحم إياد!
نظر له إياد و لم يتحدث ... فأردف أنس بضحك .
_شوف تقريبًا حماتك بتحبك .. تعالي بقا أما أدعي عليك أنت كمان بالمره .
فضحك كلًا من رماح و سيف ولكن إياد لم يبتسم حتي و أكتفي فقد بالتقدم من أنس و صمت قليلًا و بعدها قام بلكمه في وجهه بجميع قوته و أردف بغضب و هو ينظر لهم جميعًا .
_عايزين تموتوا !
وضع أنس يده علي وجهه بضحك و أردف ببرود .
_تؤ .. عايزين نتشاهد .
_سيف : إيه يا إياد مالك داخل سخن كده ليه .
_إياد بغضب : أنت مش سامع هما بيقولوا إيه .
_سيف بضحك : لأ سامع ... و نفسي أنا كمان أتشاهد إيه خساره فيا الشهاده يعني .
_تقدم منه رماح و أردف بهدوء : عايزين نموت رجاله يا عم إياد أفهم بقا .
_إياد : و مفكرتوش فينا .
_أنس : أكيد فكرنا فيكم و ليقنا إننا لو أتشاهدنا هنموت رجاله و أنتم هتعيشوا رافعين راسكم .
_إياد : رافعين راسنا ! عشان خسرناكـ.... بعيد الشر عنكم .
_رماح بضحك و هو يصتنع الدراما : الموت مش شر يا أياد يابني .
_إياد بإستنكار : ابنك !
_رماح بضحك : أه ابني ... و بعدين أنا داخل شرطه ليه مش عشان أتشاهد ده هدفي الوحيد .
_إياد بضيق : متجيبوش السيره دي تاني ربنا يبارك في عمركم .
نظر أنس لإياد و أبتسم له و أردف .
_عتحبني يا هَريدي .
_أبتسم إياد و تحدث بهدوء : عحبك يا وِلد رأفت .
ضحك أنس و أحتضنه بحب فشدد إياد علي أحتضانة و أردف بهدوء .
_ربنا يبارك فيك يا حيوان .
_ضحك أنس و خرج من أحضانه و أردف : كلمة حيوان دي حرقت كل حاجه أنت قولتها ... *"صمت لبرهة و أردف بتساؤل بعدما أدرك المكان الذي به"* ... أنت جيت هنا ليه .
_رماح بضحك : أنا أُجزِم إنه مش جاي عشان يتطمن عليا .
_سيف : و أنا أبصم بصوابع إيديا و رجليا و أحلف ميت يمين إنه أكيد مش جاي عشان رماح .
توتر إياد و أردف .
_اااا ... أممم أنا كنت.... كنت... جاي عشان .
جائة صوت من خلفة .
_بتعمل إيه هنا يا إياد ، تعالي يلا عشان عايزك .
_رماح بعدم فهم : بابا ... أنت عايز إياد ليه؟
ْ
_نصر بهدوء : كنت عايزه بخصوص شيء في
الحسابات عشان الشركه اللي قولتلك إني عايز أفتحها .
أبتسم إياد براحة و تنهد بهدوء ها قد أنقذه "نصر العدوي" من ذاك السؤال ... نظر له و أردف .
_ااا .. تمام يلا يا عمي .
_أبتسم له نصر : يلا .
ْ
و هبطا سويًا إلي غرفة المكتب الخاصه بنصر العدوي ، أغلق نصر الباب خلفه ما إن دلف إياد .. و ذهب إلي مكتبه و جلس خلف المكتب و إياد أمامه و أردف بهدوء.
_عامل إيه يا ابني؟
_إياد بهدوء : مش كويس خالص يا عم نصر .
_تنهد نصر و أردف : ليه؟
صمت إياد قليلًا ليفكر .. فأردف نصر بهدوء .
_بص يا إياد أنا عايزك متفكرش في اللي هتقوله عايز أي حاجه تيجي علي طرف لسانك تقولها علطول و كمان عايزك تنسي إني دكتور ، أعتبرني ياعم صديق ليك و بنتكلم كلام عادي أو بنحل مشكله سوا .
صمت قليلًا و تحدث بمرح .
_نصر : أشطا يسطا إياد .
_ضحك إياد و أردف : خلصانه يا زميلي .
_نصر بضحك : ولعانه يا برنس .
_إياد : الله ... دا أنت مذاكر بقا ههههه .
_نصر : و حافظ كمان هههه ... *صمت قليلًا و أردف* .. أتكلم يا إياد يلا .
صمت إياد قليلًا و بعدها تحدث بما يشعر بأنه يُريد البوّح به .
_أنا بخاف أنام ، مش عايز أنام ، بحاول علي قد ما أقدر إني مغمضش عيني عشان بخاف من الحلم اللي بيجيلي ... لما بنام غصب عني ، أنا أتخنقت أوي و عملت كل حاجه ممكن تتخيلها عشان أتخلص من الحلم أو الكابوس ده بس مش عارف لدرجة إني زهقت و قررت مانمش خالص بس برضو مش نافع .
_نصر بهدوء : و إيه الحلم اللي بتحلمه ده و مضايقك .
تجمعت الدموع بأعين إياد و أحتقن وجهه و أختنق صوته لتذكره ذاك الحلم و أردف .
_بحلم بمراتي الله يرحمها .
_نصر : بتحلم بإيه بالظبط .
_إياد : بشوفها و هي ميته و غرقانه في دمها ... بس كل مره بشوفها بطريقه مختلفه ، سعات بشوفها عايشه و في الآخر بتموت .. و سعات بتبقا ميته من أول الحلم.
_نصر بتساؤل : هي مراتك الله يرحمها ماتت إزاي؟
أبتلع إياد غصته و أردف .
_أتقتلت .
_نصر : ممكن تفاصيل .
_إياد : أه طبعًا ... هو ... هو كان يوم طبيعي زي أي يوم ، صحيت الصبح و روحت شغلي و رجعت قعدت معاها شويه و بعدين ... روحت مشوار و رجعت لقيتها واقعه في الأرض و دمها مغرق المكان .
_بس!
_إياد بعدم فهم : أزاي .
_نصر : هو ده اللي حصل بس ولا في حاجه أنت ناسيها.
_إياد : لأ .. مش ناسي حاجه .
_أردف نصر بتساؤل : شكلك مرهق .. بقالك قد إيه مش بتنام؟
_بقالي أسبوع ... مش طول الأسبوع صاحي .. طول الأسبوع بحاول ما أنمش بس أكيد الوقت ده مخليش من إني أغفو كل شويه غصب عني و أصحي بنفس الحلم .. أنا زهقت بجد يا عم نصر ... بقالي أربع سنين بصحي كل يوم فيهم و أنا قلبي واجعني .. لما نريمان ماتت أنا أفتكرت إني مع مرور الوقت هنسى و إن ربنا خلقنا بننسى عشان قلبنا يرتاح من أي وجع .. بس أنا كل يوم بتوجع عليها .. كل يوم بشوفها بتموت .. كل يوم في الكابوس ده بصحي علي صوتي و أنا بصرخ بأسمها ، أنا عمري ما كنت أتخيل أن أنا آجي عشان أشتكي من.... *"ضحك بنصف فمه و هو يسخر من حاله"* .. أشتكي من كابوس تخيل .
_نصر : عادي يا إياد بتحصل .
_أنا عارف إنه عادي ... بس اللي مش عادي إنه يستمر معايا لمدة أربع سنين .
_نصر : بص يا إياد .. أنا هقولك إن فيه ناس الأحلام دي بتستمر معاهم لأكتر من عشر سنين بس الحلم مش بيراودهم كل يوم .. يعني مثلًا عندك ممكن تلاقي راجل عنده أربعين سنه و لسه لحد دلوقتي بيحلم بأنه في لجنة أمتحان و إنه مش عارف يحل ، ده بيحصل بسبب الضغط و التوتر و بسبب إن عقلك الباطن بيبقا مش قادر ينكر إن هي ماتت فبييجي الحلم ده عشان يقَوّمك و يخليك تواجه الموقف ده بالذات .. بس المشكله إنك مش قادر تتخطي الموقف ده و إنه معلم فيك .
_ضحك إياد و أردف و هو يزدرد غصته : أتخطي إيه؟ أتخطي إن مراتي ماتت و هي حامل بسببي .
_نصر : بسببك!!
_إياد : بص أنا هقولك .. *(و قص له كل ما حدث و كل ما رتبته وداد من قتل نريمان و تسجيل لها فيديو و هي تطلق عليها الرصاص لتأتي بفيديو آخر لإياد و هو يتمرن علي إطلاق الرصاص و إدماجهم في بعضهم البعض ليظهر ذاك الفيديو علي أن إياد هو القاتل .. و قامت بإرسال ذاك الفيديو إلي راجح و حمزه إعتقادًا منها بأن راجح سيقوم بقتله و يسجن هو و حمزه و بتلك الخطه اللعينه تكون هي قد تخلصت من نريمان و طفلها و إياد و راجح و حمزه لتتمكن هي من أخذ كل المال الذي يمتلكه كل هؤلاء)*
ْ
_نصر : أنا مش شايف إن أنت ليك علاقه باللي حصل و بعدين الست دي أتجازت ... حاول متفكرش في الموضوع ده قبل ما تنام أو بمعني أصح حاول تشيل من دماغك حكاية إنك تمنع نفسك من النوم عشان الموضوع ده .. لأن ببساطه عقلك الباطن هيفضل شايل الحته دي أو المشهد ده عنده و أول ما تنام هتحلم بيه علطول .. و حاول ترخي أعصابك يا إياد عشان متتعبش أكتر و كمان قبل ما تنام أقراء قرآن و أتفرج علي فيديو أو أقرأ كتاب يخليك نايم و أنت متفائل و حصَّن نفسك بالأذكار .. جرب تعمل كده و قولي وصلت لإيه .
_أبتسم له إياد و أردف : هجرب .. شكرًا جدًا يا عم نصر.
ْ
__________________________________________
ْ
أنهت تلا حديثها مع دهب و صعدت إلي الأعلي لتنظر إلي غرفتها ما إن كانت كما هي أم تغيرت أما راجح فقد ذهب إلي حمزه لأنه طلب منه أن يأتي لثوانٍ .. و هي في طريقها إلي غرفتها ألتقتت عيناها غرفة صغيرها تيّم فذهبت تجاهها و قامت بمد يدها بتردد تجاه مقبض الباب .. و قامت بفتحه لتنظر إليها و هي تذدرد ريقها .. الغرفة كانت حقًا غايه في النظافة و هناك صورة مكبره للطفل علي الحائط .. سريره مرتب و لا يوجد أثر للأتربيه في أي مكان .. ولكن هناك شيء ما .. كان هناك كرسي أما سرير الطفل يبدو أنه خاص براجح .. و كان هناك ألبوم صغير من الصور علي ذاك الكرسي ذهبت و جلست علي الكرسي و هي تمر بيدها علي السرير حتي أصتدمت يدها بِوريقة صغيرها كان مضمونها عباره عن .
*(أمك بتقول إني السبب في موتك .. و بُعدها عني هو السبب في موتي يا تيّم)*
كانت مكتوبه بخط يد راجح .. كم شعرت تلا بأنها حقيره في هذا الوقت و كم شعرت أيضًا بأنها قست و بشده علي ذاك الراجح .. كم شعرت بأنها هي الجانيه في قتل راجح و هو علي قيد الحياه .. وضعت الورقة مكانها و توقفت عن ذاك المكان لتنظر إلي الصورة الكبيرة التي علي الجدار لتمّلي أعينها من صغيرها تنهدت و نظرت إلي ألبوم الصور لتتمعن النظر إليه و تفتش في الصور .. وجدت صور كثيرة لها هي و راجح و تيّم و وجدت صوره لها ... كان راجح قد كتب بخط يده عليها .
*(كسرتني برقتها، و خذلتني ببعدها، و ظلمتني بحزنها)*
ْ
يبدو أن راجح قد أكتفي بكتابة ما يحزنه دون أن يتفوه به .. قد لجئ للحروف و الكلمات الصامته المعبره عن حزنه ، تنهدت بشده و هي علي وشك البكاء ولكن أستمعت إلي صوت ما .. صوت لأنثي تصرخ و تنحب بأعلي صوتها .. كان الصوت يصدر من الحديقة الخلفيه توقفت من مكانها سريعًا و هبطت إلي الأسفل و من الأسفل إلي الحديقه الخلفيه ، صُدِمت مما رأت ... أراجح قام بتأسيس ڤيلاتين في الحديقة؟؟ لم تكترث إلي ذاك الأمر و ذهبت راكضه تجاه الڤيلا التي يصدر منها الصوت و دلفت من الباب سريعًا لتجد أروي ساقطه علي الأرض و هي تصرخ بأعلي صوتها بألم و تبكي بشدة .. و هي تردد أسم أنس .. جثت تلا إلي مستواها و هي تحاول مساعدتها و أردفت بهدوء .
ْ
_تلا : ششش إهدي إهدي .. أنتي مرات أنس .
أومأت لها أروي ببكاء فأوقفتها تلا و ذهبت بها إلي الأريكه لتجلسها فأردفت أروي ببكاء .
_أروي : أت... أتصلي بأنس ...
_تلا : حاضر متقلقيش إهدي أنتي بس يا قلبي و أنا هتصلك بيه .
جاء من الخارج كلًا من راجح و حمزه و كادا أن يدلفا إلي الداخل في قلق و ذعر ولكن توقف راجح سريعًا أمام باب الڤيلا و أردف و هو يمسك حمزه ليمنعه من الدلوف .
_أقف ... متدخلش أفرض كانت قاعده براحتها أو مش لابسه حجاب .
صمت قليلًا و أستمع إلي صوت تلا فأردف بهدوء .
_تلا معاها .. أروي شكلها بتولد ... أتصل بأنس ولا أقولك أتصل بهاجر .
جائت هاجر سريعًا و هي ترتدي إسدال الصلاة و أردفت و هي تدفع حمزه و تدلف إلي الداخل.
_هاجر : متتصلش بيا أنا جيت .
أخرج راجح هاتفه و قام بمهاتفة أنس ... و سرعان ما أجابه و أردف .
_أنس :أيوه يا راجح .
_راجح سريعًا : أنت فين يا أنس؟؟ تعالي بسرعه أروي بتولد .
_أنس بقلق : بتولد! في السابع!! طب أنتم فين؟
_راجح : في البيت تعالي بسرعه .. و مش وقت إستغراب ده.
_أنس بخوف علي أروي : حاضر جاي مش هأخر .
ْ
و أغلق الخط .. فنظر حمزه إلي راجح و أبتسم له و أردف .
_حمزه : تفتكر ولد ولا بنت .
_راجح بضحك : معرفش يا عم ... أنس حب يتفزلك هو و مراته و ميعملوش سونار عشان يعرفوا و قال إيه لو جت بنت أروي هتسميها و لو جيه ولد أنس هيسميه ... دول لو جايين من أيام الجاهليه مكانوش هيعملوا كده .
_حمزه بأبتسامة : بس بجد دي فكره حلوه عشان يبقى في إثارة .
ْ
*في الداخل*
دلفت هاجر سريعًا و أتجهت إلي أروي و أحتضنتها مردفه بهدوء .
_هاجر : بس يا أروي يا حبيبتي إهدي إهدي .
_أروي ببكاء : أنا عايزه أنس .
_هاجر : أنس جاي متقلقيش راجح كلمه .
صمتت و نظرت إلي تلا و أبتسمت لها بهدوء .. فردت لها تلا تلك الابتسامة و أردفت بتساؤل .
_تلا : أنا عارفه إنه مش وقته بس.....
_أبتسمت هاجر و أردفت : أنا هاجر مرات حمزه .
ْ
__________________________________________
ْ
_بتولد!
كانت تلك جملة رماح الذي توقف سريعًا بعدما أخبره أنس .
_أنس : أه يا رماح يلا بسرعه .
_رماح : يلا يا عم .
و ذهب سريعًا هو و سيف و أنس إلي ڤيلا راجح بعدما أخبروا نصر و زوجته بأن أبنتهم تنجب أول مولود لها .. حقًا كان هذا خبر مفاجئ فأروي الآن في شهرها السابع و لم يتوقعوا أنها ستنجب الطفل أو الطفلة مبكرًا .
ْ
ْ
ْ
وصل أنس إلي الڤيلا و هبط سريعًا راكضًا إلي الڤيلا الخاصه به .. و دلف إلي الداخل دون أن يتحدث ببنت كلمه مع راجح و ما إن دلف حتي وجد أن دهب و تلا و هاجر قاموا بإلباس أروي إسدال و قاموا بتغطية شعرها .. فذهب أنس إليها و قام بحملها سريعًا لينطلق تجاه سيارته و يأخذها و يرحل و خلفه جميع العائلة من دهب و غيرها و راجح و غيره ... دقائق و توقفت سيارة أنس أمام مشفي راجح المحمدي نظرًا إلي أنها الأقرب بالنسبه للڤيلا .
هبط أنس سريعًا من السيارة و ذهب إلي الباب الآخر و قام بفتحه ليحمل أروي التي كانت تبكي و يدلف بها إلي الدخل سريعًا .
لم يمضي الكثير من الوقت حتي وصل راجح و معه تلا و دهب و حمزه و هاجر ، و جاء رماح و معه والده و والدته .. ساروا قليلًا حتي وجدوا أنس يقف أمام باب الطوارئ بتوتر كبير فذهبت له دهب و وضعت يدها علي كتفه فأنتفض أنس و كأنها أخرجته من هالته ، أبتسمت له دهب لتطمئنه و أردفت .
_متقلقش يا حبيبي هي هتبقا كويسه .
هز لها أنس رأسه و بعدها أستمع إلي صوت أروي و هي تصرخ فأندفع سريعًا تجاه الباب و كاد أن يفتحه لولا راجح الذي ذهب إليه و أمسكه سريعًا و هو يضحك بشده علي حالته .
_راجح بضحك : أقف هنا يا عم الله يخرب بيتك رايح فين .
دفعه أنس بعيدًا عنه فأردف راجح .
_ماشي مش هحاسبك علي الحركه دي عشان حاسس بيك .
لم يتحدث أنس و أخذ الممر ذهابًا و إيابًا حتي أستمع إلي صوت أروي مرةً أخري .. فذهب سريعًا إلي دهب و توقف أمامها و هو علي وشك البكاء و أردف .
_هي بتعيط ليه .
_ضحكت دهب و أردفت : ولا حاجه يا دوب بتولد .
ذهبت والدة أروي تجاهه و أردفت بهدوء .
_متقلقش يا أنس .
أبتلع أنس ريقه و أبتسم لها بصعوبه .. حتي أستمع إلي نحيب صغيرته مرةً أخري .. فأتجه إلي دهب و أرتمي بأحضانها و أردف ببكاء .
_هقتل الدكتوره بنت ال*** دي لما تطلع .
_راجح بضحك : مش لما تبطل عياط الأول تبقي تفكر تقتلها .
ربتت دهب علي ظهر أنس و أبتسمت علي حنانه الزائد و قلقه علي أروي و أردفت .
_أهدي أنت بس و هي هتبقي زي القرده إن شاء الله .
لكزت تلا راجح و أردفت بصوت منخفض .
_شايف الحنيه ، أدي دقني يا راجح لو كنت أنت عملت ربع اللي عمله أنس يوم ما ولدت تيّم .
أما هاجر فأبتسمت و أردفت .
_سو كيوت .
_نظر لها حمزه بغضب و أردف : سو إيه يا حبيبتي .
_هاجر : كيووت أوي يا حمزه ... أنس ده سكر ليها حق أروي تحبه .
شعر حمزه بأن هناك بركان علي وشك الإنفجار داخل عقله و أردف .
_و أروي كمان لذيذه أوي .
_هاجر : أروي إيه يا عنيا!
_حمزه : لذيـــــــذه أوي .
_هاجر بغضب : لذيذه يا حمزه ماشي .
ذهب رماح تجاه سيف و أردف بضحك .
_بيعيط عشان أروي .. اللي يشوفه دلوقتي ميشوفهمش و هما ماسكين في شعر بعض قدام الخلق .
_ضحك سيف و أردف : جالي جفاف عاطفي .
صمت قليلًا و بعدها أردف بمرح .
_رماح هو أنا لو حصلي حاجه ممكن تعيط عليا.
تشنجت ملامح رماح و أردف .
_لما تولد يا حبيبي إن شاء الله سعتها هبقا أفكر .
ضحك سيف و قام بلكمه في وجهه .
ذهب حمزه تجاه أنس و أخرجه من أحضان دهب و أردف بغضب .
_عم الكيوت كفايه عشان فيه ناس معجبه بمياعتك .
قال آخر جمله له و هو ينظر تجاه هاجر ، و بعدها نظر لأنس مرةً أخري و أردف .
_الله يسترك بلاش تبقي أنت السبب في خراب بيتي عشان معملهاش معاك .
نظر له أنس بعدم فهم .. فأتجه له سيف و قام بأخذه بين أحضانه و أردف بهدوء .
_هي هتبقا كويسه ، بس كان ليا عندك طلب .
_أنس : طلب إيه؟
_سيف بضحك و هو يهمس له في أذنه : ممكن تغششني أسم البيبي عشان أبقا أنا أول واحد يعرف .
_أنس : معرفش .
أخرجه سيف من بين أحضانه و أردف بضحك .
_الله أسم حلو "معرفش أنس المحمدي" ههه .
دفعه أنس بضجر فأردفت دهب بضحك .
_مترخمش عليه يا سيف .
_سيف بضحك : ماشي يا أمي .
نظرت تلا لراجح و أردفت .
_أنت مبتردش عليا ليه .
_راجح : عايزاني أقول إيه يعني .
_تلا : تجاوبني .. أنا لما ولدت تيّم أنت عملت زي أنس .
_راجح : لأ معملتش .
_تلا : ليه بقا!
_راجح بضحك : طب هسألك أنا سؤال هيبقي إجابة عن سؤالك .
_تلا : أسأل .
_لما ولدتي تيّم كنتي بتعيطي زي أروي؟
_تلا : لأ عشان كنت واخده بينج .
_راجح بضحك : طب هعيط أزاي أنا .
_تلا : مش مشكلتي يا راجح .
نظر لها راجح و أردف .
_خلاص بقا يا تلا .
صمتت تلا و لم تعقب بكلمة بعد حديثه .
مرت الدقائق علي أنس و كأنها ساعات و سنين و أروي بالداخل .. مرت بتوتر و قلق علي صغيرته ، كانت دهب تحاول أن تهدئه حتي أستمعوا إلي صوت طفل صغير يبكي .. نظر أنس سريعًا تجاه الباب و شعر بشعور لأول مره بحياته يغزو ثاناياه .. هل أصبح أب! هل أصبح مسئول من شيء صغير و لطيف! هل جاء إلي الحياة شيء هش لينعته أو تنعته بأبي .. أغرورقت عيناه و أبتسم من بين دموعة و لاح علي ثغره طيف أبتسامة ... أبتسامة زادت رويدًا رويدًا مع سماعه لصوت الطفل و سالت دموعه بسعاده .. يا الله كم هو شعور رائع .
خرجت ممرضه و هي تحمل قطعة من أنس ملتفه داخل بطانيه صغيره و أعطته له و أردفت بأبتسامة .
_مبروك جالك أحلي ولد في الدنيا .. ماشاء الله عليه .
نظر أنس للطفل الذي علي يديه و شعر برجفة شديده أحتلت جسده كله .. قام بإمساكه بشده و تملك و بعد ثوانٍ قام بإرخاء يديه خوفًا من أن يؤذيه .. لم يعلم ماذا يفعل فنظر إلي دهب سريعًا و أردف .
_أعمل إيه؟؟ أعمل إيه؟
ضحكت دهب و أردفت .
_إيه تعمل إيه دي هو أنت أول مره تشيل بيبي ولا إيه .
أومأ لها أنس بالإيجاب و أردف .
_أنس : أه أول مره .
_شعرت دهب بكمية اللطف التي بأنس : يا قلبي ... أنت سكره أوي .
_حمزه : يارب أروي تسمعك .
_دهب بضحك : ملكش دعوه .
صمتت و نظرت إلي أنس و أردفت .
_أمسكه كويس و أذن في ودنه .
أومأ لها أنس و فعل مثلما طلبت منه دهب .. و نظر إلي باب الغرفة و دلف إلي الداخل فوجد أروي ممده علي السرير بوهن ، ذهب تجاهها و أردف .....
_أنس : ..........
_أروي بوهن و ضجر : ...........
_أنس بضحك : ............

يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...

في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن