'66 الـمنزل يحترق!

213 18 93
                                    


▪︎ في الـمشفى ..

تبقى على خروجها من هُنا أقلّ من إسـبوع
في هذهِ الأيام كان الجميع يزورها دوماً ويطمئنوا عليها حتّى أنّها إستطاعت رُؤية مـوتلو بعد أن أحضرتهُ لها سَيران في وقت إنشغال مالك بالعمل بـرفقة فريد

مالك الذي يعلم ما ينتظره فـقد أدخل نفسهُ بكارثة حين قام بـقتل عضو مُهم في المُنظمة كـيمان!
لقد دخل هذا العالم القذر لـأجلها وسيخرج منه لـأجلها ولكن عليه أوّلاً تصفية بقية حساباته ولذلك بدأ بـتفكيك أعماله تدريجياً ورفض أي صفقة تأتيه مِـمّا أثار ذلِك سخط الأعضاء داخل المُنظمة وإستغرابهم وبدأ الجميع يشعر أنّ طريقهم على وشك الإنحدار
كانت مُستلقية بين ذراعيه فوق سرير الـمشفى تتلاعب بـأنامل يده التي يضعها على بطنها فـكانت تودُ إخباره بِشيء إلّـا أنّها تردّدت فـإبتسم بـلطف يُمسد بطنها بـرفق يُخبرها بـنبرة هادئة
- هيا تكلمي..قولي ما يجول بـخاطرك!
إستدارت نحوهُ بـتمهل تعبث بـياقة قميصه مُتسائِلة
- كيفَ علمتَ بأنّني أَودُ إخبارك بِشيء!؟
فـإبتسم بِجانبية على حركاتها اللطيفة يُجيبها - لأنّني أعرفك أكثر من أي شيء آخر
فـمدّت اناملها لـوجهه تتحسس ذِقنه المُلتحي
- هل تُزعجك؟
- ما هِي؟..أَتـقصد ذِقنك!؟
أُومأ لها وهُو يتمعن النظر بـملامحها التي إشتاق إليها يُخبرها - لقد اهملتُها إلى أن نمت كثيراً
نفت لهُ بـإبتسامة جميلة - تُعجبني فـقد زادتك جاذبية
- هذا جيّد .. والآن أخبريني ماذا كُنتي تُريدين أن تقولي لي؟
- حسناً سـأُخبرك ولكن لا تسخر مني!
أُومأ لها حسناً فـتشجعت حينها لـتُخبره
- عندما كُنتُ هُناك مُحتجزة رأيت بعض الأشياء كانت تُداهم عقلي!..كنتُ أرى نفسي معكَ أنتَ ولكنّك بـعمر صغير وبرفقتنا فتى يُشبه فريد!!..لا أعلم لِـما كنتُ أتخيل ذلك دوماً!..ولكن ذلِك كان يبدوا حقيقياً لـدرجة أنّي كُنتُ سـأُصدقه!
خفق قلبه وإعتدل بـجلوسه يستمع لها بـإنصات وهُو يرى أنّها قد تذكرت كل شيء بينما تظن نفسها تتخيل ذلِك
- كُنتَ تُلاعبني وتُـسرّح لي شعري تربطُ خيوط حِذائي وتُطعمني!..وأُمور أُخرى كثيرة نعيشها في مكان كـالميتم
تسارعت نبضاته كم يودُ إخبارها بِأنّ كل هذهِ الذكريات حقيقة وليست خيال ولكنّهُ كبح رغبتهُ الشديدة بإخبارها وأجّل ذلِك لوقت آخر وفي مكاناً مُناسب غير الـمشفى

إبتسم لها بـلطف وغموض يُخبرها - إذاً حبيبتي إحتفظي بهذهِ الأشياء ولا تنسيها
فـإبتسمت لهُ ولكن سُرعان ما إختفت إبتسامتُها وحـلّ مكانُها ملامح الألم تضع يدها على جانب بطنها فـنهض فوراً يسألها بـتوتر - ماذا بك!!..مـالذي يُؤلمك!!!؟؟
وَوضع يده فوق يدها فـنفت لهُ بـرأسها - لا شيء حبيبي لا تقلق أنا بخير..هذا فقط صغيرك يتحرك ويركل وفي بعض الأوقات يُؤلمني ركله قليلاً
- هل هُو فتى؟
تساءَل بـنبرة هادئة فـأجابتهُ بثقة - لا أعلم..ولكنّني مُتأكدة من أنّهُ فتى..هُو يعيش بِداخلي وقاوم معي كل تِلك الظروف لا يفعل ذلِك إلّـا مَن كان يُشبه والده لـذلك فـهُو فتى يُشبهك وقوي مثلك
إبتسم من كلماتها هذه وعانق رأسها مُقبّلاً جبينها بكل حب ودفء

سَـتبقين لي | You will keep me 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن