الجزء الثاني【رحلة ثلاثيني】
الفصل الثاني و العشرينْ
_أنس بحنق : يعني يا رماح هو فيه حد أعرفه اسمه رأفت غير أبويا .
رامق سيف رماح بغضب و أردف .
_تعرف تسكت ..."أعتدل في جلسته بإنصات و أردف" .. قول يا أنس قالك رأفت ماله .
_أنس : قالي رأفت عايش و إن راجح يعرف مكانه و إنه مخبي عليا و مش عايز يقولي ... و قالي لو عايز أعرف هو فين أو كان مختفي فين السنين اللي فاتت دي ليه أورحله و هو هيقولي .. و أنا خلاص رايحله كمان ساعة .
أتسعت حدقتيهم و توقف سيف من مكانه و أردف .
_ تعرف تبطل عبط .. هو أي حد هيقولك حاجه هتروحله ... أنتَ إيه اللي يضمنلك إنه يعرف مكان رأفت أصلًا ... طب أنتَ مفكرتش شويه بالعقل يا أنس ما يمكن يكون ده واحد من الناس اللي معرفناش نجيبهم لما كنا في المأمورية اللي أتصابت فيها .
_أنس : مستحيل يبقي واحد منهم ... بص أنا هروح و اللي يحصل يحصل .
توقف رماح من مكانه و أوقف أنس و أردف بهدوء .
_ماشي يا أنس ... ماشي .. عايز تروح على راحتك بس أحكيلنا تفاصيل أكتر و رجلنا علي رجلك .
ْ
تنهد أنس و أومأ له و بدأ يقص لهم كل ما قاله ذاك الشخص المجهول و عن إتفاقهم معًا بالإلتقاء .
ْ
_أنس بس كده هو ده كل اللي حصل .
تنهد رماح و أردف قائلًا .
_أنت مش هتروح حته .
_نظر له أنس بإستنكار و أردف : و ده ليه!
_سيف : من رأيي إنك تروح لأخوك و تعرف منه كل حاجه ، ده أأمن ليك يا أنس .
_أنس : لأ راجح لو كان عايز يقولي كان قال من زمان .
نظر رماح لسيف لثوانٍ و بعدها تقدم من أنس و أمسك رأسه بهدوء و أردف .
_مش هينفع تروح يا أنس .. "صمت قليلًا و أردف" .. أسف .
و قام بضرب رأسه في رأس أنس بقوه علي حين غرة ..صُدم أنس مما فعل فقام بدفع رماح بعيدًا عنه و أمسك برأسه بألم مردفًا بغيظ شديد .
_أنت غبي يا رماح .. أه يا ابن الغبيه .
فرّغ رماح فاهه و عاد إلي الخلف خطوتين و أردف بغباء .
_أنت مأغماش عليك ليه!
ضحك سيف بشده على غبائهم و تحديدًا على غباء رماح .. أردف رماح و هو يعود إلى الخلف و أنس يتقدم منه بغضب .
_رماح : أفتكر إن حمزه أول ما ضربني كده وقعت في نفس اللحظه .
تقدم منه أنس بغضب و هو يصرخ به فأردف رماح بصراخ .
_أنــــت مأغـــماش علـــــيك ليــــــــه!
ْ
رفع أنس يده بغضب و كاد أن يلكم رماح في وجهه ليعلمه الأدب .. ولكن توقف فجأه و شعر بأن رأسه تدور به و رأي كل الأشياء حوله تتداخل في بعضها فأمسك برأسه و سقط أرضًا في نوبة إغماء ... تنهد رماح براحه و أردف .
_هو الموضوع بياخد معاه وقت مش كده ... يخرب بيته خضني ههههه .
ْ
__________________________________________
ْ
في ڤيلا راجح .
كان راجح يجلس مع حمزة في غرفته التي مازالت كما هي حتي بعد زواجه و إنتقاله إلي ڤيلا أخرى ... كان يتحدث حمزة بقلق و توتر بسبب هاجر التي كادت أن تصيبه بالجنون بسبب تغير حالتها المزاجيه كل ثانيه .. كان راجح يضحك بشدة مع كل كلمة يتحدث بها حمزه .
ْ
_حمزه : أنتَ بضحك و أنا هتجنن .
_راجح بضحك : ههه يا حمزه يا حبيبي ده شيء عادي و بعدين أنت المفروض تتعود .
_حمزه : أتعود إيه يا راجح ... أنا أبتديت أحس إني مجنون و هي اللي مستحملاني .
كاد أن يتحدث راجح لولا ظهور اسم هاجر علي شاشة هاتف حمزه فنظر حمزه إلي راجح و أردف .
_خد رد عليها أنت .
_راجح : أرد عليها أزاي يا حمزه أنت عبيط .
_أدمعت أعين حمزه و أردف : لو بتحبني رد عليها ..و قولها حمزه مات .
ضحك راجح بشدة علي تصرفات حمزه و أردف .
_أستهدي بالله يا حمزه و رد عليها عشان متفتكرش إنك مش مهتم بيها .
_حمزه : هي ممكن تفتكر كده .
أومأ له راجح ، فأخذ حمزه الهاتف و قام بفتح الخط و أردف .
_الو أيوه يا هاجى .
_هاجر بغضب : حمزه طلقني .
حمزه سريعًا .
_أطلقك! ليه يا هاجر فيه إيه .
_هاجر بصراخ : مفيش حاجه .. طلقني يا حمزه .
_حمزه بهدوء : ماشي يا هاجر هطلقك .. حاجه تاني .
_هاجر : لأ شكرًا .. سلام .
_حمزه : سلام في رعاية الله .
و أغلق الخط و نظر لراجح مردفًا .
_إيه ده بقا!
ضحك راجح و أردف .
_تقلبات مزاجيه ... فكك منها و هي شويه و هتبقا تمام .
لحظات و جاءه إتصال آخر من هاجر فأردف .
_هتجرجرني في محكمة الأسرة أنا عارف .
_راجح : أفتح يا عم و شوفها عايزه إيه .
ْ
أومأ له حمزه بخفوت و قام بفتح الخط حتي جائه صوت هاجر و هي تبكي فأردف بقلق .
_مالك بتعيطي ليه .
_هاجر ببكاء : عشان أنت هتطلقني .
_حمزه سريعًا : أطلقك إيه يا عبيطه أنا عمري ما هعمل كده .
_هاجر سريعًا : يعني مش هتطلقني .
_حمزه بنفي : إطلاقًا يا هاجر .
_تحدثت هاجر بسعادة و أردفت : ماشي يا حمزه سلام .
_حمزه : سلام .
أغلق الخط و نظر لراجح و أردف بهدوء .
_أنا عقلي هيشت .
ْ
__________________________________________
ْ
ذهبت تلا إلي هاجر بعدما أخبرها راجح بأن تذهب إليها بسبب تدهور حالتها النفسيه و تقلبات مزاجها .. ذهبت أولًا إلي أروي و أخذتها معها و ذهبوا ... كانوا جالسين معًا في ملل .. و كان تيّم يبكي بسبب و بدون سبب و لا يتوقف عن البكاء إلا و إن حمله راجح و لاعبه ... صرخت تلا بغضب و أردفت .
ْ
_ما تسكتي ابنك يا أروى .
_أروي بضحك : مش عارفه ... رني علي راجح خليه ييجي ياخده .
_هاجر بملل : يا بخت الأطرش اللي مبيسمعش صوت صريخه .
_تلا بضحك : يا رب راجح يسمعك عشان يقتلنا كلنا .
ْ
توقفت تلا عن مكانها بعد تلك الكلمات و أخذت تيّم و ذهبت به إلي حيث راجح .. و أعطته إياه .. ما أن رأي الطفل راجح حتي أبتسم بإتساع و كف عن البكاء .. نظرت تلا للطفل و أردفت .
ْ
_الواد ده طالع خبيث لمين .
_نظر لها راجح و أردف بإبتسامه : أغلطي تاني في راجح الصغير يا تلا عشان أخربها عليكي .
_ضحكت تلا و أردفت : أنا المفروض أحترس من كل اللي عنيهم زرقه .
_راجح بضحك : أيوه زي ما أنتِ بتقولي كده .
جلست تلا بجوار راجح و أردفت .
_راجح! هو إزاي تيّم ساب الناس كلها و أخد لون عيونك .
_راجح بضحك : جينات يا تلا .. أنا فرحان أوي إنه شبهي ربنا يبارك في عمره يا رب و ميأذنيش فيه .
_تلا بإبتسامه : يارب .
توقفت من مكانها و أردفت .
_هروح أنا بقا أقعد مع البنات و نشغل حاجه تفرفشنه كده .
_راجح : زي إيه!
_تلا بضحك : مش عارفه .. بس بقولك إيه متحلمش إننا نشغل حاجه ليها علاقه بميولك الأدبيه و البلاغيه .. أنا أستحاله أشغل حاجه من الحجات اللي أنت بتسمعها.
_راجح ببرود : أنتم الفن تراجع و أنحدر أول ما جيه عندكم .
_تلا بنفس البرود : عارفه .. فين الجديد في كده .
ضحك راجح و أردف .
_جُملتي يا بنت الحراميه .
ْ
__________________________________________
ْ
بعد فوات أكثر من ساعتين .
ْ
_سيف : يخرب بيت أبوك يا رماح الواد شكله مات .
نظر رماح لأنس و أردف بقلق .
_يا عم بعيد الشر عنه .
_سيف : شر إيه يا رماح أنس بقاله أكتر من ساعتين مبيتحركش ... حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا بعيد أشوف فيك ساعتين زي اللي شوفتهم في أنس .
و بعدها توقف من مكانه و قام بركل رماح في قدمه و أردف .
_أتصل بأدهم ييجي يشوفه يلا .
كاد أن يخرج رماح هاتفه و يهاتف أدهم لولا سماعهم لأنِين أنس .. فنظرا له بقلق حتي أستعاد أنس وعيه و وضع يده علي جبهته بألم .. فتنهد سيف براحه و أردف.
ْ
_ياعم خضتني عليك .
أعتدل أنس في جلسه و صمت لثوانٍ و بعدها أردف بصوت مختنق .
_عايز مايه .
توقف رماح سريعًا و قام بجلب له كوب من الزجاج و به ماء فأخذه أنس و شرب منه حتي أنهاه و أرتوى .. و بعدها نظر إلي رماح لثوانٍ و قام بإلقاء الكوب في إتجاهه بغضب .. لاحظ رماح حركته فأبتعد سريعًا عن أنس قبل أن يصيبه الكوب .. أصتدم الكوب بالحائط و قام بترك علامه فيها و تحطم إلي أشلاء صغيرة .. حقًا لو جاء في رأس رماح لكان سبب فقده للنطق .. نظر رماح لأنس بعدم تصديق .. أما أنس فأشتعل غيظًا و توقف من مكانه بغضب و ذهب إلي رماح سريعًا لينقض عليه و يكلل له الكثير من اللكمات مردفًا بغضب .
ْ
_بتضربني أنا بالروسيه يا رماح يا ابن ال*** .
ْ
توقف سيف من مكانه سريعًا و أتجه نحو الحائط التي جاء بها الكوب و نظر إليها لبرهه حتي إغرورقت عيناه بسبب رؤيته لما أدي الكوب من ضرر للحائط صمت قليلًا و بعدها نظر بحدقات تكاد تتآكل من الغضب تجاه أنس و أردف هامسًا .
_بوّظ الديكور و خدش الحيطه .
توقف من مكانه و ذهب سريعًا تجاه أنس ليوقفه عن رماح ويلكمه بغضب مردفًا .
ْ
_بوّظت شكل البيت جزمه .
توقف رماح من مكانه و ذهب ليفصل بينهم فجائه لكمه من سيف و أستقرت في وجهه فشعر بالضيق و قام برد له تلك اللكمه فتشابكوا سويًا في شجار مع صراختهم الغاضبه حتي توقف أنس و نظر لهم بغضب و كاد أن يتركهم و يرحل لولا ملاحظة رماح له فتوقف عن لكم سيف و ذهب إلي أنس سريعًا ممسكًا إياه من يده مردفًا.
ْ
_أستنى يا عم رايح فين .
دفعه أنس عنه و أردف بغضب .
_ملكش دعوه .. و حل عني يا رماح .
نظر لهم سيف بغضب و تركهم و ذهب تجاه الحائط ليجلس بجوراه بتأثر و هو يمرر يده بالمكان الذي أفسده أنس و نزع عنه الطلاء بسبب ذاك الكوب .. فنظر له رماح و ما لبث حتي وجد نفسه يضحك و بشدة ، فنظر أنس إلي مكان سيف فوجده علي تلك الحاله فضحك بشدة و ذهب تجاهه مردفًا .
ْ
_أمسك نفسك يا صاحبي .. منجلكش في حيطه بايظه .
و ضحك بشدة عليه ، فذهب له رماح و جلس بجواره و أردف .
_لو الكُبايه كانت جت فيا مكنش هيزعل الزعل ده .
نظر لهم سيف بحزن و أردف .
_بوّظتوا الديكور يا كلاب .
أوقفه أنس و أحتضنه بضحك و أردف .
_خلاص يا سيف متشيلش في نفسك أوي كده ليجرالك حاجه هههه .
دفعه سيف عنه و هو حزين بحق و أردف .
_من هنا لحد ما أجيب نقاش يصلّح اللي بوظتوه .. مش عايز أشوف خلقت واحد فيكم فاهمين .
تشنجت ملامح رماح و أردف بتساؤل .
_بتتكلم بجد!
صرخ به سيف و أردف .
_من أمتى و أنا بهزر معاكم يعني .
_تحدث أنس سريعًا : إهدى يا سيف و متكبرش الموضوع دي حتة حيطه لا راحت ولا جت .
صمت سيف قليلًا و أردف .
_بس شكلها بقا وحش .
_رماح : يا عم هصلحالك علي حسابي .. متدوشناش بقا.
ْ
__________________________________________
ليلًا . .
بمكان ما و تحديدًا بالمكان الذي كان قد أتقف أنس مع ذاك المجهول في أن يلقاه هنا .. كان يقف رجل ما يبدو من ملابسه أنه شخص غامض .. كان يخفي وجهه عن أي مكان به كاميرات مراقبه .. ذهب بعيدًا عن الناس و قام بمهاتفة أحد .. حتي جائه الرد .
_عملت إيه! طمني .
_المجهول : مجاش .
_طب و بعدين !؟
_المجهول : مش عارف هحاول أتواصل معاه تاني أنا لازم أقابله .
_طيب طيب خلاص عرفنا أنك لازم تقابله متصدعنيش بقا .
_أقتضب الرجل المجهول و أردف : شكلي مش هخلص من تريقتك ... أقفل عشان مش عايز أقول كلام أندم عليه ، سلام .
و قام بإغلاق الخط في وجهه .
__________________________________________
ْ
أنهي كوب الليمون و وضعه علي الطاولة و تنهد ، فنظر له أنس و أردف .
_هديت!
أومأ له سيف و أردف .
_أه هديت .
أنس : أنا هروح لراجح .
_نظر له رماح و أردف : تبقي أكتر حاجه عملتها في حياتك صح يا أنس .
_نظر سيف لأنس و أردف بهدوء : يا أنس أنت دلوقتي متجوز و مخلف يعني لازم تشغّل عقلك ده شويه يا عم لو مش عشان صحابك أو أخوك أو مراتك يبقي عشان تيّم .
_أنس بحنق : ما أنا قولت خلاص غايرله .
نظر له سيف بإستنكار و رفع أحد حاجبيه و لم يتحدث ببنت شفة .. فتحدث رماح و أردف .
_نيجي معاك .
_أنس بهدوء : لأ لأ أنا هروح أتكلم معاه عشان نتفاهم و أعرف ليه كان مخبي .
أومأ له رماح في صمت ، فتوقف أنس من مكانه إستعدادًا للذهاب .
ْ
__________________________________________
ْ
خرج أنس من بيت سيف و علي وجهه شبح أبتسامة نصر و قليل من الراحة النفسية بسبب أنه سينفذ ما يفكر به ... هبط إلي سيارته و أستقلها و أدار محركها ليأخذها و يذهب إلي مكان و كأنه مقهي عام .. و عندما وصل أوقف سيارته و أخرج هاتفه ليتحدث مع ذاك المجهول و يخبره بأنه قد وصل إلي المكان ولكن بعد فوات المعاد بأكثر من ساعتين و أخبره أيضًا بأن يأتي فأومأ له ذاك الشخص و جاء سريعًا ... حتي توقفت سيارته بجوار المقهي .. أما أنس فقد هبط من سيارته ينتظر من ذاك الشخص أن يأتي فأنس يجهل شكله كليًا .. هبط الرجل من سيارته و ذهب تجاه أنس و توقف أمامه ليزيح عن وجهه البيزونت الذي كان يضعه عليه ليخفي معالم وجهه .. ظهر لأنس شخص من هيئته يبدو أنه لا يريد الشر أبدًا و أيضًا أستشف أنس من نظراته أنه علي عجلة من أمره .. تنهد ذاك الرجل و أردف .
ْ
_أفتكرتك مش هتيجي .
_أبتسم أنس و أردف : حصل مشكله كده .. بس أنا جيت في الآخر أهو .
نظر الرجل لوجه أنس البشوش و أردف .
_كنت هموت و أنا شايل ذنب بسببك .
_تلاشت تلك الأبتسامة و أردف : بسببي! ليه؟
أبتلع الرجل غصته و أردف .
_ينفع نتكلم في مكان أأمن من هنا .
ْ
شعر أنس بريبة من تصرفاته و تلفته يمينًا و يسارًا فأومأ له بهدوء ... كاد الرجل أن يتحرك من مكانه ولكن قبل تحركه جاء أحد ما و قام بإطلاق الرصاص تجاهه حتي أصيب برصاصة فسقط أرضًا ... نظر أنس في اتجاه الرجل الملثم و قام بإخراج سلاحه بسرعة فائقة و أطلق رصاصة أستقرت برأس ذاك الرجل فأنهت حياته سريعًا ... فنظر أنس إلي الرجل المهجول و جده أرضًا و يبدو أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة .. هبط إلي مستواه سريعًا ليأخذه و يذهب به إلي أقرب مشفي .. فدفع ذاك الرجل يد أنس و أردف بوهن .
ْ
_أنا جاي عشان .. أحذرك يا أنس .. خد بالك من أخوك و من نفسك .. في حد قريب منكم عايز الشر ليكم .. عايز يقتلكم ... في حد في بيتكم بيراقب تحركاتكم... "أبتسم بوهن و أردف" ... كده هقدر أقابل ربنا و أنا مرتاح .
ْ
أوقفه أنس عن الكلام و أخذه سريعًا و ذهب به إلي المشفي .. لم يعلم كم أخذ معه الوقت أو كم من الدقائق مضت .. و لم يعلم كيف إستطاع أن يدير محرك سيارته و يمضي بها بأمان .. لم يكن يفكر إلا في حديث ذاك الشخص ... أوقف سيارته و هبط منها حاملًا ذاك الرجل إلي أن وصل به داخل المشفي و وضعه علي ترولي ليأخذوه إلي داخل غرفة للعمليات سريعًا .. كان أنس يقف أمام ذاك الباب ... أخرج هاتفه و هاتف اللواء حامد ليخبره بما حدث و ذاك الشخص الذي قتله دفاعًا عن الآخر و أخبره بأن يذهب إلي المكان و يأتي بفرقته ليَتَحروا أكثر عن ذاك الشخص .. أومأ له اللواء بهدوء و أغلق الخط ... جلس أنس أرضًا و هو يحاول أن يضغط علي رأسه ليوقفها عن التفكير المزعج و الخيالات التي تأتي به و جميع أتهاماته لجميع أفراد الأسرة بأن من الممكن أن يكون أحد منهم هو الذي يريد أن يسبب الأذي له و لراجح .. تلا أيعقل أن تكون تلا هي التي تريد فعل ذلك إنتقامًا لطفلها ... هز رأسه بإنكار .. فأردف .. مستحيل أن يصبح حمزه هو ذاك الشخص ... لا لا كيف ذلك حمزه يعتبر أخ لهم و ليس مجرد صديق ... ولكن مَن بأمكانه فعل ذلك .. هاجر، أم أروي، أم دهب، أم رماح، مَن يا تري .
ْ
_أنس! أنتَ بتعمل إيه هنا .. فيه حد حصله حاجه؟
ْ
نظر أنس إلي مصدر الصوت فوجده أدهم .. سرعان ما تساءل في عقله .. أيعقل أن يكون ذاك الشخص هو أدهم .. ولكن كيف و أدهم أقل ما يقال عنه أنه طيب القلب و لطيف و حنون و أنس يعلم ذلك جيدًا و يعلم أن هذا الوصف ليس مجرد رياء بل هو حقيقة مثبتة عن أدهم و شخصه ... أحتقن وجه أنس و أرتجفت أطرافه .. تمني أن لم يذهب و يتسبب لذاك الشخص المسكين الذي بالداخل بالأذي .. هبط أدهم إلى مستوي أنس و وضع يده علي كتفه مردفًا بقلق جَليّ .
ْ
_مالك يا أنس فيه إيه ... مين اللي في العمليات .
نظر أنس ليد أدهم و ربت عليها بهدوء و أردف .
_مفيش حاجه يا أدهم .
توقف أدهم و مد يده لأنس ليوقفه و أردف و هو يجذبه .
_مين اللي في العمليات .
_واحد كان عمل حادثه في الطريق .
أكتفي أنس بتلك الكلمات ... صمت قليلًا و أردف .
_سامحني يا أدهم أنا ظلمتك .
_تعجب أدهم من تلك الكمات و أردف : ظلمتني!
ْ
أومأ له أنس و تحرك من المشفي ليذهب إلى الفيلا الخاصه به ليريح أعصابه قليلًا ... فذهب أدهم سريعًا خلفه و صعد إلي السيارة قبل أن يدلف إليها أنس و ترأس كرسيّ القياده ، فنظر له أنس بعدم فهم و أردف .
_إيه يا أدهم!
_أبتسم أدهم : أعصابك شكلها تعبانه .. تعالي أنا هوصلك .
أبتسم أنس براحة فهو حقًا يشعر بأن أعصابه قد تلفت مما رأي و سمع و من تفكيره و توقعاته .. أخرج مفتاح سيارته و أعطاها لأدهم و ذهب هو ليجلس علي الكرسيّ الآخر .. أبتسم له أدهم و أردف بهدوء .
ْ
_الحقير اللي ضايقك .. قولي بس هو مين و أنا أملصلك ودانه .
أبتسم له أنس و تنهد بثقل دون التحدث .. فأردف أدهم.
_تحب حضرتك يا أستاذ أنس بيه رأفت باشا تروح فين؟
ْ
أعتدل أنس في جلسته سريعًا و أردف في عقله .. رأفت!، نعم إنه رأفت .. أيوجد أحد أقرب مني أنا و راجح غير رأفت .. _ ولكنه ليس قريب بما فيه الكفايه إنه فقط قريب بالدم _ نعم هو .. عزم علي أن يذهب و يتحدث مع راجح في هذا الموضوع و جَزَم أنه لن يترك أخاه ليتأذي أبدًا .. نظر إلي أدهم و أردف .
_أطلع علي الفيلا يا أدهم .
أبتسم له أدهم و أدار محرك السيارة و أتجه إلي الفيلا .
ْ
__________________________________________
ْ
_حيوانات .. جايبنلي واحد ضميره صاحي عشان يعمل اللي أمرته بيه .. أديه كان هيودينا في داهيه .
ْ
هدر بهم ذاك الشخص بغضب ... كان يقف أمامه أكثر من ثلاثة رجال .. تقدم منه أحد و أردف .
=خلاص يا فندم هو دلوقتي يعتبر في عِداد الموتى .
_و إيه اللي يضمنلي .
تلجلج الرجل قليلًا و هز كتفيه .. فأردف ذاك الشخص الغاضب .
_تروحوا المستشفي اللي أنس وداه فيها و تجيبولي خبره .. بس الأول أتأكدوا بأي طريقه إنه مقالش حاجه لأنس .
أومأوا له في صمت .. فنظر إلي أحد رجاله و أردف .
_عليّ عايزك تعمل اللي تقدر عليه و توقع بين راجح و أنس .. و حمزه ... عايزهم يسيبوا راجح لوحده في الڤيلا عشان أقدر أنفذ اللي بخطتله مفهوم .
أوما له "علي" بإنصات .. فتحدث الرجل بغضب .
_راجح طول ما حواليه أنس و حمزه مش هنقدر نعمله حاجه .. هما بيستقوا ببعض و أنا لازم قبل ما أعمل أي حاجه أفكك العلاقه دي ... مش عايز دم في الحوار و أنا اللي هتصرف في الآخر .
ْ
__________________________________________
ْ
هبط أنس من السيارة و معه أدهم .. قبل أن يدلف إلي الفيلا وجد سيارة رماح تقف أمام الڤيلا فتنهد بضيق و نظر إلي أدهم لشكره .. فوجد أن أدهم يهبط من السيارة .. و نظر له و أردف .
ْ
_هروح أنا و رماح لسيف .. لو حابب تيجي معانا .
_أنس : لا مش هاجي .. أنا تعبان شويه و حابب أرتاح .
_أدهم : سلامتك يا أنس .. هبقا أتصل عليك عشان أتطمن .
أومأ له أنس بإبتسامه .
هبط رماح من سيارته و أردف .
_يلا يا أدهم .
أومأ له أدهم و ذهب في إتجاهه .. أما أنس فدلف إلي داخل الڤيلا .. كاد أن يذهب لراجح ولكنه نظر في ساعة معصمه فوجد أن الوقت متأخر .. تنهد بهدوء و عزم علي أن يخبره بهذا غدًا .
ْ
__________________________________________
مساء اليوم التالي .. و تحديدًا بمنزل حمزه .
كان يجلس حمزه مع هاجر و يحاول أن يمزح معها بعدما تسبب في هبوط عبراتها .
ْ
_حمزه : خلاص يا هاجر متعيطيش بقا .
هزت هاجر رأسها بلا و أردفت ببكاء .
_أنا عارفه و متأكده إنك مخبي عني حاجه .. يعني ده جزاتي عشان خايفه عليك .. تقوم تزعقلي بالطريقه دي .
_حمزه سريعًا : مش قصدي يا هاجر أزعقلك بجد ... "تنهد و أردف" .. عارفه أنتِ صح و أنا فعلًا مخبي عنك حاجه .
نظرت له هاجر بإهتمام و أردفت .
_شوفت .. يعني أنا عندي حق .
أومأ لها حمزه بتعب .. فأردفت .
_طب قول أنت مخبي عني إيه؟
_حمزه : مش هينفع أقولك .
_هاجر بحزن : ليه بقا؟ أنت مش مأمني .
هز حمزه رأسه بنفي سريعًا و بعدها أردف .
_أنا مأمنك ... بس......
صمت و لم يكمل حديثه .
_هاجر : بس إيه يا حمزه!
أدمعت أعين حمزه و لأول مرة و أعتدل في جلسته قليلًا و هو يحاول أخذ أنفاسه .. فأردفت هاجر سريعًا بقلق .
_مالك ... طب طب خلاص متقولش أنت مخبي إيه لو ده هيريحك .. أسفه بجد مش قصدي .
أبتلع حمزه غصته و أردف .
_لأ هقولك .
_قول ... ولا أقولك أستنى .
و توقفت عن مكانها لتذهب إلي المطبخ و تحضر كوبين من عصير البرتقال و جائت سريعًا لتعطي واحد لحمزه و الآخر لها .. أخذه منها و شرب القليل و أردف بدون أي مقدمات .
_عندي السكر .
ضحكت هاجر سريعًا و أردفت .
_يا سكر هههه .
نظر لها حمزه بعدم فهم و أردف .
_بتضحكي علي إيه!
ضحكت هاجر أكثر و أشارت له علي المشروب و أردفت.
_سكر إيه ما أنت بتشرب عصير أهو .
أرتشف حمزه القليل من العصير مرةً أخرى و أردف .
_مش مصدقه .
هزت له هاجر رأسها ، فأردف حمزه بضيق .
_خلاص متصدقيش أنتِ حره .
و كاد أن يرتشف القليل من العصير .. لولا هجوم هاجر عليه و هي تدفع الكوب بعيدًا عنه بقلق مردفه .
_أنت بجد عندك السكر!
نظر لها حمزه و هز لها رأسه بأجل ... فأبتسمت له هاجر و أردفت بهدوء .
_ .......
_حمزه بصدمة من حديثها : .....
ْ
__________________________________________
ْ
دلف أنس بِخطى بطيئة إلي غرفة راجح التي يؤدي بها تمارينه الرياضيه .. فوجد راجح يتمرن و هو يحمل الحديد .. فأتجه إليه و توقف أمامه و أردف .
ْ
_و لما أنت تعرف إن رأفت موجود في مصر مقولتليش ليه يا راجح .
نظر له راجح .. و ترك الأشياء التي بيده و ذهب إلي أنس مردفًا .
_مين اللي قالك؟
_أنس : مش مهم مين اللي قالي .. المهم إني عرفت .
غضب راجح من طريقة حديث أنس و تقدم منه حتي ........
دفعه أنس عنه و أردف ........
ْ
يـــــــــتبــــــــــــع ❁......
❁رحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓه أحـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓمٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓـٍٓد ❁...
أنت تقرأ
في الماضي ٢ 『رحلة ثلاثيني』
Mystery / Thrillerروايتي تتحدث عن أشخاص و لحظات تكاد تكون حقيقة ، نعم أعترف بأنها من وحي خيالي ولكنها أقرب من الواقع .. أتمنى لكم قرآءة ممتعه و دمتم في أمان الله🌍❤