أيُّها البعيد عني
البعيد كثيراً كَـشيء لا يُرى!
والقريب مني القريب جداً كَـملمس يدي
أيُّها العالق في مُنتصف الطريق بيني وبينَ الأشياء!
لا أنتَ ترحل وأنساك ولا أنتَ تأتي..فـأجدك🖤_________
مرّت خمسة أيام وبيليـن في المشفى كان وضعُها في كل يوم يزداد سُوء بقيت بـجوارها سَيران تُحاول مُواساتها ولكنّها لم تجد منها أي رد فعل لم تتحدث ولم تذرف دمعة بعد أن إنهارت آخر مرة بل ولاذت لـصمتٍ مُريب ترفض التحدث مع أيّ أحد تقوقعت حول نفسها واضعتاً جاحز بينها وبين الجميع حُزنها يُسيطر عليها تلوم نفسها في كل ثانية على ما حدث وإجهاضها لِـتلك الروح البريئة التي رأت مُستقبلها بـها
بينما مالك في هذهِ الأيام تجنب رُؤيتها فقط يأتي للمشفى يسأل عنها طبيبتُها الجديدة ويُغادر دون التفكير لـوهلة أن يرى كيف حالُها الآن!!!
في حين بدأ مراد بالتعافي تدريجياً أصبح يسير على قدماه دون مُساعدة ولكن بشكل خفيف لازال يشعر بتِلك الآلام في ساقيه وبعض الضِمادات الصغيرة في جسده جروحها على وشك الإِلتئامالساعة "7:22 صَباحاً ..
في قصر مالك داخل مُحيطه الكبير ترجّل فريد الواصل للـتو من سيارته
طُرق الباب وهرعت إحدى الخادمات لـفتحه
- أهلاً سيّد فريد
أردفت الخادمة بإحترام بينما دخل فريد يُزيح نظارتهُ الشمسية عن عيناه - أهلاً..أين مالك؟..هل إستيقظ؟!
- لازال السيّد نائِم
- حسناً لا بأس..سـأصعد إليه
وما إن إستدار لـيتّجه نحو السلالم أوقفهُ صوتُ الخادمة تُخبره
- المعذرة منك..السيّد مالك ليس بـغرفته!
- أينَ هو إذاً!!؟
تساءَل مُعيداً أنظارهُ إليها
- خارجاً ينامُ في الجناح الآخر..فـمُنذ عودته من المشفى صعد مرة واحدة لـغُرفته وخرج منها آمراً أن ننقل جميع أشياؤُه الخاصة وثيابه إلى هُناك
فهم فريد أنّ مالك لم يستطع البقاء والنوم في ذات الغرفة التي تشاركاها معاً وقضى بها أيامهُ ولياليه بـرفقتها وبجانبهاتوجّه فريد للجناح الآخر من القصر لـيدخل إلى غُرفة نومه الجديدة والتي يـعمّها اللون الأسود من كل إتجاه
- أَيـنامُ هذا داخل مغارة!!!!!
أردف فريد بـخفوت وهُو ينظر إلى أرجاء الغرفة المُظلمة وإلى تِلك الستائِر السوداء الطويلة المُنسدلة فوق النوافذ وباب الشُرفة الزُجاجي كون الغرفة مُمتلئة باللون الأسود الذي هُو لون اثاث كُل ما بـداخل الغرفة
- مالك!!..هِهـييي مالك إستيقظ!!
يُناديه لـإيقاظه بينما إتّجه نحو الستائِر يُزيحها عن النوافذ لـدخول أشعة الشمس قليلاً وتُنير الأرجاء المُعتمة للغرفة
فتح مالك عيناه بـثقل وهُو يضع كفّه فوق عيناه مُتجنباً التصادم مع شُعاع الشمس الذي غطى سريره الأسود ذو الأغطية السوداء
- إستيقظ!..هل تُـهيء نفسك للـقبر!!!..ما كل هذا السواد!
- أرى حِس الفكاهة مُرتفع لديك!
أردف مالك وهُو يرفع جزأهُ العلوي العاري يستند بهِ على الوسائِد
- هل نسيتَ اليوم ماذا!!؟
مالك بـبرود - الإثنين لم أنسى!
فريد - ليسَ وقتُ المزاح!..تعرف ماذا أقصد اليوم هُو خروج الفتاة من المشفى إلى متى سَـتبقى تتجنب رُؤيتها!!؟
زفر مالك هواءَه يفرك وجههُ الناعس بِإهمال مُتحدّثاً بـبرود
- كُنت سَـأتصل بكَ لـأُخبرك ولكنّك أتيت..جيد
مد يدهُ للـمنضدة التي بِجانبه فتح أوّل أدراجها أخرج منه جواز سفر تُركي وتذكرتان سفر ألقاهُم فوق السرير وسط نظرات فريد الهادئة
- هذا جواز سفر جديد لـبيلين جوازُها السابق قد أُتلف في تِلك الليلة التي تمّ الهجوم بها على قصر ديمرهالي الّلعين..وهـذهِ تذكرتان لِـكندا إحداهُنّ لها والأُخرى لك..لا أثق بـغيرك لـذلك سـتأخذها أنت إلى هُناك
أنهى مالك كلامهُ وفريد كـالذي ينظر للـفراغ بتحديق مُحاولاُ أن يـعي ما سمعتهُ أُذناه الآن!
هل يتخلى عنها الآن!!!!؟
هذا أوّل ما أتى في ذِهنه - هل تُرسلها الآن لـإيفا!!!!؟
- أجل!
- لِماذا الآن!!!؟..بعد كُل شيء حاربتهُ لـأجلها سـتكتفي هُنا لهذا الحد!!!!
مالك بـبرود وهُو ينظر لـشاشة هاتفه - من الأفضل أن تذهب إلى والدتها الآن..لا طاقة لي لـرُؤيتها بعد الذي فعلته!
فريد بِنبرة مُستنكرة - سـتتخلى عنها الآن فقط لِأنّها خالفت رغبتك!!!!؟
- سـأتخلى عنها مُؤقتاً حتّى لا أكن سبباً في إيذائِها!
مسح فريد وجههُ بـإستياء يسير في الغرفة يميناً ويسار لم يُعجبه قرار مالك وإرسالها إلى والدتها وهِي في هذهِ الظروف الصعبة - تستطيع حمايتها مالك..لا تكسر الفتاة بعد أن تعلقت بك!..يكفيها فُقدانُها لإبنها لا تُصعب الأُمور عليها!!!
مالك - كيف سـأحميها وأنا الذي لم استطع أن احمي طِفلي الذي لم يـلد بعد!!!؟؟
فريد - لم تـكُن تعلم بـأمره!..إن كُنتَ تعلم لن تدع شيء يُصيبه توقف عن لوم نفسك وتراجع عن قرارك هذا!!
أنت تقرأ
سَـتبقين لي | You will keep me '
Romans[ You will keep me ] وإن تكاثرت النساء من حولي سَـتبقين لي"بيليـن" ..