'76 The End .

234 8 40
                                    


أتى مُنتصف الليل بـسواده الحالك وهُدوئِه الذي ملأ أرجاء هذا المنزل وبالأخص تِلك الغُرفة الخاصة بـبولوك وعائِلته الصغيرة

حيثُ كان يجلس فوق سريره مُحتضناً صغيره الشـهم نائِماً داخل أحضانه ينظر إليه بصمت مُتأملاً وجههُ البريئ وتِلك الملامح الصغيرة وكأنّهُ إلى الآن لا يستطيع تصديق أنّ هذا الملاك الصغير أتى من صُلبه

إبتسم إبتسامتهُ الهادئة مُقبّلاً أنفهُ ومن بعده وُجنتيه الصغيرتان ولكن ما إن رآه يتململ بـأحضانه مُنزعجاً توقف عن تقبيله خوفاً من أن يستيقظ

لـتأتي حينها بـيلو بعد أن قامت بـتبديل ثيابها لـأُخرى مريحة فـرأت عيناه التي لم يُشيحُ بهما عن إبنه مُنذ ساعة ونِصف
- يبدوا بأنّك للـتو إستطعت أن ترى كم أنّ شـهمنا وسيم
إلتفت ناظراً إليها مُبتسماً بـدفء لـيراها تقترب منهُما وتجلس بجانبه تحتضن ذراعهُ بـكلتا يديها الناعمتان واضعتاً فكّها الرقيق فوق كتفه الصلب تُشاركه النظر لـصغيرهِما النائِم
- لم أكن يوماً أتخيل أن تُصبح لي عائِلة..شكراً لـمنحي هذا الشعور بيليـن
إبتسمت بحب مُقبّلتاً كتفه بـحنانها تُخبره
- شُكراً لكَ أنتَ لـوجودك في حياتي
مال قليلاً بـرأسه جانباً مُقبّلاً رأسها قُبلة مليئة بالحب والشكر هامساً لها - لـيحميكُما الله لي
رُغم سعادته لا يعلم لِماذا يشعر بداخله بالخوف والقلق على إبنه ولكنّهُ يُحاول تجاهل ذلِك الأمر حتّى لا يجعلها تُعاني المزيد

من جـهة أُخرى توقف مراد أمام ذلِك المنزل الذي تمكثُ بهِ زوجته بعيداً عنه ، يحمل صغيرته النائِمة بين يداه لـيرى باب المنزل يُفتح وهِي مَن خرجت إليهِما فـفهم بأنّها كانت تنتظر بـقلق عودتهُ بـسافانا

إقتربت منه لـأخذها منه ولكنهُ اردف بـنبرة هادئة
- نائِمة لأضعها في سريرها حتّى لا تستيقظ وغداً يُمكنك رُؤيتها كما تشائين
أُومئت لهُ بصمت تُعيد تِلك الخُصلات المُتناثرة أمام عيناها لـخلف أُذنها مُتيحتاً لهُ الطريق لـيدخل ويضعها في سريرها مُقبّلاً كف يدها الصغيرة بـرفق ومُمسّداً بـيده شعرها الأشقر وعيناه تُحدّقان بها وكأنّها آخر ليلة يقضيها بـسعادة مع أميرته الصغيرة ، فـتنهد بـهدوء وأطفأ الأضواء تاركاً ضوءاً خفيف يملأ أركان غُرفتها الصغيرة كي لا تشعر بالخوف حين تستيقظ

وقبل مُغادرته المنزل نظر لـبينار التي كانت تقف جانباً مُكتفيتاً بالصمت والأسى منه يَكسوا ملامح وجهها الحزين
- أَيُـمكنُنا التحدث قليلاً ؟
تساءَل وبِداخله يتمنى أن تسمح لنفسها بالتحدث معه رُغم كل ما فعلهُ من سوء بـحقّها
- عن ماذا سنتحدث!!..لم تترك لي ولو القليل لـيجعلني أقبل بالتحدث معك مراد!!
- علينا التحدث بـينار فـهذا الحال لم أعد أحتمله!
إبتسمت بـسخرية تملؤُها الأسى - لِماذا!!..هل عاهراتُك أصبحنَ مُملات
- بـيناااار!!..كفى
- لا يُوجد ما يُمكننا أن نتحدث به لـذلك لـننفصل مراد فـهذا أفضل لـكلينا
ضحك بـهدوء كـالذي سمع لـتوّه أمراً ضاحك بينما بقيت تنظر إليه وعيناها بائِستان منه فـأتاها صوتُه البارد وتِلك الضحكة قد تلاشت منه - سبق وأن أخبرتُك بمصيرك أنتي زوجتي وسـتبقين كذلك حتّى يتحلل جسدك هذا تحت التراب
- أريد الإنفصال عنك مراد كُن رجلاً وأعطني حريتي
لم تشعر به سِوى وهُو يقترب منها ويقف أمامها يُخبرها أن تُعيد ما قالته حتّى يتمكن من سماعه جيداً ولكنّها لم تستطع النطق بـكلمة فقط تنظر إليه وعيناها تتلألأ بالدموع

سَـتبقين لي | You will keep me 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن