في الماضي 14

254 16 3
                                    

                   الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】  
                      الفصل الرابع عشر

ْ
أعتدل راجح في جلسته سريعاً و أردف.
_راجح : لقيتها .
_مراون : لولولولي الف بركه .. أمشي أنا بقا .
_راجح بضيق : أنت عبيط  يا مروان ، هو أنا جايبك عشان أفكر .
_مروان بتهكم : إيه ده صح .. تصدق أننا من الصبح واحنا بنتكلم مش كده ... راجح متعصبنيش .
_راجح ببرود : تعرف تبلع ريقك و تديلي فرصه أتكلم .
_مروان : ماشي أتكلم .
_راجح : فاكر آخر مره شوفتك فيها؟
_مروان : أه .
_راجح : ساعتها أنا قولتلك إني مش هنفعل عليك أو حتي آخد حقي منك لأنك هيجيلك يوم و هتنفعني ولأني لسه فعلاً عندي أمل حتي و لو واحد في الميه إني أرجّع تلا ليا تاني .
_مروان بحنق : أخلص و قول عايز إيه من غير مقدمات.
_راجح : أعدل طريقه كلامك معايا عشان مزعلكش
...كل إللي أنا عايزه هو إنك تيجي معايا مشوار صغير صد رد و مش هياخد منا وقت .
_مروان : مشوار إيه ده بقا إن شاء الله .
_راجح : هقولك....................
ْ
__________________________________________
ْ
باليوم التالي صباحاً .. كان قد أستيقظ حمزه من نومه و قد شعر بتحسن كبير في ظهره .. فأبدل ملابسه و ذهب إلي الغرفه الخاصه للتمارين .. و أخذ يركض علي جهاز الركض الذي بها .. حتي دلفت عليه دهب بعد ما يقارب الساعه و توقفت أمامه و أردفت .
ْ
_دهب : أقفل البتاع ده و تعالي عايزاك .

هبط حمزه من علي جهاز الركض و قام بالضغط علي عدة أزرار و بعدها نظر إلي دهب و أردف بتساؤل .
_خير يا أمي في حاجه ولا إيه؟!
_أبتسمت دهب و تقدمت منه قائلة بهدوء : عايزاك تروح تغير هدومك عشان تيجي معايا أخطبلك .
نظر لها حمزه بصمت لثوانٍ و هو يحاول ترجمة ما قالته و بعدها أشار بيده علي حاله بدهشه مردفاً .
_تخطبيلي أنا!
_دهب بضحك : أه أنت .. مالك متنحلي كده ليه .
_حمزه : بس أنا مطلبتش إنك تخطُبيلي .. ''و بعدها تحدث بإبتسامه'' .. و بعدين يا دهب إيه الحوار هاا ولا الكلام علي إيه .. لتكوني صحيتي من النوم فجأه كده و نفسك تخطبي أو تجوزي حمزه .
_ضربته دهب علي رأسه و أردفت بحنق .
_أولاً بقا يا قليل الربايه أنا يتقالي يا أمي مش دهب حاف كده .. أما ثانياً .. أزاي يعني مطلبتش أنك تخطب .. أمال مين الي قال هاجر دي اللي هاجرت الدنيا كلها و جت تقعد علي قلبك .
حمزه : فأنتي تروحي تخطبيلي أي حد و خلاص .
_دهب : يا ابني حرام عليك بلاش غباء علي الصبح .
_حمزه : غباء .. ليه؟
_دهب : عشان هخطبلك هاجر مش أي واحده .
وضع حمزه يده علي ظهره سريعاً و أردف بألم و هو يتذكر ما حدث له ليلة أمس .
_لأ لأ لأ مش دلوقتي ... أقولك مش عايز مش عايز أنا رجعت في كلامي .. أنا ضهري مش مستحمل ده أنا ماصدقت إني أقدر أقف .
ضحكت دهب بشده علي حديثه التلقائي .. فنظر لها حمزه بتعجب فهو الآن يتحدث بصدق حقاً .. ولكنها تعتقد أنه يمزح .
_حمزه : متضحكيش يا دهب أنا بتكلم بجد .
_دهب بضحك : أنا قولت كلمه و أول مره أطلب منك طلب هترفض يعني .
_حمزه : آه قوليلي بقا ... شكلك هتفتحي في الإسطوانه المشروخه اللي أتهرشت في كل الأفلام و قلبي و ربي غضبانين عليك بقا و فجأه تحرميني من الورث .
ضحكت دهب مره أخري فاكمل حمزه حديثه .
_متضحكيش يا دهب .
_تحدثت دهب بهدوء : حمزه أنا عارفه أنك هتموت و تروح عشان تخطبها .
أبتسم لها حمزه بصمت فحقاً هو لم يكن يتصور أنه سيأخذ تلك الخطوه بهذه السرعه فأردفت دهب .
_يلا روح بقا غير هدومك عشان أبوها مستنينا في الڤيلا بتاعتهم .
_أنا مش عارف اقولك إيه بجد ... أنتي .. أنا بحبك يا دهب .
كان هذا حديث حمزه الذي خرج بتلقائيه .
__________________________________________
ْ
كانت جالسه في غرفة المعيشه و القلق يكاد أن يأكل قلبها بسبب تغيب أخاها من لية أمس ... فبالفعل مروان منذ البارحه و لم يهاتفها من الأساس و كلما حاولت هي التواصل معه أو مهاتفته تجد هاتفه خارج نطاق التغطيه .. حتي أستمعت إلي صوت طرقات علي الباب فذهبت راكضه تجاهه و فتحته و ما إن فتحته حتي صرخت بذعر و إرتدت خطوه إلي الخلف و هي تضع يدها علي فمها .. ها قد جاء مروان ولكن ما الذي مزّق ملابسه هكذا و ما تلك الجروح التي علي جسده وهذا الشخص الغائب عن وعيه ... لحظه!!! .. شخص غائب عن وعيه!!! إنه راجح .. ما به؟ تركها مروان و دلف براجح إلي الداخل حتي وصل إلي غرفته و قام بتمديد راجح علي السرير الخاص به و بعدها خرج بهدوء من الغرفة و هو يتكئ علي قدمه فهي تؤلمه بحق .. أغلق باب الغرفه و وجد تلا تقف أمامه بقلق و هي تتفحصه و قد إغرورقت عيناها بالعَبْرات .
ْ
_مروان مالك؟ إيه اللي حصلك؟ أنت كويس.. و .. و راجح ماله؟ إيه اللي جابه هنا؟ هو إيه اللي حصلكم .
كان هذا صوتها الباكي و هي تتحدث بذعر .. ذهب مروان و ألقي بحاله علي أريكه و ذهبت هي خلفه .. فأردف .
ْ
_مروان : أهدي يا تلا .
_جلست تلا بجواره : أنت كويس .
_مروان بهدوء : أه كويس متقلقيش عليا .
نظرت تلا إلي غرفة مروان التي بها راجح .
_طب .. طب و راجح .. ماله هو إيه اللي عمل فيه كده .
_مروان : عملنا حادثه .
_تلا : حادثه!! .. طب و مخدتهوش المستشفي ليه؟ ده شكله تعبان أوي .
_مروان : مش وقت أسئله ده يا تلا .
أخرج هاتفه و عبث فيه كي يخرج أسم أنس و يهاتفه .. ثوانٍ و جائه الرد فتحدث قائلاً .
_الو .. أيوه يا أنس .. أنا مروان .. تعالي عندي البيت و هات دكتور بسرعه .. متأخرش .. لا أنا كويس بس راجح هو اللي تعبان .. مش وقت أسئله يلا بسرعه .
أغلق الخط و نظر إلي تلا التي تبكي بخوف فأردف بهدوء و هو يدعوها أن تدلف داخل أحضانه .
_أهدي يا حببتي .. متعيطيش يا ماما خلاص مفيش حاجه .
ْ
__________________________________________
ْ
توقف سريعاً بقلق جَليّ مردفاً .
_تعالي معايا بسرعه يا أدهم .
كان هذا أنس الذي تلقي ذاك الأتصال من مروان ... كان يجلس في منزل سيف هو و أدهم و رماح .. فنظر له سيف بقلق مردفاً .
_فيه إيه يا أنس؟
_تحدث أنس سريعاً : مروان أخو طليقة راجح .. أتصل و بيقول إن راجح تعبان و أنه عايزني أجيب دكتور ليه بسرعه .
توقفوا جميعاً بقلق و أردف رماح و هو يأخد مفاتيح سيارته .
_رماح : أحنا جايين معاك .
أومأ لهم أنس و ذهبوا جميعاً إلي الأسفل و أتجهوا سريعاً إلي منزل مروان .
دقائق و توقفت سيارة رماح و هبطوا جميعاً منها راكضين إلي حيث منزل مروان و قاموا بطرق الباب بطريقه عشوائيه حتي فتح لهم مروان ... فسأله أنس عن مكان راجح فأشار له علي غرفته .. فذهب سريعاً إليه و فتح باب الغرفه ليتصمر مكانه و هو ينظر إلي ذاك السرير الذي يتمدد عليه راجح و هو مغلق أعينه ، رأي تمزق ملابسه و جروحه التي في وجهه و أيضاً رأسه الذي به الكثير من الدماء .. لم يتحرك خطوه واحده .. حتي دفعه أدهم و ذهب سريعاً إليه ليرا ما به فذهب إليه أنس سريعاً و رماح و سيف و توقف أنس بجواره بقلق و هو ينظر إلي أدهم .. أما أدهم فظل يفحص راجح حتي توقف دقائق لينظر إليه بقلق و تمعن .. ثوانٍ و نظر إلي كل من بالغرفه و هدر بصوت مرتفع بأن يتركوه ليستطيع فحصه فأومأوا له جميعاً و ذهبوا إلي الخارج و أغلقوا الباب خلفهم علي حسب رغبة أدهم .. أما أدهم فتنهد و أردف .
ْ
_المفروض إن الحوار ده يدخل عليهم هما بس ، لكن أنا فأحب أقولك إني دكتور يا غبي .
ْ
أبتسم راجح و قام بفتح أعينه و هو يلاعب حاجبيه بمراوغه .. فضحك أدهم بخفوت و أردف .
ْ
_أدهم : المفروض تشكرني علي الحركه الشياكه دي .. أنا مارضيتش أحرجك و أبوّظ اللي بتعمله .
_ضحك راجح و أردف بصوت منخفض : و لو إني مش متعود علي شكر حد .. بس شكراً يا أدهم .. أنا كنت متأكد أنك مش هتفضحني .
_ضحك أدهم و أردف بخفوت : أنت بتعمل كده ليه؟
_راجح بهدوء : عشان أنا لقيت إن ده المفتاح الوحيد اللي هيلين قلب الجاحده اللي بره دي .
_أدهم : طيب و أنس اللي كان هيموت من الرعب يعيني بسبب الحركه دي .. حرام عليك ده الواد وشه أصفّر أوي .
_راجح : فرصتي الوحيده بقا .
_أدهم بهدوء : طيب و أنت عايزني أخرج أقولهم إيه بالظبط .
صمت راجح قليلاً و بعدها نظر إلي الحقيبه التي بها جميع الأسعافات التي جاء بها أدهم و أبتسم بخبث و أردف .
_الأول عايزك تنضف الدم الفيك اللي عليا ده و تحطلي شوية لزق طبي في المكان اللي فيه الدم عشان متكشفش ...''صمت قليلاً و أردف'' .. معاك إيه في الشنطه دي تاني؟
نظر له أدهم بدهشه فهو يحدثه و كأنه صاحب بقاله أو شيء مثل هذا و ليس طبيب .. كاد أن يتحدث لولا سؤال راجح .
ْ
_عندك محلول جلوكوز؟
ضحك أدهم و أومأ له برأسه .. فأردف هو بتساؤل .
_راجح : طب هو أنت لو علقتلي واحد في إيدي ممكن يأذيني في حاجه ولا عادي؟
_أدهم : لأ مش هيحصل حاجه .
_طيب علقلي واحده في إيدي هنا عشان بيبقا شكلها درامي أوي .
كان يشير بيده علي يده الأخري عند المرفق .. فضحك أدهم علي طريقته و ذكائه .. فأردف راجح .
_ششش هتفضحنا .. بقولك إيه .
_أدهم : عايز إيه .
_راجح بضحك : ملاقيش معاك أنبوبة أكسجين .
صمت أدهم لبرهه و بعدها قام بلكم راجح في وجهه و هو يضحك .. فأمسكه راجح من عنقه مردفاً بغضب .
_راجح : أنت قد الحركه دي .
_دفعه أدهم و أردف : أه قدها .. و لو قربتلي هطلع حالاً و أقولهم علي الفيلم اللي أنت عامله ده .
_ضغط راجح علي أسنانه و أردف : مش هعمل حاجه يا عم .. إن كان ليك عند أدهم حاجه بقا .
ضحك أدهم و قام بإلتقاط الحقيبه الخاصه به و شرع في وضع بعض اللصقات الطبيه علي وجهه و بعدها قام بتطبيق يد قميص راجح و وضع له ذاك المحلول الغذائي في الشريان الذي عند مرفقه و أردف بهدوء .
_أدهم : تمام .. شوف بقا عايزيني أقولهم إيه .
_ضحك راجح و أردف : لأ أنا اللي هقول أنت بس قولهم يدخلوا عشان قربت أفوق أو حاجه زي كده .. أو أقولك .
_أدهم : قول .
_راجح بضحك : قولهم إن حرارتي مرتفعه و إنك مش معاك أي حقنه تخفض الحراره و خلي تلا تجيب كمادات و خليهم كلهم يدخلوا و أنا هتصرف .
_ضحك أدهم و أردف : هو أنا قولتلك قبل كده إنك مش سهل .
_تمدد راجح علي السرير و أغمض عيناه و أردف : لأ .. يلا اطلع بس حاول تعمل نفسك متوتر .
ْ
ْ
أبتسم أدهم و ذهب ليفتح الباب بعدما أغلق راجح أعينه و ذهب إلي الخارج و أردف .
_أدهم : تقدروا تدخلوا بس هو لسه مافقش متعملوش صوت ...'' و نظر إلي مروان و أردف''.. مروان عايز حاجه فيها مايه و تلج و أي حاجه تستعمل كمادات عشان راجح سخن .
فنظر مروان إلي تلا فأومأت له و ذهبت لتعد القليل من الكمادات .. أما هم فدلفوا جميعاً إلي الداخل .. و جلس أنس بجوار راجح بحزن شديد و قلق أشد ، لحظات و أستمع راجح إلي خطوات تلا التي دلفت إلي الغرفه و معاها شيء تضع به القليل من الماء و الثلج .. ففتح أعينه سريعاً و هو يدعي الدهشة .. و بعدها نظر إلي تلا التي كانت تراقبه في صمت و حاول أن يعتدل في جلسته و ساعده أنس فنظر له و دفع يده بعيداً عنه و أردف و هو ينظر إلي تلا .
ْ
_راجح : ماما .
_تلا بدهشه : ما.... إيه؟
يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...

في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن