الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
الفصل الثامن و العشرين
ْ
ْ
دلف موسى إلى مكتب إياد و هو ينفخ بضجر و بطريقة مضحكة .. دلف دون أن يطرق الباب مردفًا :-
ْ
_بروو أنا كنت........
لم يكمل حديثه بعدما وجد إياد مسطح على المكتب مقفلًا أعينه .. فشعر بالخوف تجاهه و خبط يده على صدره مردفًا بصراخ :-
_بـــــروو .
ْ
لم يستيقظ إياد .. فذهب له سريعًا ليهزه بعنف مردفًا :-
_إياد ... إياد أنت كويس .
ْ
أستقيظ إياد بزعر بسبب ذاك الغبي .. و ظل يتنفس بصعوبة .. فأردف موسى :-
_أنتَ كويس .
_إياد بغضب : أنتَ غبي يا موسى في حد يصحي حد بالطريقة دي .
_تشنجت ملامح موسى و أردف : يصحي ! أنتَ كنت نايم .
_إياد : أه ياعم .
وضع موسى يده على قلبه و جلس على أقرب كرسيّ مردفًا بنهجان :-
_منك لله .. خضتني عليك يا عم .. أفتكرتك مُت .
_إياد سريعًا : بعيد الشر عني .
_أنزل موسى يده من على صدره و أردف بتساؤل : أنت منمتش في بيتكم ولا إيه؟
أعتدل إياد في جلسته و أردف بصوت مختنق بعدما تذكر ذاك الحُلم :-
_أه .
_شعر موسى بالحزن تجاهه و أردف : نريمان برضو .
أومأ له إياد .. فأردف موسى بحزن :-
_حاسس بيك يا إياد .. عارف لما "تَفيده" ماتت أنا فضلت أكتر من شهر أحلم بيها .
نظر له إياد بعدم فهم .. من هي تفيده .. موسى هو صديق إياد منذ الصغر .. أيعقل أن موسى كان بعلاقة يجهلها هو؟
ْ
_إياد بتساؤل : تفيده مين !
_أعتدل موسى في جلسته و أردف : تفيده دي كانت ملاك ماشي علي الأرض .. جمال إيه و بياض إيه .. ولا عيونها كانت خضره و شعرها ناعم .. كنت بحبها أوي عمري ما حبيت حد قدها .. لحد ما جيه يوم و لقيتها تعبانه .
_إياد بعدم فيهم : تعبانه ! هي مين؟
أشار له موسى بأن يصمت ليكمل حديثه ، فصمت إياد فأردف موسى بحزن :-
_خدتها من إيدها و لفيت بيها عند دكاترة مصر كلهم .. و كلهم أجمعوا إن المرض اللي عندها ده ملوش علاج .. أنا ميأستش ساعتها و قولتلها إني هسفرها بره مصر تتعالج ، كنت هوديها دمياط .. بس هي كانت خايفه .. لحد ما في يوم من الأيام كانت نايمه في حضني و صحيت لقيتها .....
صمت و لم يكمل حديثه .. فتوقف إياد سريعًا من مجلسه ليربت على كتفه مردفًا بحزن :-
_خلاص يا موسى لو مش قادر تكمل متكملش .
_موسى : لأ أنا هكمل ... صحيت لقيتها ميته .. فضلت أعاني كتير أوي بسبب اللي حصلها ده .. بس دلوقتي خلاص أنا جبت واحدة غيرها .
_إياد بعدم فهم : غير مين؟
_موسى : غير تفيده .
_إياد : أيوه بقا تفيده مين؟
_موسى بضجر : تفيده القطة الرومي بتاعتي الله يرحمها .
صمت إياد قليلًا ليقوم بإستِعاب ما حدث .. و أن صديقه كان يتحدث عن قطة .. توقف من مكانه و ذهب إلى مكتبه ليجلس عليه و يحاول كبح غضبه علمًا منه بأن موسى كان يمزح ليحاول إخراجه من حزنه .. نظر له موسى بترقب و بعدها أردف :-
_بروو أنت كويس؟
هز له إياد رأسه .. فأردف موسى بضحك :-
_طب أستأذن أنا .
و توقف من مكانه سريعًا ليركض إلى الخارج مردفًا :-
_بروو خمس دقايق و ألاقيك تحت قدام الشركه عشان محتاجك في حاجه ضروري .
ْ
*(بنات أنا كنت عايزه أقولكم إني هعرفكم أكتر عن شخصية موسى و إياد و كمان آدم و في شخصية رابعة و هدخل في تفاصيل حياتهم أكتر في الجزء التالت من الرواية إن شاء الله)*
__________________________________________
عاد حمزة من عمله بعد وقت طويل .. و ذهب سريعًا إلى غرفته ليبحث عن المضخة الخاصة به فقد خانته ذاكرته في أن يأخذ جرعته اللازمة .. بحث عنها بكل إنش بالغرفة .. فلم يجدها ، شعر بدوار يحتل رأسه فجلس على السرير لبضعة دقائق ، و بعدها توقف و هو يسحب قدماه بصعوبة حتى توقف أمام باب الغرفة ليخرج منه صوت ضعيف :-
ْ
_هاجر ... يا هاجر .
جائت هاجر سريعًا بعدما فزعت من صوته لتجده بتلك الحاله فذهبت سريعًا لتمسك بيده مردفه .
_هاجر : حمزة ! مالك .. أنتَ كويس .
هز لها حمزة رأسه بالسلب و أردف بتساؤل :-
_فين .. فين الأنسولين؟
_هاجر : في الدرج .
_تحدث حمزة بإنفعال مردفًا :- مفيش حاجه في الدرج يا هاجر .
_هاجر : أنا معرفش مكان ليه غير الدرج .
_حمزة بغضب : هاجر أنا موافق إنك تهزري في أي حاجه .. إلا الموضوع ده .
_أدمعت أعين هاجر و أردفت : بس أنا عمري ما ههزر في حاجه زي دي .
أستند حمزة على الباب بألم و أردف و هو يتنفس بصعوبه :-
_طب ... كلمي راجح .. خليه ييجي بسرعة .
ْ
أومأت له هاجر و ذهبت تجاه هاتفها .. و قبل أن تصل إليه أستمعت إلى صوت جسد حمزة الذي هَوَىٰ أرضًا بكل ضعف .. نظرت خلفها بزعر و ذهبت إليه سريعًا و جثت أرضًا بدموع و هي تحاول إفاقته .. فلم يستجيب لها .. تذكرت أنه أخبرها بأن تهاتف راجح .. فبحثت بجيوب ملابسه عن هاتفه إلى أن وجدته ، أخرجت رقم راجح و قامت بمهاتفته .. حتى جائها صوت راجح :-
ْ
_أيوه يا حمزة .
_هاجر ببكاء : أنا مش حمزة يا راجح .. تعالَ بسرعة حمزة تعبان .
_راجح بقلق : تعبان ! ماله؟
_هاجر : كان بيدور على الأنسولين بتاعه .. و تعب و أغمى عليه .
_راجح سريعًا : طب هاجر حطيله في بُقه أي حاجه مسكره .. أو أقولك أعمليله ميه بسكر و حاولي تشربيهاله لحد ما أجي .
أومأت له هاجر .. و أغلقت الخط .. و ذهبت سريعًا لتحضر له كوب به ماء و وضعت به سكر و عادت مرة أخرى .. حاولت أن تضع منه القليل في فم حمزة ولكن لم تستطيع .. فوضعت الكوب بجوارها و ظلت تبكي بصوت مرتفع و هي تحاول إفاقته و تردد اسمه بصوت حقًا تتمزق له القلوب .. فتراجع حمزة عن إكمال تلك الخدعة و أعتدل في جلسته ليمسك بيدها مردفًا بهدوء.
ْ
_ششش خلاص يا هاجر أنا كويس .
لم تستمع له و ظلت تبكي فوضع حمزة يده على وجهها ليمسح عبراتها مردفًا :-
_هاجر أنا كويس .. ده مقلب .
دفعته هاجر بعيدًا عنها و أردفت ببكاء :-
_أنتَ بتهزر في مرضك .
ْ
توقف حمزة من مكانه و حاول إيقافها عن الأرض ولكنها أبت ذلك و وضعت يدها على وجهها و شرعت في البكاء .. فهبط إلى مستواها و أزاح يديها عن وجهها مردفًا بهدوء :-
_خلاص ما أنتِ عملتي فيا مقلب الصبح .. عادي يعني .
_هاجر ببكاء : محدش بيهزر في المرض يا حمزة ، دي مش حاجه حلوة خالص .. أنتَ خضتني عليك .
ْ
صمت حمزة قليلًا و شعر بالندم .. هي محقه .. كيف للمرء أن يمزح أو يخداع أحد على حساب مرضه أو إدعاء المرض .. هذا الأمر شائع جدًا في تلك الأيام .. صار إدعاء المرض مجرد مرح .. قد تناسوا قول الرسول صلى الله عليه و سلم {لا تتمارضوا فتمرضوا} ، تقدم منها حمزة و أردف بأسف :-
_خلاص يا هاجر آسف .
_نظرت له هاجر و مسحت حدقتيها بظهر يدها مثل الأطفال : هتعمل كده تاني؟
_حمزة : لأ .
_هاجر بدموع : طب كلم راجح عشان أنا خضيته .
أومأ لها حمزة و أردف :-
_ماشي ، و بعدين غيري هدومك عشان هصالحك .
_هاجر بفضول : إزاي !
_حمزة بإبتسامة : هنروح مشوار .
_أبتسمت هاجر من بين دموعها و توقفت من مكانها مردفة : هتأكلني حاجه حلوه .
_حمزة بضحك : همك على بطنك .
_هاجر : أصل الخروجه مش هتبقى خروجه حلوه غير لو كلنا .
_ضحك حمزة و أردف : ماشي يا ستي .. يلا روحي غيري .
أومأت له هاجر و ذهبت من أمامه سريعًا .
ْ
__________________________________________
أخد إياد هاتفه و هبط إلى حيث موسى .. وجده جالس على "كابوت" السيارة الخاصه به.. و يرتدي نظارة لحماية أعينه من أشعة الشمس .. أتجه إليه و أردف :-
_إياد : عايز إيه يا وش المصايب .
نظر له موسى و قام بنزع نظارته عن وجهه و قفز من أعلى السيارة ليقف أمامه مردفًا :-
_وش مصايب ! بروو أخص عليك بجد .
_ضحك إياد على طريقته و أردف : يابني أنتَ مش ناوي تكبر أبدًا .
_موسى بضحك : أكبر ! الشر برا و بعيد يا بومه .. أنا هفضل صغير و حلو كده طول عمري .
و نظر إلى فتاه كانت تنظر إليه و تبتسم فأردف بصوت مرتفع :-
_إيه يا ماما .. إيه يا حبيبتي .. عاجبك شكلي أوي كده آجي أتصور معاكِ .. "صمت قليلًا و بعدها أردف بصراخ" ... غضي بصرك عني يخرب بيتك .
_ضحك إياد بشدة و أردف : أنتَ كل ما هتشوف بنت بتبصلك هتقولها غضي بصرك .
_نفخ موسى بطريقة مضحكة و أردف : أه هعمل كده .. و بعدين ياخي أنا مش عارف الحلاوة عايزه مني إيه .
_إياد : ياجدع .
_موسى : أه بجد .. طب تعرف مارلين مونرو .
_إياد : أه .
_موسى بضحك : أنا معرفهاش هههه .
ضغط إياد على أسنانه و أمسك موسى من تلابيب ملابسه .. فأردف موسى :-
_بروو نزّل إيدك .. البرستيچ هيروح .
ْ
نفخ إياد و تركه من يده .. فهندم موسى ملابسه بطريقة جذابه .. صمت إياد قليلًا و بعدها أردف :-
_كنت عايز إيه .
أشار له موسى برأسه تجاه السيارة و أردف و هو يقوم بفتح سقفها بالريمود :-
_نط في العربية يسطا و أنا هقولك .
و قام بالقز داخل السيارة بخفة .. فضحك إياد و قام بفتح باب السيارة و دلف بها رافضًا أن يقفز بالسيارة أمام موظفيه .. وضع موسى نظارته على وجهه و أدار السيارة و ذهب بها تجاه منزل "آدم" (أخو سيف) .. لم يأخذ معهم الوقت كثيرًا حتى أوقف السيارة و قفز منها مرةً أخرى و أردف :-
_إيه يا إيدو هتفضل قاعد كده كتير .. أنا عارف إن عربيتي حلوه بس مش للدرجه .
نفخ إياد و هبط من السيارة و توقف أمامه مردفًا :-
_أبوك علي أبو العربيه .
_ضحك موسى و أردف : السفيه ينطق بما فيه يا غالي .
صمت قليلًا و بعدها جذبه من يده تجاه منزل آدم .. حتى توقف و قام بطرق الباب .. فظهر لهم آدم .. فأنقض عليه موسى بسعادة ليحتضنه مردفًا :-
_أبو دومه .. تعرف يا برنس إنك طلعت بتاكل و بتنكر أنكر من القطط .
دفعه آدم بضيق و أردف :-
_أنكر ! أنتَ عبيط ياض .
_ضحك موسى و أردف : قليل الأدب .. البت هناء معرفتش تربيك .
_إياد بضحك : بيقول على أمك بت .
_تنهد آدم و أردف : فكك منه .. مصر كلها عارفه إنه تعبان في دماغه .
صمت قليلًا و تنحى جانبًا مردفًا :-
_أدخُلوا .
فدَلفا إلى الداخل .. و جلسا بغرفة المعيشة ، فأردف آدم بتسائل :-
_تشرب إيه يا إياد .
_إياد : لأ يا عم مش عايز أشرب حاجه متشكر .
أشاح آدم بنظره إلى موسى و أردف :-
_تطفح إيه يا زماله .
_موسى بضحك : مش عايز من وش أمك طفح ... أنا بس كنت جاي عشان أكدرك مع إياد و أفكره إنك بقالك أكتر من شهرين مبتجيش الشغل و مكبر الD و معَلي الG .
ضحك آدم بشدة .. فأردف إياد :-
_و أنتَ فاكرني نايم على وداني .. دا أنا سايبه بس عشان اليومين دول مش عارف أفكر في حاجه .. بس دلوقتي يا آدم و من بكره ألاقيك من النجمه في الشركه فاهم .
_نفخ آدم و أردف : لأ يا إياد .. مش قادر أعمل حاجه اليومين دول .
_موسى بجدية : هتفضل لحد أمتى بقا قافل على نفسك كده !
_آدم : مش عارف .
_إياد : لأ يا آدم .. أنتَ دلوقتي بقيت كويس و بطلت الزفت اللي كنت بتتعاطاه ده .. و بقيت أحسن أعتقد بقا مفيش أي حِجه تخليك قاعد كده .
_آدم : بس.........
_إياد بمقاطعة : من غير بس .. أحنا الأتنين أستهترنا أوي في حق الشركه اليومين دول .. مفيش فينا حد خد الموضوع بجد غير موسى هو اللي كان شايلها على كتافه بقاله أكتر من شهرين و مشتكاش ولا حتى أعترض .. خلي عندنا دم بقا و نشيل عنه شويه .
_موسى : ياااااه يا عبصمد ده أنتَ طلعت واخد بالك بقا.
_ضحك إياد و أردف : أكيد واخد بالي يا برنس ، و بجد وقفتك في ضهري دي هشيلهالك فوق راسي من فوق .. تسلم يا موسى .
_موسى بضيق : فيه إيه يا جدع .. الحوار داخل بينا في مناطق فيها أحاسيس و مشاعر و جدعنه و أنا الصراحة نفسي بتجذّع أول ما أحس بالتلزيق ده .
_إياد بضحك : اتفو عليك أنا أصلًا غلطان .
_موسى : إيه ده ! أرجع بقا يا جدع إيدو بتاع زمان .
لم يعيره إياد أهتمام و نظر إلى آدم و أردف :-
_ها قولت إيه؟
_آدم : ماشي يا إياد موافق .
ْ
__________________________________________
ْ
ليلًا .
ْ
توقف راجح أمام ڤيلا أنس .. تردد قليلًا في أن يطرق الباب ولكن أخيرًا فعلها و طرق الباب و أبتعد عنه قليلًا .. ففتحت له أروى و وجدته يقف بعيدًا فأردفت بتساؤل.
_راجح ! فيه حاجه .. تلا كويسه؟
ْ
_أبتسم راجح و أردف بهدوء : أه تلا كويسه .. بس يعني كنت .. ااا .
_ضحكت أروى و أردفت : دقيقه و راجح الصغيّر يكون معاك .
فضحك راجح على ذكائها و أبتعد عن الڤيلا قليلًا أما أروى فدلفت للداخل و جائت مرةً أخرى و هي تحمله فذهب إليها راجح سريعًا بحماس و سعادة .. هو لم يرى تيّم منذ أكثر من يومين .. أخذه منها و أردف :-
_شكرًا أوي يا أروي .. هروح أنا بقا أقوله سر و تلات أربع ساعات كده و أجيبه .
_ضحكت أروى و أردفت : عيش حياتك يا برنس .
_برنس !
_أروى بتوتر : ااا بهزر ..قصدي عيش حياتك .. أنتَ أصلًا رحمتني هو عمال يعيط من الصبح .
_راجح : تمام .. شكرًا تاني .
_أروى : العفو .
ْ
ترك راجح أروى و ذهب و هو يحمل تيّم على يديه إلى أن توقف بالحديقة الأمامية للڤيلا الخاصة به .. و جلس على كرسيّ أمام المسبح و أردف :-
_مكنش العشم يا عم تيّم .. يعني تعرف إني تعبان و متجيش تسأل عليا .
_نظر له تيّم بعدم فهم و بعدها أردف : ااا عععع .
_راجح بضحك : بتقول إيه يا أهبل .
ضحك الطفل و حرك يده ليلاعب وجه راجح .. فأحتضنه راجح بإبتسامة و بعدها بكى شوقًا لصغيره الفقيد ، تنهد و أخرج تيّم من أحضانه و مسح زرقاويه و نظر لزرقاوين الصغير مردفًا :-
_أنتَ شبهي أوي .. ربنا يحفظك .
ْ
دقائق و شعر بأحد ما يضع يده على كتفه .. فنظر خلفه فوجده إياد .. لحظات و أبعد أعينه عنه و نظر للجهه الأخرى ليمسح حدقتيه من أثر الدموع .. فأنقبض قلب إياد و ذهب تجاهه مردفًا :-
_أنتَ كويس .
_نظر راجح لتيّم و أردف : أه كويس .
ذهب إياد و جلس بجواره مردفًا :-
_راجح كنت عايز أقولك حاجه .
_قول .
قالها راجح و هو ينظر له بإهتمام .. فأردف إياد :-
_حور .
_أبتسم راجح و أردف بهدوء : حمزة قالي .. بس يا أهبل أنتَ فاكر إنك لو أتجوزت بعد نريمان أنا هزعل .. طب أقولك .. على فكره بقا أنا اللي حرضت حمزة إنه يروح لموسى و يخليه ياخد معاد .
فتح إياد فاهه و أردف :-
_هو فيه إيه .. الناس كلها تعرف إلا أنا .
_راجح : ما أنتَ اللي قافل على نفسك و رافض الفكرة دي .. أول ما لقيت أنا و حمزة إن فيه أمل من إن قلبك يتحرك لحور .. جرينا بسرعة نلحق الموقف قبل ما سعادتك تقنع نفسك إنك مينفعش تتجوز تاني .. يا إياد حرام عليك نفسك أنا كل يوم بسمعك و أنتَ بتصرخ بأسمها .. أرحم نفسك شوية بقا يا حبيبي .
ْ
خرج من تيّم صوت لا يفهم .. فنظر له إياد و أردف :-
_حتى أنتَ يا مفعوص كنت تعرف .
_راجح بضحك : متقولش عليه مفعوص .. و بعدين ده نسخة راجح الصغيره عايزه يبقى إيه .
ْ
__________________________________________
ْ
دلف أدهم من باب منزله .. و بحث عن رغد في كل مكان فلم يجدها بالمنزل بأكمله .. فذهب تجاه المرحاض ليطرق الباب بقلق مردفًا :-
_رغد .. أنتِ جوه .
ْ
فلم يأتيه الرد .. فتقدم من الباب و أقترب بيده نحو المقبض .. ليضغط عليه و يفتح الباب .. و ما إن فتحه حتى قفزت رغد أمامه و صرخت بسعادة و هي تقوم بفتح شيء ما في وجهه ليصدر صوت و يخرج أشياء لامعة :-
_عاااا أدهــــــــم أنا.............
لم تكمل حديثها بسبب رؤيتها لأدهم الذي أصيب بنوبة زعر بسبب تلك التي أختبئت بالمرحاض وضع يده على صدره و سقط مكانه مقفلًا أعينه .. وقفت رغد لدقائق لتقوم بإستِعاب ما فعلت ... و بعدها نفخت بغضب بسبب ذاك الذي أفسد المفاجئة .. ذهبت للمطهى الخاص بها و أحضرت كوب به ماء و عادت إليه لتقوم بسكبه على وجهه بغضب .. فأستيقظ أدهم و ظل يتنفس بصعوبة .. فأردفت هي بغضب :-
_في حد يعمل كده .
_توقف أدهم من مكانه بصعوبة و أردف : أنتِ اللي فيه حد يعمل كده .. مستخبيالي في الحمام يا رغد !
_رغد بغضب : أنتَ بوظتلي المفاجئه .
_أدهم و هو يتنفس بصعوبه : ملعون أبو دي مفاجئه يا شيخه .. مش عايز مفاجئاتك لو هتبقى بالشكل ده .
_خبطت رغد بقدميها في الأرض مردفة : أنتَ غبي أوي.
_أدهم : و أنتِ معندكيش دم .. كنتِ هتموتيني على فكره .
_رغد : متأڤورش .
صمت أدهم و لم يتفوه ببنت شفة .. فأردفت رغد و هي تنظر لبطنها :-
_أبوك أو أبوكي معندوش دم على فكرة .
_فضحك أدهم و أردف : و كمان ملبوسه و بتكلمي نفسك .
_رغد بتذمر : أنا مش ملبوسه أنا حامل .
_أدهم بتهكم : و حامل دي يعني إيه .. مش يعني فيه روح جوا بطنك .
_رغد : أه .
_أدهم : يبقي ملبوسه .
_أمسكت رغد بيد أدهم بخوف و أردفت : يا ماما .. أدهم أنا خايفه .
_ضحك أدهم و أردف : خايفه .. أمال لو طلعتلك من الحمام و أنا لابس بِچامة حمره و رافعلك قطتين لأ و الأنقح إني أفرقع حاجه في وشك .
_رغد : أنا كنت عايزه أعملك مفاجئة .
_أدهم : و أنا من كتر الفرحة فرشتلك على الأرض .
_ضحكت رغد بشدة و أردفت : مكنش قصدي .
_أدهم : فداكي يا ستي أولع أنا ولا أغور في ستين داهيه ، أهم حاجه يا رغد أتبسطي !
_رغد بضحك : أه جدًا ههه .
_أدهم : تيجي نعيدها مرة تاني .
_رغد : أه يلا .
_ضحك أدهم و أردف : عيوني .. "صمت قليلًا و بعدها أردف" .. بس البتاعه اللي بتفرقع دي باظت .
_رغد بحماس : لأ معايا واحده تانيه .. تعالَ نعملها من الأول بس أتفاجئ .
أومأ لها أدهم .. فدلفت للمرحاض و أغلقت الباب ففعل أدهم مثلما فعل منذ قليل .. حتي فتح الباب و قفزت رغد بوجهه فأردف :-
_يا أروبه أنتِ هنا و أنا بدوّر عليكي .
ْ
*(سيبكم منهم يا جماعه دول جوز هُبل .. تعالوا أما نشوف الواد رماح بيعمل إيه)*
__________________________________________
ْ
بالمشفى و تحديدًا بغرفة للفحص .. ذهب رماح راكضًا تجاه حنين ليحملها و يدور بها بسعادة .. ها هو يقف على أعتاب الأبوّه لينتظر هدية تحملها حنين برحمها .. أنزلها رماح و أردف بدموع سعادة :-
_مبارك لينا يا حنين .
_حنين بسعادة : أنا فرحانه أوي .. تفتكر بنت ولا ولد .
_رماح بضحك : معرفش هو أنا ساحر .
ضحكت حنين بخفة و بعدها أردفت :-
_الله أعلم .. تعالَ نروّح .
أومأ لها رماح و ذهبا سويًا تجاه السيارة ليستقلوها و يرحلا لمنزلهم .
ْ
__________________________________________
ْ
باليوم التالي صباحًا .. و بشركة إياد التي جاء إليها كلًا من آدم و إياد .. كان إياد يعمل على بعض من الأوراق .. حتى شعر بالملل فتوقف من مكانه و ذهب تجاه مكتب حور .. توقف قليلًا و بعدها طرق الباب فأمرته حور بالدلوف .. فدلف و تحرك تجاه مكتبها .. فتوقفت و أردفت بهدوء بعدما رأت جبيرة يده :-
ْ
_مستر إياد .. إيه اللي عمل في حضرتك كده .
_أبتسم لها إياد و نظر أرضًا ليغض بصره مردفًا : ولا حاجه يا حور دي حادثة بسيطه .
تقدم من مكتبها و قام بوضع بضعة أوراق و أردف :-
_أنا موافق على البنات دول .. مؤهلاتهم كويسه .. فبعد إذنك تطلبيهم و تعمليلهم إنترڤيو تاني عشان أنا مش عايز غير اتنين بس .
أومأت له حور .. فأردف هو بتساؤل :-
_النهارده يوم إيه؟
_حور : الأربع يا فندم .
_إياد بإبتسامة : يعني والدك هيعمل معايا إنترڤيو بكره .
أبتسمت حور بخجل .. فضحك إياد و ترك المكتب و رحل .
ْ
ليتجه نحو مكتب موسى الذي لم يراه منذ الصباح .. نظر بمكتبه فلم يجده .. فتنهد و ذهب تجاه المكتب الخاص به .. ظل يعمل قليلًا حتى جاءه صوت موسى الذي يأتي من منتصف الشركة .. فتوقف من مكانه سريعًا ليذهب تجاه الصوت .. فوجد موسى جالسًا أرضًا مردفًا :-
_الحقني يا إياد بطني هتموتني مش قادر .
ْ
وضع إياد يده على رأسه بغضب و تحرك تجاهه مردفًا من بين أسنانه :-
_إيه اللي مقعدك علي الأرض كده .
_موسى بغضب : بقولك بطني هتموتني أنتَ غبي ليه .
نظر إياد حوله ليتأكد ما إن كان هناك أحد قد سمع نعته ذاك أم لا .. و بعدها نظر لموسى مردفًا :-
_قوم يا موسى شكلك وحش أوي قدام الموظفين .
_موسى بغضب : أنتَ مبتفهمش ليه .
صمت قليلًا و بعدما صرخ بألم ، فشعر إياد أن موسى لا يمزح .. فتقدم منه و أردف بتساؤل :-
_طب هسندك إزاي أنا دلوقتي بإيدي دي !
_موسى : مش عارف ... كله بسببهم يخرب بيوتهم فضلوا يبصوا عليا و على حلاوتي لحد ما هيجيبوا أجلي منكم لله .
ضحك إياد و مدّ له يده و أردف :-
_هات إيدك .
فأمسك موسى بيده ، فأوقفه إياد عن الأرض و أردف :-
_حط إيدك على كتفي بقا ولا أتصرف عشان أنا زي ما أنت شايف أهو إيد واحده بس هي اللي تقدر تساعدك .
فعل موسى مثلما طلب منه إياد و وضع يده على كتفه ليستند عليه .. فأردف إياد :-
_نروح مستشفي؟
_موسى : لأ لأ طلعني مكتبي بس و أنا شويه و هبقا تمام .
أومأ له إياد و ذهب به تجاه مكتبه .
ْ
__________________________________________
ْ
ذهبت تلا لراجح و توقفت أمامه و أردفت :-
_أنتَ رايح الشغل .
_راجح : أه .
_تلا : طب أنا كنت عايزاك تجيبلي حاجه .
_أبتسم راجح و نظر لها مردفًا : أؤمري .
_تلا : كنت عايزه بيبسي كولا و شيبسي بالخل و الملح و أيس كريم بالڤانيليا و عليه شيكولاته .
_ضحك راجح و أردف : عيوني .
_تلا : و عايزة منجا و بطيخ و برتقان و خوخ و سمك مكرل .
_راجح : إيه الأكل اللي مش لايق على بعضه ده .. يا ماما كده بطنك هتتبرى منك .
_تلا بضجر : ملكش دعوه أنتَ .. و كنت عايزه حاجه كمان .
_راجح : أمم أتفضلي .
_تلا : كنت عايزه شيبسي حار نار بالمون .. و شيكولاته.
_راجح : أه لأ ده أنا كده أحجزلك في مستشفي الحُميات .
_تلا بحرج : أحممم .
_راجح : قولي .
_تلا : كنت عايزه مارشميلو بالفراولة .
_راجح : حاضر يا تلا حاضر .. ده أنتِ لو بتتوحمي كنتِ هتطلبي طلبات أقل من كده .
_تلا : ............
_راجح : ...........
ْ
يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...
أنت تقرأ
في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』
Mystery / Thrillerروايتي تتحدث عن أشخاص و لحظات تكاد تكون حقيقة ، نعم أعترف بأنها من وحي خيالي ولكنها أقرب من الواقع .. أتمنى لكم قرآءة ممتعه و دمتم في أمان الله🌍❤