الفصل الثالث والعشرون
(23)
" رسائل لن تصل لـ صاحبها "
أن تحب شخصًا ما ، يعني أن تؤمن أنك و من خلالِ حُبه ستصل إلى حقيقة ذاتك ، لذا أحببتك لأني قرأت بعينيك جوابًا صادقًا لحيرتي :
- من أكون؟!
••••••••
نعجز قبل أواننا بقدر الأيام التي نصمت فيها عما يُؤلمنا ، وعما تحفره سكاكين الليل على ملامحنا ، قضت عالية ليلتها فوق مراجل القلق الذى باتت توصله لأبواب السماء حتى أشرقت شمس يومها لتحرق صفحات الليل المؤلمة ، كانت تجلس على حافة الأريكة تقرأ وردها الصباحي في المُصحف الذي أهداه إليه حتى توقفت عند تلك الآية من سورة مريم التي لم تفشل لمرة في مواساة قلبها :
-"ولم أكن بدعائك رب شقيًا "
يقف مُراد أمام المرآة يرتدي " جاكت بدلته " السوداء بعدما انتهى من قفل ساعته حول معصمه ، دار إليها مُتسائلًا :
-يومك أيه النهاردة !
تآزر عليها الوجع لقلة حيلتها وقالت :
-مفيش !
توقف عن ارتداء سترته ووضعها مرة آخرى على طرف مخدعه بعد ما استشعر نبرة الحزن بصوتها ، اقترب منها موضحًا :
-عالية ، أنتِ مش محبوسة هنا ، بمعني ليكي حياتك ودنيتك وو
ثم جلس بجوارها مُكملًا بهدوء :
-أنتِ مش المفروض لسه فـ الجامعة ! مش بتنزلي ليه ؟! دي الامتحانات قربت .
بدا على وجهها الانزعاج وهي تُجيب بغموض يُثير الفضول :
-مش مهم ، أنا أصلا مش هدخل امتحانات السنة دي !
تجهم وجهه بامتعاضٍ :
-وده من أيه أن شاء الله !
تغلبت على ترددها وقالت بوضوح :
-بصراحة من وقت حوار الصور ده وأنا معنديش الجُرأة اروح الجامعة ، فـ قُلت يعني لو .....
لم يمنحها الفرصة لاستكمال قرارها الأحمق وقال بحزمٍ :
-قومي البسي يا عالية ..
سرت رجفة مباغتة بقلبها وهي تستفهم منه :
-ليه ؟!
حملق بعينيها صارمًا فـ قطع جذور قرارها الخاطئ وقال :
-هوصلك الجامعة ..
زامت شفتيها بدهشة وهي تهز رأسها يمينًا ويسارًا بـ رهبة :
-لا ! مش هينفع صدقني .
احتدت نبرته التي لا تقبل التراجع والرضوخ لأوهام العقل التي تخشى حديث الناس الذي لا يُقدم ولا يُؤخر ، نصب قامته القوية و أتبع بحزم :
-هستناكِ بره تكوني لبستي ، متتأخريش .
••••••••
-"أيه اللي لازم اشوفه بنفسي يا يسري! "
تلك الجُملة التي أردفها عاصي الذي يسير بخطوات واسعة مُتجهًا لفحص الكاميرات ، يتبع يسري خُطاه شبه راكضًا كي يلحق به وهو يقول :
-لما تشوف معاليك هتعرف بنفسك ..
وصل الاثنان إلى غُرفة الفحص ، أشار يسري للموظف أن يعيد تشغيل المقطع مرة أخرى ، تحرك شريط المقطع لـ يستعرض الحدث المُرعب الذي بدأ بوقوف " حياة " أمام باب غُرفة النزيل " قاسم صفوان " ثم الحديث الفقير بينهم قبل دخولها لغُرفته .
أنت تقرأ
" غوى بعصيانه قلبي "
Mystery / Thrillerولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
