الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
الفصل السابع عشرْ
تحرك عدة خطوات و أستمع إلي باب الغرفه التي بها أروي فُتِح ... نظر خلفه فوجد أروي تقف و تنظر إلي الأرض بحزن و كأنها تنتظر عقابها .. صمت هو و لم يتحدث فأردفت .
ْ
_المفروض أنا أتأسف و أنت كمان علفكره .
_نظر لها أنس بغضب و أردف : أنا المفروض متأسفش يا أروي عشان زعقتلك ... أنا كنت بوقفك عشان تبطلي تتكلمي عن فلانه و فلان .. كنت بوقفك عن أنك تغيبي و تنمي و خايف عليكي من الذنب بس أنتي فهمتي ده غلط و عملتي إيه يا أروي ها .. أنتي قارنتيني بين فلان و فلانه اللي جوزها مسبهاش لما كانت حامل .
_أروي بدموع : أنا مكنش قصدي .
_تنهد أنس بهدوء و أردف : خلاص يا أروي متعيطيش عشان البوقليله اللي في بطنك دي متكبرش أكتر .
_ضحكت أروي بطفوله و أردفت : على فكره هي مش كبيره .
_أنس بضحك : هي فعلًا مش كبيره بس متعيطيش عشان متكبرش .
ضحكت أروي فأردف أنس .
_تعالي .
ذهبت له و توقفت أمامه فأردف بهدوء .
_بصي يا أروي أنا مش عايز حاجات صغيره زي اللي أنتي قولتيها دي تبوظ حياتنا .. يعني أن موضوع صحابي و أصل حصل كذا أو مش عارف مين عمل كذا الحاجات دي يا أروي صدقيني بتهد بيوت و ياما في ناس كتير وقعت في النقطه دي .. البيوت أسرار و ظروف و مواقف يا حبيبتي يعني صاحبتك مها دي مكنش ينفع أنها تقولك أن جوزها فضل جمبها لما كانت حامل و أنتي مكنش ينفع تسمعيلها حتي و لو أنها بتكلمك علي أنك صاحبتها .. يعني أنا بسيبك و أروح فين ها مش بروح لأخوكي و الواد سيف عشان نشتغل .
ْ
أومأت له .
_طيب أديكي عارفه أهو .
_أروي : خلاص أنا مش هقول كده تاني متصدعنيش بقا .
فرّغ أنس فاهه بصدمة و خيبة أمل و أردف .
_أنس : يعني هو أنا لما بسكت مش بيعجبك و لما أتكلم برضو مش بيعجبك .. أعمل إيه يعني ها؟
هزت أروي رأسها بعدم إكتراث فأردف .
_روحي غيري هدوم البيت دي .
_أروي : ليه هنروح فين .
_أنس : هنروح نتعشي برا عشان شكلك معملتيش أكل .
_أروي سريعًا : لأ أنا عملت .
_أنس بضحك : خلاص يبقي خلينا ناكل هنا ، الحمدلله فلوسي مش هتروح .
_أروي : يووووه ليه بقا أنت مش قولت هنتعشي بره .
_أنس : قولت بس أنتي قولتي أنك عامله أكل .
ركضت أروي إلي الغرفه سريعًا لتبدل ملابسها و أردفت .
_هحطه في الفريزر .
ْ
__________________________________________
صباحًا باليوم التالي .
ْ
شعر بأنه يختنق و أنه يلفظ أنفاسه الأخير و هو نائم ، فتح أعينه سريعًا بعدما شعر بأن هناك سائل ما يخرج من أنفه .. و عندما فتحهم وجد الغرفه مليئه بالدخان الأسود و تلك الرائحه التي تنذره بأن هناك حريق ما .. سرعان ما تذكر ليلة أمس و أنه وضع الطعام علي (البوتجاز) كي يقوم بتسخينه و بعدها غط في النوم دون قصده .. توقف من مكانه و مسح الدماء التي تهبط من أنفه و حاول تنظيم أنفاسه فهو يتحسس من الأدخنه بحث عن هاتفه و قام بماهتفة أول رقم جاء أمام أعينه ثوانٍ و جائه الرد .
ْ
_حمزه : في حد يتصل بحد الساعة ٧ الصبح كده .
_أدهم بأنفاس متقاطعه : حـ....مزه .
أعتدل حمزه في نومته بقلق بسبب صوت أدهم و أردف سريعًا .
_مالك يا أدهم فيه إيه .
_أدهم بصوتٍ واهِن : ال... الحقني .
_توقف حمزه سريعًا و تحدث بقلق : الحقك إيه .. فيه إيه يابني؟ أنت فين طيب و أنا أجي؟
_أدهم : البيت ب.... بيولع ...
لم يستطيع إكمال حديثه و ظل يسعل بشده حتي سقط علي سريره و هو يسعل كثيرًا .
ْ
أغلق حمزه الهاتف و ذهب سريعًا إلي سيارته و هو غير مكترث لأمر ملابس المنزل التي يرتديها .. أهذا وقت مناسب لتبديل الملابس بحق؟
أستقل سيارته و أتجه إلي منزل أدهم فهو قد فَطِن أن أدهم في منزله بعدما أخبره أدهم بأن المنزل يحترق ... أما راجح فكان يسير بالحديقه الأماميه للڤيلا و عندما رأي هيئة حمزه و ركضه ذاك شعر بالقلق و لحق به ولكن لم يستطيع أن يوقفه ليسأله ما الخطب فحمزه لم يأخذ الكثير من الوقت حينما أستقل سيارته و ذهب سريعًا .. وضع راجح يديه في جيبه باحثًا عن مفاتيح سيارته حتي وجدها و أستقل سيارته و ذهب للحاق بحمزه .
كان حمزه يُسرع بالسياره و كأنه في سباق ما للسيارات ، لم يمضي الكثير من الوقت حتي وصل أخيرًا أسفل منزل أدهم ، أوقف السياره و هبط منها بسرعة البرق إلي أن توقف أمام باب منزله لم يتردد لحظه في إتلاف الباب قام بركله بقدمه أكثر من ركلة حتي فُتِح له الباب أخيرًا و حقًا ما إن فتح حتي وجد كمية مَهوله من الدخان يتحرر من داخل المنزل ... ذهب سريعًا إلي حيث النيران و حاول أن يُكمِد ما يستطيع منها ولكنه فَشِلْ فَشْل زريع .. سرعان ما إستمع إلي صوت راجح الذي وصل إلي المنزل و شرع في البحث عنه و عن أدهم .. أخذ يُفَتش بجميع الغُرف حتي وجد أدهم علي سريره يكاد أن يختنق من شدة الدخان و أيضًا بسبب سعاله الذي لم يعطي له فرصه في اخذ نفس واحد ، أتجه اليه راجح سريعًا و قام بإسناده ليخرجه من تلك الغرفه المليئه بالدخان ... أما حمزه فقد حاول إكماد النيران مرةً أخري و هو علي يقين بأن راجح بالكاد قد وجد أدهم و أنقذه .. حمدًا لله أن النيران لم تنتشر بالمنزل بأكمله و أن الدخان فقط هو الذي أخذ يسير بِحُريه داخل غُرَف المنزل .. قام حمزه بمليء إناء ما بجواره بالماء عِدة مرات و أوقف منظم الغاز لمنعه من إخراج المزيد و نجح أخيرًا في كمد تلك النيران .
زفر بحرارة بعدما نجح فيما فعل و خرج من المطبخ بعدما فتح نافذته لكي يذهب الدخان بعيدًا عن المنزل ...و ترك المكان و ألقي نظره علي غرفة أدهم فلم يجده بداخلها فنفخ بهدوء و خرج من الباب فوجد أدهم يجلس علي السلم و يحاول أخذ أنفاسه و بيده عِدة محارم يمسح بها دماء أنفه و راجح يقف أمامه و بيده زجاجه من الماء و يعطيها إليه ، ذهب حمزه بإتجاه أدهم و دفعه بقوه و جلس بجواره و أخذ الزجاجه من راجح و قام بشرب القليل من الماء و هو يتنفس الصعداء تحت أنظار راجح المستنكره ؛ توقف حمزه سريعًا عن شرب باقي الماء و نظر إلي أدهم بعدما أتسعت حدقتيه و أردف .
ْ
_نهار أسود يا أدهم ... أمك فين ياض لتكون أتحرقت جوه .
_نظر له أدهم بحنق و أردف : يعني بالعقل كده يا حمزه .. لو أمي كانت جوه كنت هتصل بأمك عشان تلحقني ما أكيد سوبر ماما كانت هتلحقني .
تبًا لك يا أدهم حتي في هذا الوقت العصيب مازلت تمزح .
لكمه حمزه في وجهه بغضب و تحدث من بين أسنانه .
_يا بجح طب قول شكرًا حتي ... جتك القرف في شكلك .. ياريتني سيبتك تتشوي عشان تبقي نار الدنيا و الأخره .. عشان اللي ذيك مش هيورد علي جنه يا.....
لم يكمل حديثه بسبب راجح الذي ذهب و جلس بجوارهم و دقق النظر إليهم بتمعن و بعدها صرخ ضاحكًا مردفًا .
_هههه أي أشكالكم الزباله دي ههههه شكلكم يقرف أكنكم طالعين من بُق كلب هههه .
_وكزه أدهم بغضب و أردف : طالعين من بيت بيولع عايز شكلنا يبقي إيه يعني .
_حمزه بغضب : مش عارف إيه كمية الناس الغبيه اللي أصتبحت بيهم دول .
صمتوا جميعًا لفتره و هم جالسين علي درج السلم و بعد لحظات قاطع صمتهم هذا صوت أدهم الذي تحدث بتحسرة .
_الفرخه أتحرقت .. دي الحجه عملتها عشان أعيش عليها لمدة يومين .
_راجح بضحك : شكل الحجه مش مسامحه .
صمت قليلًا و بعدها تحدث .
_أمك دي فيها شيء لله .. سابتك تتحرق لوحدك .... ألا صحيح هي فين؟
_أدهم : راحت فرح بنت خالتي .
_حمزه ببرود : كان هيبقي آخر الأفراح بالنسبه لأمك لو كنت فرفرت جوه .
ضحك أدهم بشده بين سعاله و بعدها أردف .
_شوف مع إني دكتور إلا إني معرفتش ألحق نفسي .
_حمزه بضحك : قصدك طور .
نظر راجح لأدهم و تحدث بتعجب .
_يعني يا أدهم أنا بشوف لما بتحصل حرايق أو كده فيه ناس بتتخنق و ناس بيغمي عليها و ناس بتقطع النفس.. بس الشهاده لله أول مره أشوف حد يحصل حريق عنده و ينزف من منخيره .
ضحك أدهم بخفه و أردف بهدوء .
_معلش أديك شوفت أهو .. و بعدين محسوبك عنده جيوب أنفية و حساسيه من أي دخان و لو علي بتتخنق دي فأنت لحقتني قبل ما أقطع النفس خالص و يركبولي أكسجين أنبوبة 7,5 ههههه .
ْ
[ها ها هزار دكاتره بقا و كدة😂🙂]
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ْ
بعد مرور شهر كامل بأحداثه قليل ما يذكر بها .
"اليوم هو يوم عُرس حمزه علي هاجر .. قد أسس حمزه ڤيلا صغيره بجوار الڤيلا الخاصه بأنس ليظل بجوار راجح .. و منذ يومان كان هناك حفل خطبه لكلًا من أدهم و رماح ... لم يحدث أي جديد في علاقه راجح و تلا كأنهم لم يعودوا إلي بعضهم البعض فقط مر هذا الشهر علي راجح ما بين فشل منه للتقرب من تلا و فشل في أن يعود راجح القديم و أيضًا نال الكثير من التحطيم النفسي من تلا بسبب فقد طلفه حقًا كان شهر عصيب .. عاد راجح لشخصيته المصتنعة للبرود و عدم الإكتراث ... أما أروي فالأن هي قد أتمت شهرها السادس في الحمل و هي الأن في الشهر السابع .
ْ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ْ
بعد إنتهاء حفل الزفاف .
ليلًا و تحديدًا بالساعه الثانيه بعد منتصف الليل ..
ْ
قَمَرٌ خافت ، هَمْهَماتٌ و همسات ، خُطي مُتَردده ، و شموخ رَجُل أضعفه صِلة ما ، يأخذ خُطاه بهدوء مع كل صدمة بين قدمه و الأرض يستمع إلي عقله الذي يخبره بأن يتراجع .. قد جاء إلي ذاك المكان الذي ينفره لسبب واحد فقط الا و هو الاطمئنان ، قد جاء ليُهَدِئ قلبه من التآكل علي أخيه الذي لَمْ يراه منذ أكثر من يومين ، صعد درج لعمارة سكنيه ما و توقف أمام باب .. إن المنزل ليس بالسيء و حالته الإجتماعيه يبدو عليها أنها متوسطه أو أعلي قليلًا .. طرق الباب طرقه تَليها طرقه و أخري و أخري ولكنه لم يأتيه الجواب أو صوت مَن يطمئنه بأنه بالداخل .. شعر بالقليل من القلق فأخرج هاتفه و قام بمهاتفة أخته الأكبر .. هي لا تقطن هنا في ذاك المنزل بل هي تعيش مع زوجها و أولادها بمنزل آخر .. ثوانٍ و جائه الرد فأردف سريعًا .
ْ
_ليلي آدم فين؟
_ليلي بهدوء : ليه؟ فيه حاجه يا سيف؟
_تنهد سيف و أردف : بخبط عليه و مش بيرد .. هو فين؟ و بعدين أنتي مش قولتي أنك هتقعدي معاه شويه لحد ما جوزك ييجي من السفر ؟
_ليلي : أه قولت كده .. أنا لسه ماشيه من عنده من أقل من ساعه عشان أجيب هدوم للولاد .
_سيف بقلق : طب تفتكري خرج أو راح حته .
_ليلي : معرفش يا سيف ... أقفل كده أتصلك عليه .
_لا لا أقفلي أنتي و أنا اللي هتصل بيه .. سلام .
ْ
أغلق الخط و ضغط علي عدة أرقام و قام بمهاتفته .. هناك شيء غريب .. ما الخطب إن الهاتف يصدح من الداخل .. هل آدم ترك هاتفه بالمنزل و رحل .. أنزل الهاتف من علي أذنه و قام بطرق الباب مره أخره لَربما هو نائم و لم يستمع إليه .. خاب أمله بأنه بالداخل و أعطي ظهره إلي الباب إستعدادًا منه للرحيل حتي توقف فجأه علي صوت أنِين يأتي من داخل المنزل ، ذهب تجاه الباب سريعًا و وضع أذنه بالقرب منه ليستمع جيدًا و ليحاول أن يعلم من أين يأتي ذاك الأنِين .. ثوانٍ و تأكد من أنه يأتي من داخل المنزل .. إنه صوت "آدم" ولكن ما به .. ظل يطرق الباب بشده و هو يردد أسم آدم أكثر من مره ... طفح الكيل ... سأحطم قِفل الباب .. قام بركل الباب عِدة مرات حتي فتحه ... توقف مكانه بعدما فُتِح الباب .. لا بل جحظت عيناه من فرط الصدمه .. ما هذا؟ آدم ملقي أرضًا بملامح متشنجه يتصبب منه العرق و كأنه يحتضن الشمس ولكن أطرافه ترتعش و كأنه سيموت بردًا ... ذهب إليه سريعًا و تحسس جبهته ليجد جسده متوسط الحراره أو بالمعنى الأصح و كأنه جسد فاتر .. حقًا! إنه لا يعاني من أرتفاع في درجة حرارته ، إذن ما سبب إحتقان وجهه هكذا .. تذكر قول أنس و رماح عن أنه يتعاطي بعض من المخدرات ، أيقن أنه لربما تناول المخدر بكمية كبيره أو شيء ما ... قام بإسناده و أدخله إلي غرفته و دثّره قليلًا و أخرج هاتفه لمحادثة أنس ليذهب إلي أدهم و يحضره .. بالكاد هو لن يأخذه إلي أي مشفي خوفًا من أن يتقاضي أخيه بسبب تعاطيه للمخدرات ... أجابه أنس فأردف هو سريعًا .
ْ
_أنس روح هات أدهم و تعالي بسرعه علي بيت العيله .
_أنس بعدم فهم : دلوقتي! ليه؟ أنت عارف الساعه كام يا سيف .. ده وقت سرمحه الواحد ضهره أتقطم من الوقفه في فرح حمزه ، أتخمد بقا و أخرس .
_سيف بغضب : أنـــــس أعمل اللي قولتلك عليه بسرعه.
_أنس : ماشي يا عم براحه علينا مش كده .
_تنهد سيف و اردف : بسرعه يا أنس .
_أنس : ماشي يابني سلام .
ْ
__________________________________________
ْ
_هو كويس مفيهوش حاجه بس دي أعراض إنسحاب .
كان هذا صوت أدهم الذي خرج من غرفة آدم هو و أنس و سيف بعدما فحصه أدهم .. نظر له سيف و أردف .
ْ
_يعني هو شمام بجد .
_أدهم بهدوء : بكل أسف يا سيف أه .
ْ
نظر أنس لغرفة آدم و لآدم الذي يفترش سريره بإعياء واضح فأبتسم بتشفي و أردف .
_أنس : شوف سبحان الله ربك بيخلص فيه اللي عمله فيك .
نظر له سيف بغضب و تحدث بصوت مرتفع .
_أنت معندكش دم ليه يا أنس .
رفع أنس أحد حاجبيه بإستنكار و أردف .
_هي دي شكرًا اللي المفروض تقولها بعد ما جرجرتني في نص الليل عشان واحد زي الكلب ده .
_سيف بغضب : أحترم نفسك يا أنس ده أخويا .
_بلا أحترم نفسك بلا قرف يا عم سيف .
تدخل أدهم سريعًا ليخفف من حِدة الموضوع .
_أدهم : أهدوا يا جماعه و صلوا علي النبي كده .
"عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم"
رددها كلًا من سيف و أنس ... فتحدث أدهم متسائلًا .
_هي إيه ظروف حالة أخوك الماديه .
_سيف بعدم فهم : إزاي يعني مش فاهم .
_أدهم بذكاء : أصل يعني البيت واضح ماشاء الله أنه من طبقه كويسه مش وحشه و إنه فيه في إستطاعته إنه يجيب البودره اللي بيتعاطاها .. يعني حتي لو مش معاه فلوس كان هييجي و ياخد منك أو مثلًا يبيع أي حاجه من الحجات اللي في البيت دي .
_سيف : آدم في الوقت الحالي ده معاه فلوس حرفيًا متكلهاش النار .
_أدهم : يبقي إيه بقا؟
_سيف : إيه؟
_أدهم : يبقي معني كده أنه بيحاول يبطل الحجات اللي بيشربها دي و إن ده بمزاجه فهمتني .
_أنس بضحك : إستحاله .
_سيف : ليه بقا يا أستاذ أنس .
نظر أنس لسيف بغضب و أردف من تحت أسنانه .
_أنت مش طايقلي كلمه عشان البتاع اللي أسمه أخوك ده .
أدهم بضحك و هو يحاول تقليد أحد شخصيات مسلسل "الكبير أوي" .
_يا كَبير رَكِز .. لو جالولك تطلع رحله مع حد من التنين .. و خيروك بين عيلتك مَرَتك و عيالك ولا نفادي صاحبك هتختار مين .
_ضحك أنس و أردف : مَرَتي و عيالي .. نفادي أنا لو خيروني ما بينك أنت و كيس بوزو هختار البوزو .
_ضحك أدهم و أردف بعد شهقه : كيس بوزو يا كبير .
_أنس بضحك : كيس بوزو يا نفادي و أي طعم .
ْ
صرخ بهم سيف بغضب و أردف .
_ده وقت هزار .
_أدهم بحرج : أحم لا ... هَدي أعصابك يا سيف .
أخرج و رقه و قلم من جيبه و أردف .
_هكتبلك شوية أدويه عشان تريّح جسمه من أوجاع الإنسحاب و هقولك علي مواعيدهم ... خليه يلتزم بالمواعيد عشان ميتعبش تمام .
_سيف بهدوء : تمام .
_أنس : حمدالله علي سلامة الشمام .
ضحك أدهم بشده .
_ضغط سيف علي أسنانه بغيظ شديد و أردف : أحترموا نفسكم بقى أنا ساكت و مش عايز أطردكم عشان مش بيتي و أنا محتاجكم .
_أنس بضحك : معفن و بتاع مصلحتك أوي ياض يا سيفو .
_أدهم : عيل نتن .
كاد أن يتحدث سيف لولا أنه تذكر شيء ما بخصوص رماح ... فنظر إلي أنس و أردف بتساؤل .
_سيف : الساعه كام ؟
_أنس : داخله علي ٣ الفجر .
ْ
كاد أن يتحدث ولكنه قاطع حديثه صوت هاتفه الذي صدح معلنًا عن إتصال من رماح .. فتح الخط سريعًا و أردف .
_سيف : أنت فين يا رماح ؟
_رماح بهدوء : أنت اللي فين؟ أنا عند بيتك متستعبطش و تعالي .. خلاص فاضل بتاع ساعتين و أمشي ... روح هات أنس و تعالي .
_سيف : مش هتأخر .. و أنس معايا .
_رماح : خلاص هاته و تعالي ... سلام .
ْ
أغلق الخط و نظر إلي أنس و أردف .
_يلا عشان رماح ميتأخرش .
صمت قليلًا و أردف .
_مش عارف أنا كان فيها إيه لو روحنا كلنا مع بعض .
_تنهد أنس و أردف : هموت و أعرف إيه اللي نشّف دماغ اللوا مره واحده كده .
صمت و نظر إلي الغرفه التي بها آدم و أردف بتساؤل .
_أنتَ هتسيب الشمام ده كده لوحده و هو تعبان .
_تغاضي سيف عن ذاك اللقب المقيت و أردف : هتصل بـ ليلي تيجي تقعد معاه .
ْ
أومأ له أنس .. فدلف هو إلي الداخل ليلقي نظره أخري علي أخيه .. و بعدها هاتف أخته و طلب منها أن تأتي فوافقته ... بعد فتره قليله هبطوا جميعًا إلي الأسفل ليتجه أنس إلي سيارته و يستقرها و يذهب تجاه منزل سيف و خلفه سيف بسيارته ... أما أدهم فقد أستقل سيارته و رحل إلي منزله .
ْ
__________________________________________
ْ
_تلا .
كان هذا صوت راجح الذي سئِم من المحاولات الفاشله في مهاتفتها .. بعدما حسم أمره و قرر أن يراسلها عبر الوتس أب بتسجيل صوتي .
ْ
_راجح : أنا عارف إن الوقت متأخر بس أنا هقولك اللي أنا عايزه دلوقتي لأني مش ضامن عُمري .. أنا رايح مشوار يا تلا الله أعلم هرجع بعده ولا لأ .. عايز أقولك إني مهما دورت في الدنيا دي كلها مش هلاقي حد زيك برغم اللي أنتي عملتيه و معاملتك اللي كلها جَفا معايا بس برضو هتفضلي أحسن واحده في نظري .. أنا مليش يد في اللي حصل لتيَّم و لو كنت أعرف باللي هيحصل كنت قتلت وداد قبل ما تفكر تعمل إللي عملته بس ده شيء مش بإيدي .. النهارده كان فرح حمزه ، و أنا طالع مأمورية دلوقتي طبعًا لو مفيهاش إزعاج أنا هسيب وصيتي هنا معاكي لأنك مراتي و المفروض تبقي عارفه كل حاجه .. لو حصلي حاجه عايزك تقولي لحمزه إنه الحاجه الحلوه اللي كانت في حياتي و إنه بجد هيفضل الأحسن بالنسبالي .. قوليله مينسانيش و يفضل فاكرني ... قوليله إني كنت بستقوي بيه مش العكس و قوليله إنه هو اللي كان ضهري و سندي مش أنا .. عايزك تقوليله إني عمري ما ظنيت فيه ظن سوء و عايزك ترجعي بالزمن لمدة ٧ سنين و تشرحيله كل كلمه حلوه كنت بقولهالك في حقه .. و أبقي خُدي هاجر مراته من إيدها و روحي للدكتور أدهم عشان أنا وصيته يقولها عن حاجه بخصوص حمزه أوعي تنسي كده يا تلا .. أما بقا أنتي فأنا عايز أقولك سامحيني عن أي حاجه عملتها في حقك سامحي و أنسي يا تلا .. سامحيني علي أي غلط مهما كان صُغَير أو كبير أنا بني آدم طبيعي إني أغلط ده حتي القلم بيغلط .. عايز أقولك إني لو مُت هبقا فرحان لأني مُت و أنتي علي أسمي و مراتي ...*"تنهد بِثِقْل و أردف"* ... كفايه كده أنا طولت عليكي .
ْ
أنهي حديثه و قام بإرسال التسجيل .
و وضع الهاتف بجواره .. و بعد عِدة دقائق صدح صوت هاتفه معلنًا عن إتصال .. نظر إلي الهاتف بعدم إكتراث ولكن سرعان ما تحولت نظراته تلك إلي نظرات صدمه و عدم تصديق .. التقط الهاتف سريعًا و قام بفتح الخط و أردف .
_تلا .
_تلا بصوتٍ باكي : راجح أنا أسفه .. بس ممكن متفولش علي نفسك تاني عشان خاطري .. أنتَ إن شاء الله هترجع بالسلامه .
_تنهد راجح و أردف : و لو مرجعتش يا تلا مش فارقه كله زي بعضه طول ما أنتي مش معايا .
_تلا ببكاء : متقولش كده يا راجح أسكت .
_أبتسم راجح و تحدث : خايفه عليا يعني!
_أه خايفه عليك .. أكيد خايفه عليك و هفضل أخاف عليك .
_راجح : أفهم من كده إنك مسمحاني .
_تلا ببكاء : يا غبي ... يا غبي أكيد مسمحاك .. يعني بالعقل كده لو مكنتش مسمحاك كنت هوافق إني يتضحك عليا بالطريقه الهبله اللي أنت عملتها دي .. هو أنا ممكن أبقا غبيه بس مش للدرجه دي .. أنا عارفه إنك كنت بتستهبل قبلها و كنت متأكده من كده بس قُلت خليني أشوف أخرة جنانك إيه .
_راجح : و أنا عارف إنك ذكيه و متأكده من إني بضحك عليكي .
_تلا بضحك من بين دموعها : طب لما هو كده .. كملت في اللي أنت بتعمله ليه .
_راجح بضحك : محسوبك أتحرم من طفولته و من كلمة ماما .. جربتها عليكي و عجبتني و الصراحه أنا حبيتني و أنا صغير فَقُلت أكمل إستعباط .
صمتت تلا قليلًا و بعدها أردفت .
_تلا : أنتَ هتمشي أمتى .
_تنهد راجح و أردف : شويه كده هروح لرماح و نروح مع بعض .
_تلا : ..........
_راجح : ..........يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...
أنت تقرأ
في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』
Mystery / Thrillerروايتي تتحدث عن أشخاص و لحظات تكاد تكون حقيقة ، نعم أعترف بأنها من وحي خيالي ولكنها أقرب من الواقع .. أتمنى لكم قرآءة ممتعه و دمتم في أمان الله🌍❤