الجميع يَلهون ويفعلون ما يريدونه إستغلالاً لـسفر مالك وغيابه عنهم..شامل الذي تُضرب بهِ الأمثال يجلس في أحد الحانات يرتشف الكحول كأس يـليه كأساً آخر يُحدّق أمامه بـحنق ونظراتٍ غير مفهومة!
من جهة أُخرى إصطحب مراد المُمرضة بينار بعد إنتهاء مُناوبتها في المشفى إلى أحد المطاعم الراقية ليتناولان العشاء معاً يُريد أن يشكرها على مُراعاته وإهتمامها به بفترة إصابته هكَذا أخبرها لـيُقنعها بالخروج معه يُفكر منذُ يومان كيف يُحاول الوصول إليها ولم يجد سِوى فكرة العشاء معها تمهيداً لِـما يُريد فعله
كانت بينار تنظر إلى القائِمة التي جعلتها الأسعار بها تُصاب بالدهشة فالطعام هُنا باهض الثمن رُبما تدفع نِصف راتبها لِتستطيع تناول وجبة واحدة في هذا المطعم،نفت تفكيرها السخيف بالتأكيد هو لن يُبالي بهذا فـهُو فاحش الثراء ومبلغ كـهذا لن يُؤثر على ثروته - ألا تخاف أن أقوم بـإفلاسك!! رفع إحدى حاجبيه وإبتسم بسخرية - لا بأس..أُطلبي ما تُريدينه وعاد ينظر لـقائِمة الطعام لـيشعر بها تنهض وتُمسك معطفها - دعنا نذهب لـمطعم آخر - عودي مكانك هذا جيّد وانا أُحبّه..هيا إجلسي تنهدت بـقلّة حيلة وعادت لمقعدها وامسكت بالقائِمة وإختارت أحد الأصناف المُتكونة من دجاج مشوي مع الصوص الحار والسلطة ليبتسم مراد ويُخبر النادل بأنّهُ سـيطلب مـثلما طلبت هي،شعرت بينار بالسعادة لفعلته كونه سيأكل ما ستأكله بينما حبيبها كنان لم يفعل هذا بينما كان يُجبرها على تناول ما يُحبه حتّى إن كان طعاماً لا تتناوله هي! ما فائِدة ذكره الآن شتمت بِداخلها لِكونها تُقارن بينهُما بغباء،أتى طلبهُما برفقة كأسان من البيرة وبدأ الإثنان يتناولا الطعام وهُما يتجاذبان أطراف الحديث بكل أريحية وكأنّهُما الوحيدان في هذا العالم
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
قطع أحاديثهُما صوتُ فتاة من خلفهِما تُنادي بِإسمه بينما هي تقترب منهُما - مراد كيف حالُك؟..لم أتوقع أن نرى بعضنا بعد هذهِ المُدة الطويلة أردفت بصوتٍ ماكر بينما تنظر لـبينار بعدم إهتمام فَـعقد مراد حاجبيه لِكونه لا يعرفها وأيضاً مجيئها الآن ليس مُناسب - مَن انتي!!؟..لا أذكر أنّني إلتقيتُ بك!! علمت الفتاة بأنّهُ لا يتذكرها لتبتستم بِسخرية قائِلة - يبدوا أنّ ما يقولونهُ عنك صحيح!..فَـأنت لا تذكر الفتيات اللواتي تقضي معهُنّ ليلة واحدة شعرت بينار بالغباء لوجودها الآن معه وكلام الأُخرى قد زاد الطين إبتلال بينما شتم مراد بِداخله وهُو يُحاول السيطرة على نفسه حتّى لا ينهض ويطبق وجهُها على الطاولة امامهُما الّلعنة على حظي ألم يسعها أن تظهر أمامي في وقت آخر من أين أتت الآن!! لا يتذكرها هذا صحيح فـهُو لا يحفظ وجوه الفتيات اللواتي يستمتع معهُنّ ويقضي لياليه برفقتهِن قلّب ملامحهُ للبرود قائِلاً - رُبما قُمتي بتشبيهي..حقاً لا اتذكرك.. هيا بينار لنذهب أنهى كلامه وهُو يضع الحساب وينهض يُمسك بيد بينار يجذبها خلفه تاركان تِلك الأُخرى تقف كـالغبية وحدها بعد كلماته التي أيقظت عفاريته النائِمة لتنظر لهُما بعدم إهتمام وتعود إلى مقعدها برفقة صديقاتها
