في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』

في الماضي 23

                   الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】             
                     الفصل الثالث و العشرين

ْ
دلف أنس بِخطى بطيئة إلي غرفة راجح التي يؤدي بها تمارينه الرياضيه .. فوجد راجح يتمرن و هو يحمل الحديد .. فأتجه إليه و توقف أمامه و أردف .
ْ
_و لما أنت تعرف إن رأفت موجود في مصر مقولتليش ليه يا راجح .
نظر له راجح .. و ترك الأشياء التي بيده و ذهب إلي أنس مردفًا .
_مين اللي قالك؟
_أنس : مش مهم مين اللي قالي .. المهم إني عرفت .
غضب راجح من طريقة حديث أنس و تقدم منه حتي أمسك بيده و أردف .
_تعالي أقعد نتكلم بهدوء .
دفعه أنس عنه و أردف .
_مش هقعد يا راجح قبل ما تقولي .
ضغط راجح علي أسنانه و أردف بغضب .
_كنت هتستفيد إيه لما تعرف .
_أنس بغضب أكثر : كنت هبقا عارف يا راجح .. كنت علي الأقل هشيل من دماغي إنه ممكن يبقي مات أو حصله حاجه .. يهمني أوي إني أعرف هو فين .
_راجح بغضب : لأ يا أنس ميهمكش ... أعتبره مات يا عم .
_انس بغضب : بس هو مامتش .. هو عايش .. هو عايز يأذينا يا راجح .
_راجح : محدش يقدر يعملك حاجه يا أنس .
_أنت فاكرني خايف إنه يعملي حاجه ..  يا راجح أنا خايف عليك و علي أروي و تيّم ابني .
_راجح : متقلش عليا أو عليهم يا أنس .
_أنس بغضب و صراخ : بطل برود يا راجح و قدر الوضع اللي أحنا فيه .
ضرب راجح يده بالحائط بغضب و أردف بصراخ .
_أحترم نفسك يا أنس ... أنا مقدر كل حاجه و فاهم كل حاجه .. متفتكرش إني نايم علي وداني .
دفعه أنس بغضب و أردف .
_أنت فعلًا نايم علي ودانك يا غبي .
نظر راجح إلي كتفه مكان دفع أنس له .. و بعدها رفع عيناه إلي وجه أنس ... و تركه و ذهب تجاه كرسيّ ما بالغرفه ليجلس عليه بهدوء غير معهود ... فتعجب أنس من ردة فعله و ذهب إليه و أردف .
_أنت ساكت ليه!؟
أغمض راجح عيناه و أردف بصوتٍ هاديء .
_أمشي يا أنس .. أنا مش عايز أزعلك ... و لو علي حمزه فأنا هعرفه كويس أوي إزاي يقولك حاجه زي دي .
_أنس بعدم فهم : حاجه زي إيه؟
لم يجيبه راجح و أردف .
_أمشي يا أنس .
ْ
__________________________________________
ْ
_أنت بجد عندك السكر!
نظر لها حمزه و هز لها رأسه بِأجل . فأبتسمت له هاجر و أردفت بهدوء .
_يا بختك .
_حمزه بصدمة من حديثها : يا بختي!
أبتسمت له هاجر و أردفت .
_أه يا بختك .. يا بختك يا حمزه بحب ربنا ليك ... يا بختك بإختبار الصبر و التحمل اللي ربنا حطك فيه .. يا بختك بالحسنات اللي بتاخدها في صبرك و يا بختك بالسيئات اللي بتزول منك ... يا بختك بإيمانك و صبرك و يابختي بيك .
_حمزه بعدم فهم : أنتي بتقولي إيه يا هاجر .
_أمسكت هاجر يده بإبتسامة و أردفت : سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام قال إيه يا حمزه .
_حمزه بهدوء : عليه الصلاة و السلام .. قال إيه يا هاجر؟
_أبتسمت هاجر و أردفت : قال "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتي الهم يُهمه إلا كفّر به من سيئاته" .... يعني لو عندك أي سيئات دلوقتي ربنا بيكّفرها عنك عارف يعني إيه يا حمزه .. هو فيه أحسن من كده .. شايف ربنا رحيم بينا أزاي ... طب أقولك .. ربنا _سبحانه و تعالي _ قال {الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون(*)أولئِك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئِك هم الهتدون} صدق الله العظيم .
أبتسم حمزه و أغرورقت عيناه بشده كم أن حديثها أثّر به و بشده ... شعر بأنه سعيد لمرضه هذا .. مدت هاجر يدها له و مسحت حدقتيه و أردفت بإبتسامة .
_شوفت بقا إني ليا حق أحسدك و أقولك يا بختك .