'part 12

411 13 2
                                    

صَباحاً كان مالك يجلس خلفَ مكتبه مُنتظراً يشرب قهوته وبعد عدّة دقائِق يدخل مُراد لِلمكتب وخلفهُ
"إيفا ديمرهالي"التي تنظر إليه بنظرة حذر ممزوجة بالكُره الواضح،فَـإبتسمَ بِخبثٍ وقال
- أهلاً مدام ديمرهالي تفضلي
جلست أمامه بِـقامتها الرشيقة تضع ساقاً فوق الأُخرى سائِلة
- ماذا تُريد سيّد بولوك
فَـأجابها بِـبرود
- من المُفترض أن اُقدم لكِ أسفي بِـشأن مَقتل زوجك
ومال رأسهُ إلى الجانِب يُضيّق عيناه مُتنهداً بِـملل
- إلّا أَنّني لا أشعر بالأسف لِـقتله!
فَـزمّت إيفا فمها بِغضب حتّى أصبح خطاً رفيع وكأنّها تُحاول كبح لِسانها من قول شيء لعين،وبعد ثوانٍ من الصمت قال لها مُبتسماً بِـسُخرية
- توقفي عن شتمي بِـداخلك وأخبريني الآن هل أنتي مُستعدة لِـرُؤية إبنتك؟
فَـإختفى الإقتضاب والإستياء من ملامح وجهها لِـيحل محلهُما اللهفة والشوق ولمعت عيناها الكبيرتان بالدموع
نظر لها بِـتمعن ولو لم يكُن واثقاً أنّها ليست إبنتهم لَأقسم أنّها إبنتُها فَـهُناك شبهاً واضح بينها وبين إيفا كلاهُما بِـشعرٍ بُني وبشرة بيضاء وعينان عسليتان وملامح وجهٍ فاتنة من يراهُما معاً لن يشك لِثانية أنّها ليست إبنتها
فَـنطقت بِنبرة صوتٍ مهزوزة مليئة بِعاطفة الاُمومة بعد أن بلّلت شَفتيها بِطرف لِسانها
- هـ...هل سـتدعني أراها!!؟..هل هِي بِـ...بخير؟!..كيف حالُها؟!
حرّك مالك رأسهُ قائِلاً
- لِـنذهب إليها
ناظِراً إلى ساعة مكتبه
- تكون الآن مُستلقية في الحديقة
وإستقام من مكانه وخرجا سوياً مُتوجهان لِلحديقة

وفِعلاً كانت بيلين تستلقي فوق العشب مُرتديةً جينز أزرق باهت وبلوفر باللون الأبيض
كانت مُستلقية بِملل فَـسمعت حينها صوتُ مالك يُناديها من الخلف نهضت تنظر إلى إبتسامتُه تِلك التي تجهل سببها!!
يسير نحوها فَـإبتعد جانِباً يُتيح لِلسيّدة إيفا المرور من أمامه عندها توسّعت عيناها شاهقةً بشدّة تضع يدها على فمها وركضت نحو والدتها تصرخ بشوق ولهفة
- اُمممي!..لا أُصدق هذهِ أنتي أُمي!!
والقت بِنفسها بين ذراعي والدتها وهِي تذرف الدموع وإيفا لم تتمالك نفسها وأخذت تُعانق إبنتها والدموع تملأ وجهها

أمسكت وجه إبنتها تُمطرهُ بالعديد من القُبل الحنونة وعادت بيلو تُعانق والدتها بِشوق وهِي تنظر لِـمالك الواقف خلفاً يُتابع الموقف بِصمت ووجهٍ جامد بِنظراته الهادئة فَـأُمئ لها وإبتعد تارِكاً إيّاها مع والدتها التي لم تراها مُنذ شهورٍ طويلة

  وبعد وقتٍ قصير من العناق والشوق
كانت بيلين تجلس فوق سريرها تُلقي بِرأسها داخل حِجر والدتها التي تعبثُ وتُداعب خُصلات شعرها بحنانها الذي تفتقده،لِـتسألها إيفا حينها بِـتردد
- كيف يُعاملك أَهُو يُؤذيك عزيزتي؟
بيلين فوراً وبِإندفاع
- لا أبداً!!..بالرُغم من أنّهُ بارد وقاسٍ إلّا أنّهُ يُعاملني جيداً فقط واجهتُ غضبه مراتٍ معدودة اولكنّهُ يُعاملني جيداً لا تقلقي
إيفا بِنبرةٍ حزينة - هل تعلمين أنّهُ هُو مَن قام بِقتل والدك؟
تصلب جسد بيلين لِذكرى الأمر وتذكرت حينها يوم مقتله أمام عيناها فَـقالت بعد تنهيدة عميقة
- أجل أعلم..وعلمت أيضاً كُل شيء حول أبي
وإبتعلت ألم غصتها قائِلة
- أبي لم يَكن رجلاً شريف يَ أُمي!!..جميعم رِجال سيّؤون يعملون بِأُمور تُخالف القانون حتّـ...حتّى مالك أقصد السيّد بولوك!
لم تستطع إِخبار والدتها بِما تُفكر فيه أو تُخطط له لِأنها تعلم أنّها لن تُوافقها لِخوفها مِن مكانة مالك الواسعة
نظرت إيفا لِإبنتها بنظرةٍ خائِفة سائِلتاً إيّاها
- هل تُحبيه إيليف!؟..أَهُناك علاقة بينكُما إبنتي!؟
تجمدت شِفاهُها لِهذا السؤال لم تتوقع أن تسألها والدتها عن شيء كَهذا أبداً،فَـقالت بِنبرة هادئة
- لا أُمي..لِما ظننتي ذلِك مالذي اَوحى بذلِك لكِ؟!!
تفاجأت إيفا فَـهِي علمت مُؤخراً بِما قام بهِ زوجها وهُو أمر جعلها تشعر بالخزي حين قام بِبيعها لِـمالك بولوك مُقابل الصفقة التي اَودت بِحياته ولكنّها بدأت تُفكر بِما يفعلهُ مالك إختطف إبنتهُم في لحظة غضب وقتل أباها تسأل نفسها
- إِذن لِماذا أرادها بولوك إن لم يَكن بينهُما علاقة!!؟
ونظرت لِإبنتها بِريبة سائِلتاً إيّاها
- عزيزتي إيليف..ألم يفعل لكِ هذا الرجل شيئاً!؟..هل يُجبرك علئ شيء أخبريني؟!!
فَـقالت لها بيلين بِنفاذ صبر وإحتدام
- لا أُمي لم يفعل لِي شيء ولِأجل أن أُريح عقلك من التفكير أنا لم اُشاركهُ سريره..لم أنم معه فقط قبّلنا بعضنا بِضع مرات لا أكثر وفي الحقيقة أُمي هُو يُعجبني!!
نظرت لها بِنظراتٍ مصعوقة وقالت لها بِنبرة غضب
- أَجننتي إيليف!!!؟..لقد قتل والدك كيف تُعجبين به!!؟؟
إكتفت بيلين بِـصمتها ورأسها بِحجر والدتُها

سَـتبقين لي | You will keep me 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن