🦋الفصـل الثاني عشر 🦋
ألطف ما قيـل فـ وصف العلاقات المُريحـة :
-لم يشقيني في صحبته أتى إلى عمري ضمادًا لأيامي الجارحة..
وصل كلٌ من تميـم وشمس لـ شقـة نوران الكائنـة بأحد المنتجعات السكنيـة الراقيـة .. ترك تميم الحقائب من يده وأطرق متسائلًا :
-المفروض نعمـل دلوقتٍ .. !!
بدّ على وجهها الشحوب والهزل وقالت بصوت مُتعب :
-اقعد هنا وأنا هدخل الحاجات دي الفريزر وأبخر الشـقة وأشوف أيه كمـان ناقص وهعمـله ...
أسـدل جفـونه ممسكًا بيـدها كي يردف متسائلًا :
-حبيبتي ؛ متأكدة أنك كويسة !!
قفلت أناملها الناعمة على راحة كفه الخشن فانبثقت دمعـة من طرف عينيها وقالت بحزن وخيم :
-تميـم .. أنتَ آكيد واخد بالك الفترة دي أنا أد أيه متوترة وعصبية حتى مقصـرة في حقك أنتَ ومصطفى ..
كانت عيونه تشع بريق الاهتمام وهو يستمع إليها بتركيز شديد ، زحزحت أنظارها عن حزنهـا لترفعهما لسُحب عينيه الدافئة وأكملت منفجرة بالبكـاء :
-أنا حامل .. ومعرفش ده حصل أمتى وازاي وأنا مش مستعدة لطفل تاني دلوقتِ وو
قاطعهـا بلهفـة ممزوجة ببوادر الفرح :
-قولي تاني كده !! أنتِ أيه .. ؟
تقلصت أنظارها وهي تُشاهد السعادة المتنقلة في عينـيه غير مبالٍ لحُزنها ؛ فأتبع وهو يضم كفيها ويدنوها منه :
-أنا سمعت صح !! أنتِ حامل مش كده !!
أردفت بتيـهٍ :
-أنتَ مبسوط !! تميم فوق !! بقول لك أنا حامل ولسه ابننا مكملش الـ٨ شهور !!
انبسطت أساريـر وجههُ وتهادى صوته متحمسًا وهو يجثو على رُكبتيه ويضع مسامعـه فوق بطنهـا وكأن الخبـر هبط على صحراء قلبـه فـنبت زهرًا ، افترّ ثغره بضحكة خفيفة وهو يكرر سؤاله بصيغ مختلفة :
-يعني هنا جوه في أخ او أخت لمصطفى .. وأنا هابقى أبوهم ..
ثم غير وجهة الحديث ليُخاطب جنينها :
-صباح الخير يا بن الـ ** أنا أبوك عشان تحفظ ده الصوت كويس ، مش عايزك تتعب مامي لحد ما تيجي وتنور حياتنا ولما نروح هعرفك على أخوك صاصـا ..
ارتجفت أعينها ارتجاف ورق الشجر الذي يُداعبه المطر .. غرست أناملها في جدائل شعره الراسية عند بطنها وقالت بخوف :
-تميم أنا مش هقدر على حمل تاني الفترة دي ومش عارفة المفروض اعمل ايه ..
ثم زفرت كأنه صعب الأمر عليها :
-تميم ممكن نتكلم بالعقل ..!
وثب قائمًا بحماس متجاهلًا حزنها تمامًا .. سحبها من كفها لتستريح على أقرب مقعـد ثم طبع قُبلتين فوق رأسها وقال بصوت يملأه الحماس :
-ولا حركة .. بصي انا هعمل كل حاجة ابخر الشقة و اشيل الحاجات فالتلاجة المهم أنتِ تقعدي هنا متتحركيش ..
أنت تقرأ
" غوى بعصيانه قلبي "
Mystery / Thrillerولأنني امرأة مسرفة في مشاعرها ، أحببتك بقلبي كاملاً دون أن أدّخر منه شيئًا لأيام الحنين والغياب والاحتياج ، بتُ ملازمًا لقلبي كـ نبضه ، أحببتك في زمنٍ كذّبوا الحُب فيه، في وطنٍ يُعارض كُل شُعور، بين أُناسٍ يجهلون العاطفة، أَحببتك على أرضٍ جافّة، تحت...
