الفصل الرابع ج٣

29.1K 1.3K 114
                                        


🦋الفصـل الرابع 🦋

" لا مناص من عواصف الحُب "

هذه كانت أول جُملـة كتبتها بدفتر يومياتها قبل أن تعلن حُبها وشغفها المتوقد للكتـابـة ، جملة عفوية كُتبت بسن قلم فتاة مراهقـة واجهت أول خلاف مع حبيبها بسبب فستانها القصير الذي لم يرق له، كانت الكارثة كلها في شُحـه بكلمات المغازلة عند إقبالها إليه بلهفـة .. صفعها بندبة النقد وأنه لا يليق بحبيبته أن ترتدي فستانا مثل هذا وأعلن الخصام بينهما إثر عنادها وتمسكها برأيهـا وعزتها التي تمنعها من الرضوخ لأوامر بشـر انها ابنة المعلم قنديل المصري ..

وبعد ثلاثة أيام من وقتها و بما تشمله من ساعات جمح الشوق والحزن بقلبها الذي هُجر ولم تجد وسيلة لإرضاء كبريائها و للتعبير عن تلك النيران الحارقة بفؤادها إلا بالكتابـة .. ولقد كان .. باتت تعاني من نفس الألم مع اختلاف الموقف !

" عودة للوقت الحالي "

تسير بالشوارع بأعينها الضبابية التي لا ترى إلا الخذلان والهزيمة .. لقد كسرت عواصف الحُب جناحي الفراشة التي ظلت طويلًا تحافظ عليهما ، حلقة مفرغة من مزيج أحداث الماضي والحاضر للحد الذي تمنت فيـه لو لم تكبر أبدًا وظلت سجينة ذلك الفستان القصير وملازمة الشُرفة لتلصص النظر من حبيبها السري ..

أصابها دوار الانكسار فجلست على أقرب مقعد عام قابلها وأخرجت هاتفها كمحاولة أخيرة لإنقاذ حُبها .. تفقدت قائمة الأسماء حتى عثرت على مبتغاها .. صوت رنين الاتصال كان يتناسب طرديًا مع دقات قلبها حتى ردت متلهفة :

-حنان !! معاكي حياة المصري فاكراني!! كنتِ متابعة حالتي من ٦ شهور ..

عقدت الممرضة حاجبيها محاولة منها للتذكر :

-مدام حياة !! مش حضرتك مراة عاصي بيه صديق الدكتور فكري !

ردت ملهوفـة :
-ايوة أنا .. الحمدلله إنك افتكرتي .

جاملتها الممرضة قائلة :
-أحنا مانقدرش ننسى الناس الحلوة زي حضرتك .. أومري ..

صمتت لبرهة وكأنها تريد أن تغتال صوت القلق بداخلها :
-قوليلي ؛ أنتوا الطبيعي في المستشفى عندكم بعد عملية الإجهاض ، الدكتور بيعلق وسيلة منع حمل للمريضة عشان ... عشان صحتها وكده لحد ما تسترد عافيتها الأول ..

ثم زاحت خصلات شعرها عن وجهها بارتباك ملحوظ:
-كنت سمعت حاجة زي كده !!

قلبت الممرضة في سجل المرضى اللاتي تابعت حالتهن حتى عثرت على التقارير الخاصة بحالة حياة ، أخذت تتطلع عليها بأعينها الصامتة ثم قالت بتلقائية :

-لا يافندم ، المستشفى متقدرش تعمل حاجة زي كده بدون رغبة المريضة ..

تأرجحت أعينها المسابحة في الدموع :
-كنت لسه عند دكتورة النسـا واتفاجأت بالموضوع ده ، عشان كده بسألك ؛ ممكن تكون حاجة طبيعية او سيستم المستشفى ..

" غوى بعصيانه قلبي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن