الفصل الثالث والأربعون(13) ج 2
"كما تدين تُدان"
خبِّئ هذا النص في رفوف غفلتك للأيام القادمة ، وسيخبرك الزمن عنها حتماً ، إن لم يكن بنفس الموقف ، فسيكون بنفس الألم
فالشعور الذي تتركهُ في صدرِ أحدهم ، سيضعُ الله في صدرك شعوراً مثلهُ تماماً
فلا تمدَّ لغيرك سوى ما تحبُّ أن يُمدَّ إليك..••••••••
في تلك اللحظـة رن هاتفه فظهر اسم يسري ، رد بلهفـة كمن ينتظر خبرًا يهمـه :
-عملت أيه ؟خرج يسري من المستودع المُظلم وقال :
-قاسم صفوان تحت أيدي دلوقتِ .. تحب نخلص عليـه ..هتف بحماس :
-لا يا يسـري ، أنا جايله ..لاحظت تغيـر ملامح وجهه التي كانت تحاول إرضاءها إلى أخرى تكدس الغضب بداخلها ، نزع ساعته المعدنية متجاهلًا وجودها وفضولها ثم سترته السوداء التي وضعها على ظهر المقعد المُبطن ، خرجت عن صمتها متعجبـة :
-أنتَ بتعمل أيه ؟!
رد باختصار :
-واضح أنك مش حابة تخرجي مش هجبرك ، أغير هدومي بقى !تكدس الغضب بوجهها وعارضته بحدة :
-تغير فين ؟! دي أوضتي .. تقدر تروح تشوف لك أوضـة تانية تغير فيها ..انعقد حاجبيـه وهو يفحصها من رأسها للكاحل :
-الكلام ده ليـا ؟ردت بعفوية :
-لسـه متجننتش عشان أكلم نفسي !!دنا منها خطوة سُلحفيـة وهو يُجاريهـا :
-أيه الأسلوب ده بقا ؟!تحدته :
-هو ده أسلوبي لو كان عاجبك ..ارتدى ثوب دويدار الذي تعمد أن يتخلص منه أمامها :
-زفت .. أسلوبك زفت .. ولو متعدلش معايا هعدلك أنا يا حياة .-وأنت كمان ليـك عين تبجح ، يعني غلطان وبتبجح !!
ضرب كف على الأخر بنفاذ صبر محاولًا تمالك أعصابه :
-شوفي أنا دماغي فيها اللي مكفيـها ، عدي الليلة .وضعت يديها في خصرها بعناد :
-والله ! يعني أنا بقيت حمل تقيـل دلوقتي ؟ وايه اللي يجبـرك على كده !! أحنا نفضها سيرة خالص .تأفف بضيق :
-حيـاة ، أنتِ عايـزة أيه دلوقتِ !! أيه يراضيكي يا ستي وأنا هعمله .فكرت للحظات حائرة لا تدرك حالة المزاجيـة التي أصابتها ، ردت بقلة حيلة :
-مش عايـزة حاجة ..وقف أمامها بعد ما استجمع نفسه وركن غضبـه جنبـا ، تفوه بنبرة حنونة :
-لو زعلانة من حاجة أجليها لبكرة ممكن .. أنا مش هربان من نكد أجي لنكد ..ثم مرر أصابعه على وجنتها برفق :
-ممكن !سكنت دواخلها فجأة بقربه ، بانتشاءها لعطره ، للمساته السـاحرة ، لنظراته الجريئـة التي تطالعها بـ حُرية .. ضم كفها الرقيق كفه المتدلل على وجنتها وقالت بخفـوت :
-تمـام ..

أنت تقرأ
" غوى بعصيانه قلبي "
Mistero / Thrillerولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...