الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
الفصل العاشر
ْ
_سيف : آدم ! عامل إيه .
نظر له آدم بنظرات حارقه و هو يبتسم بخبث مردفًا .
_صحابك اللي بتتحاما فيهم مشيوا .. ياعيني .
أقتضب سيف من حديثه و أردف بغضب يحاول كمده .
_سيف : أنــــا مبتحاماش في حد يا آدم و أنت عارف كده كويس .
دفعه آدم إلي داخل المنزل مردفًا بغضب .
_وطي صوتك و أنت بتكلمني .
طفح الكيل يا آدم .. حقاً قد طفح الكيل .. دفعه سيف بعيدًا عنه بغضب و أردف بصراخ .
_أنت عايز إيه دلوقتي ... يلا قول و خد اللي أنت عايزه و أمشي من هنا .
دفعه آدم علي حائط خلفه ليرطتم ظهر سيف و بشدة بالحائط .. فيمد آدم يده لسيف فنظر له بتعجب .. فتنهد آدم و قام بمد يده ليمسك بيد سيف و يجذبه داخل أحضانه .. لتتوقف جميع حواث سيف بصدمة و دهشه من حركته الغير منطقيه تلك .. فأردف آدم .
ْ
_آسف يا سيف .
لم يجبه سيف .. فأخرجه آدم من أحضانه و نظر له مردفاً .
_آسف علي كل حاجه عملتها و هعملها .
نظر له سيف بعدم فهم .. ماذا يقصد بأشياء سيقوم بفعلها .
_آدم : هيجي يوم و هقولك فيه أنا بعمل كده ليه .
ْ
كاد أن يتحدث سيف لولا هجوم آدم عليه ليقوم بإمساك رأسه ليضربها و بشده عدة ضربات في الحائط الذي خلفه دون تعاطف أو حتي رحمه لذاك السيف الصغير الذي لم يبدي أي ردة فعل إلي أن إرتخت أطرافه ليثقل جسده و يسقط أرضاً و هو ينظر إلي أخيه قبل أن يغب عن وعيه ... نظر له آدم قليلاً و بعدها نظر إلي يده التي تلطخت بدماء أخيه الصغير .. فهبط إلي مستواه ليلقي نظره له و بعدها في أقل من ثوانٍ يتركه و يرحل .. ليترك الباب مفتوح كما هو علي مصرعيه تيقناً منه بأن أصدقائه سيأتوا في أي لحظه و ينقذوه .
و بعد دقائق قليله فعلياً جاء كلاً من رماح و أنس و هم يدفعون بعضهم البعض بمرح ليردف أنس قبل أن يدلف إلي المنزل .
ْ
_أنس : أيدك لو أتمدت تاني يا رُمح هولع فيك .
فركله رماح بقدمه و هو يضحك و يردف .
_طب و لو اللي أتمدت رجلي .
دفعه أنس بضحك و هو يردف .
_أنس : أنت مش نافع معاك أي تهديد خالص ....
لم يكمل حديثه عندما وجد باب منزل سيف مفتوح .. فأردف قبل أن يرى صديقه .
_أنس : مصيبه ليكون سرق التليفون و راح يبيعه .
ضحك رماح و أردف .
_أنت مسمي تليفونك ده تليفون .. ده أنا متأكد أنه بيقولك أعتق أمي و سيبني في حالي .
_أنس بضحك : معاك زاي......... سيف!!
ْ
كان يتحدث و هو ينظر في المنزل قبل أن يدلف .. ولكن قاطع حديثه هذا رؤيته لسيف الساقط أرضاً و حوله دمه الذي يتدفق من رأسه ليغرق الأرضيه .. ذهب سريعاً إليه و هو يشعر بأن قلبه سيخرج من بين ضلوعه من شدة القلق و خلفه رماح الذي شحب كثيراً بسبب رؤيته لصديقه بتلك الطريقه .. فأردف أنس .
ْ
_أنس : سيف ... سيف بُصلي .. سيـــــــــف .
جاهد سيف علي فتح أعينه .. و نظر إلي أنس مردفاً بتلعثم و وهن .
_سيف : آدم .
تغاضى أنس عن نطق سيف لذاك الأسم و أردف بهدوء .
_حاول متغمضش عينك ... دلوقتي أدهم يجي .
قال آخر جمله و هو يري رماح الذي كان يصرخ بالهاتف محدثاً أدهم ليحثه علي القدوم بأسرع وقت .
حرك سيف يده قليلاً و هو يردف .
_ليه؟؟ يا .. يا أنس .
_أنس بهدوء : ليه إيه .
أردف سيف بصوت ضعيف و كأنه يبكي ولكن دون دموع .
_بيكرهني .. ليه بيكرهني .
تحدث أنس بقلق يحاول أن يستفسر عن من يتحدث .
_هو مين ده اللي بيكرهك يا سيف .. سيف!
تفوه بأسمه مره أخري و هو يري عيناه التي غابت عن وعيها .
_أنس : سيف .. سيـــــــــف أنت سامعني .
نظر له رماح بقلق و أردف بصراخ و هو يتحدث مع أدهم .
_رماح : يـــــلا يا أدهــــــــم الــــواد أغميٰ عليه .
_أدهم من الجهه الأخري : ماشي أنا داخل عليكم أهو ، بس متحركوش من مكانه فاهم يا رماح .
_ليه؟؟
كان هذا سؤال رماح .
_أدهم : عشان لو هو كويس ميحصلوش إرتجاج بسبب إنكم تحركوه أو تنقلوه لأوضته بطريقه غلط .. سلام بقا أنا تحت البيت أهو .
ْ
__________________________________________
ْ
_تلا!
كان هذا راجح المندهش الذي وجد تلا تجلس مع أحد الرجال بمطعم ما ، أخذ نفس عميق كي لا يسبب لها الحرج و دلف إلي المطعم بهدوء حتي توقف أمامها و أردف .
ْ
_راجح : تلا .. تعالي عايزك في كلمتين .
و تركها ليذهب و يتوقف أمام المطعم .
ْ
نظرت له تلا بهدوء و توقفت من مكانها بعدما أبتسمت أبتسامه عمليه لذاك الذي كانت تجلس معه و ذهبت خلف راجح و توقفت خلفه .. فإلتفت إليها مردفاً بهدوء.
ْ
_مين اللي أنتي قاعده معاه جوه ده؟
كادت أن تتحدث تلا فأردف راجح بطريقه يشوبها التهديد .
_راجح : تجاوبي في حدود السؤال يا تلا من غير ما تلفي أو تدوري .
قامت تلا برفع أحد حاجبيها .. و بعدها أردف .
_ماشي .. ده مديري في الشغل الجديد .
_مديرك في الشغل يا تلا في الشــــــــغل .. مش في المطعم ، ممكن تفسير علي قعدتك معاه هنا و لوحدكم .
كان هذا صوت راجح الذي حقاً قد فقد السيطره علي أعصابه أمامها .. أرتدت تلا إلي الخلف قليلاً خوفاً من أن يصفعها علي وجهها في تلك اللحظه و أردفت و هي تغمض أعينها مثل الأطفال .
_تلا : أنا مش لوحدي معايا بنتين و دخلوا الحمام .
_راجح : مش مبرر يا تلا كنتي رحتي أي حته أحسن من منظرك و أنتي قاعده معاه لوحدك .
_تلا : خلاص متزعقش يا راجح .. مش عشان عملت نفسي هبله و سكت من شويه تقوم تتمادى.. قولي أنت مين في حياتي عشان تتحكم أو تحاول تفرض رأيك عليا هاا ... أخويا أبويا .. جوزي مثلاً .
قالت أخر جمله بتهكم كبير .. و بعدها أردفت .
_فوق كده يا راجح و أفتكر أنك طليقي .. طليقي .
كم أنتِ قاسية يا ابنة حواء .. رفقاً بقلب ذاك الراجح و مهلاً عليه فهو حتي تلك اللحظه يشعر بالتملك تجاههك .
_طليقك !
_تلا : أه طليقي .
كاد أن يتحدث راجح ولكن صدح صوت هاتفه فألقي إليه نظره و لم يجيب فقد كان المتصل ''أنس'' .. نظر إلي تلا و أردف .
ْ
_راجح : اللي عايز يرُدك .. طليقك اللي عايز يردك يا غبيه .
_تلا بغضب : غبيه!
_راجح : وطي صوتك .
و قام بوضع يديه في جيبه مردفاً ببرود .
_راجح : أه غبيه و ستين غبيه .. لما متقدريش واحد قمر زيي تبقي غبيه .
_تلا بتهكم : قمر بالستر .
_راجح : لأ يا روحي .. قمر طبيعي أنتي مش مكفيكي عيوني الزرقه دي .
_تلا : ده مش موضوعنا .
_أبتسم راجح بتهكم و أردف : موضوعنا!! .. طب بالنسبه لموضوعنا بقا .. لما أنا طليقك و ميهمكيش رأيي أو حتي المفروض محاولش أتحكم فيكي .. إيه إللي جابرك تفضلي واقفه معايا كده و مستمره في الكلام .
كادت أن تتحدث تلا ولكن راجح أشار لها بيده بأن تصمت ليجيب علي أنس الذي لم يكف عن الإتصال مرات و مرات .. رامقته هي بغيظ شديد فنظر لها ببرود و تحدث بالهاتف .
ْ
_راجح : ده أنا مابردش و بقول يمكن يزهق لوحده و يبطل زن لكن لأ حضرتـــ...... إيه!!!! ... أزاي ده ؟؟ آدم متأكد .. يابن الـ**** ... طب سيف فين؟؟ أقفل يا أنس أقفل أنا جاي .
ْ
__________________________________________
ْ
كان يركض حول الڤيلا و بالأماكن القريبه منها فقط كي يتمرن ليس إلا ... حين توقف فجأه و هو يراها تأتي بسيارتها تجاه الكمباوند الذي تقطن به .. فأبتسم أبتسامه جميله و جذابه ليركض سريعاً و يتوقف أمام سيارتها .. و للمره الثانيه يسبب لها الذعر بألاعيبه الصيبيانيه تلك .. فضغطت سريعاً علي مكابح الفرامل .. و نظرت إليه فوجدته أقترب من السياره ليجلس علي مقدمتها ''الكابوت'' و هو ''يربع'' قدميه و يجلس بأرياحيه .. هبطت هي سريعاً و نظرت له بدهشه فأردف.
ْ
_حمزه بضحك : متبقيش بارده بقا و خُديني لفّه و أنا قاعد كده ... عايز أجرب الإحساس ده .
كادت أن تتحدث و تعترض .. فنظر لها و أردف بصراخ .
_هاجر ولا كلمه يلا روحي أعملي اللي قولتلك عليه .
ْ
_أنت مجنون مش كده!
كانت تلك الجمله الوحيده التي أستطاعت هاجر أن تتفوه بها .. فنظر لها حمزه و هو يدّعي الصدمه و قام بالتمدد علي السياره الخاصه بها مردفاً .
_أسكتي .
_هاجر بدهشه : لو سمحت أنزل من علي الكابوت .
_كيوت ! أنا كيوت؟ الله يكرم أصلك .
و كانت تلك إجابة حمزه المستفزه .. فصرخت به هاجر .
_هاجر : مش كيوت .. كابوت .. يادي النيله أنت كمان مبتسمعش .
أعتدل حمزه و أردف بصراخ .
_أنتي عايزه إيه دلوقتي .
أدمعت أعين هاجر بعدما إنتفضت من صوته و أردفت .
_هاجر : ممكن تنزل من علي العربيه .
ْ
يا الله كم هي رقيقه .. هو لم يكن يتخيل بأنها لطيفه و رقيقه إلي هذا الحد .. وجد نفسه تلقائياً يهبط من علي السياره مردفاً سريعاً .
_أنا آسف مش قصدي أزعلك .
_أنت حيوان .
هل سبّته توًا؟ سحقاً .
_حمزه بغضب : فيه إيه ما تحترمي نفسك .
_هاجر بغضب : أنت اللي تحترم نفسك بقى و تبطل تضايقني .. أنت ليه مدي لنفسك الحق في أنك ترخم عليا و تفضل تتعرضلي .. هو ده دينك اللي أمرك بأنك تغض بصرك .. هي دي تربيتك النضيفه اللي تخليك تتعامل بالطريقه دي مع واحده أنت متعرفهاش .. هي دي شهامتك و رجولتك .. أنت ترضي لحد يتعامل كده مع مامتك .. أختك أو مراتك .
ْ
(أديلووو يا هاجر ماترحميهوش قليل الأدب ده... أنا معرفتش أربيه أصلاً و سيبالك المهمه دي) .
ْ
_فتح حمزه فاهه و أردف بصراخ : أنت بتزعقيلي ليه .
_هاجر بغضب : أزعقلك و أخرم عينك كمان .. أنت فاكر نفسك مين هاا .. ولا عشان أنا مارضيتش أتكلم المره اللي فاتت و قولت تلاقيه عبيط أو أهبل تقوم تستحلاها و تسوقلي الجنان لأ فوق كده عشان مديلكش بضهر إيدي أظبطك .
ْ
ماذا !! هذه التي توقعت أنها رقيقه .. هي تصرخ بي و كأنها تُعيد رِبايتي .. نظر لها حمزه و عاد بجذعه العلوي إلي الخلف و كأنه سيده ما توبخ سيده أخري عن طريق "الردح'' .
ْ
_مالك يا عنيا .. ما تيجي تديلي قلمين أحسن .. ولا أقولك يا دالعادي أشتكيني لأمي .. لتكوني فاكراني ياختي متفتح و كده لا ده أنا أفرشلك الملايا هنا فاهمه .
ْ
نظرت له هاجر بدهشه و بعدها هزت رأسها بيأس علي ذاك الأبله و تركته و أستقلت سيارتها و ذهبت بعيداً عنه ... ليحرك حمزه فمه بطريقه مضحكه و كأنه يأكل عِلكه.
ْ
_حمزه : ناس ما بتجيش غير بالعين الحمره .
ْ
و بعدها أخرج هاتفه الذي كان يصدح ليخبره بأن راجح هو المتصل فقام بفتح الخط و أردف .
_حمزه : راجوحتي .
__________________________________________
ْ
بعد مرور ساعه في منزل سيف و قدوم أدهم ليقوم بمعالجة جرح رأسه .. كان قد أستيقذ سيف و وجد بجواره كلاً من راجح و حمزه و رماح و أنس و أدهم الذين كانوا يمرحون معه كي يخففوا عنه و يضحكوه ليس إلا ... كان سيف يتجاوب معهم و يمرح هو أيضاً و كأن شيءً لم يكن .. فأردف أنس الذي تمدد بجواره علي السرير .
ْ
_أنس : خلي عندك دم بقى و قوم أعملنا حاجه ناكلها .
_ضحك سيف و أردف : أنت يابني مراتك مش بتأكلك .
نظر له أنس و قام بمسح دمعه وهميه من عينه و أردف.
_أنس : أه .
_راجح بضحك : بييجي ياكل عندي معظم الوقت .
_ضحك سيف و أردف : و المعظم التاني بييجي عندي .
_حمزه : تؤ تؤ تؤ .. حقيقي الجواز بهدله .
_أنس : ما بلاش أنت يا بتاع هاجر .
رامقه حمزه بغضب ، فضحك سيف بشده .. حتي أردف بتذكر .
_سيف : هههه يا جماعه بجد بقا ... خليكم معايا و متسيبونيش أنتم كل ما بتمشوا بيحصلي مصيبه سوده و لولا الصدفه البحته بتلحقوني .
ما تلك الضحكه المتوتره يا سيف؟ هل أنت تمزح أم ماذا .
نظر له راجح بريبه و بعدها أردف .
_راجح : ..........يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...
أنت تقرأ
في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』
Gizem / Gerilimروايتي تتحدث عن أشخاص و لحظات تكاد تكون حقيقة ، نعم أعترف بأنها من وحي خيالي ولكنها أقرب من الواقع .. أتمنى لكم قرآءة ممتعه و دمتم في أمان الله🌍❤